وَدّعْ هُـرَيْرَةَ إنّ الــرَّكْــبَ مــرْتَــحِــلُ
وَهَـلْ تُـطِــيـقُ وَداعـاً أَيُّـهَـا الـرَّجُــلُ؟
غَـرَّاءُ فَـرْعَـاءُ مَـصـْقُـولٌ عَـوَارِضُـهَا
تَمشِي الهُوَينَا كَمَا يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
كَـأَنَّ مِـشْـيَــتَـهَا مِـنْ بَـيْـتِ جَــارَتِـــهَـا
مَـرُّ الـسَّـحَـابَـةِ ،لاَ رَيْـثٌ وَلاَ عَــجَــلُ
تَـسمَعُ للحَـلِي وَسْأوَاسأاً إِذَا انأصَرَفَـتْ
كَـمَـا اسـتَعَـانَ بـرِيـحٍ عِـشـرِقٌ زَجِـــلُ
لَيــستْ كَمَـنْ يكـرَهُ الجِــيرَانُ طَلــعَتَهَا
وَلاَ تَــرَاهَا لــسِــرِّ الــجَــارِ تَــخْــتَتِـلُ
يَـكَــادُ يَـصـرَعُــهَـا ، لَــوْلاَ تَـشَـدُّدُهَــا
إِذَا تَــقُــومُ إلــى جَــارَاتِــهَــا الـكَـسَــلُ
إِذَا تُـعــالــجُ قِــرْنــاً سَــاعــةً فَــتَــرَتْ
واهتـزَّ مِـنـهَـا ذَنُـوبُ الـمَـتـنِ وَالـكَفَـلُ
مـلءُ الـوِشَـاحِ وَصـفـرُ الـدّرْعِ بَـهـكنَةٌ
إِذَا تَــأتّـى يَـكَــادُ الــخَــصْـرُ يَـنْـخَـزِلُ
صَــدَّتْ هُــرَيْــرَةُ عَــنَّــا مَــا تُكَـــلِّمُنَا
جَــهْــلاً بــأُمّ خُــلَــيْدٍ حَبْلَ مَنْ تَـصِلُ؟
أَأَنْ رَأَتْ رَجُــلاً أَعْـــشَــى أَضَـرَّ بِــهِ
رَيـبُ المَـنُـونِ ، وَدَهْـرٌ مـفْـنِـدٌ خَـبِــلُ
نِعمَ الضَّجِـيعُ غَـداةَ الدَّجـنِ يَصرَعهَـا
لِـلَّــذَّةِ الــمَـرْءِ، لاَ جَــافٍ، وَلاَ تَــفِـــلُ
هِــرْكَــوْلَــةٌ فُــنُـــقٌ دُرْمٌ مَــرَافِــقُـهَــا
كَـأَنَّ أَخْـمَـصَــهَـا بِـالــشّـوْكِ مُــنْـتَـعِــلُ
إِذَا تَــقُــومُ يَــضُــوعُ المِسْـكُ أصْوِرَةً
وَالـزَّنْـبَـقُ الــوَرْدُ مِـنْ أَرْدَانِهَا شَـمِـــلُ
ما رَوْضَةٌ مِنْ رِيـاضِ الحَـزْمِ مُـعشـبةٌ
خَـضـرَاءُ جَـادَ عَـلَـيـهَـا مُـسْـبِـلٌ هَطِلُ
يُـضَـاحكُ الشَّـمسَ مِنهَا كَـوكَـبٌ شَـرِقٌ
مُــؤزَّرٌ بِــعَــمِـيــمِ الـنَّبـْتِ مُــكْــتَــهِــلُ
يَـوْمـاً بِـأَطْـيَـبَ مِـنْـهَـا نَـشْـرَ رَائِـحَـةٍ،
وَلاَ بِـأَحـسَـنَ مِــنـهَــا إِذْ دَنَــا الأُصُــلُ
عُـلّـقْـتُـهَـا عَـرَضـاً ، وَعُـلِّـقَـتْ رَجُــلاً
غَـيـرِي، وَعُـلِّقَ أُخـرَى غَيرَهَا الرَّجُلُ
وَعُــلِّــقَــتْــهُ فَــتَــاةٌ مَـا يُــحَـــاوِلُـــهَــا
مــن أهــلــهــا مَــيّــتٌ يهـذي بِهَا وَهِلُ
وَعُـلِّـقَـتْـنِـي أُخَـيْــرَى مَـا تُــلائِـمُــنِـي
فَـــاجــتَـمَـعَ الـحُــبّ حُــبّ كُــلُّــهُ تَــبِلُ
فَـكُـلّـنَـا مُـغْـرَمٌ يَــهْــذِي بِــصَــاحِــبِــهِ
