--Abotraka 07:17، 27 فبراير 2008 (UTC)
المقدمة
ليس في الديانة الرومانية نبي متفوق ، وليس فيها سعي إلي تفسير طبيعة الألهة . ولم يعرف في الديانة الرومانية كتاب مقدس ، ونص محدد يعلم الفضيلة و الاخلاق الصالحة ، ويكشف عن حقائق الظواهر الطبيعية والكونية . ولم يعرف في هذة الديانة مخطط واضح ليوم الحساب والبعث . الأمر الذي يدعو إلي عدم انتظار تعاليم وعقائد صارمة يقوم علي ترويجها كهنة مميزون ومنظمون في تراتبية كهنوتية دقيقة . (1)* وقد سيطرت الناحية العملية النفعية علي الديانة الرومانية ، فطالما كانت الألهة الرومانية تؤدي دورها بالنسبة للشخص الروماني وتلبي له متطلباته كان يعبدها لكنه إذا ثبت عدم جدوي إله من الالهة لم يتردد الشخص الروماني أن يبحث عن معبود آخر طالما خذله امعودالأول . ولما كانت الدانة سطحية شكلية غير روحية كديانات الشرق الصوفية فد كان لدي هذا الشخص احساس متمر بهذا النقص وهوما أدي إلي استقبال آلهة كثيرة من الشرق والترحيب بها وكان من بين هذة الآلهة الإله اسكليبيوس والإلهه كيبيلي وإيريس وميثراس وغيرهم . (2)*ولقد كانت الأسرة الرومانية هي مركز الذي يلتف حولة الدين والأخلاق والنظام الاقتصادي وكيان الدولة بأجمعها كما كانت هي المنبع الذي تستمد منة هذة المقومات كلها . وعندما انضمت العائلات بعضها الي بعض لتكون مجتمعا ً كانت الطقوس والعادة العائلية هي اساس عبادة الدولة ، وقد كانالملك في بدئ الامر هو الكاهن . وعندما لم يعد هناك ملوك استمر لقب " ملك الأمور المقدسة " بعدهم في البقاء وكان هناك طوائف من الكهنة يساعدون الملك وهم قوم عاديون لا يكونون طبقة خاصة بل كانوا زملاء يشتركون في تنظيم العبادة والاحتفالات ، وكانت الدولة تحتفظ بسجلات الأعياد والحوادث البارزة التي لها أهمية دينية وقد قامت تدريجيا ً بوضع قانون مقدس .(3)* ولقد اعتقد الرومان ي الحسد والمعجزات والخرفات ولقد كانت التمائم شائعة الاستعمال سواء علقها الاشخاص علي ابواب منازلهم أو علي صدورهم لترد الأرواح الخبيثة . وكانت التعاويذ السحرية تستخدم لمنع الأخطار وللشفاء من الأمراض وانزال المطر من السماء وإهلاك جيوش الأعداء .(4)* _____________________________________________
(1)* : الديانات الوضعية المنقرضة د/ محمد العريسى ص 251 . (2)* : مقدمة في آثار الرومان د/ فايز يوسف محمد ص 38 . (3)* : الحضارة الرومانية د/ سيد محمد عمر ص 69،70 . (4)* : الحضارة الرومانية د/ سيد محمد عمر ص 76 .
الآلهة الرومانية
كان الرومان الأولون وثنيين كغيرهم من الشعوب القديمة ، وعبدوا قوي الطبيعة وتصوروا أن لكل مظهر من مظاهرها إلها ً يدبر أمورها ثم تطورت ، بفعل احتكاكهم باليونان والفنقيين وايونانيين ، نظرتهم الدينية وصاروا يعتقدون بوجود آلهة تشبة البشر بشكلها وبصفاتها وبعواطفها . وأخذوامفاهيم اليونانيين حول الأولوهية واستوردوا آلهتهم وسموها بأسماء رومانية ، ولم تكن أشكال الألهة الرومانية لتختلف عن الأشكال البشرية و كذالك طبائعهم . فألهتهم تحب كما يحب البشر وتكرة وتغضب وتنتقم وعلاقة الألهة لاتخضع لهواجس تقلق بالهم كالخوف من المستقبل ومن السقوط إلي هوة العدم أي الموت ، فالآلهة خالدة وتتمتع بشباب دائم ، وجمالها لا يخفت ، وقدرتها لا تضمحل ، وعواطفها لا تنضب ، و أن تشبية الرومانيين لألهتهم بالبشر في الواقع تقدير كبير لقيمة الإلة من جهة وتألية لصفات البشر بالصورة الانسانية من جهة ثانية . فالآلهة عندهم ارتقت من مجرد مسوخ حيوانية فيها سمات شرية إلي بشر يتمتعون بأرقي واقوي ما في الإنسان من سمات فهم يتمتعون بقوة بدنية لا تضاهي وركزوا علي قدرات الألهة الجنسية التي ظهرت في تصوير ألهتهم يكثرون من الزواج ويؤثرون تعدد الزوجات او الازواج ، ويقومون بمغامرات عاطفية لا تعد ولا تحصي وفي المقابل انسياق الألهة لتحقيق رغابتهم الجنسية نري ثينا ألهة الحكمة تؤثر العفة وتحافظ علي بكارتها إلي الأبد .ثم أن البشر والألهة كلاهما أبناء الارض جايا وابناء الاله الزعيم زفس أو جوبتير . إلا أن المشابهة بين الألهة والبشر ليست مطلقة .(1)* وكانت فكرة الرومان البدائيين عن معبوداتهم فكرة غامضة إلأي حد أنهم كانوا يعجزون عن أن يتصوروا أشكالها أو أن أنها انت من الذكور أو الإناث في كل حالة . وهذا يفسر لماذا استمر الرومان مدة طويلة يعبدون آلهتهم دون أن يقيموا لها تماثيل أو معابد . وذلك برغم اعتقادهم أنه كان لكل إلة موئل معين يجب أن يعبد فية و كانت مظاهر العبادة لا تخرج عن الضراعة وسكب قدر من اللبن عادة أو من النبيذ نادرا ً . وقا ً لأصول نمت مع الزمن لتنظيم إقامة هذة الشعائر ضمانا ً لكسب رضاء الآلهة . واذا استجاب المعبود الي الضراعة كان لابد من تقديم قربان علي هيئة كعكة أو ضحية . وإذا لم يستجب كان لابد من الاستمرار في إقامة الشعائر مع الحرص علي حسن ادائها . (2)*وأبرز الألهة التي عبدها الرومان الأوائل "تلوس ماتر"tellus mater ) ) أي الإلهة الأم ألهة الارض ،و"سيرس" (cers) إلهة القمح ، و "نيرفاكتور" (vervactor) ، و "ريداريتور" (regarator) ، "أوكيتور" (occator) ،و"سريتور" (sarritor) ، وغيرهم من الآلهة الصغيرة التي نحتت اسماؤها من العمليات الزراعية كحرث الارض ، وبذر البذور ، تسميد الارض ، وتمهيد التربة ، وجني المحصول وتخزينة ولم يكن عند الرومان قوي روحية خارج نطق العمليات الزراعية والتي تعتبر وظائف خاصة محددة لمواسم أو اوقات معينة . وجعل الرومان الاوائل إلهة ترعي أمور الولادة وتنشئة الوليد منها "كونينال" (cunina) التي تهز المهد ، و""ماجيتانوس" (vagitanus) التي تسحب الرخات الاولي للوليد ، و "رومنيا" (Rumina) إلهة الرضاعة ، و"فابديليوس" (fabuinus) التي تعلمة الكلام ، و "ستاتليتوس" (statulinus) التي تعاونة في محاولاتة الاولي للوقوف وهناك ايضا ً "اللاراث" (lares) التي ترعي الأسر وتحرس الحقول ، و"جونو أو يونو" (juno) التي تحمي الأنوثة والزواج ( كانوا يعتقدون أن الزواج ي شهر يونيو يكون زواجا ً سعيدا ً ) وبدأت تظهر اسماء إلهة كبار بعد (saturnus) "زحل" إله البذور ، و "نبتون" (Neptune) إله الماء ، و "كويرنيوس" (quirinus) القوة الغامضة التي توحدت فيما بعد مع "رومليوس" (Romulus) المؤسس الأسطوري لروما . وفي المرحلة اللاحقة من تاريخ ديانتهم أقاموا هياكل ومعابد عظيمة علي تل " الكابتول " (capitoline) ،وهو أعلي تلال روما السبعة ، كمعبد الإلة جوبيتر ( أوزفس بالأغريقي ) كأفضل وأعظم إله وجعلوة يسيطر علي مجمع ألهة الكابتول علي النحو الذي كان يسيطر ية زفس علي مجمع آلهة الأولمب .(3)* وقد اعتقد الرومان أن كل شئ في الطبيعة تسكنة الأرواح التي تفسر وجود هذا العدد الكبير من الألهة في البانثيون الروماني وتظهر المشيئة الإلهية عن طريق الظواهر الطبيعية التي يبحث الشخص الروماني التقي عن تفسير لها . وهذا يعلل الاهتمام الكبير المقدم للفؤول والنذر في كل مظهر من مظاهر الحياة اليومية الرومانية أن مجموعات الإثني عشر إلها التي سميت بال dii consentes ( أي الإثنا عشر إلها الكبار ) التي كرمت من الرومان بصفة خاصة هي علي النحو التالي : جوبيتر juppiter - جونو iuno - مينرفا minerva - فستا vesta - مارس mars - ميركوريوس mercurius - نبتونوس neptunus - فولكانوس vulcanus - أبوللو apollo وهم ستة من الذكور وستة من الإناث ولقد كان جوبيتر ملكا متوجا علي الآلهة الرومانية . وكانت لة اللقاب كثيرة مثل إله الشمس وضوء القمر وإله الرياح والمطر والعواصف والرعد والبرق وصور غالبا ً كرجل عجوز ملتح ربما ليبين أنة كان حكيما ً ،وكان حيوانة المقد هو النسر . وقد كانت جونو ملكة الآلهة وزوجة جوبيتر .و أن جونو إلهة السماء والقمر و رمزت الي الصفات الوقورة المطلوبة للنساء الرومانيات ولقد كانت حامية للنساء اثناء المخاض واثناء إعدادهن للزواج . وقد كانت مينرفا ابنة جوبيتر و جونو واعتبرت الإلهة العذراء المختصة بالمحاربين والشعر والطب والحكمة و التجارة والحرف . فستا هي واحدة من أكثر الإلهات شعبية وغموضا ً في البانثيون الروماني ، وهي إلهة الموقد وفي معبدها فو تل البلاتين كانت تشتعل النار المقدسة وتعمل عذاري فستا علي أن تبقي هذة النار مشتعلة علي الدوام ، كيريس هي ابنة ساتورنوس وريا وزوجة وأخت جوبيتر وأم بروسربينا وهي إلهة الزراعة . ديانا هي أم الحيوانات المتوحشة و الغابات وإلهة القمر . وقد كانت أشجار البلوط مقدسة لها علي نحو خاص . وقد اشتهرت بقوتها وجمالها ومهارتها في الصيد . فيينوس هي إلهة الحب والرغبة الجنسية الرومانية ولكونها إلهة للحب فقد كانت ملكة للملذات والمتعة و أما للشعب الروماني . مارس كان في البداية إلها مختصا بالزراعة لكنة أختص بعد ذلك بالحرب ، وكان زوجا لريا سيلفيا ووالد رومولوس وريموس ولهذا كان يعتبر والدا للشعب الروماني . ميركوريوس وكان إلها رومانيا مختصا بالتجارة ولذا فقد إبتهل التجار إلية وقد كان ميركوريوس ابنا لجوبيتر ومايا ، وكان أيضا ً رسولا ً للآلهة .