الرئيسيةبحث

إجدابيا

إجدابيا او أجدابية : مدينة ليبية تطل على المتوسط وتقع شمال شرق ليبيا على الطريق الساحلي على بعد 160 كم جنوبي مدينة بنغازي.

فهرس

تاريخ المدينة

كانت في العصر الروماني عبارة عن مركز حربي وقد افتتحها عمرو بن العاص سنة 22هـ صلحا على أن يدفع أهلها خمسة آلاف دينار، وقد أسلم كثير منهم في هذا الفتح. بلغت أوج ازدهارها وأهميتها الإقليمية في القرن العاشر الميلادي,إبـّان حكم الفاطميين . ويرجع سبب أزدهارها إلى أهمية موقعها عند مفترق الطريق الساحلي وطرق القوافل الممتدة عبر الصحراء، ويعود أهتمام الفاطميين بها لموقعها الذي بفضله يمكن تأمين طرق التجارة بين مصر والمغرب . مما جعلها تنفرد بمجموعة مهمة من الآثار التي تعود لتلك الفترة التاريخية و تضم إلى جانب القصر الفاطمي- وهو درة التاج في إرث اجدابيا الأثري- كلا ً من : مسجد الإمام سحنون, ويعرف كذلك بالمسجد الفاطمي, وقصر الصحابي الموجود في منتصف المسافة بين اجدابيا و أوجلة وهى قلعة بنيت اثناء الفتح الاسلامى وسمى قصر الصحابى نسبة إلى عبدالله بن ابى السرح . كما يوجد بها حصن روماني تم اكتشافه في عام 1975م يقع شمال غرب مقبرة سيدي حسن .

عند انتقال المعز لدين الله الفاطمي من المغرب إلى مصر نزل سنة 362هـ بمدينة أجدابيا بالقصر الذي بنى له وعند وجوده بها أمر بأن تصنع فيها صهاريج لجمع مياه الأمطار.

شهدت المدينة أوج عظمتها في القرون الثالث والرابع والنصف الأول من القرن الخامس الهجري، وفي النصف الثاني من القرن الخامس أخذت المدينة في الأضمحلال على أثر هجرة القبائل العربية من بني هلال وسليم إلى الشمال الأفريقي التي بدأت سنة 442هـ ثم توالت الهجرة على شكل موجات متعاقبة وقد ذكر العلامة ابن خلدون أن هذه القبائل قد ضربت المدينة الحمراء (برقة) وأجدابية وأسمرا وسرت .

وفي العصر الحديث احتلتها القوات الايطالية للمرة الاولى في منتصف مارس (1914) ودمرتها تدميرا تاما ولم يبقى منها سوى القصر القديم الذى حولة الايطاليون مقر لقيادة الجيش.

واعاد الايطاليون احتلالها في (ابريل 1923م) [1].

واتخذ منها الامير ادريس السنوسي عاصمة الامارة بعد اتفاقية الرجمة في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 1920 وبموجب اتفاق الرجمة تقسمت برقة إلى قسمين: الشمالي، وفيه السواحل وبعض الجبل الاخضر يخضع للسيادة الايطالية، والجنوبي وهو داخل ويشمل الجغبوب، واوجله وجالو ، والكفرة ، يكوّن إدارة مستقلة هي الامارة السنوسية، ويتمتع السيد محمد ادريس بلقب (أمير) ، على أن يكون اللقب وراثياً، و عاصمة الامارة هي أجدابية.[2].

اتخذ محمد ادريس السنوسي من إجدابية مركزاً لقيادته، وذلك لعدة أسباب :

  1. - تتمتع إجدابية بموقع استراتيجي هام لأنها تملك حماية محدودة من البحر وابتعادها عنه نسبياً، ثم أن لها ميناءً صغيراً تصلها به عن طريق (الزويتينة) كل الاحتياجات، كما أنها كانت قريبة من مرسى البريقة البحري الذي كانت تصل إليه بعض الاحيان الغواصات اللألمانية قادمة من تركيا باحتياجات المجاهدين.
  2. - وقوعها في منتصف قاعدة مثلث رأسه في الكفرة وقاعدته النوفلية والجبل الاخضر، كما أنها تمثل الامتداد الطبيعي لواحات جالوا وأوجلة، جخرة، والكفرة، وهذا يعطيها بعداً استراتيجياً هاماً.
  3. - كونها من أهم المناطق في تجارة القوافل سواء بين طرابلس وبرقة أو بين الواحات الجنوبية والساحل او بين تشاد وبرقة وغير ذلك من الخطوط التجارية.
  4. - قربها من طرابلس زاد من أهميتها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، فكان لها دورها الهام في مختلف الانشطة التجارية والحربية.
  5. - كانت موطناً لمعظم القبائل التي كانت تؤيد الحركة السنوسية .
  6. - كان الترتيب الاداري الذي وضعه احمد الشريف أثناء غيابه عن برقة خلال الهجوم على مصر، يقضي بأن يكون ادريس مسؤولاً في برقة البيضاء، ويكون مركزه في اجدابية.

