قرية سورتود ......(ابواسيل).... ماذا تعرف عنها؟
سارتود التي حرّفت إلى سورتوت أو سورتود اسم لقرية صغيرة مخضرة موشحه بنخيل البركاوي وابتمودا تقع على ضفاف نهر النيل الخالد في شمال السودان وتحديداً بالولاية الشمالية (دنقلا) تحدها من الشـمال قرية الشيخ شـريف ومن الجنوب قرية لبب غرب، وتبعد عن مدينة دنقلا حوالي 13 كيلو متراً مربعاً، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب ثلاثة آلاف نسمة تقريباً.
كانت المنطقة التي تعرف الآن بـ "سورتود" شبه خالية من السكان في سابق الزمان إذا استثنينا المنـاطق الجنوبية والوسـطي، أما المنطقـة التي كانت عامـرة بالسكان فهي ما يعرف الآن بـ " تمنار" فهي الموطن الأول لسكان سورتود الحالية حيث كانت تسكن فيها بطون مختلفة من السكان وكانت عامرة حيناً من الدهر بسبب توافر الأراضي الزراعية الخصبة، غير أن تلك الأراضي الخصبة تعرّضت للهدام وتآكلت بسبب فيضانات نهر النيل، فظهرت أراضي زراعية خصبة جديدة في وسط نهر النيل مكوّنة جزيرة خضراء على شكل مثلث رأسها في الجنوب فبدأت الأنظار تتجه إليها وأصبح الناس يتناقلون وبلهجتهم المحلية "الرطانة" اسماً جديداً لهذه البقعة الخضراء بكلمتين (سار.. تود) حتى اندمجت الكلمتان وأصبحتا كلمة واحدة ينطق الحرف الأخير منها تاءا أو دالاً (سورتوت أو سورتود)، وسار تعني دوران المياه في وسط نهر النيل لتكوين جزيرة في وسطها وتود تعني الابن الوليد والكلمتان "سارتود" مجتمعةً تعني الجزيرة الوليدة. واستقر السكان في هذه الجزيرة الخضراء قرابة خمسة وعشرين عاماً من الزمان.
بدأت مساحة الأراضي الزراعية الخصبة تتآكل وتتقلص في الجزيرة الخضراء بسبب الهدام وخاصة من الناحية الجنوبية مما دفع السكان القاطنين فيها للهجرة إلى الضفة الغربية لنهر النيل ليتخذوا هذا المكان الجديد مقراً لهم وسمي بـ"سورتود" في تركيبته الحالية.
مناخ منطقة سورتود:
تقع المنطقة في نطاق الإقليم الصحراوي في شمال السودان، ويكون فصل الصيف حاراً وجافاً وفي فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة ويكون الجو بارداً والأمطار نادرة وتتعرض المنطقة لأشعة الشمس المشرقة لفترات طويلة.
بعض الآثار القديمة في سورتود:
تحتضن سورتود أثارات قديمة من العهود السابقة مثل الأهرامات، والكهوف وكذلك مبنى قصر النميري الذي تم بناؤه في عهد الأتراك فكان يتكون القصر من عدة طوابق وهو مبني من اللبن (الطين) والحجر، وكانت الطوابق السفلية مخصصة للخدم والحاشية والطوابق العلوية للسلطان وضيوفه.
أصل سكان سورتود:
يعود أصل سكان سورتود إلى الجنس النوبي المتوطن منذ أقدم العصور في شمال السودان واختلط به بعض القبائل العربية التي نزحت إليها بعد الفتح الإسلامي وتزاوجت وأصبحت تشكل وحدة اجتماعية متجانسة. ويتكون سكان سورتود من عدة بطون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً عن طريق المصاهرة وهذه البطون هي (الشرباشية، الخناقية، الحمرنجي، الكوابي، البقدري العقاليين الحسينيون، الفونج، وغيرهم). وقد ثبت جلياً مما لا يدع مجالاً للشك أن سكان سورتود الحالية وسكان الجزيرة الوليدة ومن قبلهم سكان تمنار ارتبطوا ارتباطاً حياتياً بنهر النيل العظيم حيث إن نهر النيل هو شريان حياتهم، والمتتبع نزوح أجدادنا من منطقة إلى أخرى يكتشف أنهم لم يكونوا هواة ترحال بل كانوا طلاب استقرار وسبل حياة كريمة تبعاً لظروف فيضان النيل والهدام وتقلص الأراضي الزراعية الخصبة، وقد مر سكان سورتود الحالية بثلاث مراحل حتى استقروا فيها وهي كالآتي: (تمنار، جزيرة سورتوت الوليدة، سورتود الحالية)، إلا أننا نود أن نعرف القليل أو البحث عن أصول القبائل التي سكنت في تمنار، ومن أين جاءوا ..؟
