الرئيسيةبحث

أكنسوس

نبذة

وُلِدَ محمد بن اكنسوس في قبيلة ايد او كنسوس، وهي من قبائل السوس الأمازيغية في جنوب المغرب. وسوس من المناطق التي اشتهرت بالعلم، في المسجد والزاوية على السواء، ومن ثم اتيح لهذا الفتى حظ كبير من العلم الديني قبل أن يرتحل، وهو في الثامنة عشر من عمره، إلى فاس ليتابع تلقي العلم في أكبر مقر له في تلك الاصقاع في جامع القرويين. وفي فاس، كان الشاب ينتقل بين حلقات الدرس ويؤُمُّ مجالس أكابر العلماء. فكان يجمع بين علوم الشرع واللسان والتاريخ، مما كون له ذخيرة كبيرة لمستقبل الأيام. وفي القرويين، تعرف بمحمد بن ادريس الذي وزر للسلاطين فيما بعد.

صفاته

كان محمد بن اكنسوس بارعاً في نثره ونظمه، رقيق الحاشية، سلس الأسلوب، دقيقاً في اختيار الألفاظ وبناء الجمل، وحتى عندما كان يكتب في موضوع جاف كان اسلوبه لطيفاً. فقد وجه اليه حاجب السلطان كتاباً فيه بحث عن المعادن، وطلب اليه رأيه فيه. وبعد ان قرأ الكتاب، بعث إلى الحاجب برسالة أبدى فيها رأيه في أمرين ،أولهما أن الكتاب المذكور ذخر من الذخائر والنفائس الملوكية التي ينبغي ان لا تخلو منها الخزائن السلطانية. وأما الأمر الثاني الذي تناولته الرسالة فهو نقد علمي للكتاب.

أعماله

إن العمل الذي ترك اسم محمد بن اكنسوس، أكثر من أي شيء آخر وضعه أو صنعه، هو كتاب «الجيش العرمرم الخماسي». وضع المؤلف هذا الكتاب وهو في السبعين من عمره. وهذا الكتاب هو تاريخ للدولة العلوية المغربية. إلا أن المؤلف رتبه على طريقة غريبة ونسق عجيب، فجعله على نظام الخميس، أي الجيش المركب في خمسة أقسام: مقدمة وساقة وجناحان وشروطها وواجباتها والكتاب في بحثه وغريب تنسيقه وعجيب تنظيمه يحوي من المعلومات الكثير. فقد جمع في تاريخه بين مسائل السياسة والتاريخ والفقه، وذكر دول المشرق وافريقيا والاندلس ودول المغرب السابقة إلى جانب الدولة العتيدة التي الف كتابه فيها. فأتى في ذلك بعمل فريد، ودل على تمكنه ورسوخه وحسن تصرفه ولباقته، حيث شحن جميع هذه المباحث وضمن كل هذه المقاصد في كتاب صغير الحجم، لا يحتوي بجزأيه الاثنين على أكثر من ۴۲۰ صفحة، هذا مع التوسع الكثير في اخبار الدولة الشريفة العلوية، وذكر ملوكها إلى عهده ملكا ملكا، وما وقع في ايامهم من حوادث وما خلفوه من آثار.