الرئيسيةبحث

مفاتيح العلوم/المقالة الثانية/الباب السادس


الباب السادس: في علم النجوم، وهو أربعة فصول


الفصل الأول

في أسماء النجوم السيارة والثابتة وصورها

علم النجوم، يسمى بالعربية: التنجيم، وباليونانية: إصطرنوميا. واصطر، هو النجم. ونوميا، هو العلم.

الكواكب السيارة: زحل، والمشتري، والمريخ، والشمس، والزهرة، وعطارد، والقمر.

وأسماؤها بالفارسية: كيوان، هرمز، بهرام، خورنا، هيد، تيرماه...

الكواكب الثابتة، هي النجوم كلها التي في السماء، ما خلا السبعة التي تقدم ذكرها، وسميت: ثابتة، لأنها تحفظ أبعادها على نظام واحد ولا تسير عرضاً.

وقيل: لأن سيرها إذا قيس بسير السبعة فهو يسير جداً.

والأول أصح.

والكواكب الثابتة تقع في خمس وأربعين صورة، منها إثنتا عشرة صورة في وسط الفلك، وهي صورة البروج الإثني عشر، وهي: الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت.

والحمل، يسمى: الكبس، أيضاً، والجوزاء تسمى: التوأمين، والأسد: الليث، والسنبلة: العذراء، والجدي: التيس، والحوت: السمكة.

ومنها تسع عشرة صورة شمالية، أولها: الدب الأصغر، وتسميه العرب بنات نعش الصغرى، وهي سبعة أنجم، الأربعة منها نعش، والثلاثة هي البنات، والثانية التنين.

والعرب تسمى كواكبه: العوائذ.

الثالثة: الدب الأكبر، وهو بنات نعش الكبرى.

والرابعة: قيضاوس، ويسمى، الأثافي.

والخامسة: بؤرطيس الحارس، وهو العواء، ويسمى: راعي الشاء، ومن كواكبه: السماك الرامح.

والسادسة: الإكليل الشامي، وهو الفكة.

والسابعة: الجاثي على ركبتيه، وكواكبه التماثيل.

والثامنة: الحواء وحيته.

والتاسعة: اللورا، غير معجمة الراء، معناه باليونانية، الصنج، لضوئه، وتسميه العرب: النسر الواقع، ويسمى أيضاً: السلحفاة.

والعاشرة: العقاب والسهم، وتسميه العرب: النسر الطائر.

والحادية عشرة: الدلفين ويسمى الصليب، سمي دلفين، تشبيهاً بالسمك البحري الذي ينجي الغرقي.

والثانية عشرة: الدجاجة، وتسمى: الفوارس، ومن كواكبها: الردف، وهو ذنب الدجاجة والثالثة عشرة: الفرس الأول.

والرابعة عشرة: الفرس الثاني.

والخامسة عشرة: المرأة ذات الكرسي، ومن كواكبها، الكف الخضيب.

والسادسة عشرة: هي المرأة التي لم تر بعلاً، وتسميها العرب: الناقة.

والسابعة عشرة: المثلث، وهي الأشراط.

والثامنة عشرة: حامل رأس الغول.

والتاسعة عشرة: أنيخس، وهي حامل العناق، ومن كواكبه: العنز، وهي العيوق.

وأيضاً أربع عشرة صورة جنوبية: الأولى: قيطس، وهو سبع البحر، وكواكبه النعامات.

والثانية: النهر.

الثالثة: الجبار.

والرابعة: الأرنب.

والخامسة: كلب الجبار، وهو الكلب الأكبر، وهو الشعري العبور، لأنها عبرت المجرة، والشعري اليمانية.

والسادسة: الكلب الأصغر، وهو الشعري الشامية، وهي الغميصاء، معجمة الغين غير معجمة الصاد، إشتقت من غمص العين، وهو ما يجتمع في مأقها عند النوم.

السابعة: السفينة، ومن كواكبها سهيل، وهو في المجذاف.

والثامنة: الشجاع، وهو الحية.

والتاسعة: الغراب.

والعاشر: الكاس.

والحادية عشر: قنطورس، وهو حامل السبع، وهو الظليم.

