مجلة المقتبس/العدد 94/رزايا الحروب ومزايا البشر ونتائج الفنون
→ شعر الرحلتين | مجلة المقتبس - العدد 94 رزايا الحروب ومزايا البشر ونتائج الفنون [[مؤلف:|]] |
مطبوعات ومخطوطات ← |
بتاريخ: 1 - 11 - 1914 |
عفت الربوع فلا رنوع ... وخلا الجميع فلا جميع
أين الغواني بالمغاني ... لا يروعها مريع
الساحبات مطارفاً ... عنها الشذا الداري يضوع
المالكات وما لها ... إلا الإبا التاج الرفيع
والمرسلات لواحظاً ... كم بين أسهمها صريع
في شعرها عبس الدجى ... وبثغرها ضحك الصديع
فبدت وما طويت على ... غير الجوى منها الضلوع
ما أن لها إلا الصدى ... أن تدع معشرها سميع
تستنجد العبرات إذ ... لا منجد إلا الدموع
صدعوا لها شملاً به ... لفؤآدها منه صدوع
بالراح تدفع وثبةً ... ليست تفل لها جموع
وتخال أن زفيرها ... لعدآء أعداها دموع
ترنو لمبغوم وأحشا - ها يقطعها النزوع
لم يدر ما معنى الحيا - ة وكيف يفهمها رضيع
ويكاد يسلم نفسه ... للحتف والده الجزوع
فله مدامعه تذا - لجوىً وللحرب النجيع
وفؤاده كلوائه الخفا - ق خفاق مروع
تدعو الوغى فيجيبها ... ويجيب إذ تدعو الربوع
ولرب ليل لم يزر ... طرفي بجنحيه هجوع
قلبت صفحة أفقه ... ولكم به مرأى بديع
فقرأت أسطره وما ... غير الدراري لي شموع
كم قد تردى بردةً ... من نسج ظلمته جزوع
وإذا نضى عنه هزيعاً ... لفه منه هزيع
يشكو الولوع لنجمه ... من قد أضرّ به الولوع
ما الهم إلا طائر ... وله بداجيه وقوع والنجم قلب فيه يخفق ... ليس تحضنه ضلوع
يشكو كما أشكو جوىً ... ويذيع منه ما أذيع
وخفوقه عن وجده ... والدمع عن وجدي مذيع
والفكر يدنيه وأن ... ينأ به الأمد الشموع
ناجيته لو كان لي ... منه على النجوى سميع
ألرهبة أبعت عن ... أرض تقلبها سريع
ترنو إلى أبنائها ... شزراً وكلهم مروع
وهم ضرائب للقوا - ضب والرماح لهم شروع
أحرارهم ما انفك في - ها يسترقهم الخضوع
ألفوا الحمام كأنما ... هو طائر لهم سجوع
وفشا الخداع بهم فما ... يلفى بهم إلا الخدوع
درسوا ألفنون وإنملهم ألففون فناً مريع
مرعى ألفضيلة مجدب ... والنقص مرعاه مريع
لهم البدائع في الزما - ن وكل صنعهم بديع
لولا التجاذب بينكم ... ما كان منك لهم طلوع
الجهل فرقهم فهم ... شتى وجهلهم جميع
قطعوا به أرحامهم ... ولكم به رحم قطيع
رهج الكفاح لبوسهم ... ودخانه لهم دروع
وصدا الدروع عبيرهم ... ومن النجيع لهم ردوع
يتجرعون بدهرهم ... غصصاً هي السم النقيع
ومن الدمآء لبانهم ... والمرهفات لهم ضروع
أغرى العداوة بينهم ... أن ليس بينهم قنوع
وأضلهم طرق الهداية ... والنهى الحسد الشنيع
وإذا يدا طمع يهيب ... بهم له برق خدوع
حسدوا النجوم مكانها ... ومكانها عنهم رفيع ولكم وراها من (منا - طيد) جرى لهم تبيع
دفعت وليس لها سوى ... غاز يخفرها دفوع
فكأنها راع وما ... غير النجوم لها قطيع
تعصي الرياح عواصفاً ... ولنزر غازهم تطيع
فكأنها سفن وما ... غير الرياح لها قلوع
وكأنما هي طائر ... وجناحه البرق اللموع
أو مثقلات حملها ا - لأهوال والقيل الذريع
إن راق منظرها العيو - ن فأن مخبرها فظيع
هي للردى سبب وكم ... في وصله سبب قطيع
النبطية
سليمان ظاهر