وغريبة قطعت إليك على الونى
وغريبة قطعت إليك على الونى المؤلف: ابن زمرك |
وغريبة قطعت إليك على الونى
بيدا تبيد بها هموم الساري
تنسيه طيته التي قد أمها
والركب فيها ميت الأخبار
يقتادها من كل مشتمل الدجى
وكأنما عيناه جذوة نار
تشدو بحمد المستعين حداتها
يتعللون به على الأكوار
إن مسهم لفح الهجير ابلهم
منه نسيم ثنائك المعطار
خاضوا بها لجج الفلا فتخلصت
منها خلوص البدر بعد سرار
سلمت بسعدك من غوائل مثلها
وكفى بسعدك حاميا لذمار
وأتتك يا ملك الزمان غريبة
قيد النواظر نزهة الأبصار
موشية الأعطاف رائقة الحلى
رقمت بدائعها يد الأقدار
راق العيون أديمها فكأنه
روض تفتح عن شقيق بهار
ما بين مبيض واصفر فاقع
سال اللجين به خلال نضار
يحكي حدائق نرجس في شاهق
تنساب فيه اراقم الأنهار
تحدو قوائم كالجذوع وفوقها
جبل أشم بنوره متوار
وسمت بجيد مثل جذع مائل
سهل التعطف لين خوار
تستشرف الجدران منه ترائبا
فكأنما هو قائم بمنار
تاهت بكلكها وأتلع جيدها
ومشى بها الإعجاب مشي وقار
خرجوا لها الجم الغفير وكلهم
متعجب من لطف صنع الباري
كل يقول لصحبه قوموا انظروا
كيف الجبال تقاد بالأسيار
القت ببابك رحلها ولطالما
ألقى الغريب به عصا التسيار
علمت ملوك الأرض أنك فخرها
فتسابقت لرضاك في مضمار
يتبوأون به وإن بعد المدى
من جاهك الأعلى أعز جوار
فارفع لواء الفخر غير مدافع
واسحب ذيول العسكر الجرار
واهنأ بأعياد الفتوح مخولا
ما شئت من نصر ومن أنصار
وإليكها من روض فكري نفحة
شف الثناء بها على الأزهار
من فصل منطقها ورائق رسمها
مستمتع الأسماع والأبصار
وتميل من أصغى لها فكأنني
عاطيته منها كؤوس عقار