والثانية عشرة: هي المجمرة، وهي النفاطة.

والثالثة عشرة: هي الإكليل الجنوبي.

والرابعة عشرة: هي الحوت الجنوبي.

منازل القمر في ضمن هذه الصورة، وهي ثمانية وعشرون منزلاً: أولها: الشرطان، وهي معجمة الشين، وهي تثنية الشرط.

ثم البطين.

ثم الثريا.

ثم الدبران، على وزن سرطان وضربان.

ثم الهمقة.

ثم الهنعة.

ثم الذراع.

ثم النثرة.

ثم الطرف.

ثم الجبهة.

ثم الزبرة.

ثم الصرفة.

ثم العواء.

ثم السماك، وهما سماكان: أعزل ورامح.

ثم الغفر.

ثم الزباني.

ثم الإكليل.

ثم القلب.

ثم الشولة.

ثم النعائم.

ثم البلدة.

ثم سعد ذابح.

ثم سعد بلع.

ثم سعد السعود.

ثم سعد الأخبية.

ثم الغرغان، بإعجام الغين المقدم والمؤخر.

ثم الرشاء. ويقال له أيضاً: بطن الحوت.

الأنواء: النوء سقوط النجم من منازل القمر في المغرب بعد الفجر، وطلوع آخر يقابله من ساعته في المشرق، وهو رقيبه، وسقوط النجم منها في ثلاثة عشر يوماً، ما خلا الجبهة، فإن لها أربعة عشر يوماً، ويقال: خوى النجم يخوي خيا وخواء، إذا مضت مدة نوئه ولم يكن فيه مطر أو ريح أو برد أو حر.

الفصل الثاني

في ذكر الأفلاك وتركيبها

وأحوال الكواكب فيها وهيئة الأرض وأقاليمها

علم الهيئة، هو معرفة تركيب الأفلاك وهيئتها وهيئة الأرض.

قال الخليل: الفلك، هو دوران السماء، وهذا يشبه قول المنجمين، لأنهم يسمون السموات، الأفلاك، وهي عندهم تدور بكليتها.

الفلك المستقيم، هو معدل النهار، وهو الدائرة العظمى التي تحيط على قطبي السماء اللذين عليها يتحرك من المشرق إلى المغرب دورة في كل يوم وليلة، سمي معدل النهار، لأن الشمس إذا بلغته إعتدال النهار.

خط الإستواء من الأرض، هو الخط الذي يقابل معدل النهار، وهو حيث يرى القطبان الجنوبي والشمالي ملاصقين للأرض، والليل والنهار مستويان فيه أبداً.

فلك البروج، هو الدائرة التي ترسمها الشمس بسيرها من المغرب إلى المشرق في سنة واحدة، وهو مقسوم إثني عشر قسماً، وهي البروج. وقد ذكرت أسماءها في الفصل الأول. وطول كل برج منها ثلاثون درجة، وكل درجة ستون دقيقة، وكل دقيقة ستون ثانية، وكل ثانية ستون ثالثة وعلى هذا المثال الروابع والخوامس والسوادس والعواشر والحوادي عشر، إلى ما لا نهاية له.

دائرة الأفق: تفصل ما فوق الأرض مما تحتها من السماء.

دائرة الارتفاع: هي التي تمر بقطبي الأفق.

وقوس الارتفاع: قطعة من تلك الدائرة.

الميل: هو بعد الشمس أو الكواكب من معدل النهار.

سعة المشرق للشمس، هو من الألق ما بين معدل النهار وبين مطلعها.

نقطة الاعتدال الربيعي، هي رأس الحمل، لأن الشمس إذا بلغته اعتدال النهار في الربيع.

ونقطة الاعتدال الخريفي، هي رأس الميزان، لأن الليل والنهار يعتدلان في الخريف إذا بلغته الشمس.

نقطة المنقلب الصيفي، هي رأس السرطان، لأن الشمس إذا بلغته تناهي طول النهار وبدأ في النقصان.

نقطة المنقلب الشتوي، هي رأس الجدي، لأن الشمس إذا بلغته تناهى قصر النهار وبدأ في الزيادة.

