مجلة المقتبس/العدد 93/أعلام المدن والبلدان
→ علم الماني | مجلة المقتبس - العدد 93 أعلام المدن والبلدان [[مؤلف:|]] |
الشّعر التّهذيبي ← |
بتاريخ: 1 - 10 - 1914 |
لا خفاء أنّ كثيراً من الدواعي القديمة والحديثة والآتية تتخذ أسباباً لأسماء البلدان والمدن والأماكن على اختلافها واختلاف اللغات والقبائل والزمان والمكان ونحو ذلك من المؤثّرات التي تعمل في الإعلام عمل المؤثّرات الطبيعية من حرارةٍ وبرودةٍ ونحوهما في سيّارنا الأرضي فتقلب الجبال سهولاًوالسهول تلالاً واليابسة بحاراً والبحار يابسةً حتى إنك إذا درست طبقات الأرض وأنعمت فيها النّظر توصّلت بالبحث إلى استطلاعٍ تلك ألفواعل وتعاقبها وما سبّبته البراكين والزلازل والمؤثّرات الأخرى مهما كانت. فتقف حائراً عندها مسبِّحاً الخالق الذي أعطاك عقلاً مدقّقاً وأرشدك إلى معرفة العلل والأسباب لتقتنع وتلتذَّ بما تكتشفه من مبهماتٍ الشؤون وغرائب الحوادث
ومن الثّابت أنّ تأثير العبادات وتيّار الأديان وتعاقب ألفاتحين وتداخل اللغات أو تزاحمها هي من أهمّ هذه ألفواعل في أعلام الأماكن فترى الأمّة التي تقف على عَلَم مكانٍ كان قد وضعه من قبلها أمّا تحوّله إلى لغتها أو لغة جيرانها أو تتمحل له سبباً بغويّاً آخر لتمييزه ومعرفة معناه أو داعي تسميته. ثم تأتي أمّةٌ أخرى بعدها تطرّس على آثارها فتنقض رأيها وتؤيّد رأياً جديداً لها فيه نظرٌ آخرٌ أو تقتفي أثرها بنقل سبب تلك التسمية على علاّتها فيقع الإشكال في ردِّ الأعلام إلى نصابها وإرجاع الألفاظ إلى مظانّها ومعرفة اللغة التي وضع فيها العلم وما كان القصد من وضعه إلى ما يساوق مثل هذه التّعليلات ويدخل في حيّز اللغات الميّتة أو الحيّة ويرشد الباحث إلى الوقوف على ما هو الأرجح والأثبت. ولا سيّما إذا كان قد درس علم الآثار القديمة (الأركيولوجي) والأساطير (مثولوجية) وعلم الأزمنة والأعداد التاريخيّة (الكرونولوجية) وعلم مقابلة اللغات وعلم الديانات ونحو ذلك من العلوم التي لها أكبر علاقةٍ في معرفة الأمم وعباداتها ولغاتها وتعاقبها
ولقد وضعت تواريخٌ كثيرةٌ مطوّلةٌ لسورية وبعض مدنها وبلدانها مثل (تاريخ زحلة) الذي طبع و (تاريخ سورية المجوَّفة) أي سهل بعلبك والبقاعين و (تاريخ قضاء المتن) وغيرها مما لم يطبع وحللت فيها أسماء القرى والأماكن تحليلاً تاريخيّاً أثريّاً لغويّاً يبيّن شؤون القدماء وعباداتهم ومن هذه المؤلّفات اقتطفت هذه المقالة الآن.
