أردشير بن شيرويه أو أردشير الثالث الملقب اردشير كوچك أى أردشير الصغير، كان ملكاً ساسانياً و أوتى الملك صبيا كان فيما يقال، ابن سبع سنين. و حضنه رجل يقال له مِهآذر جَشُنَس رئيس أصحاب المائدة. و دام ملكه سنة و ستة أشهر( فبراير سنة 628- إبريل سنة 630 م).
و الذى ثار عليه و قتله هو شهر براز الذى دبر خلع پرويز، كما تقدّم . و خلاصة ما في الطبرى أن شهر براز كان في ثغر الروم على جند ضمهم اليه پرويز و سماهم السعداء. و كان پرويز و شيرويه يكتبان اليه و يستشيرانه. فلما لم يشاوره عظماء الفرس في تمليك أردشير اتخذ ذلك ذريعة إلى الخلاف و التعتب طمعا في الملك. فقدم في ستة آلاف جندى إلى طَيسفون فحاصرها، و دافع عنها مِهآزر الوصىّ .
ثم احتال شهر براز حتى خدع رئيس حرس أردشير، و إصبهبذ نيم روز. ففتحا له المدينة فدخلها و أمر بقتل أردشير في السنة الثانية من ملكه ماه( شهر) بهمن، ليلة روز أبان في إيوان خسرو شاه قباد.
و كان شهر براز قد عاهد هرقل على أن يرد اليه مصر و سورية و آسيا الصغرى. و أكدا العهد بالمصاهرة فأمن مخالفة الروم عليه ثم قد تقدّم أن الصليب الذى أخذه پرويز من بيت المقدس استردّه هرقل و احتفل لذلك 14 سبتمبر سنة 629 م. فان صحح هذا التاريخ فاسترجاع الصلب إنما كان في عهد أردشير. و كان الفرس، و هم في أمر مريخ، أرادوا كف عادية الروم برد الصليب اليهم.