بالبحث والسؤال وجدنا من أوائل البطون التي سكنت جزيرة تمنار هما الشرباشية والخناقية فالشرباشية تعتبر من أوائل البطون التي سكنت تمنار شرقاً وغرباً وأنهم كانوا أهل إدارة وحكم منذ غابر الأزمان، أما الخناقية فترجع أصولهم إلى الشيوخ الثلاثة المؤسسين لجزيرة لبب الموطن الأصلي للإمام محمد احمد المهدي، وأن مملكتهم مملكة (الخناق)، والتي كانت تحكمها "ود نميري" كانت تدفع الجزية لمملكة الفونج (تاريخ السودان)، وقد اشتهرت بالظلم والاستبداد والقصص عنها كثيرة ومتشعبة. إذاً فالخناقية ليسو أقدم من الشرباشية فانتشارهم كانت أيام الثورة المهدية عندما شعروا بأنهم حكام البلاد وولاتها. أما انتقال بطن الحمرنجي إلى تمنار فتوضح المصادر أنهم كانوا مستقرين أساساً في صعيد جزيرة لبب (الجدير بالذكر بأن أصول الحمرنجي يمتد من قبائل حمرة الوز وحمرة الشيخ في غرب السودان) ومن ثم نزحوا منها أيام حكم (ودنميري) عندما شعروا بأن الرجل سوف يصادر حيواناتهم فيقال إن جد الحمرنجي أخذ أبقاره سباحةً عبر نهر النيل إلى ناحية الشرق ومنه إلى تمنار التي نجد فيها آثارهم باقية حتى الآن. أما عن انتقال الكوابي فقد ثبت من المصادر أن أجدادهم قد نزحوا من جزيرة كوة (تقع مقابل مدينة دنقلا بالضفة الشرقية من النيل) واستتقروا في تمنار لوقت قصير حتى ظهـرت جـزيرة صغيرة في نهر النيل سـموها جزيرة "ود النور" فرحلوا إليها، إلا أن المصادر لم توضح عما إذا كانت جزيرة "ود النور" هذه هي نفسها الجزيرة الوليدة (جزيرة سارتود) أم أنها جزيرة أخرى، وأياً كانت النتيجة فالكوابي كانوا أيضاً في جزيرة سارتود. أما عن البقدري تبيّن أنهم أتوا من بغداد أيام الفتح الإسلامي وهم من أوائل النازحين من الجهة الشرقية إلى الغرب أيضاً، وطوال فترة الإدارة الأهلية (قبل حكم الرئيس جعفر نميري)، احتفظوا بالشياخة والعمودية ويعتبر مسجدهم الحالي هو أول مسجد بنى في سورتود الحالية وأقيمت فيه صلاة الجمعة. أما العقالية فتوضح رواية أنهم أتوا من العقال (أي من قرية العقال التي تقع بين قرية الصحابة وقرية التيتي في شمال السودان)، ولم يثبت ما يؤكد استيطانهم في تمنار من قبل. ويقال عن العرب إنهم أتوا من شمال ووسط السودان فهم بطبعهم هواة الصحراء والجمال فيتنقلون من واحة لأخرى طلباً للكلأ والماء مما جعلهم يعيشون بعيدين عن النوبة ولم نجد لهم أثراً في جزيرة تمنار من قبل، وكانوا يشتهرون بامتلاكهم الإبل وقيامهم بنقل أمتعة المسافرين من كريمة إلى دنقلا فقد اشتهر منهم في سابق الزمان ود الشايقي وضرار وأحمد محمد خير بجمالهم ومنهم من اشتهر بصناعة الجلديات ودبغها أمثال أحمد علي جمعه (أحمد سكينج) وأبناء عبد المولى ومازالت هذه الصناعة باقية إلى يومنا هذا، حيث أصبحت رمزاً معروفاً ومعلماً بارزاً لمنطقة سورتود لأنها من المناطق المحدودة التي تمتاز بصناعة قرب الماء الجلدية في السودان عامةً.
النشاط الاقتصادي في سورتود:
مما لا يدع مجالاً للشك أن معظم سكان سورتود كانوا في سابق الزمان يعتمدون في مصدر رزقهم على الزراعة وتربية الحيوانات والدواجن، وقد اتخذ بعضهم بعض المهن الأخرى مثل التجارة والحرف اليدوية والاغتراب والهجرة، ومن المحاصيل الزراعية التي كانوا يفضلون زراعتها في الجزيرة صيفاً نذكر منه على سبيل المثال محاصيل الذرة الشامية والذرة البيضاء والخضراوات بأنواعها أما محصول القمح فكانت تتمركز زراعته أصلاً بالضفة الغربية من نهر النيل في فصل الشتاء لتوافر الأراضي الواسعة هناك (كان يزرع من حدود مزرعة أولاد شيخ محمد شمالاً حتى حدود مزرعة حامد شريف جنوباً)، فكان قانون امتلاك الأراضي الزراعية في سورتود الحالية في سابق العهود والزمان هو زراعتها خمس سنوات قمحاً حتى يسمح للمزارع بامتلاك ما يريده من المساحات الزراعية فتسجل له فوراً بمبلغ خمسة قروش لكل عشرة أفدنة (أي مائتي متر عرضاً وإلى الطريق الحكومي طولاً)، وعلى هذا الأساس أصبح لكل مواطن من تمنار أو جزيرة سورتود أراضي زراعية خصبة ملك له في سورتود الحالية، بمرور الوقت والحقب الزمنية وبعد اندثار ملامح جزيرة سارتود القديمة بدأت تظهر جزيرة جديدة أخرى مقابل سورتود الحالية في وسط نهر النيل وكانت أقرب للضفة الغربية من النيل فسميت بجزيرة سورتود الجديدة ووزعت أراضيها الخصبة تعويضاً لسكان تمنار وجزيرة سارتود القديمة.
