أتاني أمر
أَتَانِـيَ أَمْـرٌ فيـه للنّـاسِ غُمّـةٌ *** وفيـه بُكـاءٌ للعُيُـونِ طَـويـلُ
وفيـه فَنَـاءٌ شامِـلٌ وخَـزَايـةٌ *** وفيه اجتـداعٌ للأُنـوفِ أصيـلُ
مُصَـابُ أَميـرِ المؤمنيـنَ وَهَـدَّةٌ *** تكـادُ لَهَا صُـمُّ الجبـالِ تَـزولُ
فَلِلّهِ عَيْنَـا مَنْ رأى مِثْـلَ هَـالكٍ *** أُصِيبَ بلا ذنـبٍ ، وذاكَ جليـلُ
تَداعَـتْ عَلَيْـهِ بالمدِينـةِ عُصْبَـةٌ *** فَريقانِ منـها : قاتِـلٌ وخـذولُ
دعاهمْ، فَصَمُّـوا عنه عندَ جوابِـهِ *** وذاكُمْ عَلى ما في النفـوسِ دَليـلُ
نَدِمْتُ عَلَى ما كانَ من تَبَعِي الهَوَى *** وقَصْرِيَ فيـه : حَسْـرَةٌ وعويـلُ
سَأَنْعَى أبا عَمْـروٍ بِكـلّ مُثَقّـفٍ *** وبِيـضٍ لها فِي الدّارعيـنَ صَليـلُ
تَرَكْتُكَ للقـومِ الذينَ هُـمُ هُـمُ *** شجاكَ، فمـاذا بعـدَ ذاكَ أقـولُ
فَلَسْتُ مُقيـماً ما حَيِيِـتُ ببلـدةٍ *** أَجُرُّ بـها ذَيْلِـي ، وأنـت قتيـلُ
فلا نومَ حتّى تُشْجَرَ الخيـلُ بالقنـا *** ويُشْفَى من القـومِ الغُـواةِ غَليـلُ
ونَطْحَنَهُمْ طَحْنَ الرّحَـى بِثفالـها *** وذاكَ بـما أَسْـدَوا إليـكَ قليـلُ
مـوَدّةُ بَيْنِنَـا فَأمّـا التـي فيـها *** فليس إليـها مـا حَييـتَ سبيـلُ
سَأُلْقِحُـها حَرْبـاً عَوانـاً مُلِحّـةً *** وإنّي بـها مـنْ عامنـا لكفيـلُ