الجوف مدينة سعودية تقع في منطقة الجوف ويبلغ عدد سكانها 114,000 نسمة.
تعتبر منطقة الجوف ذات تاريخ عريق تغوص جذوره في أعماق التاريخ حيث مرت بجميع العصور التاريخية وعاشت فيها حضارات إنسانية كثيرة وهي من أغنى مناطق المملكة العربية السعودية بالآثار والرسوم والنقوش والكتابات والأبنية المختلفة.
وقد أورد الدكتور حسن السندي في مجلة أطلال بحثاً عن الدراسة الجيولوجية لعمر ما قبل التاريخ في منطقة الشويحطية في منطقة الجوف مؤكداً أن العديد من الأدلة الأثرية تؤكد فكرة وجود عدة أجيال من الحياة البشرية في هذا الجزء من العام منذ مليون ونصف المليون سنة على الأقل وتشير الأدوات وطرقة صنعها إلى أن منطقة الشويحطية كانت موطناً للعديد من الأجيال البشرية في أربع فترات على الأقل من العصور الحجرية.
كما نشر في مجلة أطلال بحثاً بعنوان: "الهجرات المبكرة التي تمت في العصر الحديث الأدنى (البلايستوسيني) داخل المملكة العربية السعودية للدكتور نورمان هويلن والدكتور ديفيدبيز، وخلاصته أنه في أوائل ربيع عام 1985م أرسلت الإدارة العامة للآثار والمتاحف في الرياض فريقاً من الأثريين إلى موقع الشويحطية بالجوف بالمملكة العربية السعودية فاكتشف الفريق موقعاً فيها جمع الفريق منه 97 قطعة من الأدوات الحجرية ظهر أن 57 أداة منها تبدو بالغة القدم وأنها مشابهة من حيث النوع والتواتر الزمني للأدوات الحجرية التي اكتشفت في شرق أفريقيا وتتكون أساساً من الحصى والرقائق المصنوعة من الكوارتزيت مطلية بطبقة سميكة من غشاء العتق.
وقد شجع ذلك إدارة الآثار على إرسال بعثة إلى قرية الشويحطية للقيام بمزيد من تقصي الحقائق في عام 1985م حيث قضى الفريق قرابة الشهرين في الموقع وعثروا على خمسة عشر موقعاً آخر مساوية من حيث القدم للموقع السابق.
والستة عشر موقعاً قريبة من بعضها حيث يبعد الموقع عن الآخر حوالي 400م.
وقد جمع الفريق ما مجموعه 1884 قطعة من الملتقطات السطحية من هذه المواقع ووجد أن 1517 قطعة منها بالغة القدم وجميعها أدوات حجرية وبقايا آدمية وحيوانية وأنها تغطي السنوات الأولى من عمر الإنسان وقدرت أعمارها من مليون وتسعمائة ألف سنة إلى مليون سنة.
لقد تم تأكيد هذه التواريخ بواسطة البوتاسيوم – أرجون وتتبع الأنشطار والحدود المغناطيسية القديمة وكانت الأدوات التي عثر عليها مختلفة منها السواطير بأشكال مختلفة ومنها أدوات قرصية الشكل وكروية الشكل وشبه كروية وثنائية الوجه ومنها ما هو على شكل مكشط ومنقاش ومخرز ومطرقة حجرية ونواه حجرية ورقائق مستعملة وغير مستعملة.
ويقول الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب:
تعد منطقة الجوف من أغنى مناطق المملكة العربية السعودية بالنقوش القديمة مثل الثمودية والنبطية والإسلامية المبكرة والإغريقية وأن منطقة الجوف قد شهدت خلال الفترة الثمودية المتأخرة ازدهاراً اقتصادياً واستقراراً سياسياً دفع هذه القبائل إلى الاستقرار فيها.
يعود تاريخ الجوف إلى أكثر من أربعة آلاف عام حسب الشواهد التاريخية القائمة ومنطقة الجوف عموماً والجوف خصوصاً منطقة زراعية وفيرة المياه تشتهر بزراعة النخيل (500,000 نخلة) والزيتون (5,000,000 شجرة) إضافة إلى المنتجات الزراعية الأخرى حيث بلغ عدد المزارع (7600 مزرعة) وعدد المشاريع الزراعية (300مشروع).