المشروع الزراعي التعاوني: (مضرب الأمثال)
بعد اســتقرار الســكان في ســـورتود الحالية كان قد منحهم الســيد عبد الرحمـن المهدي ماكينة بقوة (75 حصاناً نوع لستر 12 بوصة) لمساعدتهم في ري مزروعاتهم ولتكون مصدر رزق لهم ولأهالي جزيرة لبب بعد أن طلبها العمدة محمد شمت منه، وبات العمدة محمد شمت المسئول الأول والأخير للمشروع الزراعي ولاسيما الماكينة وأراد بجعل المشروع الزراعي كشركة زراعية تجارية تحت إشــرافه وإدارته وربط الأراضي الحكومية من حدود سورتود حتى منطقة الشيخ شريف برقم سري (31) للمشروع دون علم أهالي وسكان سورتود. ظهرت خطة العمدة جلياً فاندهش أصحاب الملك ورفضوا الانصياع له والتعاون والوقوف معه ولاسيما بطن(قبيلة) الكوابي وعلى رأسهم حاج شرفي محمد النور(رحمه الله) فانفصلوا بأراضيهم الزراعية من مشروع العمدة (عبارة عن ثماني مزارع من أخصب الأراضي الزراعية في سورتود)، فكوّنوا شركة زراعية تعاونية فيما بينهم واشتروا ماكينة (وابور) أصغر من ماكينة المشروع والعمدة يترصد لهم بكل الطرق والسبل لعدم إنجاح مشروعهم التعاوني وفي يوم تدفق المياه من مشروعهم نصب العمدة لهم كميناً بإخطار الجهات ذات الاختصاص بعدم تسجيل مشروع الكوابي لدى السلطات المختصة، وبهذا خاب أملهم وتوقف المشروع بأمر جهات الاختصاص وأصبح كما لم يكن (مازال حطام المشروع باقياً حتى يومنا هذا في حلة هبوب دربوني) توقف مشروع العمدة لأكثر من ثلاثة سنوات بعد أن رفض السكان العمل فيه وتم عرضه للبيع، فتحتم على سكان سورتود التفكير والبحث عن كيفية توفير المياه لري وسقي مزروعاتهم فاستقر رأيهم على ضرورة شـراء الماكينة المعروضة للبيع وتم اختيار كل من محمد عبد الله (حمرنتود)، وعوض محمـــد ومحمــود ســوار للسفر إلى الخـرطوم لمقابلة الســـيد يحيى عبد الرحمن المهدي للتمهيد لطلب شراء الماكينة المعروضة للبيع فأبدى موافقته بشروط وعاد الوفد وتكوّن وفد آخر من كل من : شمت شيخ محمد (رحمه الله) ومحمد أحمد محمد ومحمد أحمد الأمين وعبد الله أحمد علي حمد وتوجوا إلى الخرطوم بعد وصول الوفد الأول استعداداً لشراء الماكينة المعروضة للبيع من المهدي بضمان أمين التوم الذي كان مرشحاً للخوض في الانتخابات. دخل الوفد الأخير في مناقشات ومداولات عديدة إلى أن استقر بهم الحال على شرائها بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه سوداني على أن يدفع ألف جنيه فوراً وباقي المبلغ يدفع على أقساط بكمبيالات تحتوي كل كمبيالة على خمسمائة جنيه سوداني. تحمّس السكان فبذلوا الغالي والنفيس في سبيل تطوير المنطقة وتنميتها زراعياَ وقد ساعد في ذلك تكاتف مواطني سورتود الفتية (وفي هذا السياق لابد من القول إن أبناء ومواطني سورتود يتميزون بالترابط الأسري الشديد وبالعلاقات الاجتماعية القوية التي تأصلت فيهم منذ الأجداد والجيل الجديد الذي تشبع بعمق هذه العلاقات توارثت فيهم كل الصفات الجميلة فحملوها شعلةً تضيء لهم معالم طريقهم نحو المستقبل)، فتمت إعادة تعمير المشروع باكتتاب الأسهم ومد يد العون بواسطة أبنائها البررة وبعض سكان القرى الأخرى المجاورة أمثال الأمين أحمد شريف وأبناء بابتود من قرية الشيخ شــريف وأرباب عبد الله وأحمد عثمان الحداد من جزيرة لبب وعبد الرحمن أنصار من مدينة دنقلا وكثيرين من أهل الخير، وكذلك تم جمع تبرعات وسلفيات من المقتدرين مادياً في ذلك الوقت لسد الفجوات المالية التي تنتج مستقبلاً فأصبح المشروع مضرباً للأمثال في التعاون وسرعة الإنجاز. تعهد شمت شيخ محمد برئاسة المشروع فتدفقت