الرقاقات الراديو لاسلكية أو التعرف بترددات الراديو Radio Frequency Identification واختصاراً تعرف بـ RFID.
تقنية ( RFID ) و تعني ( تحديد الهويه بإستخدام موجات الراديو ). و التقنيه عباره عن تحديد الهويه بشكل تلقائي بالاعتماد على جهاز يسمى ( RFID Tags ). هذا الجهاز ( RFID Tags ) عباره عن كائن صغير يمكن ادراجه بالمنتجات او الحيوانات او الانسان. يحتوي هذا الكائن على شريحة مصنوعه من السيلكون و هوائي ( انتينا ) لكي يستطيع استقبال و إرسال البيانات والاستعلامات من خلال موجات الراديو.
فهرس
|
منذ مدة بدأت ثورة في أنظمة التعريف الآلية باستخدام الترميز بالأعمدة ( Barcode ) حيث تم استخدامها بشكل كبير في كافة الأنظمة الصناعية والاستهلاكية وذلك لتأمينها قراءة آلية ورخص تكلفتها. ولكن مؤخراً بدأ يظهر عجز هذه التقنية في بعض التطبيقات لقلة المعلومات الممكن تخزينها و عدم قابلية إعادة البرمجة و ضرورة مواجهة اللاصقة إلى الماسح و عدم إمكانية قراءة أكثر من لاصقة في نفس الوقت وعدم إمكانية إعطاء رقم مستقل لكل وحدة وإنما يعطى رمز واحد لكل وحدات النوع نفسه. نشأت فكرة الرقات اللاسلكية في بداية السبعينات، ومع التقدم التقني الكبير في مجال الشرائح الالكترونية وانخفاض ثمنها في السنوات الأخيرة أصبحت الرقاقات الإلكترونية البديل الأمثل في نظم التعريف الآلية. وأكثر أنواع نظم التعريف الآلية المستخدمة اليوم هي البطاقات الذكية التي تعتمد على التلامس مع القارئ للتواصل، مثل بطاقات الهاتف والبطاقات البنكية. ولكن الاتصال الميكانيكي بين القارئ والبطاقة غير مناسب من الناحية العملية. إن التواصل دون التلامس مع القارئ يؤمن مرونة عالية في الكثير من التطبيقات، حيث تعمل الرقاقات على إصدار اشارات رقمية تنتقل عبر موجات الراديو القصيرة والطويلة و يقوم جهاز المسح أو الأقمار الإصطناعية على إيجاد هذه الإشارات و تحديد مكان و نقطة صدورها، ولهذا السبب يطلق على هذه التقنية "التعريف بترددات الراديو" (Radio Frequency Identification) واختصاراً تعرف (RFID)، وفي السنوات الأخيرة ازداد انتشار تطبيقات أنظمة RFID بشكل واسع [1].
في السنوات الأخيرة أصبحت وسائل التعريف الآلية منتشرة في العديد من التطبيقات العملية لتأمين معلومات كافية عن الناس أو السيارات أو المنتجات الصناعية وهي في حالة حركة عادية دون إيقافها. في هذا البحث سيتم بإذن الله شرح تكنولوجيا الرقاقات اللاسلكية و هذه التكنولوجيا تعتمد على تقنية بدأت بالانتشار حديثا تسمى RFID. فما هي هذه التقنية وما هو مبدأ عملها و أشكالها واستخداماتها؟ ، هذا ما سنحاول هنا مناقشته وتوضيحه.
في العام 1946م قام "ليون ثيرمن" باختراع أداة تجسس لصالح الإتحاد السوفيتي السابق تقوم بإعادة إرسال موجات الراديو المدمجة مع الأمواج الصوتية. يلتقط حجابٌ حاجزٌ الموجات الصوتية و يتذبذب بفعلها مما يؤدي إلى تغيير أو تعديل حالة قارئ الذبذبات و الذي بدوره ينظم ذبذبة الإرسال المنعكسة. بالرغم من أن هذه الأداة كانت جهاز تنصت سري سلبي و ليس بطاقة تعريف فهي تعتبر المقدمة لاختراع بطاقات التعريف بموجات الراديو RFID. مصادر أخرى تذكر أن تكنولوجيا RFID كانت موجودة منذ العام 1920 علماً بأن مصادر أخرى تحدد أن الستينات كانت البداية الأولى للتّعرف على هذه التكنولوجيا. و يقال أن بريطانيا استخدمت هذه التكنولوجيا في طائراتها في العام 1939م للتفرقة بين العدو و الصديق.
