مجلة المقتبس/العدد 95/تاريخ التاريخ
→ الخطابة عند الإفرنج | مجلة المقتبس - العدد 95 تاريخ التاريخ [[مؤلف:|]] |
بين الشام والعراق ← |
بتاريخ: 1 - 12 - 1914 |
جاء في برقيات الأجانس الملي وهي شركة البرقيات العثمانية يوم 7ربيع الثاني 1335 و30كانون الثاني 1917 ما نصه لما كان التاريخ المستعمل في البلاد العثمانية لا قيمة فنية له ودوام استعماله نقيصة في بلادنا التي عزمت عزماً أكيداً أن تتبوأ مكاناً خاصاً في ذروة المدينة العصرية فقد اقترحت الحكومة على مجلس النواب العثماني إهمال التقويم المذكور واستعمال التقويم المستعمل في جميع العالم المتمدن فقبل المجلس أمس لائحة القانون. وبناء على ذلك فسيعتبر اليوم السادس عشر من شباط سنة 1332 اليوم الأول من آذار لسنة 1333 وأما سنة الميزانية فستبقى مدتها إلى شباط حسب المعتاد. وقد صرح الشيخ بشير الغزي مبعوث حلب بأن لا مانع يمنع شرعاً من استعمال التقويم الغربي وكان فخر الكائنات (عليه الصلاة والسلام) يأمر دائماً بمراعاة الشؤن الموافقة لمصلحة المسلمين والتي توجب السهولة للأمة وعليه فمن الموافق لمصلحة الأمة قبول التاريخ الغربي المذكور مع المحافظة على التاريخ الهجري بهذا الاعتبار.
قبلت البلاد العثمانية التاريخ الغربي وقد كانت سبقتها البلاد المصرية إلى قبوله أما سائر البلاد الإسلامية فلا شأن للتاريخ الهجري فيها إلا بين الخاصة على الأغلب والمعول عليه هو التاريخ الغربي أللهم إلا البلاد الإسلامية التي وقعت في قبضة روسيا وفي بلاد اليونان فإنهما تستعملان التاريخ الشرقي الذي كان المعول عليه في السلطنة العثمانية قبل هذا. وقد وافق مجلسنا النيابي اليوم على إبداله بالتاريخ الغربي الأكثر شيوعاً مع الاحتفاظ بالتاريخ الهجري كما كانت الحكومة تفعل في كثبها الرسمية فيكون الحساب الغربي كما كان الحساب الشرقي للداخلية والخارجية والحساب الهجري للداخلية فقط.
ولقد كانت مسألة حساب السنين منذ القديم موضوع نزاع بين الأمم كل فريق بل كل أمة تتناغى في تاريخها وتحرص عليه. كتب إلينا أحد أساطين العلم الحديث في القاهرة منذ ثلاث سنوات وقد أرخنا كتابنا غليه بالهجري يقول: جاريتك في التاريخ الهجري ولكن يا أخا العرب لا يثبت في الأرض إلا ما ينفع الناس. والتاريخ الذي جرى عليه أصحاب الملايين والأساطيل والمدارس والمكاتب والعامل أرباب العلوم والفنون وأهل الجد والاجتهاد الخمس مئة المليون سكان أوربا والمئة والخمسون مليوناً سكان أميركا هذا التاريخ لا فائدة من تركة ولا يحتمل أن يزول وقد جعلت بهند والصين واليابان تستعمله وكانت العرب في أول عهدها تستعمل تاريخ الاسكندر لأنه كان شائعاً ولم يروا في ذلك ضعة. هذا ما كتبه صديقنا وهو من أفراد العلماء المعاصرين الذين نشروا للشرق علم الغربي منذ نحو نصف قرن وقد كتبنا وقت إذ لأستاذنا الشيخ طاهر الجزائري الذي يعرف الشرق والغرب علمه الواسع وحرصه على بقاء مشخصات الأمة فكتب إلينا بما يلي: عجبت لمن يسعون في