المياه وازدانت الأرض بحلة خضراء من الطيبات وتسابق المزارعون إلى زراعة كل ما يخطر في بالهم وأذهانهم فزرع محصول الذرة في السنة الأولى من عمر المشروع وكانت البداية الطيبة التي وفرت ما يحلو للسكان من محاصيل وخضراوات وفواكه وتمور وغيرها ومهدت الأرض لزراعة الموسم الشتوي قمحاً فنجح محصول القمح بشكل يفوق التصور وبهذا أصبح مشروع سورتود الزراعي التعاوني أول مشروع قروي ينتج محـاصيل زراعية وفيرة في تلك الحقبة الزمنية حيث أنتج الفدان الواحـد من الأرض حــــــوالي (6.5 أردباً) من زراعة نصف أردب فقط، فبنيت المخازن لحفظ الفائض من الإنتاج وسددت الأقساط الباقية من الكمبيالات لدائرة المهدي فاستمرت خيرات المشروع وطيباته من الخضراوات والمحاصيل والتمور والفواكه تغمر المنطقة وما جاورها من القرى لسنوات عديدة ثم انخفض الإنتاج تدريجياً في السنوات الأخيرة ويعزى ذلك إلى أسباب عديدة نذكر منها على سبيل المثال الآتي :
o سوء الإدارة وانعدام الخبرة العملية لدى الأجيال المعاصرة.
o عدم جدية المزارع الحالي وانعدام الرغبة في الزراعة.
o توافر النقد والسيولة لدى المزارع جعله ينظر إلى الزراعة كحاجة ثانوية.
o تهالك الأراضي الزراعية الخصبة وتعرضها للرمال الزاحفة.
o انفراد بعض الأشخاص بوابورات خاصة والزراعة بها.
إلى أن توقف المشروع الزراعي التعاوني فهجر الكثير من سكان سورتود إلى الأقاليم وخاصة مدينة الخرطوم .. وبعد مرور سنوات عديدة استبدل المشروع التعاوني بمشروع زراعي ضخم في ضوء الدعم الحكومي للولايات فلعب أبناء المنطقة دوراً بارزا في توطين هذا المشروع العملاق في منطقة سورتود نذكر منهم المهندس عبد الرحمن الحاج فسمي بمشروع " بشائر الخير" فبدأ العمل فيه بآليات ضخمة وقدّرت تكلفة الجدول الذي امتد لأكثر من عشرة كيلو مترات مربعة بأكثر من أربعة مليارات جنيه سوداني .. إلا أنه مع كل الأسف ومع ضخامة المشروع وتوافر المياه بكميات كبيرة لم يؤد المشروع الدور المنتظر منه لأسباب إدارية بحتة، وعدم الجدية في العمل وعزوف الكثير من الأشخاص عن تحمل المسؤولية وعدم التخطيط السليم في دورات الري والتعامل الأجوف مع المزارعين، وغيره من الأسباب.
الصناعات والحرف اليدوية في سورتود:
تتميز منطقة سورتود عن المناطق المجاورة الأخرى باحتضان بعض من الحرفيين الذين يمتلكون قدرات فائقة في الصناعات اليدوية مما يؤدي إلى استدعائهم إلى بعض المناطق والقرى الأخرى المجاورة لأخذ أرائهم في مجال تصنيع المراكب الشراعية والسواقي والعناقريب والبنابر وأدوات الزينة وبعض الأعمال الخشبية الأخرى، ومن الأفراد الذين لهم باع طويل في مثل هذه الصناعـات الخشبية نذكر على سبيل المثال النور فرج الله وعبد الفراج علي وفقير محمد صالح، الذين يقولون إنهم اكتسبوا الخبرة من والدهم وهم اكتسبوا أيضاً من والديهم ، فهي سلسلة صناعية متصلة الحلقات تعود إلى عهد المهدية فكان أول النجارين قد قدم مع الإمام المهدي إلى الجزيرة أبا، ومن ثم انتقلت تلك الصناعات اليدوية إلى مناطق السودان وأنحائه المختلفة، فيقال إن أكبر مركب شــراعي يصل طوله 25 ذراعاً ويمكن أن تحمل أكثر من 500 أردباً من القمح أو غيره وتصنّع له الشراع من قطع الدمور القوي المتين والذي يعرف بالقنجة (وفي هذا المقام يسرني أن نذكر بأن فيلم "مراكب الشمس" الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان التلفزيونات العربية للمخرج سيف الدين حسن كان لمنطقة سورتود شرف تصوير حلقاته فيها، وقد عرض هذا الفيلم في التلفزيون القومي السوداني عدة مرات).