حدثٌ آخـر يعتبر أسـاسـاً لبداية تكنولوجيا RFID هو البحث البـارز الـذي قـام "هـاري سـتوكمان" بكتابته في العـام 1948م بعنوان "الإتصال بواسـطة القـوة المنعكسـة" (Communication by Means of Reflected Power) ، و الذي أقّر فيه أن أبحاثاً و أعمالاً تطويرية يجب أن يتم تنفيذها قبل حل المشاكل الأساسية المتعلقة بالإتصال بواسطة القوة المنعكسة و قبل استكشاف حقل التطبيقات المفيدة في هذا المجال.
و في العام 1973 قامت الولايات المتحدة بتسجيل براءة إختراعٍ للمخترع "ماريو كاردولو" يعتبر السلف الحقيقي الأول لتكنولوجيا RFID، و هو جهاز استقبال و إرسال إذاعي سلبي يحتوي على ذاكرة. الجهاز الأولي كان سلبياً يعمل بواسطة إشارة استجواب و كان يحتوي على جهاز إرسال و استقبال بذاكرة سعتها 16بت الهدف منه حساب الخسائر، وقد قام المخترع بعرضه على سلطة ميناء نيويورك و مستثمرين محتملين في العام 1971م. براءة اختراع كاردولو الأصلية غطت استعمالات موجات الراديو باستخدام الصوت و الضوء كوسط ناقل و قد أظهرت خطة العمل الأصلية التي عرضت على المستثمرين في العام 1969م إمكانية استخدام الإختراع في وسائل النقل، الأعمال المصرفية، الأمن و الطب.
أول ظهور للقوة المنعكسة كان عبارة عن رقاقات RFID سلبية و شبه سلبية قام كل من “Steven Depp” و “Alfred Koelle” و “Robert Freyman” بصنعها في مختبر Los Alados العلمي في العام 1973م. النظام المتنقل عمل على تردد قدره 915 ميجاهيرتز و استخدم بطاقات بيانات سعتها 12بت. و أول براءة اختراع مرتبطة برقاقات RFID سجلت في الولايات المتحدة الأمريكية باسم “Charles Walton” في العام 1983م [2].
للتعرف على مبدأ عمل رقاقات RFID علينا أن نتعرف على أجزائها أولاً. تكنولوجيا RFID تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية هي: 1. البطاقة التي تحتوي على جهاز الإرسال والمعلومات. 2. جهاز القراءة و الإرسال. 3. برامج الحاسوب و قواعد البيانات.
رقائق الـ RFID تكون على شكل بطاقات يمكن لصقها أو تثبيتها على الأشياء، و هذه الرقائق الصغيرة جداً تحتوي على هوائي لاستقبال الموجات و الذي يكون على شكل سلك رفيع ملفوف داخل البطاقة.
يقوم هذا الهوائي باستقبال الموجات المغناطيسية الصادرة من جهاز القراءة و يشغل الدارة الإلكترونية الموجودة داخل البطاقة و التي بدورها تبدأ عملية البث اللاسلكي للقارئ و تصل المعلومات عند نقلها إلى جهاز الحاسوب أو الشبكة في النهاية. كما ذكرنا سابقاً فإن بطاقات RFID تحتوي على ذاكرة بخلاف الرقم المرمز Barcode الذي يحتوي فقط على رقم يرسل للقارئ، هذه الذاكرة الصغيرة (عادة من نوع EEPROM) تتسع لمعلومات مفصلة و قد تصل سعتها إلى 256 بايت.
