الرئيسيةبحث

الأحباش (طائفة)


فهرس

تعريف

درسوا العلوم الشرعية عند فضيلة المحدث الفقيه اللغوي الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي، وقد سماهم بعض الناس بالأحباش نسبة إلى هذا الشيخ.

عبد الله الهرري

ينسب الأحباش إلى عبدالله الحبشي، المولود عام 1910 في مدينة هرر بالحبشة (مدينة هرر هي في الأصل صومالية احتلتها أثيوبيا ) تعلم أصول الدين وحفظ القرآن وهو ابن 7 سنوات وأجازه مشايخه بالإفتاء في سن 18 سنة،ثم تنقل بين بلاد المسلمين في طلب العلم وتعليمه واشتهر بمواقفه الإسلامية التاريخية مثل تصديه للمد الشيوعي في بلاده لا سيما الزعيم الشيوعي المسمى هيلاسيلاسي ومحاربة الفرق الضالة، وجاور بالمدينة المنورة وأقام في مكة المكرمة حينا من الزمن والتقى كبار علمائهما. وقد درس في المسجد الأموي في دمشق علوم الحديث ثم انتقل في أوائل خمسينيات القرن الماضي إلى لبنان وأعاد فيها إحياء جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، التي أخذت الاعتدال والوسطية منهجا ومسلكا معلنا لها في كل الميادين.

الأحباش الذين ظهروا في لبنان عام 1969م يحذرون دائما من فرق الضلال التي اتخذت من التدين ستارا لمآرب دنيوية زائلة قياما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،مثل الوهابية المجسمة الذين يعتقدون في حق الله الحد والجهة والقطبيين الذين يكفرون كل من عداهم من الناس استنادا إلى افتراءات سيد قطب في الضلال التي قال فيها :(ولقد ارتدت البشرية جمعاء حتى المؤذنين على المنابر).أثار هذا حفيظة كثيرين فشرعوا يهاجمون الحبشي و الأحباش بضراوة من خلال الكتب والمنشورات و أشرطة الكاسيت وقد ردت جمعية المشاريع على هذا و غيره في عدة مؤلفات مدرعة بنصوص قرآنية و حديثية شريفة و أخرى من كتب أبرز علماء المسلمين في العقيدة والفقه لا سيما كتب : المقالات السنية كشف ضلالات ابن تيمية / تفنيد مزاعم المدعي / وغيرهما.

وللحبشي مؤلفات كثيرة يشرح فيها قواعد العقيدة والفقه منها كتاب (( بغية الطالب - الصراط المستقيم))جديرة بالمطالعة والاهتمام نظرا لما تحويه من مهمات المسائل.وكان نفر من علماء أهل السنة المعاصرين أثنوا على هذه الكتب وغيرها من مؤلفاته التي انحازت دائما إلى مبدأ الأمانة في النقل العلمي دون تجن و لا تحكم. ومنهم الشيخ رمضان البوطي رحمه الله و الدكتور نوح القضاة قاضي قضاة الأردن السابق و الدكتور محمد سعد الإمام بالأزهر الشريف و مفتي داغستان و رهط من علماء اليمن و الصومال و غيرها خلق كثير من أهل المعرفة والعلم بالله ورسوله.

ولقد انتشر تلاميذ الحبشي في أكثر من 50 دولة في الوطن العربي وآسيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا وأنشأوا مراكز اسلامية لتدريس الفقه وأصول الدين وتحفيظ القرآن والمتون الفقهية وعلوم الحديث.كما أسسوا مؤخرا الجامعة العالمية في بيروت والتي يتهافت عليها الطلبة من شتى بقاع المعمورة.إلى جانب سلسلة مدارس الثقافة الإسلامية التي تركز على تعليم الدين والعلوم الكونية النافعة

ثناء العلماء والمشايخ والأعلام على الشيخ عبد الله الحبشي الهرري الأشعري الشافعي الرفاعي

أثنى على الشيخ عبد الله الحبشي الهرري الأشعري الشافعي الرفاعي مئات العلماء والفقهاء والمشايخ ونكتفي بذكر أقوال بعضهم:

إن المحدث الشيخ عبد الله الهرري عالم طيب ونحن نحبه كثيراً.