نَـــاءٍ وَدَانٍ ، وَمَــحْــبُــولٌ وَمُــحْــتَــبِلُ
قَــالَــتْ هُــرَيــرَةُ لَـمَّـا جِـئـتُ زَائِرَها
وَيْــلِــي عَـلَــيـكَ، وَوَيـلِي مِنكَ يَا رَجُلُ
يَــا مَنْ يَــرَى عَارِضــاً قَدْ بِـتُّ أَرْقُـبُهُ
كَـأَنَّــمَــا الــبَــرْقُ فِــي حَــافَاتِهِ شُــعَلُ
لَـــهُ رِدَافٌ، وَجَــوْزٌ مُــفْــأمٌ عَـــمِـــلٌ
مُــنَــطَّــقٌ بِــسِــجَــالِ الــمَــاءِ مُتّــصِلُ
لَــمْ يُــلْــهِــنِــي اللَّــهْوُ عَنْهُ حِينَ أَرْقُبُهُ
وَلاَ الــلَّــذَاذَةُ مِــنْ كَــأسٍ وَلاَ الــكَــسَلُ
فَــقُــلــتُ لــلــشَّرْبِ فِي دُرْنا وَقَدْ ثَمِلُوا
شِيــمُوا، وَكَيفَ يَشِــيمُ الشَّـارِبُ الثَّمِلُ؟
بَــرْقاً يُضِــيءُ عَلَى أَجـزَاعِ مَسْقــطِـهِ
وَبِــالــخَــبِــيّــةِ مِــنْهُ عَـــارِضٌ هَــطِلُ
قَــالُــوا نِـمَارٌ، فبَطنُ الخَـالِ جَـادَهُـمَـا
فَــالــعَــسْــجَدِيَّــةُ فَـــالأبْــلاءُ فَــالرِّجَـلُ
فَــالسَّـفْـحُ يَـجـرِي فَـخِـنْـزِيـرٌ فَـبُـرْقَـتُهُ
حَـتَّـى تَـدَافَـعَ مِـنْـهُ الـرَّبْـوُ، فَـالــجـبَـلُ
حَــتَّـى تَـحَـمَّـلَ مِــنْـهُ الـمَــاءَ تَـكْــلِـفَـةً
رَوْضُ الـقَـطَـا فـكَـثـيـبُ الـغَـينةِ السَّهِلُ
يَـسـقِـي دِيَـاراً لَـهَـا قَـدْ أَصْبَـحَتْ عُزُباً
زُوراً تَــجَــانَفَ عَنهَا القَــوْدُ وَالـرَّسَـلُ
وَبَــلدَةٍ مِـثـلِ ظـهـر الـتُّـرْسِ مُـوحِـشَـةٍ
للــجِــنّ بِـالـلّــيْلِ فِـي حَافَــاتِـهَـا زَجَـلُ
لاَ يَــتَــمَــنّــى لَـهَـا بِـالـقَـيْـظِ يَـرْكَـبُـهَـا
إِلاَّ الَّـذِيـنَ لَــهُــمْ فِــيـمَــا أَتَــوْا مَــهَــلُ
جَــاوَزْتُــهَــا بِـطَـلِـيــحٍ جَـسْـرَةٍ سُـرُحٍ
فِــي مِــرْفَـقَـيـهَــا إِذَا اسـتَـعرَضْتَها فَتَلُ
إِمَّــا تَــرَيْــنَــا حُــفَــاةً لاَ نِــعَــالَ لَــنَـا
إِنَّــا كَــذَلِــكَ مَــا نَــحْــفَــى وَنَــنْــتَــعِلُ
فــقَــدْ أُخَــالِــسُ رَبَّ الــبَــيْــتِ غَـفْلَتَهُ
وَقَــدْ يُــحَــاذِرُ مِــنِّـــي ثُـــمّ مَــا يَــئِــلُ
وَقَــدْ أَقُــودُ الــصِّــبــا يَــوْمــاً فيَتْبَعُنِي
وَقَــدْ يُــصَــاحِــبُــنِــي ذُو الشّرّةِ الغَزِلُ
وَقَـدْ غَـدَوْتُ إلـى الـحَـانُـوتِ يَـتْـبَـعُـنِي
شَــاوٍ مِـشَــلٌّ شَـلُـــولٌ شُــلـشُــلٌ شَـوِلُ
فِــي فِــتــيَــةٍ كَـسُيُوفِ الهِـندِ قَـدْ عَلِمُوا
أَنْ لـيـس يـدفـع عـنـي الـحـيـلـةِ الحيلُ
نَــازَعــتُــهُــمْ قُـضُـبَ الـرَّيْحَانِ مُتَّـكِئاً
