كانت المستعمرة البلجكية (الكنغو سابقاً)، استقلت في سنة (1380 هـ - 1960 م) عرفت بعد الاستقلال بجمهورية الكنغو الشعبية الديمقراطية ، ثم تغير الاسم إلى زائير. وزائير إحدى بلدان وسط أفريقيا، وثالثة دول القارة مساحة بعد السودان والجزائر .
فهرس |
وصلها الإسلام من شرقي أفريقيا ، من دولة زنجبار أيام ازدهارها ، فلقد امتد سلطانها إلى داخل وسط أفريقيا عن طريق التجار المسلمين ،وتوغل هؤلاء عبر تنزانيا في داخل القارة السوداء ، حتى وصلوا إلى بحيرة تنجانيقيا ، فأسسوا مركزاً تجارياً لهم في مدينة أوجيجي على الساحل الشرقي لبحيرة تنجانيقا ، ورافقت الدعوة الإسلامية تحركاتهم ، وأصبحت مركز اشعاع إسلامي في قلب أفريقيا ولاتزال حتى يومنا هذا ، وتتبع جمهورية تنزانيا حالياً ، ومن أوجيجي انتقل التجار السواحليون المسلمون بالإسلام ، والتجارة إلى داخل زائير ، وانتقلوا إلى الضفة الغربية لبحيرة تنجانيقا ، وأخدوا في انتشارهم داخل زائير طريقين كان الأول من مدينة أوجيجي إلى فيزى ويتجه غرباً إلى كابامباري وكاسةنجو على نهر لولابا ، فسلكوا هذا القطاع الأوسط من زائير ، وتقدم التجار التجار المسلمون عبر هذا المسلك إلى المنطقة الواقعة بين نهري لولابا ولومامي .
أما الطريق الثاني فكان من أوجيجي إلى أفيرا صاعداً نحو الشمال إلى روزيزي ثم إلى مدينة لوبوتو ويلتقي بنهر لولابا عند بلدة كيروندو في جنوب مدينة كيسنجاني ستانل فيل سابقاً ، وأسسوا مركزاً إسلامياً في موضع هذه المدينة ، واندفع التجار المسلمون شمالاً شرقاً ، وشقوا طريقاً لعودة قوافلهم نحو ممبسة على الساحل الشرقي لأفريقيا ، وكان هذا النشاط في نشر الدعوة الإسلامية خلال القرن الثالث عشر الهجري .
أبرز المناطق التي يوجد بها المسلمون في زائير في المنطقة الشرقية في مقاطعة كيفو في أفيرا ، ويوكاما ، وماتيما ، وفي كامبونجو وستانلي فيل وكيروندو، وكيندووكيمبومبو ، وفي معظم الحوض الأوسط من نهر زائير وفي القطاع الممتد على نهر لولايا من نيسنجاني إلى كنغولو ، كما ينتشر المسلمون المهاجرون في مدينة كنشاسا في مناطق التعدين بزائير ، بل وصل الإسلام إلى الأقزام في وسط غابات زائير وأسلم البعض وتعلموا اللغة الساحلية .
وعندما احتلت السلطات البلجيكية زائير شجعت البعثات التنصيرية على العمل وتزايد عددهم حتى أن كنشاسا تضم وحدها أربعة عشر ألفاً من القسس والرهبان فحدت من انتشار المدارس الإسلامية .
المساجد:
في زائير عدد كبير من المساجد إلا أنها متواضعة المباني وفي حاجة إلى إعادة البناء وفي حاجة إلى ترميم ويلحق بهذه المساجد بعض المدارس القرآنية ،أما المراكز الإسلامية لاتمثل في زائير .
الهيئات الإسلامية :
يوجد في زائير العديد من الؤسسات الإسلامية :
عندما اعترفت الحكومة الزائيرية بالتعليم الإسلامي أصبحت تدرس المواد الإسلامية واللغة العربية لمدة ساعة واحدة في اليوم . وتعاني هذه المدارس من نقص في الكتب والمدرسين .
وهناك نوع آخر من المدارس يتمثل في المدارس الأهلية الإبتدائية الإسلامية ، وقد أنشئت بجهود ذاتية . وعليها إقبال كبير لسبب تركيزها على القرآن الكريم وبعض العلوم الإسلامية .
نشطت البعثات التبشيرية في ظل الإستعمار البليجيكي ، والتي حاولت تشويه تاريخ المسلمين بإظهارهم بصور تجار رقيق ، وترى القساوسة في كل مكان وتدفع الحكومة الزائيرية رواتبهم ، ويشرفون على التعليم ، وللبعثات التنصيرية من السيطرة والنفوذ بحيث (يعمد ) أبناء المسلمبن عقب ولادتهم وإلا فلن يجدوا لهم أماكن في المدارس التنصيرية ولن يكتب في السجلات المدنية ، وفي زائير (20 ألف ) بعثة تنصيرية في المرحلة الإبتدائية ، ويشرف المنصرون على الجامعات في زائير . ويوجد في زائير ( 15 ألف ) بعثه تنصيرية من الولايات المتحدة وبلجيكا وإيطاليا وفرنسا . و هناك ترجمة وحيدة لمعانى القرآن الكريم ، ملىء بالحقد والتشويه . ومن أبرز التحديات الوجود الحديث للقاديانية ، والبهائية ، والتحدي النصراني الأمثل في الكاثوليكية والبروتستانية والأرثوذكسبة .
وهناك نشاط يهودي يتمثل في محاولة السيطرة على موارد البلاد وصحفها ، وبضائع إسرائيل تغرق أسواق زائير ، ويدرس بعض الطلاب من زائير في إسرائيل .
المصدر: الأقليات المسلمة في أفريقيا – سيد قطب .