إن المحدث العلامة الشيخ عبد الله رجل متعلق بمحبة الله، والذي بدا لنا من الممارسة والكلام والمحاورة أنه رجلٌ فاضل متواضع، جزاه الله خيراً.

أقول إن الشيخ عبد الله الهرري عَدل على ما تقتضيه القاعدة المذكورة لأنه لم يثبت ما يخرجه من العدالة الثابتة لكل مسلم ويجرحه في دينه الذي عرف به واشتهر به منذ أن جرى عليه قلم التكليف، لا سيما وله مؤلفات جليلة، وكتب مفيدة في التعريف بشريعة الله تعالى للمسلمين تدل على أنه من أهل الدين والمروءة والعمل الصالح في دين الله تعالى.

إنني في شوق إلى هذا المحدث والفقيه والعالم نفعنا الله به وبعلمه.

إن الشيخ عبد الله الهرري عالم نحرير وجهبذ كبير وعلامة نابغة نعتبره إمام أهل السنة والجماعة خاصة في البلاد العربية.

إن فضيلة الشيخ عبد الله الهرري عالم محدث كبير ومعرفتي به ترجع إلى زمن بعيد،إلى بداية الخمسينات. كان يأتي إليه كبار المشايخ ويأخذون عنه العلم وشهدوا له بأنه عالم كبير عالم مخلص متواضع.

إننا معجبون بعلم المحدث ونهجه، ونوصيكم بأن تتابعوا السير على هذا النهج في إرشاد الناس ووعظهم وتعليمهم.

لقد اجتمعنا بالعلامة الشيخ عبد الله ورأينا علمه وورعه وتقواه وهو من المرشدين الذين يؤثرون في القلب.

الشيخ عبد الله الهرري ثقة في النقل أمانة في الحفظ، ضليع في مذهب الشافعي، نفعنا الله بعلومه.

الأستاذ الفاضل المحدث الشيخ عبد الله الهرري اشتهر بمعرفة الحديث ومصطلحاته، ويظهر عليه سيما الصلاح والتمتع بالأهلية للخوض في مثل هذه الردود.

لقد سررت جداً بتعرفي على الشيخ عبد الله الهرري الحبشي من خلال ءاثاره وتصانيفه ومريديه وتلاميذه، وقد وقفت على عظمة هذا الرجل حيث وجدت فيه العالم المتبحر، والمحدث الذي عز نظيره، والفقيه المجدد الذي يحارب البدعة ويقيم السنَّة.

لا يوجد اليوم أعلم من المحدث الشيخ عبد الله في علوم الحديث.

إن المحدث الشيخ عبد الله له الموقف الثابت في نشر العقيدة الصحيحة.

في رسالة موجهة للشيخ: قد عرفناك إماماً مجاهداً مقرراً لمذهب الأشاعرة الذي هو عقيدة أهل السنة والجماعة في كل أقطار الدنيا، وما كتبكم التي صنفتموها وما تلاميذكم الذين انتشروا في كل أصقاع الدنيا إلا دليل واضح على حقيقتكم.

اطلعت على كتب المحدث الشيخ عبد الله الهرري الشيبي المحترم حفظه الله لا سيما المقالات السنية وصريح البيان فوجدته عالماً فقيهاً متبحراً في العلم والحديث وأشهد أنه فريد عصره وأوانه ومجدد هذا القرن.

وهذا غيض من فيض مما زُكّي به الشيخ عبد الله الحبشي الهرري الأشعري الشافعي الرفاعي حفظه الله وأيده بتوفيقه ورضوانه

عقيدتهم

طلاب الشيخ الهرري ليسوا فرقة شاذّة ولا هم يدعون إلى دين أو مذهب جديد بل عقيدتهم عقيدة أهل الإسلام كما جاءت في القرءان الكريم والسنّة النبوية الشريفة وبينها العلماء وهي: أن الله واحد لا شريك، ولا مثيل له، حيٌّ لا يموت، قادر على كل شىء، لا يعجزه شىء ولا يجري في ملكه إلا ما يشاء، له صفات الكمال التي تليق به، خلق السماء فلا يسكنها بل جعلها مسكن الملائكة. خلق العرشَ العظيم إظهارًا لقدرته ولا يحتاج إليه، لا تتخيله الأذهان ولا تدركه الأوهام، مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك، ليس كمثله شىء وهو السميع البصير.

