الإقليم السادس - الجزء الثالث | نزهة المشتاق في اختراق الآفاق الإقليم السادس - الجزء الرابع المؤلف: الإدريسي |
الإقليم السادس - الجزء الخامس |
إن الذي تضمن هذا الجزء الرابع من الإقليم السادس إقليم رمانية وأرض مقذونية وبعض بلاد الروسية القصوى. فأما ارض مقذونية ففيها من بلادها نيسو وأتروبي ونوقسترو وبيدني وبنوي ولنفيسة وأفرنيسفا وأغريزينوس ومسيونس. وفيه من بلاد رمانية فاروي وليغلغو وأقرنوس وإستينوس ودنبلي وفرامنياك وألماس وكرنبي وميغالي ثرمة وغولوي وبسترنس وأفلي وألكسيوبلي وديسينة وطمطانة وبرنس وأخيلو وأيمن وبرفنتو ومليسية وبرسكلافسة وميغالي برسكلافة وأغرميني وفربسيوس وماذينوس وقليمالايا وبوليا بسيمسقوس وبيزوي والقسطنطينة وإدرستر وأيلوغيس وأيميديا وأغاتوبلس وباسليكو وسزوبلي وأخيلو. وكل هذه البلاد قواعد مذكورة ومدن مشهورة ويجب علينا أن نصف أحوالها وحدود طرقاتها كما سبق لنا في سائر الأقاليم المتقدمة ومن الله نستمد المعونة ونقول: إن من بلاد مقذونية نيسو وهو بلد جليل وقطر نبيل كثير اللحم والسمك والعسل واللبن وأسعارها إلى بداً رخيصة وهي كثيرة الفواكه على ضفة نهر مورافا الخارج من جبال سربية ولها على النهر قنطرة كبيرة حسنة يجاز عليها دخولاً وخروجاً. ومن مدينة نيسو إلى مدينة أتروبي شرقاً أربعون ميلاً وأتروبي على نهر صغير يأتي من جبال سربية فيمر بمدينة أتروبي من جهة شرقيها ويمر إلى أن يصب في نهر مورافا فيسيران واحداً ثم يمر هذا النهر إلى أن يصب في نهر دنو على مقربة من بلد إفرنيسفا وعلى هذا النهر أرحاء طاحنة وجنات وكروم. ومن مدينة أتروبي إلى مدينة أتراليسة السالف ذكرها في الإقليم الخامس أربعون ميلاً وأتراليسة كما قدمنا ذكرها في الإقليم الخامس مدينة جليلة. ومن أتراليسة إلى مدينة إستوبوني يوم وهي في ذاتها مدينة جليلة. ومن مدينة إستوبوني إلى مدينة أقرنوس ست مراحل وأقرنوس مدينة جليلة على ظهر جبل مرتفع. ومن أقرنوس إلى فاروي أربعون ميلاً وفاروي مدينة على نهر أخيلو ومنها في جهة الشرق إلى مدينة سلوني خمسون ميلاً وهي مدينة في وطاء من الأرض ومنها إلى مدينة روذستو ستون ميلاً وروذستو مدينة حسنة ومنها في الشرق مدينة القسطنطينة العضمى على اثني عشر ميلاً. ومن مدينة سلوفي أيضاً إلى مدينة ليغلغو غرباً خمسون ميلاً ومدينة ليغلغو كبيرة القطر عامرة النواحي وهي على جبل مطل على نهر أخيلو وهو النهر الذي قدمنا ذكره فيما سبق ويتصل هذا النهر عن ليغلغو إلى مدينة فاروي وبينهما خمسة وثلاثون ميلاً جنوباً ويتصل من مدينة فاروي إلى مدينة فيلبوبلس ثم إلى أدرنوبلي ثم إلى سرولة إلى أركاديوبلي إلى أن يصب في الخليج الذي عليه فم أبذس بمقربة من أخرسوبلي الساحلية ويسمى هناك وادي مرماري ونرجع فنقول: إن من مدينة نيسو إلى مدينة ربنة خمسون ميلاً وربنة منها شمالاً محققاً ومن مدينة ربنة إلى مدينة إفرنيسفا ستون ميلاً وإفرنيسفا على نهر دنو الكبير. ومن مدينة أتروبي أيضاً إلى مدينة بنوي في جهة الشرق مع قليل تأريب إلى الشمال تسعون ميلاً وهي مدينة عامرة صغيرة القطر على ظهر