فإذا بحثا في أسماء القارّات العظيمة نجد أنّ اسم قارّة (آسية) إما من كلمةٍ شرقيّةٍ قديمةٍ بمعنى (النّور) أو من كلمة (إؤس) اليونانيّة بمعنى ألفجر. وإما باسم (آسية) في الأساطير وهي ابنة أوقيانوس وكلٌّ من هذه الآراء هو ممكنٌ لما غي اشتراك التّسمية كما لا يخفى. والاسم اليوناني فيها أرجح لسكنى اليونان فيها قديماً
واسم قارّة (إفريقية) ربّما كان فينيقيّاً بمعن (ألفرَق) أو (المهجر) لأنّ القرطجنيين منهم أول من أطلق عليها هذا الاسم لافتراقها عن قرطجنة مستعمرتهم وأما لأن فرقة القرطجنيين نزلتها وتديَّرتها أو لمهاجرتها إليها
وكلٌّ من اسمي (آسية) و (إفريقية) وغيرهما كما لا يخفى أطلق على القسم الذي نزلته أمّة اليونان في آسية الصغرى أو برّ الأناضول والقسم الذي نزلته الأمّة ألفينيقيّة وهو شمالي إفريقية حيث تونس والجزائر وطرابلس الغرب. فسمّي الكلّ باسم البعض مجازاً وعذا كثيرٌ في التّسميات المكانيّة وغيرها
واسم قارّة (أوروبا) إمّا نسبةٌ إلى أوروبة ابنة آجنور ملك فينيقية لأنّ المشتري (جوبّيتير) حملها إلى هناك في زعمهم. وإما من كلمة فينيقية بمعنى البياض لبياض لون سكّانها أو محرَّف (عروب) أو (أربة) ألفينيقيّة أيضاً بمعنى الغروب والظّلمة لوقوعها غربي آسية
واسم قارّة (أميركة) نسبةً إلى أميركيوس ثسبوستيوس التّاجر الفلورنسي المتوفّى سنة1512م لأنّه أول من وصفها بعد اكتشاف كريستوفورس كولمبس لها وكان حقّها أن تسمى باسم مكتشفها ولكن تأثير اسم الثاني كان اعمّ فغلبت التسمية به وسمّيت أقسامٌ فقط منها باسم المكتشف مثل (كولومبية) فتأمّل: وتسمّى (العالم الجديد) لجهل القدماء لها و (جزائر الهند الغربية) لأنّهم ظنّوها من الهند في أول الأمر
واسم قارّة (أوسترالية) لاتيني من أوسترالس بمعى الجنوب
واسم قارّة (أوقيانية) نسبةً إلى الأوقيانوس المحيط لأنها واقعةٌ فيه والأوقيانوس في الأساطير القديمة نهرٌ عظيمٌ كانوا يعتقدون أنه يحيط باليابسة.
هذا هو المشهور في تسمية القارّات السّتّ وهناك أقوالٌ أخرى وأقوالٌ متلوّنة تراها بعيدةً عن الصحّة نافرةً عن مضاجع التحقيق. ولعلّ الآتين بعدنا يتوصّلون في أبحاثهم وتحقيقهم إلى ما هو أقرب إلى الصّحّة وأدنى على الحقيقة
ربّما أنّ القدماء مثل ألفينيقيين واليونان والرّومان كثرت مخالطتهم للأمم ودخلوا معظم القارّات تركوا آثار لغاتهم في أسماء البلدان والمدن وشاعت بين الأمم الأخرى من طريق لغاتهم ومؤلّفاتهم وأساطيرهم ونحو ذلك فمثرت هذه التّسميات ومازجتها امم الكلدان والمصريين والآشوريين والبابليين والحثّيين والفرس والعبران والعرب والتّرك والإفرنج فبقيت آثار تسمياتهم أيضاً ومن كان من هذه الأمم أشدّ حرصاً على حفظ لغته واتّساع نطاقها واستبقاء أسمائها ظفر بأمنيته وأبقى للآتين تأثير فتوحه أو امتزاجه أو عباداته ونحو ذلك مما هو جديرٌ بالاعتبار وحرٌّ بالاستقراء
