الرئيسيةبحث

الأقلية المسلمة في جزيرة كريت ( تابع اليونان )

أطلق عليها العرب (اقريطش ) ، وعرفت عند الأتراك باسم (جزيت ) وحديثاً باسم جزيرة كريت ، وتتبع حالياً اليونان وهي أكبر الجزر اليونانية ، وتوجد ضمن الحوض الشرقي للبحر المتوسط ، وفي أقصى جنوب بحر ايجه ، والعاصمه (كانديا أو الخندق ) ،وهو اسم اطلقه الأندلسيون عندما حكموا كريت ، واستبدل حديثاً ( هرقليون ) .


كيف وصل الإسلام إلى كريت ؟

تقترب جزيرة كريت من السواحل العربية في شمال إفريقيا وحاول المسلمون فتحها في منتصف القرن الهجري الأول ، وذلك في أثناء تعقبهم لجيوش الروم بعد هزيمتهم في الشام ومصر ، وغض المسلمون النظر عن فتح كريت حتى مستهل القرن الثالث الهجرى ، عندما استولى فريق من عرب الأندلس على الجزيرة في سنة ( 210 هـ - 825م ) ووصلوا إلى الجزيرة في مغامرة بحرية وظل الأندلسيون يحكمون الجزيرة حتى سنة (350 هـ - 961م) ، أى مكث الحكم الإسلامي لكريت مدة مائة وأربعين عاماً واعتنق معظم سكان الجزيرة الإسلام ، ثم استولى البيزنطيون على الجزيرة مرة أخرى وساد الاضطهاد الديني للمسلمين بالجزيرة ، وفي القرن السابع الهجري اشترت جمهورية البندقية جزيرة كريت ، وحكم البنادقة الجزيرة حكماً استبدادياً وحاولوا نشر المذهب الكاثوليكي بين سكان الجزيرة وكان أهلها يعتنقون المذهب الأرثوذكسي فهاجر الكثير من أهل الجزيرة إلى البلاد الإسلامية واعتنق الكثير منهم الإسلام .واستنجد أهل الجزيرة بالاتراك العثمانين لتخليصهم من حكم البنادقة . فأرسل العثمانيون حملة لفتح كريت في سنة (1080 – 1669 ) وعاد الحكم الإسلامي لجزيرة كريت مرة ثانية وعاد المذهب الأرثوذكسي للجزيرة وساد التسامح الديني في الجزيرة وأمام تسامح المسلمين اعتنق نصف سكان جزيرة كريت الإسلام وانتشر في جميع انحاء كريت في ظل الحكم التركي .ولم يحاول الأتراك تغير لغة الجزيرة أو التدخل في دين أهلها .

وفي أثناء القرن الثالث عشر الهجري انتهزت الدول الأوربية خصوصاً روسيا ضعف الدولة العثمانية وحاولوا التدخل إلى جانب اليونان ضد الدولة تركيا وخاضت الدولة العثمانية عدة حروب في كريت وشبه جزيرة المورة ، وتدخلت مصر إلى جانب السلطان العثماني ومنح محمد على حكم كريت بين سنتي ( 1240 هـ - 1256 هـ )واستمر الصراع حتى سنة ( 1316هـ -1898 م ) عندما ( دولت ) كريت ومنحت بعد ذلك لليونان في سنة (1332 هـ - 1913 م) . ونتيجة للإضهاد الديني هاجر حوالى 450 ألف مسلم من جزيرة كريت ، حيث قلص التعليم الديني إلى ساعتين في الأسبوع ، ولم يسمح للمسلمين بناء مدارس جديدة لتعليم أبنائهم ، وحرم عليهم بناء أو إصلاح المساجد . ولقد خلف المسلمين وراءهم العديد من المساجد والمدارس الدينية ، ومن أبرز ٍمساجد كريت مسجد السلطان إبراهيم في مدينة الخندق عاصمة الجزيرة وقد حول المسجد إلى كنيسة ( سانت نيكولاس ) . وافتتح أول مركز إسلامي في جزيرة كريت ويهتم بالدراسات الإسلامية والعربية .

متطلبات المسلمين في اليونان :

1-الإهتمام بالمسلمين الوافدين إلى اليونان ، وذلك للمحافظة على هويتهم الإسلامية .

2-تنشيط التوعية الدينية بالمساجد .

3- عمل مخيمات صيفية للشباب المسلم في منطقة البلقان .

4-ترميم المساجد القديمة .

5-الاهتمام بالتعليم الديني الإسلامي في اليونان .

6-تخصيص بعض المنح الدراسية لأبناء المسلمين .


المصدر :الأقليات المسلمة في أوروبا – سيد عبد المجيد بكر .