شاعر و أديب عربي يمني من العصر الرسولي هو سيدي عبد الرحيم أحمد بن علي البرعي اليماني. من سكان برع و هو جبل في تهامة من ما يلي اليمن ولد و عاش في قرية من ذلك الجبل تدعى النيابتين, هي اليوم من ولاية الحديدة. كان يقطن منطقة برع بطن من حمير ( انظر التاج مادة برع) ينسب إليه رجال جلهم من أهل القرنين الثامن و التاسع كعلي بن أبي شيخ القراء بالمن في زمن الجزري (طبقات القراء). لم يذكر المؤرخون و أهل التراجم مولد البرعي و لا طفولته و منشأه و ليس لدينا اي خبر من حياته إلا ما ذكر الزركلي من أنه أفتى و درس (الأعلام ترجمة البرعي) و يتضح من شعره انه كان على قدر رفيع في اللغة و السيرة النبوية و أنه كان يميل إلى التصوف و أصحابه فتتلمذ على الشيخهمر بن محمد العُرابي و مدحه و هذا الشيخ من أصحاب الخرقة و من السائحيين الذين يعتقد فيهم الكرامات. و لا يبدو أن البرعي كان من أهل السياحة بل لم يكن يحتمل النأي عن وطنه و بنيه الذين كان شديد العطف عليهم و لعله لم يكن مقترا عليه إذ لا نراالعظماء في سلطانهم كالشيخ أحمد بن أبي بكر الرداد المتوفي سنة 821 هـ ( انظر إنباء الغمر للعسقلاني) و من من مدح من أهل الفضل و الرياسة بنو مكدش بطن من السمالعة باليمن منهم الفقيه الإمام محمد بنه مستجديا إلا الأفاضل العلماء دون الأغنياء و العظماء. و جل جلسائه و أصدقائه من ذوي الفضل و لعل استنكافه عن مجالس الأمراء تعفف منه على أن من الأفاضل الممدوحين من كان يضاهي الأغنياء في ثرائهم و إسماعيل المكدس (ت 778) و ولده عمر صاحب العلم و الجاه (ت 840) و صفهم الزبيدي ببيت الرياسة و العلم في بلادهم (انظر التاج). توفي ببرع بين بنيه و ذويه في تاريخ مختلف فيه إلى حد أن بعضهم كأحمد خير بك في (إزالة الشبهات ) و البابني في ( هدية العارفين) ذهب إلى انه من رجال القرن الحامس و هو وهم لا شك. و أما الزركلي فيقدم تاريخا لست أدري أين وجده وهو على كل أقرب إلى الحق من القول السابق. يقدم الزركلي سنة 803هـ و إنما أتسائل عن مصدره لأن البرعي مده الشريف حسين الأهدل و هو أحد رجال بني علي الأهدل شرفاء من أهل المراغة و زبيد مدحهم البرعي كثيرا إلا أن الحسين هذا ولد سنة 779 ونزل الرماغة حيث ذووه سنة 795 كما أورد السخاوي فأني يمدحه البرعي بقوله:
فهذا و إن كان العقل لا يمنع أن يمدح به شيخ هرم شابا لما يبرز بعد فإن العرف يأباه ثم إن كثيرا من ممدوحيه توفوا سنين بعد 803 كأحمد الأهدل المتوفى 819 هـ و أحمد بن أبي بكر الرداد المتوفى كما تقدم سنة 821 هـ. و على كل فقد ذكر المرتضى أن له مقاما عظيما ببلدته و ذرية صالحة. أما ديوانه فأكثره في المدح النبوي أو الابتاهالات. و هو عند النقاد يمثل درجة عالية من هذا الفن. بل إنه يحسب من طبقة البصيري و للصوفية ولع بشعره, و في مورتانيا يكثر المطربون من الغناء به. يرى كثير من الناس أن في شعره غلو و محالفات عقائدية.