لابد أن نلاحظ أن هذه الرقاقة لا تحتوي على مصدر طاقة خاص بها (بطارية مثلاً) و ذلك يسهل وضعها على البضائع، ولكن هذه التقنية تعمل على مبدأ دوائر الرنين (resonance circuit) و التي تقوم باستخدام طاقة الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن جهاز القراءة، تتكون الدارة بشكل بسيط من ملف و مكثّف (Coil and Capacitor) و تصل الدارة إلى مرحلة الرنين عند توافق تردد موجات القارئ و تردد الدارة فتستخدم الطاقة الناتجة لإرسال المعلومات للقارئ. يقوم القارئ بدوره بتحويل الإشارات اللاسلكية الواصلة من البطاقة إلى بيانات رقمية قابلة للتعامل بالحاسوب حيث تتم معالجتها بالبرامج [3]. و الشكل التالي يوضح المكونات الأساسية لرقاقة RFID.
يمكن تصنيف رقاقات RFID إعتماداً على عوامل عدة، و رغم أننا ذكرنا أن هذه البطاقات لا تعتمد على بطارية كمصدر للطاقة إلاّ أن هذا الشرط لا ينطبق على كل الأنواع. هنالك نوعان رئيسيان من بطاقات RFID هما:
التي تعتمد على بطارية ، وجود البطارية يجعل هذه الرقاقة تتواصل حتى 100 متر، بعض هذه الرقاقات مستقل تماماً عن حقل القارئ إذ أنها متكاملة مع وحدة إرسال خاصة مما يجعلها قادرة على التواصل لمسافة عدة كيلومترات باعتماد مبدأ الرادارات[4]. قد يكون القارئ محمولاً بحيث لا يتجاوز وزنه النصف كيلوغرام و مزوداً بذاكرة سعتها أكثر من 128 ميغابايت و من الممكن أن يتصل بالحاسوب لاسلكياً.
التي لا تعتمد على بطارية ، عدم وجود مصدر الطاقة المستقل يحد من قدرة الإرسال الخاصة بهذه الرقات إلى عدة أمتار فقط، تتم تغذية هذه الرقاقة كما ذكرنا سابقاً بواسطة طاقة الموجات الكهرومغناطيسية. و تتناقص قدرة مجال القارئ بسرعة مع ازدياد المسافة مما يحدد مجال قراءتها إلى مسافة 4-5 متر باستخدام الترددات العالية جداً 860-930 MHz.
و يوجد شكل سيتم تحميله يبين مكونات الرقاقات الموجبة و السالبة[5].
كل من هذين النوعين يتميز بصفات عن الآخر، و الجدول التالي يقارن بينهما:[3]
الرقاقات النشطة | الرقاقات الخاملة | |
---|---|---|
مصدر الطاقة | بطارية | الطاقة الصادرة عن القارئ |
توفير الطاقة | دوماً | عند القراءة فقط |
التردد | 455GHz,2.45GHz,5.8GHz | مختلفة من الترددات المنخفضة إلى المرتفعة UHF |
مسافة القراءة | تصل إلى 100 متر | من مترين إلى 5 أمتار |
حجم الذاكرة | تصل إلى 128 كيلو بايت | تصل إلى 256 بايت |
جاهزية العمل | تكون دوماً في حالة تأهب و تنشط عند وصول الإشارة من القارئ | لا تعمل سوى بحالة القراءة و تكون الإستجابة بطيئة نسبياً |
الصيانة الدورية | تحتاج | لا تحتاج |
الإستعمال | عادة على صناديق الشحن الكبيرة | عادة على المعلبات و الأشياء الصغيرة |
السعر | 10 – 100 دولار | دولار واحد |
مشابهة للرقاقات النشطة باعتمادها على مصدر طاقة خاص بها، و لكن البطارية موجودة داخل الشريحة و نتيجة لذلك يكون بإمكان الهوائي إرسال و استقبال المعلومات فقط و هذا يجعل هذا النوع أسرع من الرقاقات السلبية، كما أنها تتميز بـ:-
لهذه الرقاقات قدرات عالية جداً تفوق القدرات الأساسية لرقاقات الـ RFID كلوحة ترخيص أو كبديل لتقنية الترميز العمودي (Bar-code)، تتميز هذه الرقاقات بـ:-
هنالك أنواع أخرى من هذه الرقاقات و لكننا لن نتعرض لها بالشرح المفصّل، وهي [2] :
هنالك الكثير من التطبيقات التي تستخدم فيها رقاقات RFID، و حسب هذه التطبيقات يتم صنع الرقاقات إعتماداً التسلسل التالي:
وتتخذ الرقاقة أشكالاً مختلفة مثل :
1. رقاقات بحجم البطاقة البنكية مع خلفية لاصقة. 2. أقراص بلاستيكية. 3. رقاقات ضمن ساعة يد. 4. علاقات مفاتيح. 5. رقاقات ورقية. 6. وغيرها حسب طلب المستخدم.
