1916 / 1991 هو الحبيب بن الحاج خليفة الشطي. مناضل ورجل سياسة. ولد بمساكن يوم 9 أوت 1916. زاول تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه مساكن وفي مرحلة ثانية بالمدرسة الصادقية بتونس العاصمة. دخل الميدان الصحفي سنة1937 وكتب بجريدة الزهرة ثم تولى رئاسة تحرير جريدة الصباح اليومية منذ نشأتها سنة1951. ساهم في النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي واعتقل سنة1952 و1955. تولى إدارة ديوان رئيس الوزراء الطاهر بن عمار. واختير في عام 1955 مديرا للإعلام في أول وزارة تونسية تكونت بعد الاستقلال الداخلي. ومن سنة1958 إلى سنة1972 تولى مهام سفير للبلاد التونسية في عدة دول. ثم تولى في بداية السبعينات إدارة ديوان رئيس الدولة الحبيب بورقيبة. وفي14 جانفي سنة 1974 عُيّن وزيرا للخارجية التونسية وبقي في منصبه إلى 24جانفي سنة1977. ثم انتخب بالإجماع أمينا عاما لمنظمة المؤتمر الإسلامي –ومقرّها جدّة بالمملكة العربية السعودية- منذ أكتوبر 1979 إلى سنة1984. ومن نشاطه عقد مؤتمري قمّة أوّلهما بمكة المكرمة سنة1981 وثانيهما بالدار البيضاء سنة 1984. كما عقد ما لايقلّ عن عشرة مؤتمرات لوزراء الخارجية. وبعث أثناء فترته عدّة مؤسسات متخصصة في الميادين السياسية والإقتصادية والثقافية والعلمية. والمشهور عنه أيضا خلال توليه أمانة المؤتمر الإسلامي محاولاته الصلحية بين العراق وإيران في بداية الحرب التي دارت بينهما، واشتهرت أحاديثه مع الإمام الخميني (زعيم الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه إمبراطور إيران). كما تولّى منذ 1984 رئاسة جمعية الإسلام والغرب ومقرها باريس. كان كثير الحيوية والنشاط ومعتزا بأصله من مساكن. وكانت له مساهمات في النهضة الثقافية بالبلاد التونسية. وزيادة على نشاطه الصحفي فقد اشترك في ترجمة كتاب افريقيا تسير للمؤرخ الفرنسي شارل أندري جوليان. وأصدر كتابا جمع فيه مختلف خطبه التي ألقاها وهو رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي وأطلق عليه عنوان الأمّة الإسلامية في مواجهة تحدّيات العصر-خطب وكلمات-، نشر المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، جدّة. وفي آخر حياته كتب مذكّرات شخصيّة تحدث فيها عن تجاربه الوطنيّة والعالميّة، وسمّى الجزء الأول منها "من مساكن إلى جربة". ومما جاء في مذكّراته رؤيته إلى الوَحدة مع ليبيا وخاصّة أنّه كان طرفا فاعلا –إلى جانب الوزير الأول الهادي نويرة- في إيقاف المعاهدة المبرمة بين الرئيسين الحبيب بورقيبة و معمر القذافي الوحدويّة بجربة المؤرخة بـ12جانفي1974. ومنها أيضا حديثه عن تجربته الصّلحية بين إيران والعراق... ولا شك أنّ طبع هذه المذكّرات مفيد جدّ نظرا لخبراته وتجاربه في الميدان السياسي داخليا وخارجيا. أمّا نشاطه المحلّي فيتمثل في تولّي رئاسة مجلس بلدية مساكن بين 1975و1980. توفّي الحبيب الشطي يوم الأربعاء 6 مارس1991 بمستشفى لابيتيي سالباتريار بباريس إثر عملية جراحية على القلب المفتوح. وأعيد جثمانه إلى تونس ودفن بمقبرة سيدي عبد العزيز بالمرسى.
المراجع: الترجمة الواردة في كتابه الأمّة الإسلاميّة في مواجهة تحدّيات العصر، وعدّة مقالات بجريدة الصباح، وبوذينة، مشاهير التونسيين، 166-167، وفي مواضع متعدّدة من كتاب الطاهر بلخوجة، الحبيب بورقيبة، سيرة زعيم، تونس، دون تاريخ. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
بوابة تونس: تصفح مقالات ويكيبيديا المهتمة بـتونس. |