فمن (الأعلام ألفينيقيّة) (بيروت) وهي جمع بئر أو اسم الإله ألفينيقيّ (بيروت) ولا صحّة لما يتمحله كثيرٌ من مؤرّخي الأمم وبينهم العرب من الأسباب الأخرى والمزاعم الإشتقاقيّة التي لا وجه لها من الصّواب في ما مرَّ وما يأتي من مثل هذه التّسميات الأجنبيّة * ومن ذلك البيرة بمعنى القصر والحصن * والمجدل بهذا المعنى ومشتقّااها كمجدليّاً ومجيدل ومجدلون * ونهر المُوت بضمِّ الميم وهو إله الجحيم المسمّى بلوتون * والفرزل بمعنى الحديد * ومالطه * بمعنى الحديد * وقرطاجنة بمعنى البلد الجديد * ونهر ادونيس أي تمّوز وهو نهر إبرهيم وربّما بدادون من بيت أدون ثمّ حذفوه بالإبدال والحذف أو أنّه مركّبٌ من بيت وداد الإله السّامي وأُلحق بأون تبعاً للغة السّريانيّة فكان معناها بيت داد. ومنها بغداد. ومثلها دده في الكورة وبادودة في الصّلت ولعلّها من الإله ألفينيقي ديده ومنها اسم (دَدَن) في بلاد العرب * والبعل ومنه تركّبت أسماء كثيرة مثل بعلبك أي بعل البقاع وبعل فاغور وبعل تامار * وجد من آلهتهم ومنه اسم جدّايل (أي الإله جدّ) وربّما كان إله الحظ وهو اسمه عندنا * ومنها اسم ميّومية وهي بلدة ذات ينابيع فاسمها من المياه * وقبراشمون قرب عيناب على طريق بيت الدين من بيرت وقرية بشامون من بيت أشمون وأشمونأحد مثلّثات الآلهة ألفينيقيّة في صيداء. وهيكل أشمون في صيداء اكتشف في بستان الشبخ فوق وادي نهر الأولى. وأخربة أشمونيت في بطرام الكورة (لبنان) وهو إسكولاب إله الطّبّ عند عند اليونانيين. وأشمونين في مصر. وأشمونيت عين في ظاهر حلب في جنوبيها قال فيها ابن أبي الخرجين:
وهل عين أشمونيت تجري كمقلتيّ ... عليها وهل ظِلُّ الجنان مديدُ
وعلينتحريف عليون أي زحل في جوار زحلة ويترجّح أنّ اسم المدينة من هذا المعبود * وحمّاتا من حمّون بمعنى المحرق وهو من معبودات القرطجنيين ومنالأعلام الكلدانيّة والآراميّة والسّريانيّةالإله قمر ومنها دير القمر * والمعرّة بمعنى المغارة مثل معرّة النّعمان ومعرّة مصرين ومعرّة صيدنايا ومعرّة باش * والكفر بمعنى القرية والحقل ومنها مركّبات أسماء قرى كثيرة مثل كفر عاقب وكفر عقاب * وبيت مريوالأصل موريبمعنى بيت بعل مرقد إله الرّقص * ورشعين وريشعينا ورشميّا بمعنى رأس العين ورأس الماء * وديرأحوبشة بمعنى بيت الحبس * ودمشق بمعنى المزهرة * ورامون إله سرياني تركّبت منه أعلامٌ كثيرةٌ مثل برمّاتا أي بيت الإله رامون. وعين الرّمانة وعرمّان في حوران وتعرف اليوم باسم عرمان * وبيت لهيا بمعنى بيت الآلهة * والكرك والكرخ بمعنى الحصن والمعقل * ونيحة أي المستريحة * واليمّونة تصغير يمّ بمعنى البحيرة * ويونين منيوالإله الكلداني بمعنى نور وأونينأبي البعل
ومنالأعلام المصريةاسم الإله فتّاح وراجح أنّ اسم فتوح كسروان نسبةً إلى فتّاح لا إلى فتوحها كما يذكر المؤرّخون والله أعلم * وباب مارع قريةٌ في البقاع مركّبةٌ منماآلهة مصرية ربّة العدل والحقّ أخت رعبمعنى الشمس عندهم أو إله الضوء. أو أنّها محرّف آمون رع بمعنى الشّمس الخفيّة * وآنحور عند المصريين هو مارس عند اليونانيين. وحور إله مصري أيضاً يسمّه اليونان أبلون. ومنه اسم عين حور على طريق دمشق * وآمون إله مصري ربّما كانت بلدة أميون في الكمورة باسمه * وماث نحاسيعين الجرّبمعنى مدينة النحاس * وجبّ جنين منجينونمعبود
ومن (الأعلام الآشورية) مكّة بمعنى بيت ومنها اسم مكّة المكرّمة وتسمّى أيضاً بكّة بالإبدال منبكَّاالدّالّة على قلة الماء أو على اسم نبات بالعبرانيّةبكاومنه وادي بكّة على طريق الشّام * ويثرب أصلهاأثربلد وربّعظيم فحُرِّفَت يثرب * ومأرب فماماءوربعظيم أي السّيل العظيم * وأدَد اسم إله عندهم ولعلّ الحدث محرّف عنها ولاسيّما حدث بعلبك لأنّ فيه هيكلاً قديماً ربّما كان لهذا الإله * وبنو عطارد ومنه اسم قصر نبا في البقاع وكفر نبّو في نواحي حلب وحصن نبو في بلاد العرب * وكيوان بمعنى زحل ومنها مراح كيوان في لبنان وعيتنيت منعنتوتنيتوهما اسم واحد لآلهة آشوريّة عرفت باسم سميرام وربّما كانت عيثا محرّف عنث وعيناتا أيضاً وكلتاهما في سوريا المجوّفة