جبل عال. ومن بنوي أيضاً إلى مدينة لفيسة ست مراحل وهي من بنوي بين شرق وشمال ويوازيها في بركة الجنوب مدينة أقرنوس وبينهما أربع مراحل ومدينة لفيسة على ظهر جبل. ومن مدينة لفيسة في جهة الشمال مع الشرق إلى مدينة مسيونس خمس مراحل وهي مدية كبيرة عامرة قديمة التأسيس. ومن مدينة لفيسة أيضاً إلى مدينة بيدني خمس مراحل وهي مدينة كبيرة وهي من لفيسة بين غرب وشمال على نهر دنو المذكور. وكذلك أيضاً من مدينة فاروي المتقدم ذكرها إلى مدينة بوليا بسمسقوس أربع مراحل والطريق بينهما في مزارع متصلة وعمارات غير منفصلة وقرى كبار وكروم وفواكه كثيرة وأغنام وأبقار ونعم وافرة. ومن مدينة بوليا بسمسقوس إلى مدينة بيزوي سبعون ميلاً وهي ثلاث مراحل في أوطية وأرض طيبة وبيزوي مدينة كبيرة عامرة كثيرة الأسواق وأهلها إلى هل صناعات ولها مزارع وأقاليم متصلة وعمالات جمة. ومن مدينة بيزوي إلى مدينة أيلوغيس في جهة الشرق خمسون ميلاً وأيلوغيس مدينة على جبل بينها وبين الخليج البنطسي اثنا عشر ميلاً. وكذلك أيضاً من مدينة بيزوي إلى مدينة قاليمالايا خمسة وخمسون ميلاً ومن مدينة بيزوي أيضاً إلى مدينة فاروي المتقدم ذكرها في جهة الغرب تسعون ميلاً وبينهما مسارح وخصب وربيع دائم ومياه عذبة جارية وأفرجة ممكنة. ومن مدينة بيزوي إلى مدينة القسطنطينة ثلاثون ميلاً وقد وصفنا القسطنطينة قبل هذا بما أمكننا وصفه بحول الله تعالى. وصفة الطريق من مدينة القسطنطينة على الساحل إلى مصب نهر دنو حيث مدينة مريس فمن شاء ذلك خرج من القسطنطينة إلى مدينة أيلوغيس خمسة وعشرون ميلاً وهي مدينة على جبل مرتفع على البحر اثنا عشر ميلاً والملك يتنزه بها في كل سنة مرة ويقيم فيها لصيد الحمر الوحشية أياماً كثيرة. ومن أيلوغيس إلى مدينة أيميديا خمسة وعشرون ميلاً وهي مدينة حسنة عامرة بقرب البحر ومنها إلى مدينة أغاثوبلس خمسة وعشرون ميلاً ومنها إلى باسليكو على ساحل البحر خمسة وعشرون ميلاً ومن باسليكو إلى مدينة سزوبلي على البحر خمسة وعشرون ميلاً. وكذلك منها إلى مدينة أخيلو خمسة وعشرون ميلاً وبينهما جون من البحر عرضه اثنا عشر ميلاً وطول هذا الجون عشرون ميلاً. ومن أخيلو إلى مدينة أيمن على البحر خمسة وعشرون ميلاً ومن أيمن إلى برنس خمسون ميلاً وبرنس على قرب البحر كما قدمناه ومن برنس إلى مدينة أرموقسترو خمسة وعشرون ميلاً ونرجع الآن فنقول: إن من مدينة إفرنيسفا نازلاً مع نهر دنو إلى مدينة نوقسترو يومين ونصف يوم ونوقسترو هذه بضفة نهر دنو يأتيها من جهة الجنوب ويقرب منها مصب نهر مورافا وهي مدينة حسنة رخيصة الأسعار عامرة الديار كثيرة الكروم والأشجار. ومنها منحدراً مع النهر إلى مدينة بيدني وهو بلد بقرب النهر المذكور يوم ونصف كبير وكذلك من مدينة بيدني إلى مدينة سبست قسترو شرقاً يوم ونصف وهي مدينة حسنة متحضرة عامرة على النهر. ومنها إلى مدينة دريسترة شرقاً يوم ونصف وهي مدينة فسيحة الآفاق عامرة الأسواق كثيرة الأرزاق جليلة المباني كاملة المغاني. ومن دريسترة في البرية إلى مدينة برسكلافسة أربعة أيام شرقاً وهي مدينة على نهر قريب