عرض البلد، هو بعده من خط الإستواء.

طول البلد، هو بعده من المشرق أو المغرب، وليس للمشرق والمغرب نهاية في الحقيقة عند المنجمين، لأن كل نقطة من دائرة خط الإستواء هي مشرق لموضع ومغرب لموضع آخر، فإذا ذكر المشرق على الإطلاق عني به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الشرق، وكذلك إذا ذكر المغرب على الإطلاق، عني به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الغرب، وبينهما نصف الأرض طولاً.

والمعمورة، من الأرض ربعها الذي على مهب الشمال، وذلك أن الأرض تنقسم قسمين، فأحد القسمين بحري خلاء، ولا يمكن الوصول إليه لإحاطة البحر المحيط بالأرض.

وينقسم النصف الأعلى قسمين بخط الإستواء، فما وراء خط الإستواء إلى مهب الجنوب هو خراب، لشدة الحرفية، وما دون خط الإستواء إلى مهب الشمال أكثره عمران، فلذلك سمي هذا الربع: المعمورة.

كنذر: هي أقصى مدينة في المشرق، وهي في أقاصي بلاد الصين والواقواق.

السوس الأقصى: مدينة في نهاية عمران المغرب فيما وراء الأندلس في الساحل الجنوبي من بحر الروم، وبين هاتين المدينتين نصف الأرض طولاً على ما يقال.

والله أعلم.

القبة: وسط الأرض، أعني ما بين نقطة المشرق المفروضة وبين نقطة المغرب المفروضة، وذلك مائة وثمانون درجة، وبين نقطة نهاية ناحية الجنوب وبين نقطة ناحية الشمال، وذلك أيضاً مائة وثمانون درجة.

بارة: اسم مدينة في جزيرة البحر الأعظم قريبة من القبة، وبحذائها من بلادها هذه خجندة، وبإزائها الشبورقان، وهي الفاصلة بين البلاد الشرقية والغربية فالمدن التي هي أعلى منها كفرغانة وكإشغار إلى الصين.

والوقواق: هي المدن الشرقية وما هو أسفل منها، كالشاش وإيلاق وأشروسنة وسمرقند وبخاري إلى السوس الأقصى، هي المدن الغربية.

المعمورة من الأرض: سبعة أقسام، تسمى، الأقاليم، واحدها: إقليم، وكل إقليم يبتدىء من المشرق وينتهي إلى المغرب.

الزيج: كتاب منه يحسب سير الكواكب، ومنه يستخرج التقويم، أعني حساب الكواكب، لسنة سنة، وهو بالفارسية: زه، أي الوتر، ثم أعرب فقيل: الزيج، وجمعه: زيجة، على مثال: قرد، وقردة.

الزابحة، هي صورة مربعة أوم مدورة تعمل لمواضع الكواكب في الفلك لينظر فيها عند الحكم لمولد أو غيره، وإشتقاقه بالفارسية من: زائسن، أي المولد، ثم أعربت الكلمة فاستعملت في المولد وغيره.

مطلع الفلك المستقيم، هو ما يطلع مع قسي فلك البروج، من معدل النهار في خط الإستواء، وهو بالفارسية: جوي راست.

مطالع البلد من البلدان، هي ما يطلع من قسي فلك البروج، من أفق ذلك البلد.

الساعة المعوجة، هي نصف سدس النهار أو الليل الذي ليس بمعتدل، وتسمى الساعة الزمانية أيضاً.

والساعة المستوية، هي مقدار ما يدور من الفلك خمس عشرة درجة.

الأزمان: هي أجزاء الساعات المعوجة.

قوس النهار: هي القوس التي فوق الأرض من الدائرة الموازية لمعدل النهار التي فيها تدور الشمس في يوم واحد من الأيام.

قوس الليل: ما يبقى لتمام تلك الدائرة.

وأزمان الساعة للنهار أو الليل نصف سدس تلك القوس.

الجوزهر: هو النقطتان اللتان تتقاطع عليهما الدائرتان من الأفلاك، تسميان: العقدتين، والجوزهر، كلمة فارسية، وهي كوزجهر، أي صورة الجوز.

