الائتمان هي عمليات الإقراض والاقتراض, ذلك لأن الذين يملكون النقود ليس بالضرورة هم من يستطيعون استثمارها بأنفسهم ومن شأن الائتمان نقل هذه الأموال من الطائفة الأولى إلى الطائفة الثانية على سبيل القرض.
قد يتم ذلك مباشرة بين صاحب المال والمقترض, غير أن الجانب الكبر يتم عن طريق المصارف التي تقوم بدور الوساطة بين الطرفين.
الائتمان ضرورة جوهرية للتقدم الاقتصادي فهو يحول دون بقاء الأموال معطلة أو مجمدة ويمكن لرجال الأعمال مباشرة أعمالهم أو توسيعها وفي ذلك زيادة لإنتاجية رأس المال.
هناك أنواع من الائتمان حسب نوع الاستثمار, فهناك ائتمان استهلاكي و ائتمان إنتاجي, فالنوع الأول فهو يسهل للشخص من الحصول على المال اللازم للوفاء بحاجة استهلاكية من مأكل أو مشرب هذا هو الربا (المحرم بالإسلام) وذلك لاستغلال المقرض حاجة المقترض وفرض شروط قاسية عليه.
لتجاوز هذه الإشكالية يمكن قيام المقرض أو المصرف بشراء المادة المطلوبة نقدا لحسابه وبيعها للمحتاج بالتقسيط أو بالآجل وبالسعر والفترة التي يتفق عليها دون إسراف أو تفريط.
أما الائتمان الإنتاجي فهو المال الذي يقدم لرجل الأعمال بقصد استخدام الأموال في مشروع تجاري أو صناعي أو زراعي وهذا يعود بالفائدة على المقرض والمقترض وتصنف فترة الائتمان من حيث المدة كأن تكون قصيرة أو متوسطة أو طويلة ويحسب المصرف الفائدة على هذا الأساس. ولأبعاد شبهة الربا عن مثل هذه المعاملات, يدعو الإسلام إلى المشاركة بين صاحب المال والمستثمر حتى لا تقع العملية تحت طائلة الربا المحرمة شرعا, ويتفق على نسب توزيع الأرباح أو الخسارة, كما يمكن أن يتفق على فترة الشراكة يئول بعدها المشروع بكامله للمستثمر.