يعتبر البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، من تركيا، أول أمين عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ينتخب بالتصويت. ومنذ توليه منصبه أمينا عاما تاسعا في يناير 2005 يقود بفعالية المنظمة التي تجمع في عضويتها 57 دولة عضو ا وتبنى قضية العالم الإسلامي في هذه الأوقات العصيبة.
اقترح في مناسبات سابقة مختلفة تدابير لتعزيز السلم العالمي وتحقيق التضامن بين أعضاء الأمة الإسلامية قاطبة. واتخذ خطوات جادة ليجعل من منظمة المؤتمر الإسلامي منظمة فعالة. وقد أشاد بجهوده الرامية لتعزيز المنظمة العديد من رؤساء الدول و الحكومات كما أقرت بها أجهزة الإعلام والجمهور ممن شهد ردوده على التحديات التي تواجه المسلمين.
يقوم البروفيسور الدكتور إحسان أوغلى بدور ريادي في نشاطات الأبحاث والنشر وتنظيم مؤتمرات في مختلف المجالات، ومنها تاريخ الآداب والعلوم والعلاقات بين الثقافات. حيث وجه نتائج الأبحاث إلى خلق وعي بالثقافة الإسلامية في جميع أنحاء العالم. كما أطلق وأشرف على برامج ترمي إلى حماية وتعزيز التراث المعماري والمكتوب للحضارة الإسلامية في مختلف البلدان. وساهم في مناقشات علمية بشأن الحوار بين الثقافات. ومن خلال مبادرته الشخصية والمؤسسية، كسب اعترافا في الدوائر الفكرية باعتباره مساهما رائدا في التقريب بين الحضارات، و لاسيما بين العالمين الإسلامي والغربي.
وظل، منذ ارتباطه بمنظمة المؤتمر الإسلامي، بصفة المدير العام المؤسس لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) في اسطنبول عام 1980، والذي يسعى لتحقيق معرفة وفهم أفضل للإسلام وثقافته وحضارته في الغرب وفي جميع أنحاء العالم. وقد جادل من خلال دراسات موضوعية ليبين كيف يمكن للقواسم المشتركة بين الحضارات أن تكون سببا لبناء تفاهم عالمي بين أتباع الأديان والثقافات، عوضا عن عرض الاختلاف. ونظرا للشهرة التي اكتسبها في المؤسسات الأكاديمية الغربية والشرقية والدوائر العلمية باعتباره رجل آداب، فقد ظل منذ أربعة عقود يشترك في المؤسسات الرائدة في البلدان الإسلامية والغربية. وهو يفخر بمواطن قوة العالم الإسلامي ولكنه يطرح بموضوعية الحاجة الماسة في العالم الإسلامي لإصلاحات اجتماعية اقتصادية وصولا للتقدم و لتوزيع ثمار التنمية على عموم الناس. كما لم يتردد قط في التحمس لدعم الأقليات المسلمة و احترام حقوق الإنسان على المستوى العالمي وهي قضايا دافع عنها بقوة في كتاباته وخطاباته.
ولد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى في القاهرة في 26-12-1943. وحصل على بكلاريوس العلوم في 1966 و درجة الماجستير في الكيمياء سنة 1970 من جامعة عين شمس في القاهرة. وبعد إكمال دراسات الدكتوراه في جامعة أنقرة في تركيا سنة 1974، أجرى بحثه لما بعد الدكتوراة في الفترة من 1975 إلى 1977 بصفة زميل أبحاث في جامعة إكستر في المملكة المتحدة.
عمل عضوا في هيئة التدريس في عدد من كليات العلوم ثم أصبح أول بروفيسور والرئيس المؤسس لشعبة تاريخ العلوم في جامعة اسطنبول. وهو كذلك الرئيس المؤسس للجمعية التركية لتاريخ العلوم ومؤسسة وقف إيسار. كما عمل رئيسا للاتحاد الدولي لتاريخ العلوم وفلسفتها بين سنتي 2001 و 2005. وهو عضو في جمعيات دولية مختلفة و مجالس علمية و مجالس استشارية لعدد من المؤسسات الأكاديمية والمراكز والمعاهد وهيئات تحرير كثير من المجلات في مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية وأسبانيا وتونس وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
كما ألف عددا من الكتب والمقالات والأبحاث باللغات التركية والإنجليزية والعربية حول العلوم وتاريخ العلوم والثقافة الإسلامية والثقافة التركية والعلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي والعلاقات التركية العربية وقد ترجمت بعضها إلى الروسية والفرنسية واليابانية ولغة الملايو والكورية والبوسنوية.
قلده رئيس جمهورية أذربيجان "وسام المجد" وقلده رئيس جمهورية مصر العربية "وسام الامتياز من الدرجة الأولى" وقلده عاهل المملكة الأردنية الهاشمية "وسام الاستقلال من الدرجة الأولى" و قلده رئيس روسيا الاتحادية "وسام المجد" (قدمه إليه رئيس جمهورية تتارستان)؛ وقلده رئيس جمهورية السنغال "وسام الاستحقاق الوطني" و "وسام الأسد الوطني" كما قلده رئيس الجمهورية التركية " وسام الخدمة المتميزة للدولة ". كما حصل على الجائزة العالمية لكتاب العام من الرئيس سيد محمد خاتمي، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية سنة 2000. و حصل على درجات دكتوراه فخرية من عدد من الجامعات في أذربيجان والبوسنة والهرسك وبلغاريا وروسيا الاتحادية، وتتارستان وتركيا والولايات المتحدة. وعينته حكومة البوسنة والهرسك "سفيرا متجولا" سنة 1997.
وهو يجيد التركية والإنجليزية والعربية و له معرفة عملية بالفرنسية والفارسية. وهو متزوج وأب لثلاثة شبان.