الرئيسيةبحث

مصنف الصنعاني/كتاب المغازي/وقعة بدر

وقعة بدر

9725 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } قال استفتح أبو جهل بن هشام فقال اللهم أينا كان أفجر لك وأقطع للرحم فأحنه اليوم يعني محمدا ونفسه فقتله الله يوم بدر كافرا إلى النار

9726 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه عن عروة بن الزبير قال أمر رسول الله ﷺ بعد بالقتال في آي من القرآن فكان أول مشهد شهده رسول الله ﷺ بدرا وكان رأس المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فالتقوا ببدر يوم الجمعة لسبع أو ست عشرة ليلة مضت من رمضان وأصحاب رسول الله ﷺ ثلاث مئة وبضع عشرة رجلا والمشركون بين الألف والتسع مائة وكان ذلك يوم الفرقان وهزم الله يومئذ المشركين فقتل منهم زيادة على سبعين مهج وأسر منهم مثل ذلك قال الزهري ولم يشهد بدرا إلا قرشي أو أنصاري أو حليف لأحد الفريقين

9727 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني أيوب عن عكرمة أن أبا سفيان أقبل من الشام في عير لقريش وخرج المشركون مغوثين لعيرهم وخرج النبي ﷺ يريد أبا سفيان وأصحابه فأرسل رسول الله ﷺ رجلين من أصحابه عينا طليعة ينظران بأي ماء هو فانطلقا حتى إذا علما علمه وخبرا خبره جاءا سريعين فأخبرا النبي ﷺ وجاء أبو سفيان حتى نزل على الماء الذي كان به الرجلان فقال لأهل الماء هل أحسستم أحدا من أهل يثرب قال فهل مر بكم أحد قالوا ما رأينا إلا رجلين من أهل كذا وكذا قال أبو سفيان فأين كان مناخهما فدلوه عليه فانطلق حتى أتى بعرا لهما ففته فإذا فيه النوى فقال أني لبنى فلان هذا النوى هذي نواضح أهل يثرب فترك الطريق وأخذ سيف البحر وجاء الرجلان فأخبرا النبي ﷺ خبره فقال أيكم أخذ هذه الطريق قال أبو بكر رحمه الله أنا هو بماء كذا وكذا ونحن بماء كذا وكذا فيرتحل فينزل بماء كذا وكذا وننزل بماء كذا وكذا ثم ينزل بماء كذا وكذا وننزل بماء كذا وكذا ثم نلتقي بماء كذا وكذا كأنا فرسان رهان فسار النبي ﷺ حتى نزل بدرا فوجد على ماء بدر بعض رقيق قريش ممن خرج يغيث أبا سفيان فأخذهم أصحابه فجعلوا يسألونهم فإذا صدقوهم ضربوهم وإذا كذبوهم تركوهم فمر بهم النبي ﷺ وهم يفعلون ذلك فقال النبي ﷺ إن صدقوكم ضربتموهم وإذا كذبوكم تركتموهم ثم دعا واحدا منهم فقال من يطعم القوم قال فلان وفلان فعد رجالا يطعمهم كل رجل منهم يوما قال فكم ينحر لهم قال عشرا من الجزور فقال النبي ﷺ الجزور بمئة وهم بين الألف والتسع مئة قال فلما جاء المشركون وصافوهم وكان النبي ﷺ قد استشار قبل ذلك في قتالهم فقام أبو بكر يشير عليه فأجلسه النبي ﷺ ثم استشار فقام عمر يشير عليه فأجلسه النبي ﷺ ثم استشارهم فقام سعد بن عبادة فقال يا نبي الله لكأنك تعرض بنا اليوم لتعلم ما في نفوسنا والذي نفسي بيده لو ضربت أكبادها حتى برك الغماد من ذي يمن لكنا معك فوطن رسول الله ﷺ أصحابه على الصبر والقتال وسر بذلك منهم فلما التقوا سار في قريش عتبة بن ربيعة فقال أي قومي أطيعوني ولا تقاتلوا محمدا ﷺ وأصحابه فإنكم إن قاتلتموهم لم يزل بينكم إحنة ما بقيتم وفساد لا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أخيه وإلى قاتل بن عمه فإن يكن ملكا أكلتم في ملك أخيكم وإن يك نبيا فأنتم أسعد الناس به وإن يك كاذبا كفتكموه ذوبان العرب فأبوا أن يسمعوا مقالته وأبوا أن يطيعوه فقال أنشدكم الله في هذه الوجوه التي كأنها المصابيح أن تجعلوها أندادا لهذه الوجوه التي كأنها عيون الحيات فقال أبو جهل لقد ملئت سحرك رعبا

ثم سار في قريش ثم قال إن عتبة بن ربيعة إنما يشير عليكم بهذا لأن ابنه مع محمد ﷺ ومحمد ﷺ بن عمه فهو يكره أن يقتل ابنه وبن عمه فغضب عتبة بن ربيعة فقال أي مصفر استه ستعلم أينا أجبن وألم وأفشل لقومه اليوم ثم نزل ونزل معه أخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة فقالوا أبرز إلينا أكفئنا فثار ناس من بني الخزرج فأجلسهم النبي ﷺ فقام علي وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف فاختلف كل رجل منهم وقرينه ضربتين فقتل كل واحد منهم صاحبه وأعان حمزة عليا على صاحبه فقتله وقطعت رجل عبيدة فمات بعد ذلك وكان أول قتيل قتل من المسلمين مهجع مولى عمر ثم أنزل الله نصره وهزم عدوه وقتل أبو جهل بن هشام فأخبر النبي ﷺ فقال أفعلتم قالوا نعم يا نبي الله فسر بذلك وقال إن عهدي به في ركبتيه حور فاذهبوا فانظروا هل ترون ذلك قال فنظروا فرأوه قال وأسر يومئذ ناس من قريش ثم أمر النبي ﷺ بالقتلى فجروا حتى ألقوا في قليب ثم أشرف عليهم رسول الله ﷺ فقال أي عتبة بن ربيعة أي أمية بن خلف فجعل يسميهم بأسمائةم رجلا رجلا هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا يا نبي الله ويسمعون ما تقول فقال النبي ﷺ ما أنتم بأعلم بما أقول منهم أي إنهم قد رأوا أعمالهم قال معمر وسمعت هشام بن عروة يحدث أن النبي ﷺ بعث يومئذ زيد بن حارثه بشيرا يبشر أهل المدينة فجعل ناس لا يصدقونه ويقولون والله ما رجع هذا إلا فارا وجعل يخبرهم بالأسارى ويخبرهم بمن قتل فلم يصدقوه حتى جيء بالأسارى مقرنين في قد ثم فاداهم النبي ﷺ