ومن (الأعلام البابلية) (سين) بمعنى القمر ومنها درب السين أو دير سين أو دير بسيم شرقي صيداء. وكان له في حرّان هيكلٌ مشهورٌ اتصلت عبادته بسورية وكفر باسين في جبل سمعان غربي حلب والمعنى قرية بيت سين. وطور سينا كانت العرب يعبدونه في الجاهليّة ولعلّ الأيطوريين أي الجبلين العرب حملوا هذه العبادة إلى لبنان * ومردوخ المشتري ولعلّ قرية مدوخة في البقاع محرّفة عنه
ومن (الأعلام الحثّيّة) الحث وهي قرية تابعة لقرية شهباء في حوران * وكمش إله حثّي فكلمة كرك كميش بمعنى حصن كميش وهي على ألفرات. ولعلّ منها عرجموش قرب زحلة وهي المحلّة المعروفة اليوم بالغيضة فهي تحريف كركموش مثل كركميش وكموش إلهٌ مؤابي أدخله الآشوريون في جملة معبوداتهم كما عرف ذلك من الآثار * ومنها للشّاغورومشغرة وجسر الشّغَر قرب حلب
ومن (الأعلام ألفارسيّة) على ما يروى اسم الكعبة كه به وفيل أن مكّة تحريف مه كه أي معبد القمر * وقِبلة تحريف كابلاّ اليونانية بمعنى المعبد * وألفريديس ومنها فريديس حلب قرب قنسرين وفريديس الباروك وفريديس دمشق * ويرجّح أنّ الإشبانية فارسيّة بمعنى الحمر جداً من شبانة أي الخمر المشروبة ليلاً * والإيوان ومنها إيوان كسرى * والبرذون تحريف بَردَن بمعنى الإشتداد في العدو ولعلّ أسم نهر البردوني في زحلة منها. أو انه تصغير بَرَدى بمعنى البارد * والجمهور بمعنى الجماعة وهو اسم قريةٍ بظاهر بيروت فيها موقف القطار الحديدي * والجورة الحفرة أو القبر ومنها جورة البلّوط اسم قرية * والقوقاز بمعنى الأبيض
ومن (الأعلام العبرانيّة) حيفا بمعنى الفرضة والمر. . . . . . . وعميَّق بمعنى العمق * ومكسه بمعنى الضّريبة على البضائع * والبقاع بمعنى السهل * وحوران بمعنى المغاور ومنها قرية كفر حورا في الزّاوية بمعنى قرية المغارة وكفر حوار قرب دمشق * وأرجح أن عنجر عبرانية بمعنى عين الغريب
ومن (الأعلام اليونانيّة) طرابلس بمعنى المدن الثلاث لأنها كانت في العصر ألفارسي مقرّاً للمجلس المتّحد المؤلف من مندوبي صيدا وصور وأرواد وكلٌّ يقيم في قسم من المدينة فسمّاها اليونان تريبولي بمعنى المدن الثلاث وحُرّفت طرابلس وهي اثنتان في الشّام وفي بلاد المغرب ومنها تربل قربها في البقاع * وقنّوبين تحريف كنوبيون أي المجتمع والمنتدى * والفيجة تحريف بيجه بمعنى الينبوع ولعلّكلمة بجه في لبنان وبجة في حوران تحريفها أيضاً * وقب إلياس من قب إليوس بمعنى مركز الشّمس. وبر إلياس ابن الشّمس وأنطلياس بمعنى مقابل الشمس وبرجيليوس (جبل النصيرية) بمعنى برج الشمس وبوسفور ممر البقرة * وبرجا وطبرجا بمعنى قصبة المعاملة والديماس بمعنى الغرفة * ومن أسماء آلهتهم بكركة وكركة اسم إلاهة يونانية ساحرة * وطاميش الإله أرطاميس. وبلونه أبلون وبوذيس حُرّف بوذيه في بلاد بعلبك * وذورس إحدى بنات البحر دورس فيها * وصفيّه ابنة البحر ومنها حوش تل صفية * ووادي القرن (ترونوس) أي زحل. وقرنايل الإله زحل * وصربا سيرابيس * ومنها ماسمّي بأسماء الملوك مثل سلّوقيا (السويدية نسبةً إلى دانيها سالوقوس نيقاطور) وفيلاذلفية (عمّان) نسبةً إلى