لهذه الاسباب وغيرها اتخذها محمد ادريس عاصمة لامارته الجديدة، ومقر رئاسة حكومته، ونظم بها دواوين الحكومة السنوسية، وقسم الادارات ونظم ورتب الجيش، وشمل نفوذ هذه الحكومة جميع أراضي برقة من الحدود المصرية الليبية شرقاً إلى قصر سرت غرباً ماعدا المنطقة الساحلية التي كانت خاضعة للسيادة الايطالية[3].

وصف الرحالة للمدينة عبر التاريخ

"وهي مدينة عليها حصن وفيها جامع وأسواق قائمة. ولها أقاليم وساحل على البحر المالح على مقدار ستة أميال من المدينة وترسى به المراكب".-

" مدينة أجدابية على صحصاح البحر من حجر في مستواه، بناؤها بالطين والآجر وبعضها بالحجارة ولها جامع نظيف ويطيف بها من أحياء البربر خلق كثير، ولها زرع بالبخس وليس بها ولا ببرقة ماء جار، وبها نخيل حسب كفايتهم وبمقدار حاجتهم، وواليها القائم بما عليها من وجوه الأموال وصدقات بربرها وخراج زروعهم وتعشير خضرهم وبساتينهم هو أميرها، وصاحب صلاتها، وله من وراء ما يقبضه للسلطان لوازم على القوافل الصادرة والواردة من بلاد السودان. وهي أيضاً قريبة من البحر المغربي فترد عليها المراكب بالمتاع والجهاز وتصدر عنها بضروب من التجارة، وأكثر ما يخرج منها الأكسية المقاربة وشقة الصوف القريبة الأمر وشرب أهلها من ماء السماء".

"وهي مدينة كبيرة في الصحراء، أرضها صفا وآبارها منقورة في الصفا طيبة الماء، وبها عين ماء عذب ولعا بساتين لطاف ونخل يسير وليس بها من الأشجار إلا الآراك وبها جامع حسن البناء بناه أبو القاسم بن عبيد الله ، له سومعة مثمنة بديعة العمل وحمامات وفنادق كثيرة وأسواق حافلة مقصودة وأهلها ذو يسار أكثرهم أقباط، وبها نبذ من صرحاء لواته ولها مرسى على البحر يعرف بالمحور ، لها ثلاثة قصور وبينها ثمانية عشر ميلاً، وليس لمباني مدينة أجدابية صقوف إنما هي أقباء طوب لكثرة ريحها ودوام هبوبها. وهي راخية الأسعار كثيرة الثمر ، يأتيها من مدينة أوجلة أصناف التمور" . ي السادس إذ يصف الأدريسي (القرن السادس الهجري) في كتابه نزهة المشتاق في أختراق الأفاق  : " وأجدابية في الصحاح من حجر المستو كان لها صور فيما سلف ، وأما الآن فلم يبقى منها إلا قصران في الصحراء والبحر منها على أربعة أميال وليس بها ولا حولها شيء من النبات وأهلها الغالب عليهم يهود ومسلمون تجار ويطوف بها من أحياء البربر خلق الكثير وليس بأجدابية ولا ببرقة ماء جار وأنما مياههم من مواجن وسواني التي يزرعون عليها قليل الحنطة والأكثر شعير وذروباً من القطاني والحبوب " .

"أنه ليس هناك إلا قصر ماثل في الخلاء من الأرض لا ماء جار ولا شجرة واحدة ."

السكان

يبلغ عدد سكان المدينة مع مجموع ضواحيها حوالى 177 ألف نسمة

ومن أهم قبائلها

-مغاربة -ازوية - فواخر -قبايل- أولادالشيخ - فرجان- مجابرة -اواجلة- مصراتة- عريبات

الاقتصاد

رياضة

ثقافة وفنون ومسرح

مراجع

  1. ^ عمر المختار للأشهب، ص63
  2. ^ عمر المختار للأشهب، ص64
  3. ^ الحركة الوطنية شرق ليبيا، ص111

وصلات خارجية