الرئيسيةبحث

الأقلية المسلمة في اسبانيا

توجد في جنوب غربي قارة أوروبا ، في شبه جزيرة أيبريا ، وتفصل جبال البرانس بينها وبين جارتها فرنسا من ناحية الشمال الشرقي ، ويحدها المحيط الأطلنطي والبرتغال من الغرب ، وتطل على خليج بسكاى من الشمال ، ويحيطها البحر المتوسط من الجنوب والشرق ، وفي جنوبها يقترب اليابس الأوروبي من الإفريقي ممثلاً في البروزالذي يشغله جبل طارق ، وحيث يطل على مضيق طارق همزة الوصل بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط ، والمضيق والجبل يحملان اسم فاتح الأندلس ( طارق بن زياد ) منذ نهاية القرن الهجري الأول وحتى الآن .


فهرس

كيف وصل الإسلام أسبانيا ؟

وصل الإسلام إلى اسبانيا مبكراً ، وذلك عندما فتح المسلمون جزيرة إيبريا في سنة ( 39هـ - 711 م ) واكتسح المد الإسلامي أكبر مساحة من شبه جزيرة إيبريا في سرعة مذهلة وأتى الفتح بنتائج رائعة ، وذلك بفضل الجهاد والتسامح الديني عند الفاتحين ، فلم يتعرض المسلمون للمسيحين في إقامة شعائرهم ، ولم يجبروا أحد على الدخول في الإسلام ، ومن العوامل التي ساعدت على الإنتشار التشابه الطبيعي في بعض ملامح شبه الجزيرة العربية وشبه جزيرة إيبريا فلم يمضي على دخول العرب ثلاثون عاماً ألا وكانت إيبريا بكاملها في حوزة الإسلام ، وتحول الفاتحين إلى مهاجرين واستوطنوا البلاد ، بل تجاوزها نفوذهم إلى جنوب فرنسا ، وادخل العرب في ايبريا زراعة المدرجات الجبلية ، ومدوا شبكات الرى المعقدة ، وأدخلوا محاصيل جديدة ، وتحولت البلاد إلى مشعل حضارة .

ولقد كانت الموجة الأولي لفتح الأندلس من المؤلفة قلوبهم من العرب والبربر الذين أخى بينهم الإسلام فاندفعوا يفتحون فرى ومدن ايبريا ، وبهذا الفتح تحول الأندلس إلى مشعل الحضارة الوسيطة ، وامتد تأثير الحضارة الإسلامية إلى الممالك الأوروبية ، وتلقى طلاب العلم من المسيحين من العلوم العربية مما أثار فيهم النشاط فاجتمعت فيهم ركيزة الحضارة فيما بعد وأسس العرب الهيكل الحضاري الذي مازال يميز اسبانيا ، ويضم القاموس الأسباني مفردات من العربية ،وتدر الآثار الإسلامية في أسبانيا بأكثر من مليارين من الدورلات وانتهى حكم العرب في أسبانيا بسقوط غرناطة في سنة ( 898 هـ- 1492 م ) بعد عقد معاهدة بين فردناند وايزابلا يلتزمان بها باحترام الدين ولكنهما نقضا المعاهدة وحاكما المسلمين أمام محاكم التفتيش التي أصدرت أحكامها بلإعدام حرقاً على أعداد كبيرة من المسلمين واستمرت هذه المحاكم تمارس سلطانها أكثر من ثلاثة قرون ولم تلغ إلا في القرن التاسع عشر .

هاجرت أعداد كبيرة من المسلمين إلى بلاد المغرب ، واضطر من بقي أن يخفي عقيدته سراً وهم ( الموريسكيون ) واللذين تمردوا في سنة ( 976 هـ - 1568 م ) ، ولما يأس الأسبان من إجبارهم على ترك دينهم أمروا بطردهم من اسبانيا سنة ( 1019 هـ - 1610 م ) ، هذا مقابل ما كان يقدمه الإسلام من سماحة ، فلم يرغم المسلمون طيلة ثمانية قرون أحداً على اعتناق الإسلام وتركوا للمسيحين حرية ممارسة عقيدتهم .


