ينتمي أبو الحزم إلى اسرة من اعرق الاسر الاندلسية فجده يوسف بن ابي عبدة الفارسي أحد موالي عبد الملك بن مروان و أحد مؤيدي وانصار عبد الرحمن الداخل ثم تولى الحجابة لعبد الرحمن و القيادة لابنه هشام و ظلت الاسرة على تفوقها و نفوذها فتولى عدد من افرادها المناصب الرفيعة في عهود حكام بني امية
قاد أبو الحزم ثورة القرطبيون على البربر و طردوهم من قرطبة و اعاد الحكم إلى بني امية إلى ان القرطبيين عادو للثورة على الخليفة و انهو الحكم الاموي في الاندلس في ذو القعدة من عام 422 هجرية و اثر ذلك اصبحت قرطبة بلا حكومة او خلافة و اتجهت الانظار إلى أبو الحزم ليكون قائد قرطبة في تلك الفترة العصيبة من الفتن و الملاحم عند تولى أبو الحزم امر قرطبة لم يغادر منزله او تلقب بالقاب الخلافة و اجرى رسوم الملك الا انه جمع حوله صفوة القادة و الزعماء في المدينة فيما عرف بالجماعة او حكومة الجماعة فكان لا يقطع امرا الا بمشورتهم او يصدر قرارا الا بموافقتهم و تعتبر تلك الحكومة نموذج لحكم الاقلية الارستقراطية و نموذجا لما حدث فيما بعد في بعض حكومات مدن إيطاليا في عصر النهضة
و قد بدء أبو الحزم عهده بالحزم فقد حاول ان يقمع الشغب و يوطد دعائم الامن فصانع ملوك البربر وسلح اهل المدينة ليستطيعوا الدفاع عن انفسهم و عمل على حفظ الاموال و تشجيع التجارة و ادى ذلك إلى نمو التجارة و تحسن الاحوال في عصره وو قد كانت قرطبه في عصره ملجئا للزعماء و القادة المخلوعين . و ايد أبو الحزم القاضي ابن عباد حين اظهر شخصا يشبه هشام المؤيد الخليفة الاموي المخلوع و اعلن انه خليفة المسلمين في الاندلس و ذلك دفعا لغارات بني حمود في جنوبي الاندلس استمر حكم أبو الحزم وحكومته الفريدة زهاء 12 عام إلى ان توفى في 435هجرية