الشيخ الفارس الدريعي بن مشهور بن منيف بن غرير بن شعلان
واما الدريعي بن شعلان قائد الرولة وزعيمها في ذاك الوقت ، فشخصيه مشهورة جدا ولم يأتي في تاريخ الجزيرة العربية قائد وفارس مثله من حيث خوضه معارك مع الاتراك والدول ..وسيأتي تفصيل لما سنمر عليه من أحداث ومناخات يا تتحدث عن الدريعي وعن انتصارته حيث كان هذا القائد لا يرضى بأي تنازل أو خضوع لاي سلطة مهما كانت فعندما تمكن الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ( الملقب بأبو شوارب) من حكم نجد ، كان يفرض بالقوة على شيوخ القبائل ، وامراء الحاضرة و تأدية الزكاة ، ومن يرفض منهم ذلك يجازي وتؤخذ منه بالقوة ويعاقب جزاء ذلك بقص شواربه..
لكن شخصا واحداً لم يكن ليرضى بذلك أو أي أوامر لاتناسبه من هو ؟؟ هو الشيخ الفارس الدريعي بن مشهور بن منيف بن غرير بن شعلان شيخ قبائل الرولة على وقته وكانت القبائل العربيه تخاف من الأتراك أو كما يسمونهم الروم في قصائدها ولكن قبائل عنزة بقوتها وعدتها وشجاعة فرسانها وشيوخها لم تكن تهاب أحدا ً وكانت تدخل في حروب مع تلك الدول والجيوش وتنتصر وهذا ما سندخل في تفاصيله ..
في سنة 1214هـ 1800م نهبت عنزة الحلة بالعراق وكانت بقيادة الشيخ فاضل بن ملحم وقد قّوم الاتراك قبيلتا الدليم والبعيج إضافة إلى الجيش التركي ضد عنزة وقد إنضم إلى عنزة قبيلة القشعم ولااسلم والرفيع وكان النصر حليف عنزة ومن معهم وهزمت القوات المضادة لهم وفي سنة 1224هـ 1810م غزا الوزير العراقي التركي سليمان على قبيلة الرولة وكان زعيمها آنذاك الدريعي بن شعلان وهم على العين فانتصرت قبيلة الرولة ، وقد هاجمهم الوزير سليمان باشا التركي بجيوشه الكثيرة العدد قرب بغداد ، ولكن الدريعي انتصر عليه ..!واهتالت الناس والعشائر من هذا النصر و هذا الشيء العجيب ، كيف لبدوي ان ينتصر على الاتراك ولكن الوزير العراقي سليمان باشا غضب غضبا شديدا لهزيمة جيشه أمام قبيلة الرولة بقيادة زعيمها الدريعي بن شعلان ، فقرر أن يغزي قبيلة الرولة مرة أخرى حيث أنه لايريد ان تقوم للدريعي قائمه بعدها ولكي يسترد هيبة الدوله وكرامتها المهدوره أثر الهزيمة السابقة ، فبعد الهزيمة الاولى ، يقول بعض المؤرخين ان الجيش التركي كان بقيادة الشايش بن عفنان الظفيري وقام باشا بغداد بجمع أكبر عدد من الجنود ، من الاتراك وعقيل وجميع بادية العراق (منها شمر وزعيمها بنيه الجربا) وغيرهم ، وساق الوزير هذا الجيش على الرولة بقيادة الشايش بن عفنان وكان زعيم الرولة الدريعي بن شعلان وتناوخوا قرب بغداد فكان النصر حليف الرولة وهزمت قوات الوزير وأتباعها ويقول المؤرخون في هذه المره لم ينتصر الدريعي على باشا بغداد وجحافل جيوشه فقط ، بل إنما كان نصرا عظيما حيث تم سحق الجيش التركي وقتل الكثير من أتباعه ...
جهز الوالي سليمان الصغير قوة قبلية تحت إمرة الشيخ فارس الجرباء تكونت من قبائل شمر والبو حمدان والعبيد بلااضافة إلى قوة تيمور باشا الملي ومن معه من قوات كردية وانضمت اليها قوات سليمان باشا بأبان متصرف كويسنجق وقوات أخية وتحركت هذه القوة تحت قيادة أحمد بك باشا يوغ أخو الباشا من الرضاعة ووصلت هذه القوة إلى رأس العين ومنها تحركت نحو قبائل الظفير التي هزمت الحلف....الى أن يقول : وبقي الشيخ فارس وشمر على إستعداد للقاء الدريعي من عنزة وقام بمطاردة قبائل الرولة ومن حالفهم يسانده تيمور باشا الملي وبعض القوات القبلية الاخرى وحدثت معركة بين الطرفين كان من نتيجتها أن عاد الشيخ فارس ومن معه مكسورا من هذه المعركة ...انتهى كلامه وكان هذا المناخ السابق الذكر من أهم أسباب الخلاف بين بنيه بن قرينيس الجرباء وبين الدريعي بن مشهور الشعلان فالغنائم التي اخذوها الرولة كثيرة جدا ً, وكذلك عددالقتلى ، والرغبه في الثأر ، كذلك لاتخفى علينا الاحداث التي حصلت والمناوئات بين القبيلتين التي هي من أهم الاسباب لقيام المعارك ..