وقيل: كوي جهر، أي صورة الكرة، والأول أصح، ويسمى أيضاً: التنين وهذه صورته في الأصل، وإحدى العقدتين تسمى: الرأس، والأخرى: الذنب، وهذا في كل فلكين يتقاطعان، فإذا أطلق له هذا الاسم، أعني به: جوزهر، القمر خاصة، وهذا الذي يثبت حسابه في التقويم.

الأوج: هو أرفع موضع من الفلك الخارج المركز، أعني أبعده من الأرض. وهي كلمة فارسية، وهي أوك، وقيل: أوره.

الحضيض، هو مقابل الأوج، وهو أخفض موضع في هذا الفلك وأقربه من الأرض.

الأفيجيون، هو الأوج باليونانية، والافريجيون، هو الحضيض.

منطقة البروج، هي نطاق البروج ووسط البروج الذي فيه مسير الشمس.

سير الطول للكوكب، هو سيرة في نطاق البروج.

سير العرض، هو تباعد الكوكب عن نطاق البروج إلى ما يلي قطب الشمال، أو قطب الجنوب.

رجوع الكواكب ورجعتها، هو سيرها طولاً على خلاف نضد البروج، وإستقامتها، هو سيرها على نضد البروج.

الإقامة: وقفة الكواكب قبل الرجوع وقبل الإستقامة في رأي العين، فأما في الحقيقة، فإن الكواكب لا تقف البتة ولا تكن عن سيرها.

فلك الأوج، هو الخارج المركز، وسمى: خارج المركز، لأن مركزه غير مركز الأرض، ولكنه يحيط بالأرض.

فلك التدوير، هو فلك صغير لكل كوكب، ولا يحيط بالأرض، ويكون فيه سير جرم الكوكب.

البركسيس، هو إختلاف المنظر، لفظة يونانية. ومعنى إختلاف المنظر: إختلاف الموضع الذي يرى فيه الكوكب إذا نظر إليه من مركز الأرض، والموضع الذي يرى فيه إذا نظر إليه من حدبة الأرض.

كسوف الشمس والقمر، معروف، يقال: كسفت الشمس كسوفاً، وكسفها الله كسفاً. فأما قولهم: إنكسفت الشمس، فلفظة عامية ليست بفصيحة، وعلة كسوف الشمس أن القمر يحول بينها وبين أبصارنا، ويحجز عنا شعاعها، ولذلك لا يكون كسوف الشمس إلا آخر الشهر، عند اجتماعهما طولاً وعرضاً. وأما كسوف القمر، فإن الأرض تحول بينه وبين ما يقبله من شعاع الشمس، ولذلك لا يكون الكسوف القمري إلا وسط الشهر عند تقابلهما طولاً وعرضاً.

وسط الكوكب، هو سيرة الوسط في فلكه الخاص الخارج المركز.

والسير المعدل، هو تقويمه، وهو حركته في فلك البروج، والتعديل ما يزاد على وسطه أو ينقص منه، حتى يعلم سيره المعدل المقيس برأي العين في فلك البروج.

المركز، يعني به سير مركز فلك التدوير في الفلك الخارج المركز.

الخاصة، هو سير الكوكب نفسه في فلك التدوير، ويسمى: الحصة، وهو بالفارسية: الكندر.

البهت المعدل، هو سير الكوكب المعدل ليوم وليلة.

النهندر، هو ما يبقى من سير الكوكب ليوم وليلة، إذا ألقى من مسير الشمس ليوم وليلة، أو ألقى سيرها من مسيره، وسمي أيضاً: حصة المسير.

الكوكب الصميم، والتصميم، والمصمم: أن يكون بين الشمس وبينه ست عشرة دقيقة فما دونها.

الإحتراق: أن يكون الكوكب مقارناً للشمس وبينهما أكثر من دقائق.

التصميم تحت الشعاع، هو أن يكون مع الشمس قبل الإحتراق أو بعده.

الكبيسة، في تاريخ اليونانيين: معناها أن سنتهم ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً، وربع يوم بالتقريب، فإذا أمضت أربع سنين انجبرت الأرباع فصارت يوماً واحداً، وصارت أيام السنة ثلاثمائة وستة وستين يوماً، وتسمى تلك السنة: الكبيسة، واللفظة سريانية.

