الرئيسيةبحث

الإحاطة في أخبار غرناطة

هو أحد أهم الكتب التاريخية التي هي من تأليف العلامة الكبير والأديب الأندلسي لسان الدين ابن الخطيب وينصب موضوع الكتاب حول الحديث عن تاريخ غرناطة آخر معقل اسلامي سقط في الأندلس وهو عبارة عن موسوعة تؤرخ لكل ما يتعلق بهذه المدينة الرائعة من أخبار وأوصاف ومعالم تاريخية لعل في مقدمتها قصر الحمراء وقد عني الكاتب بتغطية جميع الجوانب الجغرافية ( مواقع -تضاريس-...)والجوانب الفكرية والإجتماعية (تاريخ من نزل بها منذ عهد العرب الأوائل - من مر بها من الكتاب والشعراء والأدباء والوزراء والمتغلبين -ترجمة لأكثر من 500 شخصية مهمة في تاريخ المدينة-...) غير أن الملاحظ على ابن الخطيب في كتابه عدم التقيد بالترتيب التاريخي للعصور والحوادث والأشخاص، وإنما هو يلتزم بالترتيب الأبجدي للتراجم .

وقد طبع الكتاب لأول مرة سنة 1901 في القاهرة، ثم أعيد طبعه سنة 1956 .

عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبي يعرف بابن العسال، ويكنى أبا محمد، طليطلي الأصل. سكن غرناطة واستوطنها، الصالح المقصود التربة، المبرور البقعة، المفزع لأهل المدينة عند الشدة.

قال ابن الصيرفي، كان رحمه الله، فذا في وقته، غريب الجود، طرفاً في الخير والزهد والورع، له في كل جو متنفس، يضرب في كل علم بسهم، وله في الوعظ تواليف كبيرة، وأشعاره في الزهد مشهورة، جارية على ألسنة الناس، أكثرها كالأمثال جيدة الرصعة، صحيحة المباني والمعاني. وكان يلحق في الفقه. ويجلس للوعظ. وقال الغافقي، كان فقيهاً جليلاً، زاهداً، متفنناً، فصيحاً لسنا، الأغلب عليه مطبوعا. كان له مجلس، يقرأ عليه فيه الحفظ والتفسير، ويتكلم عليه، ويقص من حفظه أحاديث. وألف في أنواع من العلوم، وكان يغظ الناس بجامع غرناطة، غريباً في وقته، فذا ي دهره، عزيز الوجود.

روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأبي عمرو، المقري الداني، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي إسحق إبراهيم بن مسعود الإلبيري الزاهد، وعن أبيه فرج، وعن أبي زيد الحشا القاضي، وعن القاضي أبي الوليد الباجي.

وشعره كثير، ومن أمثل ما روى منه قوله: لست وجيهاً لدي إلهـي في مبدإ الأمر والمعاد

لو كنت وجيهاً لما براني في عالم الكون والفساد

توفي رحمه الله يوم الاثنين لعشر خلون من رمضان عام سبعة وثمانين وأربعمائة وألحد ضحى يوم الثلاثاء بعده بمقبرة باب إلبيرة بين الجبانتين. ويعرف المكان إلى الآن بمقبرة العسال. وكان له يوم مشهود، وقد نيف على الثمانين رحمه الله، ونفع به.