بطليمايوس فيلوقلفوس * وطبريّة إلى طيباريوس وغوطسة إلى أوغسطس وأوغسطة * فضلاً عن تسمياتٍ مختلفة هليوبوليس (بعلبك) أي مدينة الشّمس * وهيرابوليس (منبج) وكريسرواس أي مجرى الذّهب لنهر بردى * وكلشيس أوخلقيس (عين الجرّ) بمعنى مدينة النحاس * والقلمون بمعنى الإقليم والمناخ * وأنتيلبنان بمعنى مقابل لبنان * وكيلوسيري بمعنى سورية المجوّفة ويراد بها السّهل بين جبلي لبنان الشّرقيّ والغربيّ * والأناضول بمعنى الشّرق * وموناستير بمعنى دير * وإيبيروس أرض متسعة * واسطنبول بمعنى إلى المدينة * وكالينولي بمعنى المدينة الجديدة * والأرخبيل رأس البحر * ونابلس نيابوليس بمعنى المدينة الجديدة
ومن (الأعلام اللاتينية) ما هو من هذا القبيل ولعلّ غريفة تحريف أغريب صهر أوغسطوس قيصر أو أغريب الأول * وتيرون من تيرو بمعنى الجنديّ وهي اسم (شقيف تيرون) أحد الحصون القديمة * والفسطاط تحريف خندق وعسقلان من أسكلانيا أي البصل لجودة بصلها * واللجون (مرج بني عامر) وهناك قرية لجون حيث كانت تقيم فرقةٌ رومانيّة * وبرقطة في لبنان بمعنى شلاّلة * وقبصريّة نسبةً إلى قيصر مثل قيصرية فيلبس وهي بانياس وقيصرية فلسطين ويقال أنّ غسم كسّارة قرب زحلة هو تحريف قيصيرية
ومن (الأعلام العربية) النّبك وهي أصغر تلّة ارتفعت عن سطح الأرض والجديدة المحيدثة وأنفة وجون وقارة وهي الجبل الصّغير المنقطع والمرج والمريجات وزحلة والمعلقة والمشرع والوادي والبرج والبريج وسوق وادي بَرَدى. وجبل الشّيخ وفم الميزاب. والمشيرفة والأشرفية والمشرفة. والكلمات المركّبة من دار ودير وقصر وأشباهها مثل دار بعشتار أي دار عشتروت ودير الغزال وقصر نبّا أي قصر عطارد فتؤلّف من لغتين فأكثر وهذه الأعلام الممتزجة اللغات كثيرةٌ عندنا
ومن (الأعلام التركية) الزّوق في لبنان وعكّار بمعنى المنزل أدخلها التّركمان الذين حكموا تلك الجهات * وآستانة عتبة * وأسكي شام أي الشّم القديمة وهو أسم بصرى في حوران * ومرسين بمعنى آس * وقرق كليسة أربعون كنيسة * وجركس كوي قرية الشّركس * وقللي برغاس برج برغاس * والجنتلك بمعنى المزرعة وتطلق على الأرض التي هي بإدارة الحكومة خاصّةً مثل الجفتلك السّلطاني * وتوفّي بازار من نوفي اليونانيّة بمعنى جديد وبازار بمعنى السّوق ويقال لها يكي بازار * ونهر قره صوالنهر الأسود * ونهر سودلينهر اللبن
ومن (الأعلام المؤلّفة من لغات مختلفة) حملايا فهو من لفظتين سنسكريتين بمعنى موطن الثّلج * وأمازون هنديّة بمعنى محطِّم القوارب * وبومبي بالبرتغاليّة المرفأ الحسَن ولاصا عاصمة تّبث معناها في لغتهم أرض الآلهةوفي لبنان قرية بغسو لاصّا * وداجون معبود فلسطين سمّيت بإسمه قرى مثل (عين الدوق) في زحلة وفلسطين * ومُتنا كلمة سومريّة أكّاديّة لبعل عشترت أيّ الزّهرة فأرجح أنّ اسم المتنفي قضاء لبنان والمتين منها وكذلك المتن في قضاء المرقب. وإلا فكان هذا الاسم أولى بالجبال العالية كجبل الشيخ وصنين * وقوس إله أدومي عرفه العرب باسم قيس ومنه اسم قوسايا في سوريا المجوفة. . . . إلخ
إلى أعلامٍ أُخر ممتزجة من أكثر من لغة واحدة وما أشبهها وهذه آراء حديثة في التّسمية قابلة للتّمحيص والتّحقيق فلعلّ مؤرّخينا المدققين يعيرونها اهتمامهم فيفيدون الباحثين والدارسين فوائد جمّة. والله الموفّق إلى سواء السّبيل وهو حسبُنا ونعم الوكيل.
زحلة
عيسى اسكندر المعلوف