وأول رسل الله ءادم عليه السلام وءاخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، نؤمن بهم جميعًا ولا نفرّق بينهم، والقرءان كتاب الله المنزل، نجتمع على الإيمان بتعاليمه ونرجع عند الاختلاف إلى محكم ءاياته. وسنّة النبيّ صلى الله عليه وسلم مفسرة لكتاب الله مبيّنه لمجمل ءاياته نأخذ بأحكامها ونسير على هديها. ولا نخالف إجماع الأئمة المجتهدين الأربعة ومن شاكلهم ولا نخرج عن أقوالهم لأنهم في الأصول غير مختلفين واختلافهم في بعض الفروع رحمةً للأمّة، ومن أخذ بقول أيّ منهم فلا حرج عليه.

وأما انتسابهم ـ يعني طلاب الشيخ الهرري ـ من حيث العقيدة إلى خلاصة قول السلف الصالح الأشعرية وهم ملايين المسلمين في المشرق والمغرب كأندنوسيا التي هي أكثر من مائة مليون ومصر والعراق واليمن والحبشة والصومال ومسلمي إفريقيه السود كالسنغال ونيجيريا وأهل الحجاز والمغرب والشام والهند وباكستان وغير ذلك من سائر أقطار المسلمين.

ماذا يريد الأحباش؟

طلاب الشيخ عبد الله الهرري همهم إيصال التعاليم الدينية الصافية للكبير والصغير من غير شذوذ ولا تعقيد طلبًا لإصلاح النفس والمجتمع ولنيل الدرجات العالية في الآخرة، وهم يمشون على القواعد الدينية التي مشى عليها علماء الإسلام من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم ولا يخرجون عمّا ضمنه العلماء الكبار كتبهم المشهورة في العقيدة كالفقه الأكبر لأبي حنيفة والعقيدة الطحاوية لأبي جعفر الطحاوي وغيرهما من كتب أهل السنة والجماعة، والفقه كالأم للشافعي والروضة للنووي وغير ذلك من أمهات الكتب ومشاهيرها من أهل المذاهب الأربعة.

ماذا يفعلون؟

الأحباش كما يسميهم البعض يسعون لتطبيق أوامر الدين وأحكام الإسلام كما هي من غير إفراط ولا تفريط بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدًا عن كلّ تطرّف بغيض أو عنف ممقوت أو إرهاب مدمر، ولا يعتبرون أنفسهم قضاة بين الناس ولا حكامًا لذلكَ فإن عملهم منصب في المجالات التالية:

1. التدريس الديني في المساجد والمدارس والبيوت.

2. بناء المدارس النموذجية التي تجمع بين العلوم الكونية النافعة والتوجيه الخلُقي والديني الرفيع بأقساط مدروسة.

3. نشر الكتب والمطبوعات المفيدة.

4. إقامة المحاضرات والندوات الثقافية.

5. إحياء المناسبات الدينية بأسلوب راقٍ لأخذ العبرة والعظة فيها، وفرق المشاريع للإنشاد الديني شاهد واضح على ذلك.

6. إقامة نشاطات رياضية وكشفية ودورات للمهارات النسائية كالخياطة والتطريز تتميز كلها بالإتقان والنظام والفائدة.

7. الاهتمام بالأطفال تعليمًا وتثقيفًا في إطار ترفيهي مدروس. وهم يسعون دائمًا لتحسين عملهم ضمن القدرات المتاحة اجتماعيًّا وخدماتيًّا وثقافيًّا وغير ذلك.

تمويل الأحباش

تمويلهم ذاتيّ مرتكز على اشتراكات الأعضاء وتبرعات المحسنين والواثقين الذين يزدادون يومًا بعد يوم، ويحضرون احتفالات الدعم بكثافة منقطعة النظير وهم يقيمون مشاريعهم بما يتناسب مع ذلك فلا يقبضون من دولة من الدول ولهذا فقرارهم مستقلّ غير مأجور وميزتهم الأمانة فلا إثراء مفاجىء بينهم ولا مدارس أو معاهد أو أراض تسجّل بأسماء الزوجات أو الأولاد أو الآباء أو الأصهار ولذا فالمشروع الذي يبدؤون به تظهر فيه البركة ولا تمضي سنة أو سنتان حتى يكون قد اكتمل إنجازه وأخذ دوره في إفادة الوطن والمجتمع.