الكردجة، كلمة فارسية. معناها القطعة يسمى بها بعض الجداول كردجات تشبيهاً بقطاع الأرضين.

الجيب، مقداره قد ذكرناه في باب الهندسة، ومقدار فلك الشمس الذي يذكر في باب الكسوف هو مقدار جرمها برأي العين على القياس المصطلح عليه، ومقدار فلك القمر كذلك، فأما مقدار فلك الجوزهر، فهو الموضع الذي يقطعه القمر من صنوبرة ظل الأرض.

الفصل الثالث

في مبادىء الأحكام

بيت الكوكب، برج ينسب إليه، ولكل واحد من النيرين بيت واحد، ولكل واحد من الخمسة المتحيرة بيتان.

فالأسد بيت الشمس.

والسرطان، بيت القمر.

الجدي والدلو، بيتا زحل الحوت والقوس، بيتا المشتري.

الحمل والعقرب، بيتا المريخ.

الثور والميزان، بيتا الزهرة.

السنبلة والجوزاء، بيتا عطارد.

شرف الكوكب: درجة في برج ينسب إليه، ولكل واحد من السبعة شرف، فشرف زحل في الميزان، وشرف المشتري في السرطان، وشرف المريخ في الجدي، وشرف الشمس في الحمل، وشرف الزهرة في الحوت، وشرف عطارد في السنبلة، وشرف القمر في الثور، وشرف الرأس في الجوزاء، وشرف الذنب في القوس.

المثلثة: كل ثلاثة أبراج تكون على طبيعة واحدة، تنسب إلى ثلاثة كواكب، ويكون أحدها صاحب المثلثة المقدم بالنهار، والثاني المقدم بالليل، والثالث شريكهما بالنهار والليل.

فالحمل والأسد والقوس مثلثة، وهي حارة يابسة وأربابها بالنهار الشمس، ثم المشتري، وبالليل المشتري، ثم الشمس وشريكهما بالليل والنهار زحل.

والثور والسنبلة والجدي مثلثة باردة يابسة، وأربابها بالنهار الزهرة والقمر، وبالليل بالعكس، وشريكهما المريخ والجوزاء والميزان.

والدلو مثلثة حارة رطبة، وأربابها بالنهار زحل وعطارد بالليل بالعكس وشريكهما المشتري والسرطان والعقرب.

والحوت مثلثة باردة رطبة وأربابها بالنهار الزهرة ثم المريخ، وبالليل بالعكس وشريكهما القمر.

الوجه والصورة والدريجان والدهج، معناها كل عشر درجات من كل برج، ويكون لكل وجه صاحب من الكواكب السبعة، وبين الروم والهند والفرس إختلاف في إربابها.

الحد، هو أن درجات كل برج مقسومة بين الكواكب الخمسة المتحيرة على غير سوية، وكل قسم يسمى حداً، وهو بالفارسية مرز.

النهبهر، هو تسع البروج وهو بالهندية نوبهر.

الوبال، هو البرج المقابل للبيت، وهو البطيارج، معرب من بتياره بالفارسية، وهو البرج السابع من كل بيت، ويسمى، نظيره ومقابله، وذلك أن يكون بينهما نصف الفلك، وهو ستة أبراج.

الهبوط مقابل الشرف.

الآبار: درج في البروج إذا بلغتها الكواكب نحست فيها، واحدها: بئر.

والدرجات المظلمة، معروفة.

والدرجات القتمة، من القتام، وهو الغبار الطالع من البروج الذي يطلع من المشرق، والغارب نظيره الذي يغرب في أفق المغرب.

ووسط السماء، هو البرج الذي يتوسط السماء.

ووتد الأرض نظيره، وهو الذي تحت وسط الأرض والطالع والغارب ووسط السماء.

ووتد الأرض تسمى: الأوتاد الأربعة.

والبروج التي تلي هذه تسمى: ما يلي الأوتاد.

والبروج التالية لما يلي الأوتاد تسمى: السواقط والزوائل.

بيت النفس، هو الطالع.

والبرج الذي يليه هو بيت المال.

