الرئيسيةبحث

أروى بنت أحمد

أروى بنت احمد بن محمد الصليحي

السيدة الحرة أروى بنت أحمد بن محمد بن جعفر بن موسى الصليحي، وأمها رداح بنت الفارع بن موسى، ملكة حازمة مدبّرة، زوجة المكرّم أحمد بن عل الصليحي ملك اليمن، من الأسرة الصليحية التي حكمت اليمن بعد أن وحدت معظم إِماراته (439-533هـ) ونشرت الدعوة الإِسماعيلية الفاطمية المستعلية فيه، عرفت بلقب السيدة الحرّة حتى غلب على اسمها في كتب التاريخ.


ولدت في حصن مسار من جبال حراز باليمن، ونشأت في رعاية أسماء بنت شهاب زوجة الملك علي بن محمد الصليحي

مؤسس الدولة الصليحية، بعد وفاة والدها أحمد الصليحي وزواج والدتها من عامر

بن سليمان ابن عامر بن عبد الله الزواحي.

عرفت الملكة الحرّة بالجمال

وحسن الأخلاق والشخصية النافذة،

وكانت قارئة كاتبة، تحفظ الأشعار والأخبار والتواريخ، وكان الملك علي

معجباً بها فكان يوصي زوجته فيقول

لها: «أكرميها فهي والله كافلة ذرارينا وحافظة هذا الأمر على من بقي فينا».

تزوجها المكرّم أحمد بن علي

سنة 458هـ في حياة أبيه، وتولى الحكم من بعده (459-481هـ)

فأنجبت منه ولدين وبنتين، ومات ولداها سنة 467هـ

وفوّض الأمور إِلى زوجته أروى،

فكان أول ما قامت به، بعد أن غادرت صنعاء، أن اتخذت مقرها في قصر شاده

زوجها في حصن ذي جبلة ونقل إِليه ذخائره

وقامت بتدبير المملكة خير قيام وبسطت سلطانها على القبائل اليمانية

، فخضع الناس لها، ومنحها الخليفة الإِمام المستنصر بالله منصب داعي الدعاة ولقبها: «السيدة الحرّة، وحيدة الزمن،

سيدة ملوك اليمن، عمدة الإِسلام، ذخيرة الدين، عصمة المؤمنين، كهف المستجيبين، وليّة أمير المؤمنين، كافلة أوليائه الميامين» وعدّها المثل الأعلى للحاكم لكفايتها في تدبير شؤون الحكم، وكانت المراسلات المستنصرية

الإِمامية تصدر إِلى اليمن باسمها.


وبعد وفاة زوجها المكرّم سنة 481هـ اختلف الصليحيون والزواحيون فيمن يتولى الحكم، وكان زوجها

قد أوصى أن تسند أمور الدعوة إِلى الأمير المنصور سبأ بن أحمد بن المظفر الصليحي

الذي طمح إِلى الزواج بالسيدة الحرّة

، فلم ترض أروى بهذا الاختيار،

واحتكم سبأ إِلى الخليفة المستنصر بالله الفاطمي الذي أمر أروى

أن تقبل بسبأ زوجاً، فوافقت بعد تردد،

ولكنّ هذا الزواج ظلّ صورياً، وظلّت أروى تمسك بمقاليد الحكم الفعلية،

وتُرفع إِليها الرقاع، ويجتمع عندها الوزراء ، ويدعى لها على منابر اليمن،

فيخطب أولاً للخليفة الفاطمي ثم لسبأ ابن أحمد ثم للسيدة

الحرّة أروى. ولم تلبث أن استقلت بأمر الحكم بعد وفاة زوجها الثاني سبأ سنة 492هـ، واعتمدت في تدبير أمور الملك

على عدد من الثقات، منهم

المفضّل بن أبي البركات، وزريع بن أبي الفضل،

وعليّ بن إِبراهيم بن نجيب الدولة وغيرهم، وامتدت أيام حكمها بعد ذلك أربعين سنة

، استطاعت في أثنائها أن تمارس سيادتها

على الإِمارات اليمنية الصغيرة من دون إِخضاعها.


ولّما قدم ابن نجيب الدولة إِلى اليمن موفداً من الخليفة

الفاطمي الآمر بأحكام الله سنة 513هـ

وداعياً له، فأقام الحدود وأخضع الإِمارات المتمردة، عزّ جانب الحرّة وانقمع أهل اليمن

، إِلا أنه بدأ منذ سنة 519هـ يسيء إِلى الحرّة

ويستخفّ بأمرها ويدّعي أنها قد خرفت

واستحقت أن يحجر عليها، وحاول أن ينتزع الحكم منها،

ولكنّ أمراء البلاد وشيوخها ساندوها

واتهموا ابن نجيب الدولة بالتآمر على الخلافة والدعوة النزارية ، فأمر الخليفة بالقبض عليه وإِعادته إِلى مصر ، ولكن السفينة التي كانت تقلّه غرقت في أثناء الرحلة، وأسندت الحرّة أمر الدعوة إِلى سبأ بن أبي السعو د من آل زريع (وهو أول بني زريع الذين خلفوا الصليحين).

وقد عملت أروى إِبّان حكمها

على تشجيع البناء والعمارة وأولت إِنشاء المدارس والمستشفيات

والمساجد اهتمامها الزائد،

ولم يقف نفوذها عند حدود اليمن ، فقد عهد إِليها الخليفة المستنصر بالله ومن بعده الآمر بأحكام الله بالإِشراف على الدعوة الفاطمية في عُمان والهند.


عُمّرت أروى طويلاً، فلمّا ماتت تبارى الشعراء في رثائها، ودفنت في مسجد كانت بنته بذي جبلة، وقبرها ما يزال حتى اليوم مزاراً يسعى

الناس إِليه ويتبركون به.

وعلى إِثر وفاتها

دبّ الضعف في جسد الدولة الصليحية الإسماعيلية وتفككت أوصالها وصار

الأمر فيها إِلى الأمراء من آل زريع، وكانت الدولة الفاطمية في مصر تعاني الانهيار أيضاً

، وانتهى أمر الصليحين تماماً

بعد أن غزا طوران شاه ابن الملك

الصالح نجم الدين اليمن سنة 569هـ.

محمد بن علي احمد الذاري -ابوالحسين-najrantrading@hotmail.com