الرئيسيةبحث

الجامعة الأسمرية للعلوم الإسلامية

تقع الجامعة الاسمرية للعلوم الإسلامية في زليتن - ليبيا

تم تأسيسها في 1993 وأنشئت كجامعة سنة 1994 . وتتبع اللجنة الشعبية العامة للتعليم العالي .

يلتحق بالدراسة في الجامعة لتحضير درجة الشهادة الجامعية الليسانس في مجال تخصص الطلبة من حملة الثانوية الشرعية ( علوم اجتماعية شعبة الشريعة ). ومدة الدراسة بها أربع سنوات .

كما يلتحق بالدراسة في الجامعة لتحضير درجة الإجازة العليا الماجستير في مجال التخصص الطلبة من حمله الشهادة الجامعية الليسانس (شريعة – قانون – لغة ) كما تمنح الجامعة درجة الإجازة الدقيقة (الدكتوراه) لحملة الإجازة العليا (الماجستير الإجازة العليا (الماجستير ) في مجال التخصص من خريجيها أو من خريجي الجامعات المناظرة لها .

لغة التدريس بالجامعة الأسمرية هي اللغة العربية، ويبلغ عدد كلياتها أربع كليات وهي كلية الشريعة والقانون، كلية أصول الدين، كلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية، كلية الدعوة والإمامة والخطابة. وبلغ إجمالي عدد الطلاب في مرحلة الإجازة الجامعية للعام الدراسي (2004-2003) 1117 طالبا منهم 336 طالبة وفي مرحلة الإجازة العليا ( الماجستير ) 39 طالبا.

وصلات خارجية


كلية الشريعة والقانون

إذا ما أردنا الحديث عن أية مؤسسة علمية، وأثرها في توظيف توجهاتها وفاعلية دورها في تزويد المجتمع بالأطر المؤهلة، فلا بد لنا أن نرجع إلى أسس وجذور هذه المؤسسة والوقوف على ما يقدمه العاملون بها من إبداعات تتناسب مع ما يؤمله القائمون عليها. والحديث عن كلية الشريعة والقانون، ضمن الجامعة الأسمرية، حديث طويل يتردد صداه في أعماق التاريخ، وتعود بداياته إلى خمسة قرون وأكثر من الزمن، وتحديداً إلى تأسيس العالم العارف بالله الشيخ عبد السلام الأسمر الفيتوري زاويته بمدينة زليتن، في القرن العاشر الهجري، والتي كانت تمثل البذرة الأولى، والخطوة المباركة على طريق التواصل الثقافي، والتقدم العلمي الذي يعتمد على الرصيد الزمني من خلال أجيال، كرست حياتها لحفظ كتاب الله وتحفيظه وتلاوته وتأديب النفوس وتنوير العقول بالعلوم الإسلامية، من قراءات وتفسير وفقه وتوحيد وحديث ولغة وأدب، في تناغم مع مراكز الحضارة الإسلامية وجامعاتها، كجامعة الأزهر في مصر، وجامعة الزيتونة في تونس وغيرهما.

لقد بدأت هذه المؤسسة العلمية ببث إشعاعاتها العقدية والروحية من خلال المنهج الجهادي التعليمي الذي انتهجه الأسمر في زاويته، والذي أثمر فيما بعد، عن تطور الجانب التعليمي مما أدّى إلى ظهور الحاجة إلى إنشاء المراحل التعليمية حيث أنشأت (المرحلة الأولى، والمرحلة المتوسطة والنهائية يتدرج فيهما الطالب حتى يتحصل على الإجازة التي تؤهله لدراسة منهج أقوى وأوسع)، وكانت هذه المؤسسة حريصة كل الحرص، وفي ضوء إمكانياتها المادية، على توفير الكتب المنهجية للدارسين.

وظل هذا المنهج قائماً حتى سنة 1356ـ1937 ف، وخلال هذه السنة استحدثت المؤسسة نظاماً جديداً استمدت مقوماته من الأنظمة التعليمية المعمول بها في جامع الزيتونة بتونس، كما اعتمدت كتباً منهجية جديدة على غرار ما هو سائر في هذا الجامع، واستمر هذا النظام قرابة العقد من الزمن، ثم تمَّ استبداله بنظام آخر، يشابهه إلى حد ما هو نظام الأزهر، قبل تنظيمه الحديث، وقد جاء هذا التغيير ثمرة لجهود بعض العاملين في هذه المؤسسة العلمية الشرعية. ومع تقادم الزمان تطور الأمر أكثر، حتى جاءت اللحظة المباركة المتمثلة بزيارة الأخ قائد ثورة الفاتح العظيم لمنارة الشيخ عبد السلام الأسمر في يوم جمعة 24 رمضان 1404 و.ر الموافق 24/2/1995ف، فجعل من هذه الزاوية المتواضعة بأحكامها البسيطة، جامعة إسلامية تضاهي أكبر الجامعات الإسلامية في العالم، وضمن هذه الجامعة أنشأت كلية الشريعة والقانون التي تمثل رأس الهرم بالنسبة لغيرها من الكليات.

وهي رأس الهرم؛ لأنها تمثل امتداداً علمياً وتواصلاً حضارياً لدور زاوية الشيخ عبد السلام الأسمر الفيتوري، لتكون هذه المؤسسة سداً منيعاً يقف في مواجهة التحديات قديماً وحديثاً، وكما عبّر عن ذلك الأخ القائد بقوله: (من أجل بعث هذا التراث العظيم لنتزود كقوة روحية لرفع روحنا المعنوية في مواجهة هذه التحديثات الجديدة والقديمة أيضاً نعلن عن إشعال هذه الشعلة ..). ومنذ هذا الإعلان المبارك عن بناء الجامعة الأسمرية وإنشائها، وعمودها الفقري (كلية الشريعة والقانون)، أخذ الراغبون في حمل مشاعل النور والهداية من وطنيين ووافدين يتهافتون وبأعداد كبيرة، على هذه الكلية بقسميها (قسم الشريعة: شعبة أصول الفقه وشعبة الفقه الإسلامي، وقسم الشريعة والقانون)، والتي كان من أهدافها:

1. العناية بتدريس القرآن الكريم وعلومه.

2. الاهتمام باللغة العربية وآدابها.

3. حماية العقيدة الإسلامية من التيارات المخربة.

4. الاهتمام بالتراث الإسلامي من خلال تحقيقه ونشره.

5. الإشراف على المنارات الشرعية ومتابعتها وتوجيهها. وغير ذلك.

وأنشأت الكلية قسماً للدراسات العليا ممثلاً بالعديد من الشعب، منها على سبيل المثال: (شعبة الفقه الإسلامي، وشعبة أصول الفقه) وقد انتظمت الدراسة فيهما، وانضم إليهما العديد من الطلاب الذين تتزايد أعدادهم كل سنة. ولم يقتصر دور كلية الشريعة والقانون على ذلك، بل إن نشاطاتها كثيرة ومتعددة، فلها اليد الطولى في المشاركة في الندوات العلمية والفلكلورية والمواسم الثقافية التي تقيمها الجامعة الأسمرية، إيماناً منها بالنهوض برسالتها الإنسانية الدينية الخالدة.

وها هي تدخل عامها التاسع بثوابت راسخة أصيلة، وسعي حثيث طموح، مخرجة العشرات من حاملي العلم الشرعي، متمثلاً فيهم قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين).