الرئيسيةبحث

استدلال واستنتاج

مفهوماالاستدلال و الاستنتاج من أصول فلسفية -منطقية لامحالة ،فهما موحدان في نموذج الاستدلال ما دام هذا الاخير يؤدي منطقيا إلى الاستنتاج .فالاستدلال اسلوب يسلكه كل من المنطق والخطاب الحجاجي ، فهو نموذج صوري برهاني يشكل البنية الاساس في اي خطاب طبيعي وهذا الاخير عبارة عن نص او بناء يتركب من عدد من الجمل السليمة مرتبطة فيما بينها بعدد من العلاقات ، وهذه العلاقات قدتكون علاقات مثنوية او جمعية ، اي بين جملتين او أكثر ، ثم يمكن ان يكون هذا الربط مباشرا وغير مباشر .وهذا شرط من شروط النص الاستدلالي الذي هو عبارة عن نص اقتراني بحيث ان كل عناصره مرتبطة فيما بينها . واما ما يجعل من النص الاستدلالي بنية استدلالية هو تلك العلاقات الاستدلالية وحد علاقتها انها بنية تربط بين صور منطقية لعدد معين من جمل النص اي بنية نونية مرتبة يمكن صوغها كما يلي : ( صن1 ....صن 2.....صن ن-1 .....صن ن) بحيث يشكل كل صن ( 1اكبر من او يساوي 2 أكبر من اويساوي 3) الصورة المنطقية لاحدى الجمل وتدعى المتوالية الجزئية صن 1....صن ن-1 بمقدم هذه العلاقة وصن ن بتاليها.

و قد يكون النص الاستدلالي من الصنف التدريجي التي تسبق فيه المقدمات النتيجة او من الصنف التقهقري التي تاتي فيه النتيجة قبل بيان المقدمات. كما قد يكون من الصنف الاضهاري اذا ذكرت جميع الصور المنطقية التي تدخل في بنائه او من الصنف الاضماري اذا طويت بعض هذه الصور واحتيج إلى ذكرها لتمام بنيته الاستدلالية .كما يكون من الصنف البرهاني اذا كانت علاقاته قابلة للحساب الالي او من الصنف الحجاجي اذا كانت علاقاته تابى الخضوع لمثل هذا الحسابى الصوري.ويمكن القول بداية من ارسطو ان مفهوم الاستدلال "انموذج" كان قد المح اليه في طوبيقاه اذ طرح فيه القضايا المتعلقة بالمنهج الجدلي ، ورغم اشتغال افلاطون وزينون الايلي بضروب الجدل يبقى ارسطوا صاحب الاوركانون أكثر الفلاسفة وضعا لمهفهوم الاستدلال الذي طبقه على فنون نصية (بويطيقا، الخطابة..) نحن الان في امس الحاجة إلى استدراجها ضمن مواضيع الاستدلال والاستنتاج لما لها من خصوصية في ضبط آلية الاستدلال الطبيعي الذي هو عماد الذكاء الاصطناعي .كذلك عند ديكارت وكانط وفلاسفة المنطق وفلاسفة اللغة وعلماء الرياضيات والمنطق واللسانيات وعند علماء منطق الحوار المعاصر امثال كراب وبارث وكريبك.

يعتبر الاستلال بهذا المعنى الأنموذج الحاضر في جميع المعارف الانسانية سواء كانت صورية -برهانية ام رمزية -طبيعية . وفي الحقيقة يشكل مفهوم الأنموذج النقطة الحساسة في الأبحاث الجوهرية للفلسفات المعاصرة وخاصة الابيستيمولوجيا التي تميزت بالبحث في انبثاق " فلسفة طبيعية " تعتمد على المجهودات الرياضية (المفاهيمية والتقنية) وعلى امكانية نقل هذه المقاربة إلى ليس فقط الظواهر الفيزيائية بل حت الظواهر المورفولوجية منها والبنيوية بصفة عامة.