وَقَــهْــــوَةً مُـــــزّةً رَاوُوقُــهَــا خَــضِــلُ
لاَ يَـسـتَـفِـيـقُـونَ مِـنـهَـا ، وَهـيَ رَاهـنَةٌ
إِلاَّ بِـهَــاتِ ! وَإنْ عَــلّوا وَإِنْ نَــهِــلُــوا
يَـسـعَـى بِـهَـا ذُو زُجَـاجَـاتٍ لَــهُ نُطَـفٌ
مُـقَـلِّـــصٌ أَســـفَــلَ الــسِّــرْبَــالِ مُعتَمِلُ
وَمُــســتَــجـيـبٍ تَـخَالُ الصَّـنجَ يَسـمَعُهُ
إِذَا تُــرَجِّــعُ فِــيــهِ الــقَــيْــنَــةُ الــفُضُلُ
مِــنْ كُــلّ ذَلِــكَ يَــوْمٌ قَــدْ لَــهَــوْتُ بِـهِ
وَفِــي الـتَّـجَـارِبِ طُـولُ الـلَّـهوِ وَالغَـزَلُ
وَالـسَّـاحِــبَــاتُ ذُيُـــولَ الــخــزّ آوِنَــةً
وَالــرّافِــلاتُ عَــلَــى أَعْـجَازِهَـا العِجَـلُ
أَبْــلِــغْ يَــزِيــدَ بَنِــي شَيْبَــانَ مَــألُــكَـةً
أَبَــا ثُــبَــيْــتٍ! أَمَــا تَــنــفَــكُّ تـأتَـكِــلُ؟
ألَــسْـتَ مُـنْـتَــهِـيـاً عَـنْ نَـحْـتِ أَثْـلَـتِـنا
وَلَــسْـتَ ضَــائِـــرَهَـا مَـــا أَطَّـتِ الإبِـلُ
تُــغْــرِي بِـنَـا رَهْـطَ مَـسـعُـودٍ وَإخْـوَتِهِ
عِـنـدَ الـلِّـقَـاءِ فــتُــرْدِي، ثُـــمَّ تَــعــتَـزِلُ
لأَعْـرِفَــنَّـكَ إِنْ جَــدَّ الــنــفــيــر بــنــا
وشـبُـت الـحــرب بــالطـواف واحتـملوا
كَـنَـاطِـحٍ صَـخــرَةً يَـوْمــاً لـيـوهـنـهــا
فَــلَــمْ يَـضِــرْهــا وَأوْهَـى قَـرْنَهُ الـوَعِلُ
لأعـــرفـــنـــك إن جـــدّت عــداوتـنــا
والــتُــمــس الـنـصر منكـم عـود تحتمل
تُــلـزِمُ أرْمــاحَ ذِي الـجَــدَّيْـنِ سَـوْرَتَنا
عِــنْـدَ الـلِّــقَــاءِ، فــتُــرْديــهِــمْ وَتَعْـتَـزِلُ
لاَ تَــقْــعُــدَنّ وَقَــدْ أَكَّــلْــتَــهَــا حَــطَـباً
تَــعُــوذُ مِــنْ شَــرِّهَــا يَــوْمــاً وَتَبْـتَـهِـلُ
قَــدْ كَــانَ فِــي آلِ كَــهـفٍ إِنْ هُمُ قعدوا
وَالــجَــاشِــرِيَّـةِ مــن يـسْعَى وَيَـنـتَـضِلُ
سَــائِــلْ بَــنِــي أُسَــدٍ عَــنَّـا فَقَـدْ عَلِمُوا
أَنْ سَــوْفَ يَــأتِــيــكَ مِــنْ أَنْبائِنا شَـكَـلُ
وَاسْــأَلْ قُــشَــيــراً وَعَـبْـدَ اللهِ كُــلَّــهُـمُ
وَاسْــألْ رَبِــيــعَــةَ عَـنَّـا كَـيْـفَ نَفْـتَـعِـلُ
إِنَّــا نُــقَــاتِــلُـهُــمْ حـتّـى نُــقَــتِّــلـــهـــم
عِـنـدَ الـلِّـقَـاءِ ، وَإن جَارُوا وَإن جَهِـلُوا
كَــلاَّ زَعَــمْــتُــمْ بِــأنَّــا لاَ نُــقَــاتِــلُـكُـمْ
إِنَّــا لأَمْــثَــالِــكُــمْ يَــا قَــوْمَــنــا قُــتُـــلُ
حَــتَّــى يَــظَــلَّ عَــمِــيــدُ الـقَـوْمِ مَـتَّكِئاً
