الرئيسيةبحث

أقلية مسلمة في بوروندي

بوروندي هي جمهورية صغيرة وسط قارة أفريقيا ، وهي دولة داخلية لاسواحل لها . تقع ضمن هضبة البحيرات في وسط أفريقيا ، في شمالها رواندا ، وشرقها وجنوبها تنزانيا ، وفي غربها زائير ، وتطل على القسم الشمالي الشرقي من بحيرة تنجانيقا حيث تسير حدودها مع زائير .

كيف وصل الإسلام إلى بوروندي ؟

وصل الإسلام إلى هذه المنطقة من شرقي أفريقيا ، حيث كانت قوافل الدعاة والتجار تتحرك بين الساحل والداخل ، وازدهرت الدعوة الإسلامية في بوروندي في عهد سلاطين زنجبار ، فلقد زاد اتصالهم بالداخل ، وأقام التجار مراكز دائمة بداخل شرقي ووسط أفريقيا ، كان منها (طابور ) في قلب تنجانيقا ، ولاتزال تحمل اسمها إلى الآن كولاية في تنزانيا ومدينة هامة بها وأقام التجار ، والدعاة المسلمون أوجيجي على بحيرة تنجانيقا ، وفي موضعها الآن ومدينة كيجوما في تنزانيا وكان على كل منهما رئيس ونائب من قبل سلطان زنجبار ، ولقد ركب المسلمون سفنهم في بحيرة تنجانيقا ، ووصلوا إلى ( روضح ) في بوروندي وهي ميناء صيد ما زال معروفاً ، وعقد المسلمون معاهدات مع أمراء المنطقة ، ونشطوا في بث الدعوة الإسلامية في الطرف الشمالي من بحيرة تنجانيقا ، وحيث توجد الآن بوروندي ، بل انتقل نشاطهم إلى الكنغو ( زائير حالياً ) ولكن نشاط الاستعمار البليجكي ، والألماني ، والبريطاني عرقل مسيرة الدعوة ، واقتسموا المنطقة بينهم وكانت بوروندي من نصيب ألمانيا وشهدت منطقة وسط أفريقيا نشاطاً تنصيرياً مسيحياً يدعمة الاستعمار ، وحاصروا المسلمين وأوقفوا نشاطهم ، وعندما آلت أمور بوروندي إلى بلجيكا في أعقاب الحرب العالمية الأولى واجه المسلمون تحدياً قاسياً ، فلقد فرضوا عليهم العزلة وحالوا بينهم وبين إخوتهم في المناطق المجاورة ، بل فرضوا عليهم عدم التجمع والتمركز في جهة واحدة ، وسلبت منهم أملاكهم لتعطيها للبعثات التنصيرية ، وأوكلت إليها الإشراف على التعليم ورفض المسلمون إرسال أبنائهم إلى مدارس هذه البعثات وفضلوا التخلف على تلقي العلم على أيدي المنصرين ، ولقد أثر هذا في المستوى الاقتصادي للمسلمين .


مناطق المسلمين

يتواجد المسلمون في عاصمة بوروندي (بوجومبورا ) كما ينتشرون في مناطق الهوتو ، فحوالى ربع هذه القبائل التي تشكل غالبية السكان من المسلمين في مناطق قبائل التوتسي إلى جانب هذا يشكل المسلمون أغلب العناصر المهاجرة إلى بوروندي وهم من مالي والسنغال ومن الهنود والباكستانيين والعرب ، وينتشر هؤلاء في معظم مدن بوروندي ، وتصل نسبة المسلمين 25% وبين قبائل التوتسي 11% ويصل عدد المسلمين حوالي ( 1،288،000 ) نسمة .


المدارس :

أنشأ المسلمون في بوروندي العديد من المدارس غير أن هذه المدارس في حاجة إلى تطوير مناهجها ومدها بالمدرسين والكتب الإسلامية المترجمة ، وقد استولت الحكومة على هذه المدارس .


الهيئات الإسلامية :

يوجد العديد من الهيئات الإسلامية منها الجمعية الإسلامية وتأسست عام 1943 م في عهد الإستعمار البلجيكي ولهذا رفضت السلطات الأعتراف بها آنذاك . وتوجد الجمعية الأفريقية (أسمابو ) والجمعية العربية الإسلامية ( أمابو ) وجمعية الدعوة الإسلامية والرابطة الإسلامية التي تضم المنظمات الإسلامية .


المساجد

يوجد سبعة مساجد بالعاصمة ( بوجومبورا ) ، وتنتشر المساجد في المدن والقرى وأماكن القبائل الوطنية وأماكن تواجد المسلمون . ويواجه المسلمون المشاكل من البعثات التنصيرية التي خصصت لها إمكانات ضخمة وتسهيلات كثيره ويسرت لها الخدمات الصحية والتعليمية . وتعدد الفرق الإسلامية يضعف وحدة المسلمين في بوروندي كالأباضية والجعفرية والأسماعلية .


متطلبات العمل الإسلامي في بوروندي :

1- تطوير مناهج التعليم ، وسد حاجة المدارس من المعلمين ، وتوفير الكتاب المدرسي وإنشاء المدارس الثانوية والمهنية .

2- تنشيط الدعوة والحاجة إلى دعاة يجيدون الفرنسية وتخصيص بعض المنح لأبناء المسلمين في الجامعات الإسلامية .

3 - مقاومة نفوذ بعثات التنصير .

4- مقاومة التفكك الناتج من كثرة الفرق الإسلامية في بوروندي .

5-الغاء النعرة العنصرية بين السكان .

6- الاهتمام بتعليم المرأة البوروندية.


المصدر : الأقليات المسلمة في أفريقيا – سيد عبد المجيد بكر .