'الأشهر الحرم كان فيه أمر الصحيفة والشعب.. واعتماده بدء السنة الهجرية.. وخروج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى خيبر.. وإرسال الرسل إلى الملوك والزعماء.. بدء معركة القادسية.. موقعة المنصورة التي انتصر فيها المسلمون على الفرنجة.
من الأيام والشهور مواسم خير وطاعة، وجد واجتهاد فيما يُبتغى به من الله إجزال المثوبة ومضاعفة الأجر.
فلقد فضّل الله يوم الجمعة ويوم عرفة وأيام التشريق وعشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان وليلة القدر بمزيد فضل عن سائر الليالي والأيام، وخص شهر رمضان والأشهر الحرم بمزيد فضل على باقي الشهور.
والمحرّم من الأشهر الحرم، وهي أربعة: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب لقول القرآن: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} (التوبة: 36).
حكم الأشهر الحرم
كانت الأشهر الحرم، معظمة في شريعة إبراهيم ، واستمر ذلك باقياً، فكان العرب قبل الإسلام يعظمونها، ويحرمون القتال فيها، إلى أن ابتدع مبتدعهم النسيء فكانوا ينسئون الشهر الحرام (يؤخرونه عن موعده)، حين تعجلهم الحاجة إلى الغزو.. وقد بقيت لهذه الأشهر حرمتها في الإسلام، فنهي المسلمون عن انتهاكها بارتكاب ما حرم الله من المعاصي والآثام، لقول القرآن: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} (التوبة: 36).
أما القتال في الأشهر الحرم، فذهب الجمهور إلى إباحته، رداً لعدوان، ودفاعاً عن حق، لا ابتداءً، لقول القرآن: {َقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً} (التوبة: 36).
وليس لزيارة القبور فضل في الأشهر الحرم دون سواها. والله اعلم[[صورة:321