يَــدْفَـعُ بــالـرَّاحِ عَـنْـهُ نِــســوَةٌ عُــجُــلُ
أصَـــابَـــهُ هِــنْــدُوَانـــيٌّ، فَــأقْـــصَــدَهُ
أَوْ ذَابِــلٌ مِـنْ رِمَــاحِ الــخَــطِّ مُــعـتَـدِلُ
قَــدْ نَــطــعــنُ الــعَـيـرَ فِي مَكنُونِ فَائِلِهِ
وَقَـدْ يَـشِـيـطُ عَــلَـى أَرْمَـاحِـنَـا الـبَـطَــلُ
هــل تَـنْـتَـهُـونَ وَلا يَنـهَى ذَوِي شَـطَطٍ
كَــالـطَّـعـنِ يَـذهـب فِـيهِ الزَّيتُ وَالـفُـتُلُ
إِنِّــي لَـعَـمْـرُ الَّـذِي خَـطَّـتْ مَــنَـاسِمُـهَا
لــه وَسِـيــقَ إِلَــيْـهِ الــبَــاقِــرُ الــغُــيُــلُ
لَــئِــنْ قَــتَــلْــتُمْ عَمِــيداً لَمْ يكُـنْ صَـدَداً
لَــنَــقْــتُــلَــنْ مِــثْــلَــهُ مِــنْــكُــمْ فنَـمتَـثِلُ
لَــئِـنْ مُـنِـيـتَ بِـنَـا عَـنْ غِـبّ مَـعـرَكَـةٍ
لَــمْ تُــلْـفِـنَا مِـنْ دِمَــاءِ الــقَــوْمِ نَـنْـتَـفِـلُ
نَــحــنُ الــفَــوَارِسُ يَـوْمَ الحِنْوِ ضَاحِيَةً
جَــنْــبَــيْ فُـطَــيــمَـةَ لاَ مِـيلٌ وَلاَ عُـزُلُ
قَــالُــوا الـطّـعـان، فَقُلنَا: تِلْكَ عَادَتُنَا
أَوْ تَـــنْــزِلُــونَ فَـــإِنَّــا مَــعْــشَــرٌ نُــزُلُ
نص القصيدة بدون تشكيل |
---|
ودع هـريرة إن الــركــب مــرتــحــل وهـل تـطــيـق وداعـا أيـهـا الـرجــل؟
غـراء فـرعـاء مـصـقـول عـوارضـها تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل
كـأن مـشـيــتـها مـن بـيـت جــارتـــهـا مـر الـسـحـابـة ،لا ريـث ولا عــجــل
تـسمع للحـلي وسأواسأا إِذا انأصرفـت كـمـا اسـتعـان بـريـح عـشـرق زجـــل
ليــست كمـن يكـره الجــيران طلــعتها ولا تــراها لــســرِ الــجــارِ تــخــتتـل
يـكــاد يـصـرعــهـا ، لــولا تـشـددهــا إذا تــقــوم إلــى جــاراتــهــا الـكـســل
إِذا تـعــالــج قــرنــا ســاعــة فــتــرت واهتـز مـنـهـا ذنـوب الـمـتـن والـكفـل
مـلء الـوِشـاح وصـفـر الـدرع بـهـكنة إِذا تــأتـى يـكــاد الــخــصـر يـنـخـزل
صــدت هــريــرة عــنــا مــا تكـــلمنا جــهــلا بــأم خــلــيد حبل من تـصل؟
أأن رأت رجــلا أعـــشــى أضـر بــه ريـب المـنـون ، ودهـر مـفـنـد خـبــل
نعم الضجـيع غـداة الدجـن يصرعهـا لـلــذة الــمـرء، لا جــاف، ولا تــفـــل
هــركــولــة فــنـــق درم مــرافــقـهــا كـأن أخـمـصــهـا بـالــشـوك مــنـتـعــل
إذا تــقــوم يــضــوع المسـك أصوِرة والـزنـبـق الــورد مـن أردانها شـمـــل
ما روضة من ريـاض الحـزم مـعشـبة خـضـراء جـاد عـلـيـهـا مـسـبـل هطل