الخوض. ومن برسكلافسة إلى مدينة دسينة شرقاً أربعة أيام ومدينة دسينة مدينة متحضرة واسعة الأقاليم كثيرة الزراعات والعمارة حبوبها ممكنة وأسعارها رخيصة. ومنها إلى مدينة أرموقسترو جنوباً يومان ومدينة أرموقسترو مدينة أزلية عالية الأبنية وهيبة الأقنية جليلة المقدار رخيصة الأسعار وهي في سفح جبل لطيف مطل على البحر ومن أرموقسترو إلى مدينة برنس التي قدمنا ذكرها على البحر يوم. والطريق من مدينة برنس إلى القسطنطينة على البر من برنس إلى مدينة بترني في البر غرباً ثلاثون ميلاً وهي مدينة متحضرة متوسطة القدر حسنة. ومنها إلى مدينة برفنتو في جهة الغرب ثلاثون ميلاً وهي يوم وهذه المدينة في سفح جبل لطيف وبين بترني وبرفنتو نهر يجري من برسكلافة ويمر جنوباً حتى يصب في البحر. ومن مدينة برفنتو إلى مدينة ميغالي برسكلافية يوم وهي مدينة عامرة متوسطة القدر ويجري بقربها نهر متوسط. ومن ميغالي برسكلافة إلى مدينة فربسيوس يوم وفربسيوس مدينة قديمة البناء مشهورة في البلاد عامرة كثيرة الخيرات. ومنها إلى مدينة أغرميني غرباً نصف يوم وهي مدينة متحضرة قديمة أيضاً وكانت خراباً فبناها هرقل الثاني وعمرها واستمرت عمارتها إلى الآن ولها حروث وزراعات. ومن أغرميني إلى إستينوس غرباً يوم وإستينوس مدينة حسنة عامرة كثيرة الديار جليلة المقدار. ومن إستينوس إلى مدينة بوليا بسيسقوس جنوباً ثلاثة أيام وهي مدينة بقرب جبل ويخرج منه نهر يمر بالمدينة وينتهي حتى يجتمع بنهر مسيونس ويصبان في نهر دنو ما بين سبست قاسترو ودرسترة. ومن مدينة بوليا بسيسقوس في جهة الشرق إلى مدينة قاليمالايا يوم ومدينة قاليمالايا مدينة عامرة كبيرة كثيرة الزرع ولحوم الصيد وبها يتصيد صاحب القسطنطينة وهي فوق جبل عال كثير الصيد وفيه شعراء متصلة. ومن مدينة قاليمالاياً إلى مدينة ماذينوس اثنا عشر ميلاً وهي مدينة عامرة حسنة في جهة الشرق وكذلك من مدينة قاليمالايا أيضاً إلى مدينة بيزوي خمسون ميلاً في الجهة الجنوبية ومن بيزوي إلى القسطنطينة ثمانية وعشرون ميلاً ومن مدينة ماذينوس إلى مدينة مليسية ستة أميال شرقاً ومن مدينة مليسية إلى البحر حيث مدينة أيمن جنوباً ستة أميال ومدينة أيمن على ساحل بحر بنطس ونرجع فنقول إن مدينة سبست قسترو منها إلى مدينة أغريزينوس سبعون ميلاً وهي أيضاً يومان. ومن مدينة أغريزينوس في جهة الشرق إلى مدينة مسيونس أربعون ميلاً وهو يوم ومسيونس مدينة عامرة وفيها مصلحة للروسية وهي متحضرة لها إلى سواق عامرة وخيرات وافرة وموضعها فوق جبل بينه وبين دنبلي يوم ومدينة دنبلي مدينة صغيرة عامرة في وطاء من الأرض ولها كروم وعمارة صالحة. ومن دنبلي إلى مدينة فرامنياك شرقاً نصف يوم وهو بلد في وطاء من الأرض بقرب جبل صغير كثير الأشجار والغراسات متصل الزروع والعمارات. ومن فرامياك إلى مدينة ألماس شرقاً نصف يوم وهي مدينة صغيرة متحضرة كثيرة الفواكه والنعم متسعة العمارات واسعة الأقاليم. ومنها إلى مدينة كرنبي نصف يوم وهو بلد في قرب جبل ومنه إلى مدينة بسترنس شرقاً نصف يوم وهي مدينة حسنة كثيرة المياه عامرة الأفنية صالحة المقدار.
