فهرس |
تكمن وراء وصول الإسلام إلى اتحاد جنوب أفريقيا قصة تجسد استعباد الشعوب . في عام (1062هـ - 1652 م )، وذلك عندما أخد الهولنديون يفرضون سيطرتهم على جزر اندونسيا ، وشبه جزيرة الملايو وقاوم المسلمون في هذه المناطق الاحتلال ورحلوهم إلى جنوب أفريقيا ، وكان من بينهم الشيخ يوسف شقيق ملك جاوا وزعيم المقاومة ضد الاحتلال الهولندى، وجاء ومعه 49 من المهاجرين المسلمين ، كسجناء إلى جنوب أفريقيا هكذا كان أول قدوم للإسلام إلى جنوب أفريقيا .
واستقدم البريطانيون العمال من شبه القارة الهندية والباكستانية ، وقام هؤلاء العمال بزراعة قصب السكر، وكان بين العمال عدد كبير من المسلمين ، وبعد استقرار الجالية المسلمة بالبلاد قام المسلمون بنشر الدعوة الإسلامية بين الجماعات المستضعفة ، واالتي تعاني من التفرقة العنصرية ، ثم أخد الإسلام ينتشر بين المواطنين الأفارقة ، ويوجد مركز إسلامي قرب جوهانسبرج ، وهكذا غزا الإسلام أقوى قلاع التفرقة العنصرية .
ينتمي المسلمون في اتحاد جنوب أفريقيا إلى مجموعات من العناصر ، فمنهم الملونون ، ومنهم الآسيويون من الهند ، والباكستان ، ومن ماليزيا ، واندونسيا ، ومنهم الأفارقة ، ومنهم البيض .وتتكون الجالية المسلمة من جميع السكان ويعملون بالزراعة ، والاعمال المهنية والاعمال الحرة . ويتواجدون في المعازل الأفريقية وفي ولاية أورنج .
أنشىء أول مسجد في البلاد في سنة ( 1076 هـ - 1665 م ) في حي الماليزيين بمدينة الكيب . ويوجد الآن أكثر من 250 مسجداً موزعة على ولايات الاتحاد الثلاث ، ولاية الكيب ، ولاية ترنسفال ، وولاية ناتال .
بنيت المئات من المدارس بجهود ّذاتية، ويلتحق الطلاب المسلمين بالمدارس الإسلامية في المساء كما يوجد عدد كبير من مدارس تحفيظ القرآن الكريم ، وتعاني المدارس من ضعف مستوي المدرسين ، وقلة الكتب المدرسية ويوجد معهد للشريعة الإسلامية في منطقة الكيب ، وقد تأسس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة (دربان وست فيل ) ويصدر المسلمون صحفتين يوميتين هما (مسلم نيوز ) و( جريدة القلم )، ويمثل المجلس الإسلامي الهيئة الوطنية لجميع مسلمي جنوب أفريقيا .
الأقليات المسلمة في أفريقيا- سيد عبد المجيد بكر .