أنطون بافلوفيتش تشيكوف ( 29 يناير 1860 - 15 يوليو 1904 ) من كبار الأدباء الروس كما أنه من أفضل كتاب القصة القصيرة على مستوى العالم. كتب عدة مئات من القصص القصيرة وتعتبر الكثير منها ابداعات فنية كلاسيكية ، كما أن مسرحياته كان لها أعظم الأثر على دراما القرن العشرين.
تعلم الكثير من كتاب المسرحيات المعاصرين من تشيكوف كيفية استخدام (المزاج العام للقصة والتفاصيل الدقيقة الظاهرة وتجمد الأحداث الخارجية في القصة) لابراز النفسية الداخلية للشخصيات.
له 4 مسرحيات كبرى وهي :
وقد تمت اعادة اخراجهم في انتاجات حديثة. ولد تشيخوف في ميناء محلي صغير على بحر أزوف يسمى تاجنروج جنوب روسيا، ابنا لتاجر (يحظى بمكانة ثالث أهم تاجر في طائفة التجار) وحفيدا لقِن أشترى حريته من ماله، وكان تشيخوف الأبن الثالث من ستة أبناء. دخل انطون مدرسة يونانية للصبيان، وفي عامه الثامن أرسلوه إلى جينمازيوم (نوع من المدارس الثانوي في بعض أجزاء أوروبا يوفر التعليم المعتاد إلى جانب التعليم الرياضي) لكنه أثبت فشلا في مسألة النشاط والرياضة، واشتهر هناك بتعليقاته الساخرة ومزاحه وبراعته في إطلاق الألقاب الساخرة على الأساتذة، وكان يستمتع بالتمثيل في مسرح الهواة وأحيانا كان يؤدي أدوارا في عروض المسرح المحلي. وقد جرب يده آنئذ في كتابة "مواقف" قصيرة، وقصص هزلية فكهة، ومن المعروف إنه ألف في تلك السن أيضا مسرحية طويلة أسمها "دون أب" لكنه تخلص منها فيما بعد. كان أنطون عاشقا للمسرح والأدب منذ صغره، وحضر أول عرض مسرحي في حياته (أوبرا هيلين الجميلة لباخ) عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، ومنذ تلك اللحظة أضحى عاشقا للمسرح، وكان ينفق كل مدخراته لحضور المسرحيات، وكان مقعده المفضل في الخلف نظرا لأن سعره أقل (40 كوبيك فضيا)، وكانت الجيمنازيم لا تسمح لطلبتها بالذهاب إلى المسرح إلا بتصريح خاص من المدرسة، وكان هذا التصريح لا يصدر غالبا بسهولة، وليس سوى في العطلات الأسبوعية فقط، لهذا كان أنطون وأصدقائه يقومون ببعض الحيل التنكرية كأن يضعوا العوينات أو الذقون المستعارة للتهرب من طاقم المدرسين الذين يبحثون عن طلبة الجيمنازيوم الذين يذهبون إلى المسرح دون التصريح لهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمود البدوى فى بيت تشيكوف
يقول محمود البدوى بعد عودته من الرحلة التى قام بها إلى روسيا في يناير 1973 :
" في الصباح المبكر .. والثلوج تتساقط إتجهنا في نشاط إلى منـزل " تشيكوف " وكنت منشرح الصدر فقد تحققت لى أمنية عزيزة .
ان أعظم كتاب القصة القصيرة في العالم أجمع .. كان يعيش في منزل صغير من طابقين في قلب موسكو .
البيت يقع في شارع جانبى ضيق .. ودخلت من بابه الصغير .. والثلج على العتبة إلى القاعة الخارجية وأرضها من الخشب ، أحسست بأنفاس تشيكوف العظيم وأقدامه في هذه القاعة وهو يديرعينيه بنظرة إنسانية وخطوة متأنية .. ثم يدلف إلى حجرته الخاصة حيث يستقبل الزوار والمرضى ..
انها حجرة صغيرة بها مكتب بسيط .. لاتزال عليه الأدوات التى كان يستعملها تشيكوف في حياته ..
وفى داخل هذه توجد حجرة أصغر منها .. بها سرير فردى من الحديد العادى ظل في مكانه كما وضعه صاحبه ..
ولبساطة السرير وما يبدو عليه من خشونه .. فكرت كيف ينام عليه ويشعر بالراحة مثل هذا العبقرى .
وفى الطابق الذى كان للأسرة .. صالة رحبه نوعا .. وحجرتان أكثر اتساعا .. والأرض خشبية والنوافذ ليست متسعة .. وزجاجها على حاله كما هو ..
والبيت وهو من طابقين أشبه ببيت رجل متوسط الحال عندنا .. بناه بعد أن ادخر من قوت يومه على مدى السنين ..
ان تشيكوف الإنسان كان يعيش في بساطة مطلقة .
وفى الطابق الثانى ترى صورته في جزيرة في جزيرة سخالين ونماذج من خطه .. وفى محفظته الخاصة التى كان يضعها في جيبه صورة صديقه المارد الطويل " تولستوى " ..
كما شاهدنا صورة كبيرة لتشيكوف مع مكسيم غوركى معلقة على الجدران وصورة أخرى مع ممثلى مسرحياته .. ومع تولستوى في يالتا ..
والفراشة في بيت تشيكوف وهى فوق السبعين .. استقبلتنا كأنها أمه التى ربته واحتضنته .. وكانت تتحدث عنه بطلاقة وثقافة ولا تخفى عليها خافية من حياته . ـــــــــــــــــــــــــــ
لمزيد من التفاصيل
يرجى الرجوع إلى
مكتبة محمود البدوى