أما عن مركبات الشريحة ضمن الرقاقة فإنها تتألف من وحدة طاقة ومعدل ومنسق أوامر ومحولات إلى قيم رقمية.[6]
وقد تم التوصل إلى صناعة شريحة الكترونية باستخدام تقنيات متطورة ومعقدة بحيث انه لا تتجاوز أبعادها 0.3 0.3 مم2 وتقوم بتنفيذ برمجيات محددة ضمن متطلبات عالية مثل الاستهلاك المتدني للطاقة ومعالجة إشارات غير صافية بسبب التداخلات. ومعظم الشرائح تحتوي على ذاكرة EEPROM لحفظ المعلومات حتى عندما لا تكون موصلة لأي مصدر طاقة. وسعة هذه الذاكرة من 96 بت إلى 64 كيلو بت وزيادة السعة تؤدي إلى زيادة مساحة الشريحة وسعرها. وتخفيض مساحة الشريحة أدى إلى إمكانية تخفيض كلفة الرقاقة إلى حدود 75 هللة[1]. وقد تم مؤخراً تطوير رقاقات بحيث يتم تركيب الهوائي على سطح الشريحة مباشرة[7] بحيث يكون سطح الرقاقة صغير جداً ويمكن إخفاؤها ضمن أوراق نقدية.
قامت الهيئة العالمية للمقاييس The International Organization for Standardization-ISO بوضع أسس و مقاييس تقنية RFID وهذه قائمة ببعض المقاييس التي أقرتها الهيئة والتي تستعمل لإدارة المعلومات على البطاقات والأنظمة اللاسلكية للأجهزة[3]:
لتحديد أماكن الكتب وتم بالفعل تطبيقها في الكثير من المكتبات.
لمعرفة مكان تواجد صاحب هذه الهوية ، وقد تم بالفعل تطبيقها على طلبة ولاية تكساس مما يسمح لمكاتب تطبيق القوانين المحلية بأن تتبع تحركاتهم.
لتحديد أماكن تواجدها وتحركاتها.
إذ أنّنا لن نشاهد صف الزحام عند المحاسب بعد الآن، سيكون بإمكانك التجول في السوق حاملاً بطاقة التسوق و قائمة المشتريات، تقوم عربة التسوق بقيادتك لأماكن البضائع في المتجرثم تتوجه إلى البوابة الإلكترونية التي ستقرأ البضائع و تحسب السعر ثم تأخذ معلومات حسابك البنكي لتقيد عليك المشتريات عبر شبكة المعلومات.
وهذا ما تم اقتراحه في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج[8]، و قد تم الإستفادة منها في الحج بالطرق التالية:
لتطوير بعض الأنظمة ، فشركة (Toyota) قامت بوضع هذه الشرائح في السيارات (Lexus GS 2006) و (Toyota Camry 2007)، لتتعرف على السائق و تعمل تلقائياً بمجرد أن يقترب المالك من السيارة مسافة (3) أقدام.
فشركة (Michelin) تجري إاختبارات لوضع هذه الشرائح في الإطارات و ذلك لمتابعة الإطارات اعتماداّ على القانون الجديد في الولايات المتحدة الأمريكية.
في المستقبل القريب ستتعرف المؤسسات الصحفية على عدد الأشخاص الذين يقرؤون مطبوعاتهم و كمّ هو الوقت الذي يقضيه القراء في تصفح هذه المجلات؟ وهل يقوم القراء بالقفز بين المقالات؟ وهل يقومون بالقراءة من مقدمة المجلة إلى نهايتها أو من الخلف إلى الإمام؟ وهل يقوم احدهم بالتطلع إلى الإعلانات؟.