بعض المرافق العامة في سورتود وكيفية إنشائها:
مدرسة سورتود الابتدائية المختلطة:
تأسست عام 1969م بالجهد الشعبي حيث إن سكان سورتوت دعتهم الحاجة لمطالبة جهات ذات الاختصاص للتصديق لهم بإقامة هذه المؤسسة التربوية المهمة نظراً لبعد مدرسة منطقة الشيخ شريف الابتدائية للبنات وضيق فرص الاستيعاب في المدرسة الابتدائية للبنين. وفور صدور التصديق والسماح بإنشاء المدرسة تم افتتاحها مؤقتاً بمنزل (محمد شمت ساتي علي)، لعدم توافر السيولة الكافية للتشييد فبدأ مواطني سورتود كعادتهم في بذل المزيد من الجهد في جمع التبرعات والمساهمات الإلزامية والسلفيات من أبناء المنطقة لتوفير المال اللازم لتشييد المدرسة ولعب المغتربون من أبناء المنطقة دوراً بارزاً وفعالاً حيث تحمّلوا الجزء الأكبر من التكلفة وعند ما تم تطبيق السلّم التعليمي الجديد بالسودان في السبعينات من العام الميلادي استدعى الأمر تجهيز فصلين إضافيين (الصفين الخامس والسادس)، ساهمت الجهات ذات الاختصاص بقدر وافر من المال في إعدادها، وبلغت المدرسة أوج إزدهارها في السنوات الأولى من إنشائها والسنوات التي أعقبتها حيث تخرج فيها عدد كبير من الطلاب والطالبات في عهد إدارة الأســــــتاذين عطا عبد الماجد وعبد الرحمن محمد أحمد (ناظري المدرسة في فترات مختلفة)، حيث تقلدوا مراكز مرموقة بعد استكمال دراساتهم الجامعية، لكن بدأ مستوى المدرسة بالتراجع فتدنى مستوى التلاميذ بصورة سريعة لأسباب نذكر منها : النقص الدائم والمستمر في أعضاء هيئة التدريس وعزوف الآباء عن متابعة أبنائهم وبناتهم وعدم السؤال عن مستوياتهم الدراسية، ضغط المعيشة وعدم القدرة على تسديد الرسوم الدراسية وغيرها من الأسباب فنهض أولياء أمور التلاميذ وأبناء سورتود المغتربون لتذليل الصعاب فتم تعيين معلمين من أبناء وبنات سورتود من الخريجين السابقين وتم دعمهم مادياً بالإضافة إلى صيانة المدرسة فعاد مستوى التلاميذ في التصاعد تدريجياً واحتلت مدرسة سورتود الدرجات العليا وأحرزت المراكز الأولي من بين مدارس الولاية الشمالية وضمن الخطة الحكومية بتغيير مسميات المدارس بأسماء بارزة سميت المدرسة باسم مدرسة عبد الله بن مسعود الأساسية.
نقطة غيار سورتود وتمنار:
تمت تأسيسها في عام 1969م أيضاً بتكاتف أبناء المنطقة والجهات ذات الاختصاص فقد بذل مواطنو سورتود جهوداً حثيثة في سبيل إنشاء هذا المرفق المهم لما له من دور حيوي ومهم في خدمة مواطني المنطقة، واختير مقر (نادي سورتود)، ليكون مقراً لنقطة الغيار لصعوبة تشييد مبنى لها في تلك الفترة فأدت نقطة الغيار دورها بشكل فعّال مما وفر على المواطنين والمقيمين كثيراً من الوقت والمال (حيث كانوا ينتقلون إلى المناطق المجاورة وإلى مدينة دنقلا من أجل الاستشفاء من جراء الأمراض)، وكان واجباً ولزاماً على شباب سورتود الالتحاق ببعض المراكز الطبية لينالوا التدريبات الطبية الأولية ومن ثم العودة للعمل في خدمة أهالي المنطقة بعد نيلهم الشهادة الطبية، إلا أنهم تقاعسوا عن ذلك لعدم التشجيع وقلة العائد المادي، إلا أننا نذكر في هذا الجانب ابن المنطقة الذي قدّم التضحية والتحق بالدورات الطبية في مدينة دنقلا الفاضل عبده إبراهيم حيث تلقى تدريبات طبية كافية لأكثر من ستة أشهر نال بعدها شهادة العمل في أي نقطة غيار فحبذ خدمة سكان سورتود وما جاورها من القرى فانخرط في العمل سنوات عديدة يعالج ويساعد كل من يحتاج إلى أن قدّم استقالته لظروف خاصة به. تدهور الوضع من بعده فضاق السكان ذرعاً لعدم وجود ممرض بديل وأصبحوا ينتقلون للمناطق المجاورة وإلى مدينة دنقلا، وأصبحت نقطة الغيار شبه مغلقة لا تقدم شيئاً، (مع أنه قد انتدب كثير من الممرضين للعمل في سورتود إلا أنهم لم يكونوا في كفاءة ابن المنطقة في تقديم الخدمة)، فتدهور وضع نقطة الغيار لأسباب نذكر منها: عزوف الممرضين للعمل في القرية لعدم توافر سبل الراحة المعيشية عدم اهتمام المسئولين بدور نقطة الغيار وغيرها، فقام ابن المنطقة عبد الله شريف أحمد وإخوانه بتشييد مبنى حديث وخاص (على نفقتهم وترحماً لروح والدتهم) فتمت ترقيتها من نقطة غيار إلى مركز صحي وأصبح يؤدي رسالته بكل تجرد حتى يومنا هذا.
