الرئيسيةبحث

أهل الكهف

فهرس

أهل الكهف

أهل الكهف هم الذين ذكر قصتهم في سورة الكهف في القرآن الكريم.

وقد وردت قصتهم بعدة روايات منها ما رواه اليونانيون ومنها ما رواه الرومان وغيرهم الكثير. عددهم لم يعرف تماما, ويقال انهم 7 او 8 ومعهم كلب يدعى قطمير.

تدور قصتهم حول بعض المؤمنين المسيحيين هربوا من حاكم ظالم ديقيانوس الدي يريد قتلهم, فأووا إلى كهف في منطقة اختلفت الروايات في تحديد ومكان هذا الكهف فقيل في تركيا وقيل في سوريا وقيل الاردن وغيرها ، فأنامهم الله ليريهم آثار قوته و عظمته, لينهضوا من نومهم بعد أكثر من 300 عام.

سميت السورة بـ(سورة الكهف): نسبة إلى قصة الفتية الذين ذهبوا إلى الكهف الذي كان فيه نجاتهم مع أن ظاهره يوحي بالخوف والظلمة والرعب لكنه لم يكن كذلك إنما كان العكس .
قال تعالى :" وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا " آية 16 . فالكهف في السورة ما هو إلا تعبير أن العصمة من الفتن أحياناً تكون باللجوء إلى الله حتى لو أن ظاهر الأمر مخيف.وهو رمز الدعوة إلى الله فهو كهف الدعوة وكهف التسليم لله ولذا سميت السورة (الكهف) وهي العصمة من الفتن.

يعتبر المسيحيون أهل الكهف كقديسين.

كيف نام أهل الكهف من الناحية العلمية ؟

حتى ينام أصحاب الكهف بصورة هادئة وصحيحة هذه المدة الطويلة من دون تعرضهم للأذى والضرر وحتى لا يكون هذا المكان موحشا ويصبح مناسبا لمعيشتهم فقد وفر لهم البارئ عز وجل عدة أسباب .

الأسباب الإلهية

تعطيل حاسة السمع :

حيث إن الصوت الخارجي يوقظ النائم وذلك في قوله تعالى: " فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا "الكهف آية 11

والضرب هنا التعطيل والمنع أي عطلنا حاسة السمع عندهم مؤقتا والموجودة في الأذن والمرتبطة بالعصب القحفي الثامن .ذلك إن حاسة السمع في الإذن هي الحاسة الوحيدة التي تعمل بصورة مستمرة في كافة الظروف وتربط الإنسان بمحيطة الخارجي .

تعطيل الجهاز المنشط الشبكي (ascending reticular activating system ):

الموجود في الجذع الدماغى والذي يرتبط بالعصب القحفي الثامن أيضا فرع التوازن حيث إن هذا العصب له قسمان الأول مسؤول عن السمع والثاني مسؤول عن التوازن في الجسم داخليا وخارجيا ولذلك قال الباري عز وجل (فضربنا على آذانهم)ولم يقل (فضربنا على سمعهم ). أي إن التعطيل حصل للقسمين معا وهذا الجهاز الهام مسؤول أيضا عن حالة اليقظة والوعي وتنشيط فعاليات أجهزة الجسم المختلفة والإحساس بالمحفزات جميعا. وفي حالة تعطيلة أو تخديره يدخل الإنسان في النوم العميق وتقل جميع فعالياته الحيويه وحرارة جسمه كما في حالة السبات والانقطاع عن العالم الخارجي .

قال تعالى "وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً " النبأ آية 8 والسبات هو النوم والراحه .

(والمسبوت)هو الميت أو المغشى عليه (راجع مختار الصحاح ص 214).

فنتج عن ذلك ما يلي :

المحافظة على أجسامهم سليمة طبيا وصحيا :

حمياتها داخليا وخارجيا عن طريق :

والشمس ضرورية كما هو معلوم طبيا للتطهير أولا ولتقوية عظام الإنسان وأنسجته بتكوين فيتامين د vitamin d عن طريق الجلد ثانيا وغيرها من الفوائد .

يقول القرطبي في تفسيره وقيل( إذا غربت فتقرضهم ) أي يصيبهم يسير منها من قراضة الذهب والفضة أي تعطيهم الشمس اليسير من شعاعها إصلاحا لأجسادهم فالآية في ذلك بان الله تعالى آواهم إلى كهف هذه صفاته. لا إلى كهف آخر يتأذون فيه بانبساط الشمس عليهم في معظم النهار والمقصود بيان حفظهم عن تطرق البلاء وتغير الأبدان والألوان إليهم والتأذي بحرارة أو ببرودة.

القرطبي / الجامع لأحكام القران ،ج1 ص 369

دار الكتاب العربي –القاهرة 1967

تساعد على تعريض الكهف إلى جو مثالي من التهوية ولإضاءة عن طريق تلك الفتحة ووجود الفجوة (وهي المتسع في المكان ) في الكهف في قولة تعالى " وَهُمْ في فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فهُوَ الْمُهتْدى وَمَنْ يُضْلِلْ فلَنْ تَجِدْ لَهُ ولياَ مُرْشداً "الكهف آية17 .

بإلقاء الرهبة منهم وجعلهم في حالة غريبة جدا غير مألوفة لا هم بالموتى ولا بالإحياء إذ يرهم الناظر كالأيقاظ يتقلبون ولا يستيقظون بحيث إن من يطلع عليهم يهرب هلعا من مشهدهم وكان لوجود الكلب في باب فناء الكهف دور في حمايتهم لقولة تعالى " وَكلْبُهُمْ باسِط ذِراعِيْهِ بالْوَصيدِ لَوْ اطَّلعْتَ عَلْيَهمْ لَوَلَيتَ مِنْهُمْ فِراراًوَلمُلِئْتَ مِنْهُمً رُعْباَ " الكهف آية 18.

إضافة إلى تعطيل حاسة السمع لديهم كما ذكرنا أعلاه كحماية من الأصوات الخارجية حقيقة لا نملك الا ان نقول سبحان الله على المعجزة وعلى وصفها في القرآن الكريم .