ومنها إلى مدينة روسو قسترو شرقاً نصف يوم وهي مدينة صالحة القدر عامرة الكور كثيرة النعم رخيصة الأسعار وموضعها في مستو من الأرض. ومن روسو قسترو إلى مدينة ميغالي ثرمة نصف يوم وميغالي ثرمة مدينة صغيرة حسنة الديار واسعة الأقطار كثيرة الغراسات والبقول ولها إلى سوار وأسواق وبها نعم وأرزاق. ومنها إلى مدينة أيتوقسترو في جهة الشرق نصف يوم وهي مدينة حسنة البقعة حصينة المنعة بها أسواق ومتاجر وهي محلة للوارد والصادر وبها كروم وغلات. ومنها إلى مدينة غولوي شرقاً نصف يوم وهو بلد حسن وقطر متحضر والمسافرون يقصدونه ويجلبون إليه البضائع والتجارات به مستديرة دائمة. ومن مدينة غولوي إلى مدينة باسقة نصف يوم وهي مدينة صغيرة حارة الأسواق عامرة آهلة. ومنها إلى مدينة أفلي نصف يوم ومدينة أفلي في بسيط أرض حسنة مباركة الباقعة فرجة الأمكنة متصلة العمارات كثيرة الأقاليم والجهات وبها مياه جارية ولها من جهة شمالها جبال عالية ونهر دنو يجري خلفها وبهذه المدينة صناعات وحذق وتمهر لأربابها ويصنع بها من الحديد كل غريبة.
ومن مدينة أفلي إلى مدينة إستليفنوس يوم ومدينة إستليفنوس مدينة كبيرة وكانت قبل هذا أعظم مما هي عليه الآن وأرضها حسنة البقعة وسنذكر الطريق منها إلى ما يليها من البلاد بعد هذان شاء الله. ونرجع فنقول بالقول الوجيز إن أرض شص ونية يحيط بها من غربيها أرض إفريسية وهي إفريزية أيضاً بالزاى ومن شرقيها أرض إزوادة ومن جنوبها أرض شصونية وهي إقليم متصل العمارة كثير القرى بلاده عامرة وخيراته متكاثرة متصلة ومن مدنه مدينة قزلارة ومشلة وهالة ونيون برك ووزرة وهي على بحر الظلمات. فأما مدينة قزلارة فمدينة كبيرة عامرة كثيرة الدخل والخرج وأهلها أنجاد شداد يمنعون جانبهم ويحمون أرضهم ويهابهم من جاورهم لاجتماع كلمة أهلها وعقد شكيمتهم وفيها خيرات مجتمعة وحبوب وتجارات ومنها إلى مدينة هربرد التي من أرض اللمانية في جهة الغرب أربعون ميلاً. ومن مدينة قزلارة إلى هالة خمسون ميلاً شرقاً وهالة مدينة متوسطة مياهها كثيرة وأرضها عامرة وبها أسواق وعمارات وخصب ومعايش كثيرة ومنها في جهة الشمال إلى نيون برك ثلاثون ميلاً وكذلك من مدينة قزلارد إلى مدينة نيون برك ثمانون ميلاً وهي قاعدة كبيرة مشهورة وبلدة مذكورة ذات أسواق عامرة وتجارات دائرة وخيرات وافرة وفوائد متكاثرة ومياه وخصب ومواش وأنعام ومن نيون برك إلى البحر أربعون ميلاً وهناك مسقط نهر وزرة في البحر المظلم.
