الرئيسيةبحث

إسلام في إثيوبيا

الاقليات المسلمة في أفريقيا .

المسلمون في الحبشة .

كيف وصل الإسلام الحبشة ؟

تمثل أول وصول إلى الحبشة في عدد صغير من المهاجرين من الصحابة في العام الخامس من البعثة النبوية ، وقد اختيرت الحبشة لأسباب عديدة ، منها عدل حاكمها ، والجوار الجغرافي ، وصلة القربى بها ، وكان هذا الوصول هجرة عادت بعد تغير أسبابها ، غير أن الوصول الفعلي للإسلام إلى الحبشة جاء عن طريق محورين رئيسيين ، أولهما محور بحري من بلاد العرب عبر البحر الأحمر ومضيق عدن ، فبعد أن استقر الإسلام بجزيرة العرب نقلت الدعوة خارج الجزيرة ، ففي سنة عشرين هجرية أرسل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضى الله عنه سرية بحرية لتأديب قراصنة البحر الأحمر من الأحباش ، ورغم عدم توفيق هذه السرية ، إلاأن الدولة الأموية أرسلت قوات بحرية احتلت جزر (دهلك ) قرب الشاطىء الإرتري ، واتخدت الدعوة الإسلامية طرق التجارة ، فانتشرت تحت جناح السلم .

وظهرت جاليات عربية مسلمة في مدن الساحل مثل ( باضع وزيلع وبربرة ) ، وبدأ نفود الدعوة ينتقل إلى الداخل في السهول الساحلية ، وفي صلب الحبشة ، وما أن حل القرن الثالث الهجري حتي ظهرت أمارات إسلامية في النطاق الشرقي ، وفي الجنوب الشرقي من الحبشة ، ودعم هذا الوجود الإسلامي ، هجرة بعض الجماعات العربية . وزاد اعتناق أبناء البلاد للإسلام فظهرت سبع أمارات إسلامية في شرقي الحبشة وجنوبها وهي ( دوارو ، وابديني ، وهدية ، وشرخا ،وبالي ، ودارة وإمارة شوا وهي الإمارة السابقة عليها جميعاً ) .

وقامت عدة حروب بين الإمارات الإسلامية وملوك الحبشة اللذين كانوا على صلة بالصلبين منذ الحروب الصلبية بالشام وأسفرت هذه الإتصالات عن تكوين حلف صليبي ، لعب البرتغاليون فيه دوراً رئيسياً .ومن ثمار هذا المحور انتشار الإسلام بين قبائل ( الجلا ، وأوروموا ) .


المحور الثاني .

جاء بالإسلام من الشمال ، فبعد فتح مصر استمر تقدم الإسلام نحو وقامت قبيلة (النجاة ) الذين تمتد أرضهم من حدود مصر الجنوبية حتى حدود الحبشة بنقل الاسلام عبر هذا المحور الشمالي . ولقد انتشر فريقاً من التجار العرب عبره ، وكانت منهم جماعات عديدة من جهينة وقيس وربيعة وعيلان . وتقدم الإسلام إلى عيذاب وسواكن وتجاوزهما إلى الجنوب ، والتقي المحوران في أرض الحبشة . وساد الإسلام النطاق السهلي الساحلي في شرقي الحبشة ، والمعروف الآن باسم ( إرتريا ) كما توغل إلى المرتفعات الجنوبية . بل وصل إلى وسط الحبشة واستمر الصراع بين المسلمين والمسيحين . واضطهد المسلمين في عهد الامبراطور يوحنا في نهاية القرن الحادي عشر الهجري ، وعندما سيطر (الجالا ) على الحكم ، انتشر الإسلام بين قبائل ( التجري ) في القسم الشمالي من هضبة الحبشة ، وتعرض المسلمون إلى الاضطهاد مرة أخرى في عهد الامبراطور تيودور قي النصف الثاني من القرن التاسع عشر الذي دخل في صراع مع الثورة المهدية بالسودان ، وفي عهد منليك خليفة يوحنا ظهر النفود الاستعماري وأخد في التدخل للسيطرة على العديد من مناطق شرقي أفريقيا .والمسلمين أغلبية في إرتريا والأوجادين ، أما وضع المسلمين فيثمتل في النسب الآتية ( 51% مسلمون ، 40% مسيحيون ، 9% وثنيون ) .وتوجد هيئات ومؤسسات في إثيوبيا منها في أديس ابابا . كما توجد بعضها في ديوداوا وباتى ، ووالدايا .

المصدر :الأقليات المسلمة في أفريقيا – سيد عبد المجيد بكر .