فشركة ستايسن (Stysen) المتخصصة في تقديم حلول التخزين الرقمي للملفات وللبيانات ستطور أسلوباً فريداً في تأمين وسائط التخزين بهذه التقنية وبالتالي تأمين محتوياتها وحفظها من السرقة عن طريق قرص صلب متنقل Serial ATA hard drive باسم (e08) .. مؤمن بواسطة تكنولوجيا (RFID).
وحتى عملية نقلها وتوزيعها. في شهر يوليو 2003 طلبت شركة وول مارت ستورز و هي تعد من أكبر 100 مورد للسلع، ملصقات تعتمد على هذه التقنية ليتم وضعها في كافة شحنات البضائع التي يتم توريدها إلى متاجرها في الولايات المتحدة الأمريكية و في العالم بحلول أواخر عام 2004. و في عام 2005 اعتمدت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) هذه التقنية في تتبع مخزون الجيش من عتاد و بضائع و أغذية لجنودها المنتشرين حول العالم.
هذه العملية تسمى سلسلة الإمداد؛ و كما توضح لنا الرسوم التالية، يتم تثبيت البطاقات بالمنتج في داخل المصنع خلال عملية التصنيع أوالتعبئة، وعند خروج المنتج من المصنع تتم عملية القراءة أثناء مغادرة الشاحنة وتقرأ مرة اخرى عندما تصل للبائع وتسجل أنها خرجت من المصنع ودخلت للمتجر وزمن الشحن وعدد القطع. وحتى عندما يشتري الزبون يتم تسجيل خروج القطعة من المتجر وكل ذلك يتم بدون تدخل من البشر فالقارئ يكون مثبت عند أبواب المتجر والمصنع وتتم العملية آلياً[3].
و سيتم بإذن الله إضافة شكل يبين تسلسل عملية مراقبة البضائع و نقلها و بيعها[9].
بدأت محاولات عدة في دول العالم تغيير فكرة جوازات السفر وتأشيرات الدخول التقليدية لتزيد من الرقابة والأمان والتحقق من الأشخاص. يمكن استخدام RFID وتثبيتها بالجواز أوالتأشيرة وتخزين معلومات المسافر وصورته وعند مرور الشخص على المراقبة تتم قراءة المعلومات وإظهار الصورة أمام المراقب.
بعض الشركات مثل (VeriChip) تحاول استخدام هذه التقنية في المجالات الطبية لحفظ المعلومات عن المرضى وعلاجهم ومساعدة الأطباء في مراجعة تاريخ المريض بمجرد دخول المريض أو زيارته. ويمكن حتى زراعة هذه الرقائق إما تحت الجلد أو في ملابس المريض.
يمكن أن تستخدم RFID في أجهزة الحماية والإنذار التي تراقب المداخل وتتعرف على المارة من خلال البطاقات والأهم أنها قد تساعد في حالات الاختطاف بالتعرف على الأماكن التي مر بها الشخص المخطوف. وقد قامت إدارة إحدى مدارس مدينة اوساكا اليابانية باستخدام هذه التقنية في عام 2004 حيث يوضع قارئ على بوابة المدرسة ومواقع مهمة أخرى من أجل متابعة حركة التلاميذ في المدرسة لتأمين الحماية الكاملة لهم[10].
فقد قام جرافسترا بزراعة بطاقتي RFID بكلتا يدية احداهما بمساحة 3ملم ب13ملم والأخرى 2 ملم ب12 ملم. وخزن بهذه البطاقات معلومات عنه لتساعده باستعمال الحاسوب والأجهزة وحتى فتح الأبواب من خلال التحقق من هويته وعدم السماح لغيرة من استعمالها.