ومن مدينة قزلارة إلى مدينة مشلة سبعون ميلاً ومن مدينة هالة إلى مدينة مشلة ستون ميلاً.
ومن مدينة نيون برك إلى مدينة وزرة على غربي النهر خمسة وعشرون ميلاً ومن مدينة وزرة إلى البحر خمسة عشر ميلاً ومن مدينة وزرة إلى نرتة المذكورة في جهة الغرب مائة ميل على البحر وكذلك من مدينة نيون برك إلى مدينة صوزاس وقد تقدم ذكرها غرباً ستون ميلاً. ومن مدينة هالة أيضاً إلى مدينة وزنبركة السابق ذكرها سبعون ميلاً وأيضاً فإن من مدينة هالة إلى مدينة إقراقو وهي من أرض بلونية مائة ميل وأيضاً فإن من مدينة قزلارة إلى مدينة ويانة مائة وخمسة وعشرون ميلاً. وأما ارض بلونية التي هي بلاد العلم والعلماء من الروم فأرض حسنة كثيرة الأنهار متصلة الأقاليم والأمصار عامرة القرى والديار ولها كروم وزيتون وأشجار كثيرة بأنواع الفواكه ومن مدنها إلى قراقو وجنازنة ورتصلابة وسرادية ونغرادة وشتنو. وكل هذه البلاد قواعد مشهورة وأمصار موطدة جمعت بين خيرات البلاد المفترقة وحسبت مع ذلك بأن فيها علماء متفننون في العلوم والديانات الرومية ولصناعها حذق ومعرفة بصنائعها. وأما مدينة إقراقو ومدينة جنازنة وسائر بلادها المذكورة فمدن مشتركة العمارات متصلة الخيرات تتقارب مقاديرها وتتساوى صفاتها ومبانيها وكذلك تتقارب أيضاً في كثير من مصنوعاتها ويحيط بها من جميع جهاتها جبال متصلات حاجزة بينها وبين بلاد شصونية وبلاد بوامية وبلاد الروسية. ومسافات بلاد بلونية من إقراقو إلى مدينة مشلة مائة وثلاثون ميلاً ومن إقراقو إلى جنازنة ثمانون ميلاً ومن جنازنة إلى رتصلابة ستون ميلاً ومن رتصلابة إلى رمسلي مائة ميل ومن رمسلي إلى زاقة اثنتا عشرة مرحلة ومن زاقة إلى تروبي مائة وثمانون ميلاً ومن تروبي إلى غليسية مائتا ميل وتروبي وغليسية من بلاد الروسية. ومن أنهار بلونية نهر شنت ونهرتيسية وهما يخرجان من جبل حاجز بين بلاد بلونية وبلاد الروسية معرضاً بين الشمال والجنوب فيخرج منه هذان النهران فيمران غرباً ويجتمعان على أيام فيصيران نهراً واحداً فيمر إلى أن يصب في نهر دنو من غربي مدينة قاون. وأما ارض الروسية فهي أرض كبيرة وبلاد قليلة وعمارات منقطعة وبين البلد والبلد مسافات متباعدة وأقطار منفردة ولهم مع جنسهم ومن قاربهم من بلادهم حروب ومهارشة دائمة ومن مدنها الواقعة في هذا الجزء رمسلي وزاقة وتروبية وغليسية. فأما مدينة رمسلي فهي على نهر دنست وفي شماله وهذا النهر يمر شرقاً إلى أن يصل مدينة زاقة وبينهما اثنتا عشرة مرحلة ومن مدينة زاقة وهي على النهر المذكور إلى مدينة تروني تسع مراحل ومن تروني إلى غليسية مائتا ميل وسنذكر بلاد الروسية على استقصاء وتوال بعد هذا في الجزء التالي لهذا الجزء بحول الله وقوته. نجز الجزء الرابع من الإقليم السادس والحمد لله ويتلوه الجزء الخامس منه إن شاء الله.