مالاجاش هي المستعمرة الفرنسية السابقة مدغشقر خامسة أكبر جزر العالم ، أطلق عليها اسم ملاجاش غداة اسقلالها، وملاجاش اسم لأكبر القبائل بالجزيرة
فهرس |
وصل الإسلام إلى جزيرة مدغشقر عن طريق الدعوة التي قام بها التجار والمهاجرون المسلمون إليها من بلاد العرب ، وفارس ، وجزر قمور فالدعوة الإسلامية وصلتها بالسلم ، واعتنقت قبيلة الهوفا الإسلام سنة 680 هـ ، وذكر أن الجزيرة يحكمها أربعة شيوخ من المسلمين ، كما ذكر أن الحروف العربية هي لغة كتابة أهلها . وعندما سيطر البرتغليون على شرقي أفريقيا غزوا جزيرة مدغسقر في سنة 913هـ . ودمروا مدن الجزيرة ، وخربوها ،وقاوم المسلمون بعنف ، ووصلتهم نجدات من شبه الجزيرة العربية ولقد أطلق البرتغاليون على المسلمين اسم المورو كما أطلق الأسبان نفس الاسم على مسلمي الفلبين ً ، وزادت الدعوة الإسلام ازدهاراً بجزيرة مدغشقر عندما انتشر نفود آل سعيد في شرقي أفريقيا وتزوج السلطان سعيد من ملكة جزيرة مدغشقر ، وبسط نفوذه ، ولقد أسهم سكان جزر القمر في نشر الإسلام بملاجاش ، فهاجر إلى الجزر العديد من القمرين .
وهكذا انتقلت الدعوة الإسلامي إلى مرحلة مزدهرة بمدغشقر ، غير أن تشجيع البرتغالين للبعثات التنصيرية ، وقتالهم لأهل الجزيرة ، وقربها من مستعمرتهم السابقة موزمبيق عرقل انتشار الدعوة الإسلامية وعزل المسلمين عن العالم الإسلامي ، وعندما ظهرت فرنسا كمنافس لاستعمار الجزيرة ، برزت بريطانيا كمنافس آخر ، غير أن ملكة الجزيرة (رانا فالونا ) اتبعت سياسة عدائية نحو المنافسة الاستعمارية ، واستاطعت فرنسا أن تحتل الجزيرة بعد وفاتها في سنة 1868 هـ ، وشجعت البعثات التنصيرية الكاثوليكية على العمل بمدغشقر ، وفرض حصار على الجزيرة فانقطع الاتصال بين مسلمي مدغشقر ، واخوانهم ، ونتج عن هذا الانقطاع عزلهم ، وضعفت اللغة العربية وكانت لغة ملوك مدغشقر ، كما ضعفت المعرفة بالاسلام نتيجة انعدام الدعاة ، ورجال الدين المتقفين ، وسادت الصوفية ودخلت شوائم محلية على الإسلام .
ينتشر الإسلام بين قبائل الساكافا أو الصقلابة كما سماها العرب ، وقبائل الفلانة ، والأنتيمور في جنوب شرقي الجزيرة ، وهذه الجماعات من أصول عربية ولا يزال أفراد من قبيلة الهوفا على الإسلام وكان من هذه القبيلة ملوك مدغشقر وتعيش هذه الجماعات قرب مدينة ماجونجا ، ولقد دخلت ألفاظ عربية كثيرة في لغات مدغشقر ، وذلك نتيجة الصلات العربية بهذه الجزيرة ، ويقدر عدد المسلمين بحوالي 2،810،000 نسمة وينقسم المسلمون إلى قسمين :
يوجد بمدينة تناتاريف مركز تابع لرابطة العلم الإسلامي بمكة المكرمة ويوجد عدد آخر من المساجد في ميناء تاماناف ، وفي مدينة ماجونجا جالية عربية كبيرة وبها ثلاثون مسجداً وبها مجلس أعلى للشئون الإسلامية ، ومن المدن الإسلامية ديجو ، ومامنتيرانو ، وهناك جمعيتان في مدينة ماجينقابال ، وواحدة في ما جينقا . والمسلمون في مالاجاش في حاجة إلى تصحيح العقيدة في نفوسهم بعد الانقطاع الطويل عن العالم الإسلامي .
تسود الأمية بين مسلمي مدغشقر ، ولم تقوي المدارس القرآنية على الوقوف في وجه النشاط التعليمي التنصيري الذي دعمته السلطات الاستعمارية ، وأمدته بإمكانيات مادية ، ونفود سياسي وكذلك الحركات اليسارية والعنصرية التي ظهرت بالساحل الشرقي لأفريقيا ، وبعد أن استولى اليساريون على الحكم في ملاجاش اضطهدوا المسلمين ، وحدثت مذبحة 1396 هـ ضد المسلمين في مدينة ماجينقا وراح ضحيتها 2000 مسلم قمري وهاجر العديد منهم إلى جزر القمور .
المصدر : الأقليات المسلمة في أفريقيا - سيد عبد المجيد بكر