اعتبر تعريف الهوية لاسلكيا بطريقة التمييز بين الاشياء والاشخاص بالموجات الراديوية RFID المنبعثة من شارات موضوعة مختلفة والترحيب بها، نوع من الاختراق والابتكار في تقنية التعقب والاستقصاء، الا انها شجبت على نطاق واسع لكونها الاقرب إلى تقنيات المراقبة السرية وأداة للتجسس والاستطلاع على الغيرو لذلك فإن تطبيق تقنية RFID يواجه الكثير من المعوقات، و من أهمها:
1.التكلفة العالية: يرجع السبب في بطء تطبيق المكتبات أو تحولها نحو تقنية RFID (مثلاً) هو أن تكلفة رقاقات RFID لا تزال مكلفة مقارنة بتكلفة أرقام الترميز العمودي. وحتى ولو أضيفت تكلفة عنصر الشرائط الممغنطة ضمن عناصر مقارنة التكلفة، فإن إجمالي تكلفة المواد لاستخدام تقنية RFID تبلغ من 4-5 أضعاف تطبيق واستخدام كل من الترميز العمودي والشرائط الممغنطة سوياً. ولكن مع هذا التفاوت، إلا أن الزيادة في الكفاءة الوظيفية التي تقدمها تقنية RFID تعتبر عظيمة بما فيه الكفاية لإقناع الأعداد المتزايدة من المكتبات لتنفيذ هذه التقنية، و من الأمثلة أيضاً أن تكلفة الرقاقة الواحدة في الولايات المتحدة الامريكية تساوي دولارً واحداً، و لكن هذه التكلفة عالية إذا وضعت هذه الرقاقات على البضائع التي تتلف بسرعة كالحليب مثلاً، و تسعى الشركات المصنعة إلى جعل هذه التكلفة أقل من سنت واحد عندها سيكون بالإمكان استبدال الترميز العمودي برقاقات RFID.
2.عدم توافق رقاقات RFID المصنعة في الشركات المختلفة مع بعضها البعض: يلاحظ أن رقاقات RFID الواردة من مختلف الموردين لا تتوافق مع بعضها البعض، لذلك فإن التغيير من مورد إلى آخر سيتطلب إعادة تركيب رقاقات جديدة و يرجع ذلك إلى عدم توفر معايير ملزمة لهذه الشركات.
3.إنتهاك الخصوصية و الأخلاقيات:
مما لا شك فيه أن تقنية RFID لها العديد من المزايا في المجالات التي تستخدم فيها ولكنها أيضاً تسمح لأشخاص أخرين بانتهاك خصوصية مستخدمي هذه التقنية، حيث أن رقاقات RFID يسهل قراءتها من أشخاص غير مرخص لهم في حال استخدموا جهاز قارئ RFID. فمثلاً سيكون بإمكان أي شخص يمتلك جهاز قارئ RFID أن يحصل على كل البيانات المخزنة عن الشخص إذا كانت مزروعة فيه مثلاً و بالتالي التعدي على خصوصيته و استخدام هذه البيانات بطرق غير شرعية. إضافة إلى الدخول خلسة إلى الأماكن المحظورة كما يقول بروس شنير أخصائي الامن في شركة (كاونترباين إنترنيت سيكيورتي). ويضيف أنه عندما تكون هذه الشرائح داخل بطاقات الهوية وداخل ثيابك وممتلكاتك، فأنت تقوم فعليا بإذاعة من أنت (هويتك) إلى أي شخص آخر يقع في مدى إرسال هذه الموجات من الشرائح. من هنا فإن مستوى الاستطلاع والمراقبة التي باتت ممكنة، ليس من قبل الحكومات فحسب، بل من قبل الشركات والمجرمين أيضا، هو أمر غير مسبوق بتاتا، لانه ببساطة لم يتبق لك مكان يمكنك أن تختبئ فيه[11].
من جهة أخرى فإن المؤيدين لهذه التقنية يتجاهلون كل ما سبق و يركزون على الفوائد الجمة لهذه التقنية. و كما يقول مارك روبيرتي محرر مجلة (RFID جورنال) وهي مطبوعة تجارية تزعم أنها مستقلة عن صناعات RFID، إنّ الفوائد الطويلة الامد والتوفير في النفقات والتكاليف من شأنها جميعا أن تغطي العيوب. و" إن التقنيات ليست جيدة ولا سيئة، بل هي اداة ويمكن استخدامها جميعها، إما بأساليب إيجابية أو سلبية". ويضيف ان "شبكة الانترنت مثلا هي إضافة جيدة للاعمال والتجارة والمستهلكين، لكن بعضهم يستخدمها من دون تفكير أو تدقيق. وشرائح التعريف اللاسلكية ليست امرا مختلفا، لانها ستجلب الكثير من الفوائد والمنافع للمستهلكين والتجارة ورجال الاعمال. والمفتاح هنا هو العثور على وسائل لتوسيع هذه الفوائد وزيادتها ومحاولة الحد من أي سوء للاستخدام".
