الرئيسيةبحث

هل درى ظبيُ الحمى أن قد حمى

هل درى ظبيُ الحمى أن قد حمى

هل درى ظبيُ الحمى أن قد حمى
المؤلف: ابن سهل الأندلسي



هل درى ظبيُ الحمى أن قد حمى
 
قلبَ صبٍّ حلَّه عن مَكنَسِ
فهو في حرٍ وخفقٍ مثلما
 
لعِبَتْ ريحُ الصَّبا بالقَبَسِ
يا بدوراً أطلعتْ يومَ النوى
 
غرراً تسلكُ بي نهجَ الغررْ
ما لنفسي وحدها ذنبٌ سوى
 
منكمُ الحسنُ ومن عيني النظرْ
أجتني اللذاتِ مكلومَ الجوى
 
و الذاذي من حبيبي بالفكرْ
و إذا أشكو بوجدي بسما
 
كالربى والعارضِ المنبجسِ
إذ يُقيمُ القَطرُ فيه مأتَما
 
وهيَ من بَهجَتِها في عُرُسِ
من غذا أملي عليهِ حرقي
 
طارحتني مقلتاهُ الدنفا
تركتْ أجفانهْ من رمقي
 
أثرَ النملِ على صمّ الصفا
وأنا أشكُرُهُ فيما بقي
 
لستُ ألحاهُ على ما أتلفا
فهوَ عندي عادلٌ
 
وعَذُولي نُطقُهُ كالخَرَسِ
لَيْس لي في الأمرِ حُكمٌ بعدما
 
حلَّ من نفسي محلَّ النفسِ
غالِبٌ لي غالِبٌ بالتُّؤدَهْ
 
بأبي أفديه من جافٍ رقيقْ
ما علمنا قبلَ ثَغرٍ نَضَّدَهْ
 
أقحواناً عصرتْ منه رحيقْ
أخذتْ عيناهْ منها العربدهْ
 
وفؤادي سُكرُهُ ما إن يُفِيقْ
فاحمُ اللمة ِ معسولُ اللمى
 
ساحرُ الغُنجِ شهِيُّ اللَّعَسِ
حسنهُ يتلو " الضحى " مبتسما
 
و هوَ من إعراضهفي " عبسِ "
أيها السائلُ عن جُرمي لدَيهْ
 
لي جزاءُ الذبِ وهوَ المذنبُ
أخذتْ شمسُ الضحى من وجنتيهْ
 
مَشرِقاً للشمسِ فيه مَغرِبُ
ذَهَّبَتْ دمعيَ أشواقي إلَيْهْ
 
وله خَدٌّ بلَحظي مَذهَبُ
يُنبِتُ الوردَ بغَرسي كُلّما
 
لحظتْهُ مُقلتي في الخُلَسِ
ليتَ شعري أيّ شيءٍ حرما
 
ذلك الوردَ على المُغتَرِسِ
أنفدَتْ دمعيَ نارٌ في ضرامْ
 
تَلْتظي في كلِّ حِينٍ ما يشا
هيَ في خَدّيه بَردٌ وسلامْ
 
و هي ضرٌّ وحريقٌ في الحشا
أتقي منه على حكمِ الغرامْ
 
اسداً ورداً، وأهواهُ رشا
قلتُ لما أن تبدى معلما
 
و هو من ألحاظهِ في حرسِ:
أيها الآخِذُ قلبي مَغنَما
 
اجعلِ الوَصلَ مَكانَ الخُمُسِ