الرئيسيةبحث

هيَ الأيامُ صِحَّتُها سَقامُ

هيَ الأيامُ صِحَّتُها سَقامُ

هيَ الأيامُ صِحَّتُها سَقامُ
المؤلف: سبط ابن التعاويذي



هيَ الأيامُ صِحَّتُها سَقامُ
 
وغاية ُ من يعيشُ بها الحِمامُ
إذا وصلَتْ فليسَ لها وفاءٌ
 
وَإنْ عَهِدَتْ فَلَيْسَ لَهَا ذِمَامُ
رَضِعْنَاهَا وَتَفْطِمُنَا الْمَنَايَا
 
بها ولكلِّ مُرتَضِعٍ فِطامُ
فلا تَسْتَوْطِ من دنياكَ ظَهراً
 
بكَفِّ النائباتِ لها زِمامُ
فليسَ لها وإنْ ساءَتْ وسَرَّتْ
 
عَلَى حَالَيْ تَلَوُّنِهَا دَوَامُ
أَباطيلٌ تُصوِّرُها الأماني
 
وَأَحْلاَمٌ يُمَثِّلُهَا الْمَنَامُ
ألا يا ظاعِنينَ وفي فؤادِ المُحبِّ لوَشْكِ بَينِهمِ ضِرامُ
 
ـمُحِبِّ لِوَشْكِ بَيْنِهِمِ ضِرَامُ
ترى يدنو بكمْ من بعدِ شَحْطٍ
 
مَزارٌ أو يُلِمُّ بكمْ لِمامُ
وهل لزمانِ وَصلِكُمُ مَعادٌ
 
وهلْ لصُدوعِ شَملِكُمُ الْتِيامُ
قِفُوا قَبْلَ الْوَدَاعِ تَرَوْا نُحُولاً
 
جَنَاهُ على مُحبِّكُمُ الغَرامُ
وممّا زادَني قلَقاً فجَفْني
 
لهُ دامٍ وقلبي مُستَهامُ
رَزيئة ُ من تهونُ لها الرزايا
 
وتصْغَرُ عندَها النُّوَبُ العِظامُ
كأنَّ وَقارَها يومَ اسْتقلَّتْ
 
بها الأعناقُ رَضْوَة ُ أو شَمَامُ
تَسِيرُ عَلَى الْمُلُوكِ لَهَا کحْتِشَامٌ
 
وللآمالِ حَوْلَيْها ازدِحامُ
برَغمي أنْ تَبيتَ على مِهادٍ
 
حَشَايَاهُ الْجَنَادِلُ وَالرَّغَامُ
وَأَنْ تُمْسِي وَضِيقُ اللَّحْدِ دَارٌ
 
لَهَا وَحِجَابُهَا فِيهِ الرُّخَامُ
وأنْ تَنوي إلى سفَرٍ رَحيلاً
 
ولم تُرفَعْ لنِيَّتِها الخِيامُ
فأيَّ حِمى ً أباحَتْهُ الليالي
 
ولم يكُ عِزُّهُ مما يُرامُ
رمَتْهُ منَ الحوادثِ كَفُّ رامٍ
 
مُصيبٍ لا تَطيشُ لهُ سِهامُ
فَمَا أَغْنَتْ أَسِنَّتُهَا الْمَوَاضِي
 
ولا منعَتْ عَشيرَتُها الكِرامُ
فَلاَ جُودٌ غَدَاة َ ثَوَيْتٍ يُرْجَى
 
مَخِيلَتُهُ وَلاَ كَرَمٌ يُشَامُ
وسِيمَتْ بعدَكِ العَلياءُ ضَيْماً
 
وَكَانَتْ فِي حَيَاتِكِ لاَ تُضَامُ
وَكُنْتِ النَّجْمَ جَدَّ بِهِ أُفُولٌ
 
وَشَمْسُ الأَرْضِ وَارَاهَا الظَّلاَمُ
وَبَدْرُ التِّيمِّ عَاجَلَهُ سَرَارٌ
 
وأسلَمَهُ إلى النقصِ التَّمامُ
كريمة َ قَومِها لو أنَّ خَلْقاً
 
يَكُونُ لَهُ عَنِ الْمَوْتِ کعْتِصَامُ
لَحَامَتْ عَنْكِ أَسْيَافٌ حِدَادٌ
 
وَجُرْدٌ فِي أَعِنَّتِهَا صِيَامُ
وَلَوْ دَفَعَ الرَّدَى الْمَحْتُومَ بِأْسٌ
 
وَإقْدَامٌ وَرَأْيٌ وَکعْتِزَامُ
وقاكِ حِمامَكِ البطلُ المُحامي
 
أَبُوكِ وَعَمُّكِ اللَّيْثُ الْهُمَامُ
وَقَارَعَ مِنْ بُنَاة ِ الْمَجْدِ آلَ الْـ
 
ـمُظَفَّرِ عَنْكِ أَنْجَادٌ كِرَامُ
بكلِّ يدٍ يكادُ يذُوبُ فيها
 
لشدّة ِ بأسِ حاملِهِ الحُسامُ
حلَلْتِ بمُوحِشِ الأرجاءِ قَفْرٍ
 
غدا ما للأَنيسِ بهِ مُقامُ
وَلاَ ضَحِكَ الثَّرَى مُذْ بِنْتَ عَنْهُ
 
بنُوّارٍ ولا هطلَ الغَمامُ
وَلاَ مَالَتْ بِدَوْحَتِهَا غُصُونٌ
 
ولا غنَّتْ على الأَيْكِ الحَمامُ
وَلاَ خَطَرَتْ عَلَى رَوْضٍ شَمَالٌ
 
ولا سفَرَتْ عنِ النَّورِ الكِمامُ
مَضَيْتِ سَلِيمَة ً مِنْ كُلِّ عَابٍ
 
على قبرٍ حلَلْتِ بهِ السَّلامُ