كما أن هنالك على الاقل 30 مليون شخص يحمل بطاقة RFID معه يوميا سواء على شكل مفاتيح سيارة، أو بطاقة دخول للمكاتب، أو لشراء وقود للسيارة، أو لدفع رسوم استخدام الطرق السريعة على حد قول روبيرتي الذي يشير إلى انه في كل الاماكن التي وضعت فيها هذه التقنية في البيئة الاستهلاكية قام المستهلكون بالترحيب بها. في أي حال فإن النقاش حول هذه المسألة لن ينتهي قريبا، لكن الطرفين، المحبذ والمعارض، يتفقان على أن قليلا من النقاش مفيد وقد يبلور الوضع. في هذا الوقت يبدو أن التقنية شرعت تظهر في عدد متزايد من الأماكن، رغم أنك لو نظرت حولك فقد تخطئها ربما، ولا تستطيع العثور عليها[11].
إن الفائدة المعنوية من أنواع نظم RFID هو عدم الاتصال non-contact، إضافة إلى عدم ضرورة توفر مدى البصر للإتصال بها Non-line-of-sight. ويمكن قراءة البطاقات في البيئات الصعبة التي تتحملها مثل الجليد، الضباب، الثلوج، الدهانات و مخلفات التقشير، وظروف أخرى أكثر تحديا على الصعيد المرئي أو البيئي، حيث لا يمكن استخدام الترميز العمودي (Barcode) أو تقنيات القراءة البصرية الأخرى. كما يمكن قراءة رقاقات RFID في ظروف متحدية في سرعات ملحوظة بلغت في أحلك الظروف إلى أقل من 100 مللي ثانية. وتعتبر سعة القراءة/الكتابة لنظام RFID ذات فائدة معنوية أخرى في تطبيقات تفاعلية مثل work-in-process أو تتبع أعمال صيانة، لذا فهي تقنية مكلفة مقارنة مع الترميز العمودي. لقد أصبحت تقنية RFID لا غنى عنها لنطاق واسع من مجموعات البيانات الآلية وتطبيقات التعريف التي لم تعد ممكنة بأية حال. وتستمر التطويرات في تقنية RFID لإنتاج سعات تخزين أكبر، ونطاق قراءة أوسع، وتشغيل أسرع. و هذه التقنية إذا ما استمر تطويرها و نمو استخدامها ستجعل الترميز العمودي (Barcode) و التقنيات البصرية الأخرى غير فعالة، و إذا ما تم إنجاز بعض المعايير و تعميمها مثل إجبار الشركات المصنعة لاعتماد معيار واحد لرقاقات RFID التي تنتجها و طريقة تسجيلها حتى يكون بالإمكان استخدام أجهزة RFID تبادلياً من مختلف المصانع و بدون تكاليف إضافية، مما سيؤدي إلى نمو هذا السوق بشكل كبير جداَ. و مع كل ما ذكرناه من مساوئ هذه التقنية و الآراء المتناقضة المتعلقة بها فإن خبراء قوانين الخصوصية و محللي السوق يقولون إن الحاجة تدعو إلى المزيد من النقاش و التوعية، و المهم هنا هو معرفة المستخدمين ما إذا كانوا مراقبين و إذا كان لديهم خيار آخر و من الذي يستفيد من تلك المراقبة. و يتوقع أن تحدث الكثير من الصدامات و النقاشات حول تلك النقطة قبل أن يتم تسويتها بما يرضي غالبية الأطراف. كما أنّ على الشركات أن تتحرى قدراً أكبر من الصراحة حول خططها و على المستخدم أن يكتسب قدراً أكبر من المعرفة و الوعي ليطرح الأسئلة و يتحمّل المسؤولية، و يجب على المشرعين متابعة الجوانب المختلفة للموضوع قبل فوات الأوان.
--Sammarma 07:05، 18 أبريل 2008 (UTC) Murad Sammar