إسماعيل مظهر(1891-1962)
يعتبر أحد رواد النهضة العلمية المعاصرة في مصر والعالم العربى واحد رواد الفكر والعلم والترجمة. درس علوم الأحياء ثم تحول إلى الأدب . ترجم " أصل الأنواع" لداروين ونشره 1918، واعيد طبعه 1928. كما ترجم "نشوء الكون" و"حياة الروح فى ضوء العلم" . واشتغل بالتأليف ورأس تحرير "المقتطف" وأصدر مجلة " العصور" 1927. وله : "قاموس الجمل والعبارات الاصطلاحية الانجليزية والعربية" 1951 و" قاموس النهضة : انجليزى -عربى"1954 و"معجم مظهر الانسيكلوبيدى" وقد طبع منه 3 اجزاء . يقول عنه ابنه جلال في مقدمة كتابه " رسالة الفكر الحر" انه كان ناقدا ومفكرا ومصلحا اجتماعيا وان افكاره دارت حول معنيين الحرية الفردية والمثل الأعلى. وانه كان مخلصا دفع كل شىء ماله واعصابه وجهوده ، وان أهم مواقفه دعوته 1929 إلى تكوين حزب اجتماعى سماه "حزب الفلاح" او "حزب العمال والفلاحين" ، لأن الريف عنده هو مصر ومصر هى الريف
نادى 1929 بضرورة الاصلاح الاجتماعى، وكان الحل في رأيه هو تكوين حزب جديد ، فلجأ لتحقيق هدفه إلى حزب الأغلبية الوفد. ولكن النحاس رفض، واتخذ من إسماعيل موقف سلبيا، اما حزب الاحرار الدستوريين فوقف منه موقفا عدائيا غريبا وهاجمه واتهمه بأنه يثير حرب الطبقات وانه شيوعى ومتصل بموسكو. وقبض عليه فعلا عندما تولى هذا الحزب الحكم ولكن لمدة ليلة واحدة. وفى اعقاب ازمة 1931 اضطر إلى ايقاف مجلة "العصور" والى وقف نشاطه الاجتماعى. وأحس انه انما يؤذن في مالطة فاعتكف عن الحياة العامة واخذ يؤلف المعاجم والقواميس، غير انه لم يتوقف عن الدعوة إلى الاصلاح الاجتماعى. كان مثاليا بل متطرفا في المثالية، ويدعو إلى ابعد حدود المثالية والمثل الأعلى. دعا إسماعيل مظهر إلى الفكر الحر وإلى نظام اقتصادي سماه "التكافل الاجتماعي" ليحل محل الاقتصاد الحر بتوفير فرص متساوية للجميع، في ظل نظام من الحرية المضمونة من شأنه أن يحد من استغلال الفرد للمجتمع ومن اضطهاد المجتمع للفرد .