والثالث بيت الاخوة.

والرابع بيت الآباء.

والخامس بيت الولد.

والسادس بيت المرض والعبيد.

والسابع بيت النساء.

والثامن بيت الموت.

والتاسع بيت السفر والدين.

والعاشر بيت السلطان والعمل.

والحادي عشر بيت الأصدقاء.

والثاني عشر بيت الأعداء.

للأيام السبعة أرباب: فرب يوم الأحد الشمس، وهو رب الساعة الأولى منه، ورب الساعة الثانية منه الزهرة التي تليه، ورب الساعة الثالثة عطارد، وعلى هذا إلى أن تنتهي الساعة الرابعة والعشرون إلى عطارد، فيكون رب الساعة الأولى من يوم الاثنين القمر، وهو رب اليوم أيضاً وعلى هذا القياس أرباب ساعاته، إلى أن يكون يوم الثلاثاء للمريخ، ويوم الأربعاء لعطارد، ويوم الخميس للمشتري، ويوم الجمعة للزهرة، ويوم السبت لزحل.

الكواكب المتحيرة، هي التي ترجع وتستقيم، وهي خمسة: زحل، والمشتري، والمريخ، والزهرة، وعطارد.

النيران، هما الشمس والقمر.

السعدان، المشتري والزهرة.

النحسان: زحل والمريخ.

الكواكب العلوية، هي: زحل، والمشتري، والمريخ، لأنها فوق الشمس.

والكواكب السفلية، هي الزهرة، وعطارد، والقمر، لأنها تحت الشمس.

الكبد: نجم نحس في السماء لا يرى، وله حساب معلوم يستخرج به موضعه.

الحيزان، يكون الكوكب الذكر في برج ذكر بالنهار فوق الأرض، وبالليل تحت الأرض، أو يكون الكوكب الأنثى في برج أنثى بالنهار تحت الأرض، وبالليل فوق الأرض، فيقال: هو في حيز.

المزاعمة، هي الحظ، يقال لهذا الكوكب في البروج: مزاعمة، أي خط من بيت أو شرف أو غير ذلك.

الابتزاز: أن يكون للكوكب حظوظ كثيرة في البرج، فيقال: هو مبتز عليه.

الاستعلاء: أن يكون الكوكب في البرج العاشر من الآخر، فيقال: هو مستحل عليه.

الحصار: أن يكون الكوكب مضغوطاً بين نحسين، أحدهما أمامه، والآخر وراءه.

التشريق، هو أن يرى الكوكب في المشرق يطلع قبل طلوع الشمس.

التغريب: أن يرى في المغرب يغرب عند غروب الشمس.

الكناروزي: الذي يرى بالعشاء.

الكنارشبي: الذي يرى صباحاً، والكلمتان فارسيتان.

الدستورية: أن يكون الكوكب مبايناً للشمس.

الهيلاج: أحد الهيالج الخمسة، وهي: الشمس، والقمر، والطالع، وسهم السعادة.

وجزء الاجتماع أو الاستقبال، وهي أدلة العمر، وذلك أنها تسير إلى السعود والنحوس، ومعنى التسيير، أن ينظركم بين الهيلاج وكم بين السعد أو النحس، فيؤخذ لكل درجة سنة، فيقال تصيبه السعادة أو النكبة، إلى كذا وكذا سنة.

الكدخذاه، هو الكوكب المبتز على الهيلاج، وهو الذي يدل على كمية العمر بسنين موضوعة لكل كوكب: كبرى، ووسطى، وصغرى، وقيل، هيلاج، بالفارسية، امرأة الرجل، وكدخذاه هو الزوج، ومعناه: رب المبيت، لأن كده، هو البيت، وخذاه هو الرب، ويسمى هذان الدليلان بذلك، لأن بامتزاجهما وازدواجهما يستدل على كمية العمر.

الفردار: قسمة العمر بين الكواكب السبعة، لكل كوكب منها سنون معلومة. يقال لها: سنو الفردار.

الجان بختان، معناه: قاسم الروح، وذلك أن درجة الطالع تسير إلى السعود والنحوس، فصاحب الحد الذي يبلغه التسيير يسمى: قاسم الحياة.

