توجد في غربي أوروبا ، فيها ثلاث جهات بحرية ، فتطل على البحر المتوسط من الجنوب ، وعلى خليج بسكاى والمحيط الأطلنطي من الغرب وعلى بحر المانش فبحر الشمال من الجهة الشمالية الغربية ، وبرغم حدودها الداخلية تسير مع المرتفعات إلا أنها تتصل بجيرانها عبر ممرات بالجبال .
كيف وصل الإسلام إلى فرنسا ؟
كانت معاصرة لوجود الإسلام في الأندلس ، وبدأت الغزوات الإسلامية للأراضي الفرنسية في سنة 96 هـ ،فأرسل طارق بن زياد حملة استكشافية إلى طرطوشة وبرشلونة وأربونة ووصلت إلى بلدة ابنيون على نهر الرادنة (الرون حالياً ) .وأرسلت حملة بقيادة السمح بن مالك الخولاني ، فخرجت من برشلونة واتجهت إلى مدينة طلوشه ( تولوز ) واستشهد قائدها ورجع الجيش إلى برشلونة . وخرجت حملة فوصلت إلى مدينة نيم ثم إلى مدينة ليون ، ثم مدينة أوتان ووصلت سانس على بعد مائة كيلومتر من باريس وهذه أبعد نقطة وصلها المسلمين في فرنسا . وقاد عبد الرحمن الغافقي حملة عبر فيها جبال البرانس واتجه إلى مدينة برديل ( بوردو ) وهزم جيش الفرنجه ، ثم اتجه إلى( بواتيه ) وهزم المسلمين في معركة ( بلاط الشهداء ) في رمضان سنة 114 هـ واستشهد الغافقي . وارسلت حملة إلى وادي الرون وفتحت مدينة أرلس وسان رمى وايبنيون وواصلت مسيرتها إلى جبال الألب ، غير أن الفرنجه استعادوا بعض المدن المفتوحة . وفي القرن الثالث الهجري استطاع البحارة الأندلسيون الاستيلاء على نيس واستوطنوا الشواطىء الفرنسية الجنوبية ونشأت دولة أندلسية في جنوب فرنسا ووصلت سويسرا ولم تهزم هذه الدولة إلا بعد 82 عاماً ، وفتح الأغالبة جزيرة كورسيكا في سنة 191 هـ - 806 م وظل الحكم فيها 142 عاماً ولم تدم الأراضي التي فتحها المسلمين طويلاً بسبب قلة عدد المسلمين وهجوم الفرنجة ، ثم كان اتصال الفرنسيين بالمشرق في أثناء الحروب الصليبية التي استمرت مدة طويلة .
المرحلة الثانية :
هاجر عدد كبير من المسلمين من شمالي أفريقيا بعد الحرب العالمية الأولى ووصل عددهم إلى مائة ألف . وتزايد عدد المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية وعندما استقلت الجزائر عن فرنسا وصل عدد المسلمين حوالي ثلاثمائة ألف مسلم ووصل عدد المسلمين في فرنسا إلى 4 ملايين ويكونون 5% كما أصبح الإسلام الدين الثاني في فرنسا وأغلب المسلمين من الطبقة العاملة والطلاب وهنالك نفض الفئات من المهندسين والأطباء والفنيين هذا إلى جانب المسلمين الفرنسيين .وهناك مسلمين من البلاد الإسلامية التي استعمرتها فرنسا مثل مالي والسنغال وساحل العاج ومن البلاد الإسلامية مثل سوريا والعراق وفلسطين ، كما يوجد مسلمون أتراك . وينتشر المسلمين في المدن الفرنسية والريف الفرنسي ويوجد في فرنسا حوالى 1000 مسجد .
الهيئات الإسلامية :
يوجد العديد من الجمعيات والهيئات الإسلامية في فرنسا ويتجاوز عددها 250 جمعية إلا أنه ليس هناك هيئة تمثل المسلمين أمام السلطات الفرنسية . كما يوجد اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الذي يحرص على فتح المدارس الإسلامية ، وإقامة المخيمات الشبابية وعقد المؤتمرات وإقامة معارض سنوية للكتاب الإسلامي ونشر الكتب الإسلامية بعدة لغات .وتوجد الجامعة العامة لمسلمي فرنسا تأسست سنى 1985 وتضم 150 جمعية تمثل حوالى 12 جنسية من المسلمين العرب والأفارقة والأتراك .
