للحجاج ثلاثة أشكال كلاسيكية و هي كالتالي: الشكل المحفلي : حيث يقف الخطيب في محفل يضم جمهورا عاما من المستمعين، وكله أمل في إقناعهم بقضية أو مجموعة من القضايا قد تكون سياسية أو دينية أو فنية, ومثال ذلك ما يقوم به السياسي اليوم في الحملات الانتخابية حيث يحاول إقناع الناس في المحافل العامة بضرورة الإيمان بمشروعه أو مشروع حزبه السياسي. الشكل التناظري وهو ما نصطلح عليه بالمناظرة في الاصطلاح العربي وهو شكل يتواجه فيه شخصان ندين في طاقتهما العلمية بهدف الوصول إلى الصواب ولا يكون ذلك إلا بتعاون الطرفين وانطلاقهما من مواضع وحقائق مشتركة ويطلق على الطرف الأول في المناظرة اسم الداعي و على الثاني اسم المدعو .... الشكل القضائي وهو شكل يسعى فيه عدد من المتدخلين كالقاضي والمدعي والمحامي إلى إثبات أو نفي تهمة ما عن شخص أو مجموعة من الأشخاص لذا نجد المحامي يعرض أدلته وحججه وكذلك يفعل المدعي بقصد إقناع القاضي الذي يمثل العدالة وهو طرف محايد يقرر النتيجة وفقا لنصوص القانون واستنادا إلى الأدلة والحج المعروضة سلفا. وقد أكد رولان بارت أن الحجاج يتم في هذا العصر عبر أشكال ومظاهر أخرى فضلا عن الأشكال الكلاسيكية التي مازالت محتفظة بمكانتها وأهميتها في حياتنا اليومية،كل ذلك كان نتيجة لقوة و تأثير الصورة التي وإن كانت قد أبدعت أشكالا حجاجية أخرى فهي لم تلغي الأشكال السابقة بل زادتها حضورا وتنوعا .