بعد هذا المناخ إستقر الدريعي بعشيرته ففي كتاب عشائر الرقة والجزيرة لمحمد عبدالحميد صفحة 156- 157 : ومن شيوخ الرولة الدريعي المشهور والذي ندبته حصة الهذال بقولها [ الدريعي يارجالي ] وكانت أسيرة في شمر ، وكانت صرخة مدوية لجميع قبائل عنزة مما جعلهم يتأهبون بقيادة الدريعي لأخذ الثأر وكان من استعدادهم ان من كان لديه فرس فعليه أن يذبح ولدها لئلا يذهب الرضاع قوتها وقالوا مقولتهم المشهورة [ لعيون حصة ماتمصه] وقعلا انتصر آل شعلان وآل هذال ومعهم ابن جندل من شيوخ الجلاس الذي أظهر حسن التدبير ، وقد تمكنوا من أخذ الثأر حيث طعنوا بنت الشيخ الجربا بالصورة التي رأتها حصه مما شفا غليلها وغليل قبيلة عنزة . وقد أصبج الدريعي مضرب المثل في الشجاعة والإقدام حتى قال شاعر شمر بصري الوضيحي متحديا ومعرضا ومتمنيا هذه الأبيات وذكر فيها مجول والدريعي ، ومجول هو جد آل مجول من الشعلان ، والدريعي جد آل مشهور من الشعلان والأبيات هي
أبا تمنى كـان هـي بالتمانـيصفرا صهاة اللون قبا طليعـي وسروال تومان ومثل الشطانـيومصقل مثل الثغب لـه لميعـي أبي ليا لحق الطلب لـه غوانـيوالخيل معها [مجول]و [الدريعي] أردها وان كـان ربـي هدانـيمن المعرقه ياتي على الخد ريعي أردها لعيون صافـي الثمانـيبيض النحور مهلكات الرضيعي قدام شمر مثل زمل الصخانـياللي يخلون المخالـف يطيعـي
وقد قدر للشاعر الوضيحي أن يغزو مع بنية الجربا شيخ شمر قبيلة الرولة من عنزة قبيلة الدريعي الشعلان ومجول وقد أغار الجربا هو وفرسانه على أبل الرولة ، وأخذوها فلحقهم الدريعي ومجول، كما تمنى الشاعر الوضيحي ومعهم فرسان الروله ليخلصوا الآبل من شمر ، فسرعان مافكوا إبلهم وراحوا يطاردون الجربا وفرسان شمر ، وقد حمى الوطيس بينهم وفي
غمرة ذلك ضرب الدريعي بن شعلان فارسا من فرسان شمر بالسيف فطار رأسه من على منكبيه ، وعندما رأى الشاعر الوضيحي ذلك دهش من هول الضربه فولى هاربا من أرض المعركة ، وترك قومه ، وقد دافع أبطال شمر عن أنفسهم دفاعا بطوليا ، وتخلصوا بإعجوبه من فرسان الرولة ، وعندما وصل بنيه الجربا مضارب عشيرته ، كان غاضباعلى بصري الوضيحي ، لما رأى من جبنه ، وفراره في المعركه فدعاه ليحقق معه ويؤنبه على فراره ، وعندما سأله أجاب الشاعر الوضيحي بهذين البيتين
أنا بلايه لابسيـن القطانـياللي يخلون المخالف يطيعي من فوق قب مكرمات سمانييشدن شياهين تخطف مريعي
وبعد أن سمع كلامه حكم عليه ان يغسل جواده بالصابون ثلاث مرات بين فرسان شمر لأنه لايستحق ركوبها ، وكانت فرسه من الخيل الخاصه بشيخ شمر، وقد قال فيهم [ الدريعي ومجول وعموم آل شعلان] أحد شعراء شمر المسمى ابن قويفل :
يامزنـة غـرا تقافـى رعدهـاتمطر على دار الدريعي ونايـف خله على الوديان تذهـب ولدهـابديـار مكديـن المهارالعسايـف تملا الخباري للدريعـي يردهـابقطعان عجلات على الما زهايف ياذيب ياشاك من الجـوع عدهـاكان انت لرماح الشعالين ضايف تلقى العشا صفرا صخيف جسدهامن كف ستر معطرات العطايـف وكم سابق بالكف عاقـوا جهدهـامضرابها بالجوف ماهو مسايـف من كف شغموم ورد من هددهـاأو شايب شيبه من الخيل هايـف كم قالة قفـوا بهـا مـن بعدهـاراح يتولاها الدريعـي ونايـف حالوا وراها ودونها هـم لددهـاوقد عوضوا طلابها بالحسايـف تنشبـت محـد يحلـل عقـدهـاومن دونها يروون بيض الرهايف
ثم قال فيهم أيضا ابن قويفل هذه القصيدة وذكرهم جميعا:
اللي يكفون الشـوارب بالأيمـانهبيـت ياحـظ تنحيـت عنهـم أقفيت عن ربعك عيال ابن شعلاناللي كما شـل الروايـا طعنهـم ماينتخـون إلأ بعليـا وعلـيـانوإن حل ضرب مخلص جيز منهم لباسة عنـد المظاهيـر شيـلانصديق عينك مايطيـح بحظنهـم نزل الخلا ماهم فراقين سكسـانماسقسقوا للعنـز تتبـع ظعنهـم قطعانهم وان شرقت تقل غـزلانون غربت مثل البرد هاك عنهـم القلب ماينسى طويليـن الأيمـاناللي يقزون العدو عـن وطنهـم
ّّ