المساجد والخلاوى في سورتود:
حظيت جزيرة تمنار من قبل وسورتود الحالية بنصيب وافر من المساجد والخلاوى، لما للمسجد من دور مهم في حياة المسلم من أدائه لصلوات والتفقه في أمور الدين الحنيف فكانت "خلوة" الشيخ حسن بن عوف (رحمه الله) من أوائل الخلاوى التي تأسست عام 1924م في جزيرة تمنار وأصبحت تؤدي رسالتها العظيمة في تعليم السكان أمور دينهم مع تحفيظهم القرآن الكريم وتجويده فيقال إنه قد تخرّج فيها 99 رجلاً من حفظة القرآن الكريم يحملون اسم محمد، ومازالت هذه الخلوة باقية إلى يومنا هذا إلا أنها دون أداء نشاطاتها، ويعد الشيخ محمد حسين (رحمه الله) آخر شيوخها، وفي سورتود الحالية كانت توجد خلوة عبد القادر حسن بن عوف (رحمه الله) في حلة هبوب دربوني ومن ثم خلوة الكوابي بإدارة الشيخ شيخ الدين شريف (رحمه الله) في حلة الكوابي، أما عن المساجد الجامعة فإن أول مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة هو مسجد شيخ محمد (رحمه الله) في حلة هبوب دربوني ومن ثم مسجد حمرنتود (رحمه الله) في حلة هجيرة ، ومن ثم مسجد الكوابي ومن ثم مسجد سوار محمود (رحمه الله) الذي اشتهر باستقباله جموع المصلون في العيدين (الفطر والأضحى) فكان المصلين يتناولون الحلوى والعصائر عقب انتهاء الصلاة مباشرةً فرحاً وابتهاجاً بحلول العيد ثم يأتي مسجد ساتي علي ساتي في حلة دار حامد الذي بني على نفقة أبناء القوصي وأخيراً نذكر المسجد الحديث في حلة جبرونه الذي بني على نفقة أحمد جابر.
نادي سورتود (الاجتماعي، الثقافي، الرياضي):
تم تأسيس النادي في عام 1962م إلا أنه لم يؤد الدور المنوط به لتحويل المبنى الخاص به إلى نقطة الغيار، وبدأ يستعيد نشاطه بعد عقد اجتماعات عديدة واستنفار شبابي بأهميته الحيوي إلى أن أصبح أعضاؤه أكثر من 200 عضو ويكاد يشمل جميع سكان المنطقة وتبلورت نشاطات النادي بصفة عامة في جميع الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية فقد قامت أسرة النادي بتنظيم دورات تقوية (كورسات) لتلاميذ المراحل الثلاثة ولاسيما الصفوف الأخيرة بالتعاون مع اتحاد طلاب الجامعات والمعاهد العليا بالإضافة إلى إقامة أسابيع وليالي ثقافية وندوات دينية ومهرجانات مما نال استحسان الكثيرين وإعجابهم. وفي المجال الرياضي قامت أسرة النادي بتسجيل فريق كرة القدم للمنطقة ضمن فرق أندية الدرجة الثانية للاتحاد المحلي لكرة القدم للولاية الشمالية دنقلا وقد شارك فريق سورتود في عدة دورات كروية وحقق نتائج ايجابية وممتازة ونال عدة كؤوس، وتهدف الخطط المستقبلية للنادي تطوير المنطقة وتنميتها في جميع المجالات وجمع كلمة أبناء المنطقة ونشاطاتهم في بوتقة واحدة مما يعود على المنطقة بالخير الوفير تراجعت نشاطات النادي في الآونة الأخيرة بسبب سوء الإدارة فتوقفت نشاطاته إلا ما ندر ويحتاج نفره من الشباب ليعود إلى أداء نشاطاته الاجتماعية والثقافية والرياضية.