يـضـاحك الشـمس منها كـوكـب شـرِق مــؤزر بــعــمـيــم الـنبـت مــكــتــهــل
يـومـا بـأطـيـب مـنـهـا نـشـر رائـحـة، ولا بـأحـسـن مــنـهــا إذ دنــا الأصــل
عـلـقـتـهـا عـرضـا ، وعـلـقـت رجــلا غـيـري، وعـلق أخـرى غيرها الرجل
وعــلــقــتــه فــتــاة مـا يــحـــاوِلـــهــا مــن أهــلــهــا مــيــت يهـذي بها وهل
وعـلـقـتـنـي أخـيــرى مـا تــلائـمــنـي فـــاجــتـمـع الـحــب حــب كــلــه تــبل
فـكـلـنـا مـغـرم يــهــذي بــصــاحــبــه نـــاء ودان ، ومــحــبــول ومــحــتــبل
قــالــت هــريــرة لـمـا جـئـت زائرها ويــلــي عـلــيـك، وويـلي منك يا رجل
يــا من يــرى عارضــا قد بـت أرقـبه كـأنــمــا الــبــرق فــي حــافاته شــعل
لـــه رداف، وجــوز مــفــأم عـــمـــل مــنــطــق بــســجــال الــمــاء متــصل
لــم يــلــهــنــي اللــهو عنه حين أرقبه ولا الــلــذاذة مــن كــأس ولا الــكــسل
فــقــلــت لــلــشرب في درنا وقد ثملوا شيــموا، وكيف يشــيم الشـارب الثمل؟
بــرقا يضــيء على أجـزاع مسقــطـه وبــالــخــبــيــة مــنه عـــارِض هــطل
قــالــوا نـمار، فبطن الخـال جـادهـمـا فــالــعــســجديــة فـــالأبــلاء فــالرجـل
فــالسـفـح يـجـري فـخـنـزِيـر فـبـرقـته حـتـى تـدافـع مـنـه الـربـو، فـالــجـبـل
حــتـى تـحـمـل مــنـه الـمــاء تـكــلـفـة روض الـقـطـا فـكـثـيـب الـغـينة السهل
يـسـقـي ديـارا لـهـا قـد أصبـحت عزبا زورا تــجــانف عنها القــود والـرسـل
وبــلدة مـثـل ظـهـر الـتـرس مـوحـشـة للــجــن بـالـلــيل فـي حافــاتـهـا زجـل
لا يــتــمــنــى لـهـا بـالـقـيـظ يـركـبـهـا إلا الـذيـن لــهــم فــيـمــا أتــوا مــهــل
جــاوزتــهــا بِـطـلـيــح جـسـرة سـرح فــي مــرفـقـيـهــا إذا اسـتـعرضتها فتل
إمــا تــريــنــا حــفــاة لا نــعــال لــنـا إنــا كــذلــك مــا نــحــفــى ونــنــتــعل
فــقــد أخــالــس رب الــبــيــت غـفلته وقــد يــحــاذر مــنـــي ثـــم مــا يــئــل
وقــد أقــود الــصــبــا يــومــا فيتبعني وقــد يــصــاحــبــنــي ذو الشرة الغزل
وقـد غـدوت إلـى الـحـانـوت يـتـبـعـني شــاو مـشــل شـلـــول شــلـشــل شـوِل
فــي فــتــيــة كـسيوف الهـند قـد علموا أن لـيـس يـدفـع عـنـي الـحـيـلـة الحيل
نــازعــتــهــم قـضـب الـريحان متـكئا وقــهــــوة مـــــزة راووقــهــا خــضــل
لا يـسـتـفـيـقـون مـنـهـا ، وهـي راهـنة إلا بـهــات ! وإن عــلوا وإن نــهــلــوا
يـسـعـى بـهـا ذو زجـاجـات لــه نطـف مـقـلـــص أســـفــل الــســربــال معتمل