والجان بختان البحر ما هي، هو الامتلاء، وهو أن يصير بدراً، وهو الاستقبال، لأنه يقابل الشمس حينئذ.

النصبري، هو نصف الامتلاء، وذلك في الليلة السابعة، وفي الليلة الحادية والعشرين، وهو حين يصير في تربيع الشمس، ومعنى التربيع: أن يصير منه على ربع الفلك.

التثليث: أن يصير منه على ثلث الفلك.

والتسديس: أن يصير منه على سدس الفلك.

والمقابلة: أن يصير منه على نصف الفلك.

الاجتماع: يعني به المحاق، لأن القمر يقارن الشمس.

القران: يعني به اجتماع زحل والمشتري خاصة إذا أطلقت، فإذا عني قران كوكبين آخرين قيد بذكرهما.

الفصل الرابع

في آلات المنجمين

الاصطرلاب، معناه: مقياس النجوم، وهم باليونانية: اصطرلابون. واصطر، هو النجم، ولابون، هو المرآة، ومن ذلك قيل لعلم النجوم: اصطرنوميا، وقد يهذي بعض المولعين بالاشتقاقات في هذا الاسم بما لا معنى له، وهو أنهم يزعمون أن لاب اسم رجل، وأسطر جمع: سطر، وهو الخط، وهذا اسم يوناني اشتقاقه من لسان العرب: جهل وسخف.

الاصطرلاب التام، هو المعمول لدرجة درجة، والنصف هو المعمول لدرجتين درجتين، والثلث هو المعمول لثلاث درج، والسدس هو المعمول لست درج ست درج، والعشر هو المعمول لعشر درج عشر درج، فأما الربع فإنه آلة غير الاصطرلاب، على شكل ربع دائرة يؤخذ به الارتفاع وتستخرج الساعات.

العضادة: شبه مسطرة لها شظيتان، تسمى: اللبنتين، وفي وسط كل لبنة ثقبة، وتكون هذه العضادة على ظهر الاصطرلاب، وبها يؤخذ ارتفاع الشمس والكواكب.

الحجرة: هي الحلقة المحيطة بالصفائح الملصقة بالصفيحة السفلى، وقد تكون مقسومة بثلاثمائة وستين قسماً.

الأم، هي الصفيحة السفلى.

العنكبوت، هي الشبكة التي عليها البروج والعظام من الكواكب الثابتة.

منطقة البروج في العنكبوت، هي المقسومة بدرج البروج.

المري: زيادة، عند رأس الجدي يماس الحجرة، ويسمى: مريا لأنه يرى أجزاء الفلك.

المقنطرات، هي الخطوط المقوسة المتضايقة المرسوم فيما بينها أعداد درج الارتفاع في الصفيحة، وفوقها يجري العنكبوت.

خطوط الساعات: هي الخطوط المتباعدة، وهي تحت المقنطرات.

خط الاستواء: هو الخط المقسوم الآخذ من المشرق إلى المغرب المار على مركز الصفيحة.

خط نصف النهار، هو الخط الذي يقطع خط الاستواء على زوايا قائمة وإبتداؤه من العروة.

الاصطرلاب الكري، هو كرة فوقها نصف كرة مشبكة بمنزلة العنكبوت من الاصطرلاب المسطح.

الفرس، هو قطعة شبيهة بصورة الفرس يشد بها العنكبوت على الصفائح.

القطب، هو الوتد الجامع للصفائح والعنكبوت.

أنواع الاصطرلابات كثيرة، وأساميها مشتقة من صورها، كالهلالي من الهلال، والكرى من الكرة، والزورقي والصدفي، والمسرطن، والمبطح، وأشباه ذلك.

آلات الساعات كثيرة، فمنها، الطرجهارة، ومنها، صندوق الساعات، ومنها: دبة الساعات، ومنها: الرخامة، ومنها: المكحلة، ومنها: اللوح.

وذات الحلق هي حلق متداخلة يرصد بها الكواكب.

الكرة، معروفة، من آلات المنجمين، وبها تعرف هيئة الفلك وصورة الكواكب، وتسمى أيضاً: البيضة.