إبراهيم بن يحيى الزرقالي ( 000 - 493 ه = 000 ـ 1100 م ) :
هو أبو أسحاق إبراهيم بن يحيى التّجيبيّ النقّاش ، المعروف بابن الزّرقالة ،أو الزرقاليّ . ويعرف فياللاتينية باسم Arzachel.والزرقالي ّمن أعظم راصدي الفلك في عصره، وواحد زمانه في علم العدد، والرصد، وعلم الأبراج . وهومن البارعين في العلوم الرياضية ، وفي الفلك والهندسة خاصة . وقد أدخلأشياء من أوجه التحسين علىصناعةالاسطرلاب ، وعلى تسهيل العمل به .وقد حسب درجة ميل أوج الشمبالنسبة إلى النجوم الثوابت .ولد في قرطبة ولكنه تركها بسبب القلاقل والفتن وانتقل إلى طليطلة.تلقى الزرقالي تعليمه في العلوم التجريبية في مدينة طليطلة، فنبغ في كل من الفلك والرياضيات. وكان إلى جوار دراسته يعمل نقاشا لذا عرف بالنقاش . فكان لهذا العمل بالغ الأثر في حبه المتواصل للمساق الفني، ولذا كان له السبق في علم الفلك التطبيقي الذي جمع بين القيمة العلمية والذوق الفني .وتأتي شهرة الزرقالي الحقيقية من أعماله الرائدة في الجغرافية الفلكية. فهو أول من قاس طول البحر الأبيض المتوسط قياسا دقيقا حيث أعطى اثنتين وأربعين درجة وهو رقم قريب جدا من قيم القياسات الحديثة. كما كان أول من أثبت أن رحلة ميل أوج الشمس هي (12,04) ثانية بالنسبة للنجوم الثوابت والرقم المعاصر هو( 11.08 ) . وهو أول من قال بدوران الكواكب في مدارات بيضاوية.أما عن اختراعه فقد ابتكر آلات فلكية جديدة وصفها في كتاب له يعرف باسم الصحفية الزرقالية فشرح فيها كيفية استعمال الأسطرلاب على منهاج جديد والتحسينات التي أضافها إلى الأسطرلابات . وقد أهدى هذا الكتاب إلى المعتمد على الله محمد بن عباد. كما قام بحساب مواقع النجوم ووضعها في أزياج عرفت باسم الأزياج الطليطلية تشمل الأرصاد التي قام بها مع زملائه في طليطلة . كما ألف رسالة في غاية الأهمية والتي تحتوي على المعلومات الضرورية لصنع واستعمال صحيفة الزرقالة التي قدمت خدمة جليلة لعلماء العرب والمسلمين في ميداالرصد. ولقد ترجمت هذه الصحيفة إلى عدة لغات،كما اعتمد عليها علماء أوروبا في عصر نهضتهم في جميع أرصادهم الفلكية طوال قرنين من الزمان .إسهاماته العلمية :اخترع الزرقالي نوعاً جديداً من الأسطرلاب معروف باسم "الصفيحة الزرقالية" التي حظيت بأهمية كبيرة. وقد دخلت هذه الصفيحة إلى مجال علم الفلك تحت اسم " الأسطرلاب الزرقالي"، وفي القرن الخامس عشر، نشر راجيومونتانوس مخطوطاً يبين فيه مجمل فوائدها. و هو من الأوائل الذين أثبتوا حركة أوج الشمس بالنسبة للنجوم، ووجد أنها تصل إلى 04.12 دقيقة في السنة (والقيمة الحقيقية هي 8.11 دقيقة). كما وضع الزرقالي جداول عن الكواكب، وهي المعروفة بالزيج الطليطلي، بناء على أرصاده التي قام بها في مدينة طليطلة من 1061إلى 1080م. وصحَّح الزرقالي المعلومات الجغرافية لبطليموس والخوارزمي. فقد وجد أن طول البحر الأبيض المتوسط هو 42 درجة وليس 62 درجة كما قال بطليموس. وتقول هونكة أثناء حديثها عن تأثير علماء الفلك العرب على الغرب، بأن أعمالالزرقالي حظيت عند الغربيين بأهمية كبيرة، ففي القرن الثاني عشر ترجم جيرار الكريموني أعمال الزرقالي إلى اللاتينية، وفي القرن الخامس عشر، ألف راجيومونتانيوس كتاباً عن فوائد الصفيحة الزرقالية، وفي عام 1530م كتب العالم البافاري يعقوب تسيجلرJacob Ziegler تعليقاً على كتاب الزرقالي، وفي عام 1530م ذكر كوبرنيك اسمي الزرقالي والبتاني في كتابه :"دوران الأجرام السماوية" Revolutionibus de Clestium Orbium)(1، واقتبس من آرائهما. قال ابن الأبّار : ( كان واحد عصره في علم العدد والرصد وعلل الازياج ، ولم تأت الاندلس بمثله من حين فتحها المسلمون إلى وقتنا هذا ) . وقال القفطي : (أبصر أهل زمانه بأرصاد الكواكب وهيئة الافلاك ، واستنباط الآلات النجومية ) .مؤلفاته :ذكر العلامة خير الدين الزركلي ، في أعلامه : من كتب الزرقالي المصنفات التالية : ــ "العمل بالصفيحة الزيجية" ومازال مخطوطا ؛ ــ "التدبير" ؛ ومازال مخطوطا ؛ ــ "المدخل في علم النجوم" ؛ ومازال مخطوطا ؛ ــ "رسالة في طريقة استخدام الصفيحة المشتركة لجميع العروض" ؛ ومازال مخطوطا . وكان لمؤلفات الزرقالي تأثير كبير على الفلكيين الإسبان الذين وضعوا الزيج المعروف باسم "ألفونسية" نسبة إلى ألفونس ملك قشتالة، الذي أمر بعد 200 سنة على وفاة الزرقالي، بترجمة كل آثاره إلى اللغة المحلية في قشتالة ...مصادر ترجمته : تكملة الصلة ، القسم المفقود 169 ، وعرفه بابن ( الزرقالة ) ، وورد فيه ذكره في مكان آخر ، مشكولا بشدة على اللام . وأخبار العلماء للقفطي 42 وهو فيه ( ولد الزرقيال ) و 862 : Broc . I : 396 ) 274 ( S . I .والمنوني ، في مجلة دعوة الحق : عدد ذي القعدة 1393 ، ص 162 ـ 163 .