شبكة المياه في سورتود:
في السنوات الماضية كانت تشكل المياه عقبة كبيرة أمام سكان سورتود لبعد مصادر المياه عن المساكن وعمق الآبار الجوفية مما حدا بهم توفيرها من تلك المصادر وهي نهر النيل والآبار الجوفية العميقة لاستعمالاتهم اليومية وأصبحوا يعانون كثيراً (وهم الذين يقهرون كل الصعاب) فتكاتف سكان المنطقة ومغتربوها في بلاد المهجر فأشرقت الثمانينات وأصبحت المياه تجري في مواسير وأنابيب بالغة التكلفة حيث وزّعت الأدوار بتحمل الجهات ذات الاختصاص بالجزء الأكبر من التكلفة والمغتربون بالجزء الأوسط والمقيمين بالجزء الأصغر فتضافرت الجهود الرسمية والشعبية وتم تمديد شبكة المياه لجميع المنازل والمرافقة العامة في فترة وجيزة ويعد مياه سورتود من أفضل المياه المكتشفة في الولاية الشمالية من حيث نظافتها ودرجتها واستعمالاتها للإنسانية.
شبكة الكهرباء في سورتود:
بعد الانتهاء من تمديدات شبكات المياه وتوفيرها بصورة كافية لاستهلاك سكان سورتود اليومية وبعد أن لمس السكان جوانب الارتياح والأمان بدأ أعيان المنطقة في التباحث والتفاكر في كيفية إنارة المنطقة ولا شك في أن الإنارة لا تقل أهمية عن المياه في الجوانب الحياتية للمواطنين والسكان وكعادتهم بدأ أبناء سورتود المغتربون بتكوين اللجان ومناقشة كيفية إنارة المنطقة فقد تمت عدة اجتماعات في دول الخليج وغيرها، وتقرر شراء ماكينة نوع (كتربلر) وشراء بعض الأعمدة الحديدية المستعملة في السعودية بأسعار مخفضة وإرسالها أسوةً بأبناء منطقة أوربي في شمال السودان الذين اشتروا كميات كبيرة من تلك الأعمدة من وزارة الإسكان الســعودية،(لعب كل من عبد الله شريف ومحمود محمد عبد الله دورا بارزا وجهداً كبيراً في هذا الجانب)، وحالفهم الحظ في لفت أنظار ذوي الاختصاص في الدولة بأهمية إنارة المنطقة بالتيار الكهربائي العام، وبدأت المكاتبات وعقد كثير من الاجتماعات وتعهد أبناء المنطقة بتحمّل الشبكة الداخلية، وكان قد حضر وفد شعبي إلى الرياض عاصمة السعودية عام 1981م برئاسة بدوي الخير مدير الخدمات في المنطقة الوسطي ومحجوب علي مختار نائب رئيس مجلس الشعب الإقليمي آنذاك فقدمت لهما دعوة من أبناء سورتود المغتربين في المملكة للاجتماع وتناول طعام العشاء، ومن خلال هذا اللقاء قدّمت لجنة خدمات منطقة سورتود بالرياض أوراق عمل ومناشدة للمسئولين في إدارة الإقليم الشمالي بصدد إنارة منطقة سورتود بالعون الذاتي على أن يكون دور الحكومة في دراسة الجدوى الاقتصادية والإشراف الفني أثناء إنشاء المشروع وبعد إكماله، فقد اهتم حاكم الإقليم الشمالي آنذاك بالمشروع وأوفد السيد محمد نصر الدين مدير قطاع الكهرباء لمقابلة المسئولين بمنطقة ســــــورتود فأبدى نصر الدين إعجابه بحماس المواطنين والمغتربون لإنارة منطقتهم ووعدهم ببذل المزيد من الجهد في تحقيق حلم أبناء المنطقة، بعد مناقشات ومداولات في حكومة الإقليم الشمالي تمت الاستجابة لمناشدات أبناء سورتود بتغذية المنطقة بالتيار العام مباشرة من مدينة دنقلا بشرط تحمل سكان سورتود تكلفة الشبكات الداخلية، فتكاتف أبناء منطقة سورتود كعادتهم من أجل توفير سبل الراحة فتحمل أبناء سورتود المغتربين في بلاد المهجر الجزء الأكبر من التكلفة والمواطنين الجزء الأصغر مع متابعة سير العمل، وتمت تمديدات شبكة الكهرباء لكافة المساكن والبيوت والمرافق المختلفة في فترة وجيزة فتنعم المواطنون ومرتادو سورتود بالراحة والأمان ووفرة الحياة الكريمة فازدانت المنطقة بالكهرباء وأصبحت سورتود مضرباً للأمثال في تكاتف أبنائها البررة في إنجاز الكثير من الخدمات للمنطقة ــ فلا صعوبة في قاموسهم في سبيل تنمية وراحة سكانها.