الأحباش وما يفترى عليهم

افترى بعض الناس من الغوغاء والمأجورين لما لم يستطيعوا مواجهة الشيخ وطلابه بالحجة والدليل الشرعي الصحيح فقالوا: إن الأحباش لا يأكلون البيض لأن الديك لم يعقد عقدًا شرعيًّا على الدجاجة، وادّعى ءاخرون أنهم لا يأكلون العسل لأن النحل يأخذ الرحيق من غير أن يستأذن صاحبه، وقال البعض بأنهم يعلمون الناس أن من لبس حذاء امرأة فقد زنى بها! وقال بعض الحاسدين الحبشي ينكر صفات الله تعالى، وأنه يبيح الربا، وزعم ءاخرون أمورًا أخرى من الافتراءات... وكل هذا كذب يشهد ببطلانه أدنى تفكّر ويعرف فساده أي عاقل وكتب ومؤلفات الشيخ خير دليل على بطلان ما أوردوه، بل وصل البعض إلى حدّ كبير من الافتراء فزعم في اثناء رحلة الشيخ إلى اليمن بأنه يهودي وأنه مات ودفن في تل أبيب كما أوصى لكن ظهر بعد أيام كذبهم بأن قدم الشيخ حفظه الله تعالى إلى بيروت ولو أردنا سرد هذه الإفتراءات لضاقت هذه الأوراق عنها، وما حال هؤلاء إلا كما قال الشاعر:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه * فالقوم أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدًا وبغيًا إنّه لدميم

مسئلة التكفير

وهي مسئلة كثرت نسبتها إلى طلاب الشيخ عبد الله الحبشي، وكتب هذا العالم التي جمعت أقوال العلماء موجودة بين الأيدي ودروسه تُعطى علنًا في المساجد فمن وجدَ فيها قانونًا تكفيريًّا شاذا مبتدعا فليبرر ذلك. وإنما يكفّر "الأحباشُ" من ينكر وجود الله أو يلحد في الله أو يشبههه بخلقه أو يسب الله أو يشتم نبيًّا من أنبيائه تعالى أو يدوس على المصحف أو يرميه في القاذورات وهو يعرف أنه المصحف أو ينكر أمرًا معلومًا من الدين بالضرورة أو يحلل أمرا معلوما من الدين بالضرورة حرمته، والاستهزاء بالقرءان الكريم أو الأنبياء عليهم السلام أو بشعائر الإسلام وكل هذه مقرر في بطون الكتب الفقهية من أهل المذاهب الأربعة، فهو لم يأت بشىء جديد إنما ذكر ما ذكره سلفه من العلماء والفقهاء.

فهل يعد التحذير من مثل هذه التصرفات عيبًا أو هو شىء حسن يمدح فاعله ويُعان وحتى القانون المدني فإنّه يعاقب من يفعل مثل هذه الأشياء، فهل يكون حكمها في الدين أن تكون شيئًا هيّنًا صغيرًا ؟!

الخلاصة

إن الأحباش جماعة من أهل السنة والجماعة متفاعلة مع مجتمعها مشاركة في بناء وطنها ليس عندهم تعقيد ولا انغلاق ولا تفريط او انفلات بعيدون عن العنف والغلو، حريصون على نشر المبادىء الدينية السليمة بالحكمة، لم يلطخوا أيديهم بالمال الحرام ولا بالدم الحرام ولا ورطوا الشباب في معارك عبثية، همهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبناء المؤسسات المفيدة الراقية وتعليم المكارم ومحاسن الأخلاق للكبير والصغير، وتاريخهم وممارساتهم تشهد لهم بذلك كله وبنظافة الكف معه وصدق الكلمة والبعد عن المداهنة والخداع فلذلك هم حاجة في بناء هذا الوطن وشركاء مهمون في رفع شأنه بين الأمم، فمن نظر لهم بعين الإنصاف والعدل وجد ذلك، أما من نظر لهم بعين الحقد والبغض والحسد فيتوهم فيهم صورته، والله عالم بالخفايا والعلن وعند الله تجتمع الخصوم.