هبة السماء
هبة السماء المؤلف: إبراهيم ناجي |
راحوا بأرواحٍ ظماءْ
يتهافتون على الفناءْ
نمضي إليه فنستقي
ونَعُبُّ منه كما نشاءْ
فكأنما هبة السّماءِ
قد استردَّتها السَّماءْ!
فكأنَّه والسُّحْب تطويه
فيمعن في الخفاءْ
هذي الجموعُ الباكياتُ
الساخطاتُ على القضاءْ
لِمَ لا توفِّيك الجميلَ
وتَسْتَقلُّ لك الفداءْ؟!
والمجد يوغل في حنايا،
روحه والمجدُ داءْ!
ذاك الرقادُ بساحةٍ
لك الرجال بها سواءْ
هذي الجموعُ الباكياتُ
الساخطاتُ على القضاءْ
أوَ لَمْ تجدكَ لسانها الشاكي
إِذا احتدام البلاءْ؟
لِمَ لا توفِّيك الجميلَ
وتَسْتَقلُّ لك الفداءْ؟!
ما بالهُ حملَ الهمومَ
وجشَّم القلبَ العناءْ!
أضنى قواه ولم يدعْ
من جسمهَ إلاَّ ذماءْ
صرحٌ من الأدبِ الصميمِ
له على الدنيا البقاءْ
الدَّهرُ يحمي ركنَه
والفنُّ في روح البناءْ
أمَمٌ يُصبِّرُ بعضُها
بعضاً، وهيهات العزاءْ!
(شوقي)! على رغم التفرّدِ
والتفوقِ والعلاءْ
ذاك الرقادُ بساحةٍ
لك الرجال بها سواءْ
وبرغم ذهن كالفراشة
حول مصباحٍ أضاءْ
هذي الجموعُ الباكياتُ
الساخطاتُ على القضاءْ
مثواك لا تشكو السكونَ
ولا تمل من الثواءْ
قاسمتها أشجانها
ووفيت ما شاءَ الوفاءْ
أوَ لَمْ تجدكَ لسانها الشاكي
إِذا احتدام البلاءْ؟
أَوَ لَمْ تكن غِرّيدَها
ونديمها عند الصفاءْ؟
لِمَ لا توفِّيك الجميلَ
وتَسْتَقلُّ لك الفداءْ؟!
ومُنَعَّمٍ بين القصورِ
قد اسْتَتَمَّ له الثراءْ
ما بالهُ حملَ الهمومَ
وجشَّم القلبَ العناءْ!
وينوءُ بالعبءِ الذي
هو عن أذاه في غَناءْ!
ويحَ الذكاءِ وما يكلِّفُهُ
من الثَّمَنِ الذكاءْ!
أضنى قواه ولم يدعْ
من جسمهَ إلاَّ ذماءْ
والمجد يوغل في حنايا،
روحه والمجدُ داءْ!
صرحٌ من الأدبِ الصميمِ
له على الدنيا البقاءْ
الدَّهرُ يحمي ركنَه
والفنُّ في روح البناءْ
(شوقي)! على رغم التفرّدِ
والتفوقِ والعلاءْ
ذاك الرقادُ بساحةٍ
لك الرجال بها سواءْ
وبرغم ذهن كالفراشة
حول مصباحٍ أضاءْ
مثواك لا تشكو السكونَ
ولا تمل من الثواءْ