أن نهجر التاريخ الهجري ويفاتحونا في ذلك كأنهم لا يعلمون أنا نعلم ما يرمون غليه عن بعد. لكل أمة شعار إذا تركته طمع فيها واستغفت جانبها وربما صارت بعد مدمجة في غيرها وقد سعى أناس منذ عهد بعيد في أن يضعفوا ما يقومي أمر الأحلام عموماً والعرب خصوصاً فنجحوا بعض النجاح فطمعوا في أن يقضوا عليه فلم يجدوا أقرب إلى ذلك من إضعاف أمر اللغة العربية والسعي في تبديل خطها والتزهيد في الكتب التي كتبت به جعلوا ذلك دأبهم ودينهم حتى أثروا في كثير من أبناء جلدقنا الذين يظنون أنهم في غاية من الذكاء والوقوف على أسرار الأمم فكان ما كان مما هو معروف. ثم زاد الأمر فطمعوا في تبديل التاريخ الهجري وساعدهم على ذلك جبت مصر اسمعيل ففرحوا فرحاً لا مزيد عليه وقال بعضهم الآن شفي الغليل من هذا الأمة غير أن كثيراً ممن انتبه لهذا الأمر سعى في إعادته على قدر الإمكان فيها فامتعض أولئك القوم وصاروا يلمزون كل من يسعى في ذلك ولما ظهرت مجلة المقتبس ورأوا أنها تستعمل التاريخ الهجري صاروا ينظرون إليها شزراً وعرفوا أنها ترمي إلى خلاف مرماهم ولو أمكنهم توقيفها لم يتأخروا عن ذلك.
وليت شعري كيف يلام المسلم على أن يؤرخ كتابه بالتاريخ الهجري فهل انقرض التاريخ الهجري وهل يريدون أن ينقرض وأصحابه أحياء فإن قالوا أن المقصود توحيد التاريخ في الأمم وأوربا هي القوية الآن قيل أن أوربا لها تاريخان أحدهما شرقي والآخر غربي وكل يؤرخ به قوم منهم فهل أوقف ذلك التجارة أو أثر في المدينة شيئاً ولم لا يكلفون الانكليز تغيير مكاييلهم وموازينهم وأذرعهم لتتحد المقاييس في الأمم وتتغير ذلك ليس فيه عضاضة بخلاف التاريخ وقد رأيتهم يعتذرون عنهم ويعدون ذلك متانة في الأخلاق فانظر ما وصلنا إليه. .
هذا رأي الأستاذين المشار إليهما ولكل وجهة وقد أثبت التاريخ أن الأمم كانت تتبع في تاريخها القوة والقوة اليوم للغرب فحبذا إلى مجاراته مع الاحتفاظ بتاريخ الملة. فقد قبلت الحكومة منذ سنتين الساعة الزوالية أو الوسطى وبقيت الساعة الشمسية مستعملة أيضاً فساعتنا اليوم ساعة برلين وفينا وباريز ولندن وسيكون غداً تاريخنا تاريخ برلين وفينا وباريز ولندن توحيداً للمناحي ورفعاً للألتباس والتوقف.
ويجدر بنا في هذا المقام أن نامّ بتاريخ التاريخ عند الأمم القديمة فيتبين للقاري أن هذا الخطب قديم وأن البقاء على حالة واحدة ومراعاة التقاليد قد يصعب إلا إلى صد محدود. قال السيوطي في أوائله أن أول من ورخ بالهجرة عمر رضي الله عنه بمشورة علي رضي الله عنه سنة ست عشرة وسبب ذلك أنه كتب أبو موسى الأشعري إلى عمر رضي الله عنه أن يأتينا كتب ما نعرف تاريخها فاستشار عمر فقال بعضهم أرخ بمبعث النبي ﷺ فإنه فرق بين الحق والباطل فأرخ به. ويقول القسطلاني في تعليقه على البخاري فجمع عمر الناس فقال بعضهم أرخ بالمبعث وقال بعضهم بالهجرة فقال عمر الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها وبالمحرم لأنه منصرف الناس في حجهم فاتفقوا عليه.