فئات الأقليات المسلمة تتمثل في :

1- الطلاب : تزايد عدد طلاب العلم من المسلمين في اسبانيا حتى بلغ عدة آلاف . وقد أسس الطلاب الجمعية الإسلامية الأسبانية سنة ( 1391 هـ - 1971 م )

2-العمال : يقدر عددهم بحوالى 150 ألف ، وبسبب المعاناة التي حدثت للعمال المسلمين في غرب أوروبا وصل عدد العمال إلى أكثر من 50 ألفاً ، ومعظمهم بدون أسرهم .كما أن أغلبهم أمي ، لذا من السهل انحرافهم ، وقد تنبه المركز الإسلامي في أسبانيا لهذا الخطر فأخد يعمل على تعميق الهوية الإسلامية لهولاء العمال .

3- المسلمون الأسبان : هؤلاء اعتنقوا الإسلام طواعية ، وأسهموا في إصدار قانون حرية العقيدة في اسبانيا بعد تعصب دام قرون . وهذه الفئة منتشرة في غرناطة ، واشبيلية، وقرطبة ، ومدريد ، وملقا .

4- المسلمون في الجيوب الاستعمارية الأسبانية : في المغرب في سبتة ومليلة والمسلمين أغلبية في هذين الجيبين .


الهيئات والمؤسسات الإسلامية في اسبانيا :

ظهرت مجموعة من الهيئات والمؤسسات الإسلامية في غرناطة ثم انتشرت خصوصاً بعد صدور حرية الأديان ويبلغ عددها 49 ، منها المركز الإسلامي الأسباني ، جمعية المسلمين الأسبان في غرناطة ، الجمعية الإسلامية في اسبانيا ، الجمعية الإسلامية في قرطبة ، الجمعية الإسلامية في أشبيلية ، المفوضية الإسلامية في إسبانيا . كما يوجد المركز الإسلامي الثقافي في مدريد ويضم مسجد ومدرسة تقوم بتعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية واللغة الأسبانية ، والقرآن الكريم ، ومعمل لتعليم اللغات .

المؤسسات العلمية :

يوجد المعهد العربي للدراسات الأكاديمية ، والمعهد الأسباني العربي للثقافة في مدريد ، والمدرسة العربية في مدريد .


التحديات :

1- الوجود القادياني وقد أقامت لها معبد في قرية صغيرة سمتها ( بدور أباد ) .

2- ظهور فئات ضالة في الوسط الإسلامي في اسبانيا .

3- وجود بعض الجمعيات الفردية .

4- وجود المصاعب المالية مما سبب تخلف الأعمال الإنشائية للمدارس والمراكز الإسلامية .

5- عدم المساواة في الأجور بين العمال المسلمين وغيرهم .


المتطلبات :

1- الحاجة إلى مدرسين لتعليم الدين الإسلامي يجيدون اللغة الأسبانية

2- إرسال بعثات طلابية إلى الجامعات الإسلامية

3- إقامة مخيمات صيفية للشباب وأطفال المسلمين .

4 – ترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغة الأسبانية .


الوضع الديني في اسبانيا :

صدرت إحصائية عن الأديان في سنة ( 1410 هـ ) – أشارت إلى عدد المسلمين بحوالي 250 ألف نسمة ، والبروتستانت 30 ألف ، والأرثوذكس 400 ألف واليهود 5 ملايين ، ويكون الكاثوليك أغلبية السكان .


المصادر :

1- الأقليات المسلمة في أوروبا – سيد عبد المجيد بكر .

2-الكناني – ( المسلمون في أوروبا وأمريكا )

3 - رابطة العالم الإسلامي ( دليل أوعية النشاط الإسلامي في العالم ) .

4-أخبار العالم الإسلامي .