ومــســتــجـيـب تـخال الصـنج يسـمعه إذا تــرجــع فــيــه الــقــيــنــة الــفضل
مــن كــل ذلــك يــوم قــد لــهــوت بـه وفــي الـتـجـارب طـول الـلـهوِ والغـزل
والـسـاحــبــات ذيـــول الــخــز آوِنــة والــرافــلات عــلــى أعـجازهـا العجـل
أبــلــغ يــزيــد بنــي شيبــان مــألــكـة أبــا ثــبــيــت! أمــا تــنــفــك تـأتـكــل؟
ألــسـت مـنـتــهـيـا عـن نـحـت أثـلـتـنا ولــسـت ضــائـــرهـا مـــا أطـت الإبـل
تــغــري بـنـا رهـط مـسـعـود وإخـوته عـنـد الـلـقـاء فــتــردي، ثـــم تــعــتـزل
لأعـرِفــنـك إِن جــد الــنــفــيــر بــنــا وشـبـت الـحــرب بــالطـواف واحتـملوا
كـنـاطـح صـخــرة يـومــا لـيـوهـنـهــا فــلــم يـضــرهــا وأوهـى قـرنه الـوعل
لأعـــرفـــنـــك إن جـــدت عــداوتـنــا والــتــمــس الـنـصر منكـم عـود تحتمل
تــلـزِم أرمــاح ذي الـجــديـن سـورتنا عــنـد الـلــقــاء، فــتــرديــهِــم وتعـتـزل
لا تــقــعــدن وقــد أكــلــتــهــا حــطـبا تــعــوذ مــن شــرهــا يــومــا وتبـتـهـل
قــد كــان فــي آل كــهـف إن هم قعدوا والــجــاشــرِيـة مــن يـسعى ويـنـتـضل
ســائــل بــنــي أســد عــنـا فقـد علموا أن ســوف يــأتــيــك مــن أنبائنا شـكـل
واســأل قــشــيــرا وعـبـد الله كــلــهـم واســأل ربــيــعــة عـنـا كـيـف نفـتـعـل
إنــا نــقــاتــلـهــم حـتـى نــقــتــلـــهـــم عـنـد الـلـقـاء ، وإن جاروا وإن جهـلوا
كــلا زعــمــتــم بــأنــا لا نــقــاتــلـكـم إنــا لأمــثــالــكــم يــا قــومــنــا قــتـــل
حــتــى يــظــل عــمــيــد الـقـوم مـتكئا يــدفـع بــالـراح عـنـه نــســوة عــجــل
أصـــابـــه هــنــدوانـــي، فــأقـــصــده أو ذابــل مـن رمــاح الــخــط مــعـتـدل
قــد نــطــعــن الــعـيـر في مكنون فائله وقـد يـشـيـط عــلـى أرمـاحـنـا الـبـطــل
هــل تـنـتـهـون ولا ينـهى ذوِي شـطط كــالـطـعـن يـذهـب فـيه الزيت والـفـتل
إنــي لـعـمـر الـذي خـطـت مــنـاسمـها لــه وسـيــق إلــيـه الــبــاقــر الــغــيــل
لــئــن قــتــلــتم عمــيدا لم يكـن صـددا لــنــقــتــلــن مــثــلــه مــنــكــم فنـمتـثل
لــئـن مـنـيـت بـنـا عـن غـب مـعـركـة لــم تــلـفـنا مـن دمــاء الــقــوم نـنـتـفـل
نــحــن الــفــوارس يـوم الحنوِ ضاحية جــنــبــي فـطــيــمـة لا مـيل ولا عـزل
قــالــوا الـطـعـان، فقلنا: تلك عادتنا أو تـــنــزلــون فـــإنــا مــعــشــر نــزل
|