قال القرماني وأقدم التواريخ التي بأيدي الناس تاريخ القبط لأنه بعد انقضاء الطوفان ثم اجتمع رأي كل ملة فأرخ الروم واليونانيون بظهور اسكندر وأرخت القبط بملك بختنصر وأرخ بنو اسحق من مبعث نبي إلى مبعث نبي آخر وما زالوا يؤرخون بما كان من الكوائن حتى أتى عام الفيل فجعلوه تاريخاً قال المحب الطبري أمر رسول الله حين قدم المدينة بالتاريخ وكانوا يؤرخون بالشهر والشهرين من مقدمه ﷺ حتى أرخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الهجرة لأنها فرقت بين الحق والباطل وذلك سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة من الهجرة وقدموا التاريخ على الهجرة بشهرين وجعلوه من المحرم.
ويؤخذ مما قاله المسعودي في كتابه التنبيه والإشراف أن الأمم السالفة والأجيال الخالية والقرون الماضية كانت تؤرخ بالكوائن لعظام والأحداث الكبار عندها وتملك الملوك فمن أقرّ بالطوفان من الأمم كانوا يؤرخون به ثم أرخوا العالم بتبلبل الألسن بإقليم بابل فأما المجوس فلإنكارهم كون الطرفان المستولي على جميع الأرض أرخوا بكيومرت كلشاه معنى ذلك ملك الطين وهو عندهم آدم أبو البشر ثم أرخوا بقتل داريوس الملك وظهور الاسكندر الملك ثم أرخوا بظهور اردشير بن بابك وجمعه الملك واستيلائه على ملوك الطوائف ثم أرخوا بملك يزد جرد بن شهريار بن كسرى ابرويز بن هرمز بن خسرو انو شروان بن قباذ الملك وهو آخر ملوكهم.
وكان سوالف اليونانيين والروم والقبط وهم السريانيون يؤرخون بملوك لهم متقدمين وكوائن وأحداث ثم أرخوا بسني الاسكندر بن فيليس وقد تتوزع في مبدأ تاريخ الاسكندر فمنهم من رأى أن ذلك من ابتداء ملكه ومنهم من رأى ذلك من أول السنة السابعة من ملكه حين خرج عن بلاد مقدونية إلى ناحية المغرب وغيرها من البلاد الإفرنجية ومنهم من رأى ذلك في غلبته على إقليم بابل وقتله دارا ابن دارا ومنهم من رأى أن ذلك من وفاته.
وكانت القبط بأرض مصر تؤرخ بأول السنة التي ملك فيها بخت نصر وقد ذكر ذلك ابطليموس في كتاب المجسطي. فأما تاريخهم في زيجة فمن أول سني فيلبس أبي الاسكندر ثم أرخوا بملك دقلطيانوس الملك القبطي لعظم ملكه واستقر تاريخهم على ذلك إلى هذه الغاية. فأول هذه التواريخ تاريخ بخت نصر ثم تاريخ فيلبس ثم تاريخ الهجرة ثم تاريخ يزد جرد ذكر ذلك محمد بن كثير الفرغاني في كتاب الثلثين فصلاً الذي فيه ناكر جوامع المجسطي لا بطليموس وغيره من أصحاب الجيزة في النجوم والقوانين كالغزاري ويحيى بن أبي منصور والخوارزمي وحبش وما شاء الله ومحمد بن خالد المروروزي وأبي معشر جعفر بن محمد البلخي وابن الفرّخان الطبري والحسن بن الخصيب ومحمد بن جابر البتاني والتبريزي وغيرهم ممن تقدم وتأخر.
