أبو جهل اسمه عمرو، وكنيته أبو الحكم، وأبو جهل لقبه به عمه الوليد بن المغيرة
هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ويكنى أيضاً بأبو الحكم. وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم
وولد أيضاً أبو جهل الحنفاء، أراد علي بن أبي طالب أن يتزوجها، فكره ذلك رسول الإسلام فتزوجها عتب ابن أسيد.
في رواية عن عمر بن الخطاب قال: كنت جالسا مع أبي جهل وشيبة ابن ربيعة، فقال أبو جهل: يا معشر قريش! إن محمدا قد شتم آلهتكم وسفه أحلامكم وزعم أن من مضى من آبائكم يتهافتون في النار، ألا! ومن قتل محمدا فله علي مائة ناقة حمراء وسوداء وألف أوقية من فضة!
فلما أصبح أبو جهل ، أخذ حجرا كما وصف ثم جلس لرسول الله ينتظره وغدا رسول الله كما كان يغدو ، وكان رسول الله بمكة وقبلته إلى الشام ، فكان إذا صلى صلى بين الركن اليماني والحجر الأسود ، وجعل الكعبة بينه وبين الشام .
فقام رسول الله يصلي وقد غدت قريش ، فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل . فلما سجد رسول الله احتمل أبو جهل الحجر ، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزما . منتقعا لونه مرعوبا . قد يبست يداه على حجره . حتى قذف الحجر من يده .
وقامت إليه رجال قريش . فقالوا له ما لك يا أبا الحكم ؟ قال قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط . فهم بي أن يأكلني .
والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولامن كلام الجن أن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه .
ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد ، وهو ريحانة قريش والله لتصبأن قريش كلهم فقال أبو جهل أنا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزيناً فقال له الوليد مالي أراك حزيناً ياابن أخي ؟ فقال : وما يمنعني أن أحزن ؟ وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد وإنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد وقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرها مالاً وولداً ؟ وهل شبع محمد وأصحابه ليكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم :
تزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتوه يحنق قط ؟ قالوا اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط ؟ قالوا اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب ؟ قالوا لا ، فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر فذلك قول الله تعالى في سورة المدثر : "أنه فكر وقدر. فقتل كيف قدر" (( الآيات )) .
قال الشيخ النجدى (وكان إبليس قد تمثل لهم بهيئة شيخ من نجد) : القول ما قال الرجل ، هذا الرأي الذي لا رأي غيره.
دعا رسول الإسلام في الحديث : عن أنس بن مالك أن رسول الله دعا عشية الخميس فقال: (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام) فأصبح عمر يوم الجمعة فأسلم.
وهو ايضاً خال عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد أخرجه الطبراني، ولم يسلم أبو جهل قط. وسماه محمد صلى الله عليه وسلم فرعون هذه الامه.
أبو جهل وهو من الب المشركين يوم بدر فقد قرر كبير القوم عتبة بن ربيعة الانسحاب والعوده إلى مكه وقال لا يشق القوم الا ابن الحنظلية يقصد أبو جهل وهو ما حصل اذ رد عليه أبو جهل بوساطة حكيم بن حزام وقال:
فقتل يوم بدر على يد معوذ ومعاذ أبناء عفراء وقد كانا في حوالى السادسة عشر من عمرهما, واجهز عليه عبدالله بن مسعود وقال له :
ولما انتهت المعركة قال رسول الإسلام: (من ينظر ما صنع أبو جهل؟) فتفرق الناس في طلبه، فوجده عبد الله بن مسعود وبه آخر رمق، فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليحتز رأسه، وقال: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وبماذا أخزاني؟ أأعمد من رجل قتلتموه؟ أو هل فوق رجل قتلتموه؟ وقال: فلو غير أكَّار قتلنى، ثم قال: أخبرني لمن الدائرة اليوم؟ قال: لله ورسوله، ثم قال لابن مسعود وكان قد وضع رجله على عنقه: لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رُوَيْعِىَ الغنم، وكان ابن مسعود من رعاة الغنم في مكة.
وبعد أن دار بينهما هذا الكلام احتز ابن مسعود رأسه، وجاء به إلى رسول الإسلام، فقال: يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال: (الله الذي لا إله إلا هو؟) فرددها ثلاثًا، ثم قال: (الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق أرنيه)، فانطلقنا فأريته إياه، فقال: (هذا فرعون هذه الأمة).