الأحياء القديمة في سورتود :
نظراً لاعتماد معظم سكان سورتود وتمنار من قبل على الزراعة وسقي مزروعاتهم من نهر النيل كانت معظم أحياء سورتود وبيوتهم تتمركز على بضعة أمتار من نهر النيل وكانت تلك الأحياء موزعة بدءاً من الشمال إلى الجنوب كالتالي
هبوب دربوني (ضربوني، بوقدري نشاي):
يعتقد أن هذا المسمى جاء نسبة لوجود هذا الحي في مساحة منبسطة تشتد فيها الهبوب والرياح لعدم وجود عوائق طبيعية ويقال إن أقدم أثر فيها شجرة السنط العملاقة التي كانت أمام المسجد الكبير.
حلة العقالنجي:
كان هذا الحي صغيراً في مساحته وتعداد سكانه إلا أن فيها أراضي زراعية واسعة وخصبة (جروف) ويقال إن الكثير منهم كانوا يمارسون التطبيب الشعبي ومعالجة الناس بالأدوية الشعبية (البلدية)، وكانت تتميز هذا الحلة بانخفاضها ووجود ثغرة فيها بحيث تسهل خروج مياه الفيضانات منها وقد حدث فعلاً كارثة في عام 1998م، إذ فاض النيل وجرفت مياه الفيضانات تلك الثغرة وسببت تدميراً كاملاً للمناطق المجاورة ومدينة دنقلا ومازالت الآثار باقية حتى يومنا هذا.
حلة سوار (أنو سوار نشاي) :
كانت صغيرة في مساحتها أيضا وتعداد سكانها وكانت تتميز بوجود مسجد سوار امتداداً لمسجد والده محمود الذي كان مشهوراً في ذلك الزمان بتمركز جموع المصلين فيه ويقال إن الشيخ سوار كان هو المسئول الأول عن إبلاغ الناس أيام وجودهم في تمنار بقدوم شهر رمضان وشهر شوال ويقال أنه كان يذهب إلى مدينة العرضي لمعرفة بدء شهر الصوم ويعود ويشعل ناراً فوق التل الموجود في الحي حتى يراها الناس في تمنار ويعرفون أن شهر الصوم قد أتى.
حلــــة الكـــوابـي :
كانت المنطقة التي تمتد من حلة محمد فضل وحتى منزل محمد الأمين حاج سرور تسمى بحلة الكوابي وكانت توجد ابرز معالمها وهي خلوة الكوابي في المسجد الأساسي للحي وقد تخرج منها الكثيرين من حفظة كتاب الله الكريم.
حلـة الحسيننجي :
وهي المنطقة الواقعة جنوب حلة الكوابي وكانت تسمى باسم نوبي وهو (منفون دب) وبها آثار قديمة وأثر خلوة بجوار منزل بدوي فقير، وكان الناس يقدمون في قديم الزمان قربانهم إلى الله فيصلون شكرا لله في مسجد الحي ويذبحون الذبائح (كرامة) ويقال أن المرحوم محمد ناصر كان المسئول الأول في دعوة الناس وجمعهم.
حلـــة هجـــــيرة :
جنوب تلك المنطقة كانت تسمى الهجيرة ويقال إن هذه التسمية جاءت نسبة لإحاطة كثبان الرمال الساخنة المنطقة من الناحية الشمالية. ويتميز هذا الحي باشجار النخيل والفواكه المختلفة.
حلة قيســمري :
من أكثر الأحياء اشتهاراً بالآثار نسبة لقربها من مركز المملكة المشهورة بالخناق وكان رئاستها في قصر ود نميري الموجود حالياً (دب) .
ومن الأسماء الجديدة التي ظهرت علي سبيل المثال حلة جبرونا ويقال أن التسمية جاءت في قصة ( كان مواطني الحي يجبرون زوارهم بالتريث وعدم الذهاب إلا من بعد تكريمهم) ويقال أن من سمتها هي المرحومة زينب طه رحمها الله.
مم يتكون سورتود الحالية:
تتكون سورتود الحالية من أحد عشر حياً تتميز سكانها بالترابط المتين وتكاد تكون كتلة واحدة فلا تظهر هذا التقسيم الجغرافي في التعاملات الاجتماعية، ولكن لتعريف القارئ فقط، والأحياء بدءً من الشمال إلى الجنوب على النحو التالي:
o حلة هبوب دربوني
o حلة العقاليين
o حلة ســــوار
o حلة القليـعـه
o حلة القوقناب
o حلة جبرونه
o حلة هجيرة
o حلة دار حامد
o حلة قيسمري
o حلة خور الديب
o حلة تمنار (على الضفة الشرقية من النيل)
ولمزيداً من المعلومات تفضلو بزيارة موقع سورتود http://www.sortod.net