التعليم الإسلامي :
ليست هناك خطة موحدة أو منهج موحد لتعليم أبناء المسلمين في فرنسا وإنما جهود فردية تبذل حيث توجد بعض المدارس الملحقة بالمساجد وهناك حاجة لفتح مدرسة إسلامية ثانوية بفرنسا . كما توجد الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية والتي تأسست عام 1992 م وتضم الكلية قسم أصول الدين وقسم الشريعة الإسلامية وتحتوي على 12 غرفة مكتبة ، وقاعتان للمطالعة و9 قاعات للفصول .
ترجمة معاني القرآن الكريم :
صدرت ترجمة قديمة قام بها قنصل فرنسا في مصر في سنة ( 1057 هـ - 1647 م ) ، كماظهرت ترجمة ( اندروددواير) ، ثم ترجمة (فارى ) لمعاني القرآن في سنة ( 1187هـ - 1773 م ) ثم ترجمة ( كازميرسكى ) في سنة ( 1256 هـ - 1846 م ) وهناك تراجم حديثة لمعاني القرآن منها ترجمة عميد مسجد باريس والحاجة ماسه إلى إعادة النظر في هذه التراجم وإصدار ترجمة معتمدة ودقيقة لمعاني القرآن الكريم .
التحديات :
التحديات الداخلية :
1- الزواج المختلط . والذي سبب ضياع الجيل الأول من المهاجرين ولايزال متفشياً .
2- الخلافات بين الجمعيات والجماعات المسلمة .
3- -الجهل عند بقواعد وقيم الإسلام .
4- تعليم أطفال المسلمين على أساس منهج موحد
5-النعرات القومية والعنصرية عند بعض المسلمين
6-المقابر الإسلامية ولاتوجد إلا مقبرة إسلامية واحدة
7- اندساس الجمعيات المزيفة والتي تشوه العمل الإسلامي .
التحديات الخارجية
1- التحديات العنصرية من قبل العناصر التي هاجرت من المغرب وتونس ومن الجزائربعد استقلالها .
2- تركيز البعثات التنصيرية على أبناء الأقلية المسلمة .
3-جهود اللوبي اليهودي الإعلامي والذي يصور المسلمين بأقبح الصور .
4-تحديات الطوائف الأخرى كالقاديانية والبهائية .
5- ظهور جمعية إرهابية في فرنسا هي جمعية ( شارل مارتل ) .
6-تحديات بعض رجال الإعلام الفرنسيين مثل الصحفي ( جان بيير ) و ( نسيل هوجر ) كاتب كتاب ( طرف محمد ) فيه هجوم متعمد على الإسلام .
6- تحديات بعض رجال السياسة مثل ( ماري لوبين ) رئيس حزب الجبهه الوطنية اليميني المتطرف .
8- هناك مجلس الساعة وهو يميني متطرف . ويؤمن بالهوية الوطنية وهو معاد للوجود الإسلامي في فرنسا .
المتطلبات :
1- تشيد المدارس الإسلامية النظامية .
2- إقامة المقابر الإسلامية في المدن الكبرى .
3- حل مشكلة الطعام الحلال في مناطق التجمع الإسلامي .
4-نشر الثقافة الإسلامية وتنمية الوعي الديني
5- المحافظة على الهوية الإسلامية .
6- حل الخلافات بين الهيئات الإسلامية .
7- مقاومة النعرة العنصرية بين الطوائف المسلمة .
8-مقاومة العناصر تدعي الإسلام والجمعيات المزيفة .
9- تكثيف نشاط الدعوة بين الشباب و إقامة المخيمات وعقد الندوات .
المصادر :
1- الأقليات المسلمة في أوروبا – سيد عبد المجيد بكر .
2- المسلمون في أوروبا وأمريكا – على المنتصر الكناني .
3- 3- الإسلام والمسلمون في ألمانيا – طه الولى .