وكان الإسرائيليون يؤرخون بوفاة إسرائيل وهو يعقوب بن اسحق بن ابراهيم ثم بخروجهم من أرض مصر مع موسى ثم أرخوا باخراب بخت نصر أورشليم وهي بيت المقدس وسبيهم إلى بابل وكذلك أرخت النصارى من مولد المسيح وغير ذلك من أحواله وأما الهند والصين ومن وافقهم من الأمم ممن قال بقدم العالم وأزليته فيأبون كون الطوفان عم جميع الأرض وما ذكر من تبلل الألسن وتواريخهم موضوعة على سوالف ملوكهم وأحداث عظيمة كانت في أيامهم وبأعالي الهند ومشارفها البيت المعروف بيت الذهب بدأ تاريخهم بعد ظهور اليدّ (الصنم) الأول فيهم وهو اثنا عشر ألف مضروبة في ثلثة وثلاثين ألف عام.
وكانت العرب قبل ظهور الإسلام تؤرخ بتواريخ كثيرة فأما حمير وكهلان ابنا سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان بأرض اليمن فإنهم كانوا يؤرخون بملوكهم السالفة من التبابعة وغيرهم كملك تبع الأكبر وتبع الأصغر وتبع ذي الأذعار وتبع ذي المنار وأرخوا بنار صوران وهي نار كانت تظهر ببعض الحوار من أقاصي بلاد اليمن وأرخوا ببعث شهيب بن مهذم وملك ذي نواس وملك جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم الدوسي وملك آل بني شمر من غسان بالشام وأرخوا بعام السيل وهو سيل العرم وخروج عمر بن مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة النطريف بن أمريء ألقيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد من مأرب جماع غسان في قومه من الأزد وغيره من كهلان وحمير وتفرقهم في البلاد. ثم أرخوا بظهور الحبشة على اليمن ثم غلبة الفرس على اليمن وإزالة الحبشة إلى أن جاء الله بالإسلام.
فأما تاريخ ولد معد بن عدنان فإنهم كانوا يؤرخون بغلبة جرهم العماليق وإخراجهم إياهم عن الحرم ثم أرخوا بهلاك جرهم في الحزم ثم أرخوا بعد ذلك بعام التفرق وهو العام الذي افترق فيه ولد نزار بن معد بن عدنان من وبيعة ومضر وإياد وانمار. ثم أرخوا بعد ذلك بعام الفساد وهو عام وقع فيه بين إحياء العرب وقبائلها التنازع والحروب فاستبدلوا الديار وتنقلوا في المساكن وأرخوا بحجة الغدر وكانت قبل الإسلام بنحو من مائة وخمسين سنة. وأرخوا بالحرب بين ابني وائل بكر وتغلب المعروفة بحرب البسوس. وأرخوا بحرب بني بغيض بن ريث بن غطفان المعروفة بحرب داحس والغبراء وذلك قبل البعث بنحو من ستين سنة وبحرب لاوس والخروج ابني حارثة بن ثعلبة وهو العنقاء.
قال المسعودي: وكانت كل قبيلة من قبائل العرب تؤرخ بيوم من أيامها المشهورة في حروبها فكانت بكر وتغلب ابنا وائل بن قاسط بن هنيب بن أفعى بن دعمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار تؤرخ بعام التحالف من أيام حروبهم المنسوبات إلى حرب البسوس وفزارة وعبسى ابنا بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان ابن مضر بن نزار يؤرخون بيوم الجبلة وبنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر ابن هوزان يؤرخون بيوم شعب جبلة. وإياد تؤرخ بخروجها من تهامة وحروبها مع فارس الحرب المعروفة بوقعة دير الجماجم ثم أرخوا بخروجهم عن العراق إلى الجزيرة حين أوقع بهم سابور ثم أرخوا بعام الانتقال من ديارهم إلى بلد الروم.