نبتونوس وهو إلة روماني كان مختص بالماء ،واختص بالبحر وكان يسيطر علي العواصف والزلازل وقد كان إبنا لساتورنوس وأخا لجوبيتر وبلوتو وامتلك معابد في يرك فلامينيوس وفيما بعد في ساحة مارتيوس . فولكانوس هو ابن جوبيتر وجونو وزوج مايا وفينوس . وقد كان ألها للنار والبراكين وصانع أسلحة الآلهة والآبطال . أبوللو هو ابن جوبيتر ولاتونا وأخو ديانا . لقد كان إلها للموسيقي يعزف علي قيثارة ذهبية ورامي سهام يطلق السهم بعيدا ً من قوسة الخفي وإلها الشفاء علم الناس الطب وإلها للضوء .وكان إلها للحقيقة لا يقول إلا صدقا ً ومن بين الألهة الرومانية أيضا ً بلوتو الذي كان مختصا ً بالعالم السلي ، بسبب كأبتة رفضت كل الإلهات التزوج بة فقام بإختطاف برسيفوني ابنة ديميترا وتزوج بها . ساتورنوس والد جوبيتر وملكا علي الآلهة والسماء قبل أن يقرر جوبيتر وأخواة نبتونوس وبلوتو محاربته و إقصاءة عن العرش . (4)* ______________________________________________
(1)* : الديانات الوضعية المنقرضة د/ محمد العريسى ص 245 ، 249 . (2)* : تاريخ الرومان من أقدم العصور حتي عام 133ق.م د/ إبراهيم نصحي ص 92 . (3)* : الديانات الوضعية المنقرضة د/ محمد العريسى ص 245 ،246 . (4)* : مقدمة في آثار الرومان د/ فايز يوسف محمد ص 105 : 59 .
الخاتمة
يقسم شيشرون الكهنة إلي ثلاثة أقسام ، القسم الأول وهم الذين يهتمون بالشعائر والقسم الثاني وهم الذين يقومون بتفسير أقوال كهنة الوحي ، والقسم الثالث وهم الذين يتنبئون بالمستقبل عن طريق العلامات التي تظهر في السماء والفؤول المختلفة وهم العرافون . (1)* وكان من اسباب ظهور العرافة هو اقتفاء العادة الاتروقية بجعل استطلاع رغبات الآلهة إجراء ضروريا ً أوليا ً يجب اتخاذة قبل الاقدام علي عدة من الأمور العامة . ولم تلبث القواعد الخاصة بتسير النذر أن بلغت من التعقيد الشديد ما اقتضي تشكيل هيئة من العراف المتمردين بأمور استطلاع رغبات الآلهة .(2)* واذا كانت ملاحظة الطيور في حومانها و الدجاج في التقاط أكلة أهم الطرق التي إعتمد عليها العراف لاستطلاع الارادة الالهية ، وكان من الجائز أن هذة الطريقة كانت في اصلها اتروسكي وكان العرافيين مقسمين الي العراف ال augur والعراف ال Haruspex وال Hariolus وكان أقل انتشارا ً من النوعين الأولين بينما الكهنة فقد كونت هيئة الكهنة ثلاثة في البداية ثم زيدوا الي خمسة ثم تسعة تحت رئاسة الكاهن الأعظم ، وكانت لديهم السلطة لييموا كل شئ مرتبط بعلاقات البشر مع الآلهه ، وكان من حقها أيضا ً أن تقرر الاعتراف بالآلهة الأجنبية أم لا ، وكانت كل الأمور الخارقة تحضر إليهم ويسئلون أيضا ً عن طرق التكفر . (3)* ________________________________________
(1)* : مقدمة في آثار الرومان د/ فايز يوسف محمد ص 39 . (2)* : تاريخ الرومان من اقدم العصور حتي عام 133ق.م د/ إبراهيم نصحي ص 94 . (3)* : مقدمة في آثار الرومان د/ فايز يوسف محمد ص 41 ، 43 .
المراجع
1 - مقدمة في آثار الرومان د/ فايز يوسف محمد .
2 - تاريخ الرومان من اقدم العصور حتي عام 133 ق.م د/ إبراهيم نصحي .
3 - الديانات الوضعية المنقرضة د/ محمد العريسى .
4 - الحضارة الرومانية د/ سيد محمد عمر .