وتميم تؤرخ بعام الكلاب وهي الحرب التي كانت بين ربيعة وتميم. وأسد وخزيمة تؤرخ بعام مأقط الذي قتلوا فيه الملك حجر بن الحارث بن عمرو آكل المرار الكندي أبا أمريء القيس. والأوس والخزرج ابنا حارثة تؤرخ بعام الآطام لما تحاربوا على الآطام وهي الحصون والقصور. وطيء وحليمة تؤرخ بعام الفساد وهي الحرب التي كانت بين الغوث بن طيء وجديلة بن سعد بن فطرة بن طيء بجبلي أجاء وسلمى وما يلي ذلك من السهل ولم يزل في وصفنا من قبائل العرب يؤرخون بالأمور المشهورة من موت رؤسائهم ووقائع وحروب كانت بينهم إلى أن جاء الإسلام فأجمع المسلمون على التاريخ من الهجرة.
وقد ذهب قوم من أصحاب السير والآثار إلى أن آدم لما هبط من الجنة وانتشر ولده أرخ بنوه من هبوطه فكان ذلك هو التاريخ حتى بعث الله نوحاً فأرخوا من مبعثه حتى كان الطوفان فكان التاريخ منه إلى نار ابراهيم فلما كثر ولد ابراهيم افترقوا فأرخ بنو إسحاق من نار ابراهيم إلى يوسف ومن يوسف إلى مبعث موسى ومن مبعث موسى إلى ملك داوود وسليمان وما كان بعد ذلك من الكوائن والأحداث وأرخ بنو إسماعيل من بناء البيت حين بناه ابراهيم وإسماعيل فلم يزالوا يؤرخون بذلك حتى تفرقت معدّ وكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا بمخرجهم ومن بقي بتهامة من بني إسماعيل يؤرخون بخروج آخر من خرج منها من قضامة وهم سعد ونهد وجهينة بنو زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضامة حتى مات كعب بن لؤي فارخوا من موته إلى الفيل ومنهم من كان يؤرخ بيوم الفجار بين قريش وسائر كنانة بن لؤي وبين قيس بن عيلان. وبعث رسول الله ﷺ وقريش تؤرخ بموت هشام بن المغيرة المخزومي والفيل وقد ذكر للإبراهيميين تواريخ كثيرة منها التاريخ بوفاة ابراهيم ثم بوفاة إسحاق. وفي الإسماعيليين من كان يؤرخ بوفاة إسماعيل وغير ذلك.
قال وكان عمر شاور الناس في التاريخ لأمور حدثت في أيامه ولم يعرف لها وقت تؤرخ به فكثر منهم القول وطال الخطب في تواريخ الأعاجم وغيرها فأشار عليه علي بن أبي طالب أن يؤرخ بهجرة النبي ﷺ وتركه أرض الشرك فجعلوا التاريخ من المحرم وذلك قبل مقدم النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة بشهرين واثني عشر يوماً لأنهم أحبوا أن يبتدئوا بالتاريخ من أول السنة وكان ذلك في سنة 17 أو 18 يتنازع الناس في ذلك.
وذكر المقريزي في خططه أن لكل أهل ملة تاريخاً فكانت الأمم تؤرخ أولاً بتاريخ الخليقة وهو ابتداء كون النسل من آدم عليه السلام ثم أرخت بالطوفان وأرخت ببخت نصر وأرخت بفيلبس وأرخت بالاسكندر ثم بأغسطس ثم بانطيس ثم بدقلطيانوس وبه تؤرخ القبط ثم لم يكن بعد تاريخ القبط إلا تاريخ الهجرة ثم تاريخ يزد جرد فهذه تواريخ الأمم المشهورة وللناس تواريخ آخر انقطع ذكرها. وذكر البستاني في دائرة المعارف أن التاريخ الفارسي الجديد يسمى بالجلالي نسبة إلى جلال الدين بن ألب ارسلان السلجوقي فمبدأه يوم الجمعة عاشر رمضان سنة 471هجرية.
هذا إجمال تاريخ التاريخ في الأمم ونموذج من حجج القائلين بالاعتماد على التاريخ الهجري أو إبداله بالتاريخ الغربي أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.