مجلة المقتبس/العدد 8/مقالات المجلات
→ سير العلم | مجلة المقتبس - العدد 8 مقالات المجلات [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 19 - 9 - 1906 |
طول البقاء
بحث الأستاذ رومبرغ في المجلة الألمانية عما ينبغي للإنسان أن يقوم به حتى يطول عمره فقال أن النوم أحسن الوسائط لتسكين الأعصاب فقد كان العالم فيرشو الألماني يشتغل إلى الساعة الثالثة أو الرابعة بعد منتصف الليل وفي الساعة التاسعة يبدأ دروسه فلا ينام إلا غراراً ولكن هذا لا يقاس عليه لأنه من الشذوذ. قال أن موت الأولاد في الطفولة والأمراض المعدية والسل هي من الأسباب الرئيسة في قلة السكان وضعف نسل الإنسان وإن الإرادة أجدى الطرق في إطالة حبل الحياة.
الشرقيات وكيتي
نقلت المجلة الفرنسية عن مجلة لاكونتا مبوراري رفيو الإنكليزية خلاصة مبحث مهم لكاتبه يوسف علي نقد فيه حياة كيتي ووصف اشتغاله بلغات الشرق وعلومه فقال أن هذا الشاعر الألماني الكبير لم يكتف بالتوفر على دراسة الآداب الشرقية دراسة المولع بالموسيقى مثلاً بل درسها درس متبحر فدقق في تاريخ الشرق وأساطيره وأخلاقه وتقاليده على ما يفهم من الشروح التي علقها على ديوانه وكان منذ صباه مغرماً بقراءة أسفار أنبياء إسرائيل ثم أولع بتلاوة ديوان حافظ والقرآن تلاوة مستفيد لا تلاوة متفكه.
المرأة في الأجيال القديمة
نشرت المجلة الآسيوية بحثاً للمسيو رفيلو ابتدأه بقوله ينبغي أن يقسم تاريخ الإنسانية إلى دورين أحدهما قامت فيه الأخلاق بتأليف الشرائع وثانيهما غيرت فيه الشرائع الأخلاق ومثل للدور الثاني بشريعة حمورابي في بلاد الكلدان وبرعمسيس الثاني وبوخوريس وأماسيس في مصر وبيلكورك وصولون في يونان وبالمشرعين العشرة في الرومان. فبين المؤلف حال المرأة في زواجها وإرثها وحقوقها على عهد كل مشرع من هؤلاء المشرعين المدنيين كل ذلك بالاستناد إلى نصوص مقبولة وألفاظ من لغات أولئك الأقوام بنى عليها حكمه واستنتاجه.
ترويض الجسم بالتنفس
المقتطف - إذا أراد الإنسان أن يتمرن على التنفس بالحجاب الحاجز (الصدر مسي بالأضلاع ومسدود من أسفله بعضلة مصفحة هي الحجاب الحاجز وهو على شكل قبة) فليضطجع على الأرض وليحرك بطنه ما استطاع عند التنفس وليمنع صدره عن الحركة ما استطاع بضغط أضلاعه بيديه وبعد أن يتمرن على ذلك مدة ليضع على بطنه كيساً من الرمل لا يزيد ثقله على أربعة أرطال مصرية وليعد التجربة. والتمرن على التنفس بأسفل الصدر يكون والإنسان واقف أو مضطجع أو جالس على كرسي ووجهه نحو ظهر الكرسي فإذا كان واقفاً أو مضطجعاً فليضع يديه على أضلاعه السفلى بحيث تتماس أطراف الأصابع وليتنفس طويلاً وليمنع بطنه وترقوتيه من الحركة ما أمكن. والتنفس بأعلى الصدر يكون بإطالة النفس وإجهاد الأضلاع العليا وإبقاء البطن ساكناً على قدر الإمكان مع عقد اليدين على الرأس. ويمكن التنفس برئة واحدة فإذا أردت التنفس بالرئة اليمنى مثلاً فارفع اليد اليمنى فوق رأسك وضع اليد اليسرى في إبطها وانحن عليها ثم تنفس وافعل عكس ذلك إذا أردت التنفس بالرئة اليسرى فقط.
ومن الطرق التي أوصى بها الدكتور هري كمبل لتمرين الجسم بالتنفس قوله (1) قف منتصباً وتنفس تنفساً طويلاً عميقاً ثم اخرج النفس ببطءٍ وسهولة وحاول ما استطعت أن لا تحرك بطنك (2) اخرج النفس من صدرك وأنت تنحني إلى الأمام ثم تنفس تنفساً بطيئاً (3) تنفس تنفساً طويلاً ثم اخرج النفس وأنت تنحني إلى الأمام (4) قف مفرشخاً وخذ نفساً طويلاً حرك به بطنك ما استطعت من غير أن تحرك صدرك ثم اتبع ذلك بزفير سهل بطيءٍ (5) اجلس على الأرض وضع يديك في حضنك وانحن إلى الأمام ما وسعك ذلك وخذ نفساً عميقاً من بطنك وفمك مطبق ثم ارفع رأسك رويداً رويداً وضع يديك فوق رأسك وخذ نفساً عميقاً من صدرك ولا تتجاوز مدة ذلك كله ست ثوان ثم اخرج نفسك متنهداً في ثانية واحدة. وينبغي أن يكون الهواء نقياً والجسم مجرداً من كل ما يعوق سير الدورة الدموية مثل القبات الضيقة والزنانير والمشدات وسار الأربطة وأن يكون الفم مطبقاً فيمر الهواء في الأنف منقى من الغبار مسخناً.
أغلاط المولدين
الضياء - فيه بحث مطول جليل في أن المجمع على صحته من اللغة هو كلام أهل الجاهلية ومن تلاهم من المخضرين ممن نشأ قبل عهد الإسلام وهو الذي جمعه أصحاب المعجمات العربية من القرآن والشعر وأثبتوه في مصاحفهم ويلحق به ما تلقوه عمن بقي لعهدهم من العرب الخلص أي الذين لم يختلطوا بالأعجام وهم أهل البادية وأما ما سوى ذلك من كلام المولدين وهم أهل الأمصار فالمقبول منه ما كان قائله من علماء العربية فإذا أتى باللفظة المحدثة جاء بها على أسلوب العرب وطريقتها. وبعد أن أورد ما وقع لبعض المولدين من أصحاب المعاجم والدواوين والأدباء من الأغلاط في الشعر غالباً مما لا يكاد يخلو منه ديوان من دواوين المولدين ليوجب بذلك التثبت عند النقل عنهم قال أنهم لم يكونوا أبعد من أهل هذا العصر عن الخطأ واللحن وإن تقدم زمانهم قال ومما ذكرنا في هذا الفصل تعلم مرادنا بما طالما حثثنا عليه من التزام طريقة العرب في الوضع والقصد من ذلك إنما هو الحرص على وحدة أسلوب اللغة وتواطؤ قديمها وحديثها على وجوه من الوضع لا تنافر بينها ولا تباين وهذا إنما يكون بمتابعة سنة الواضع في صوغ القوالب اللفظية وتفريع بعض المعاني من بعض بحيث تتوفر المجانسة بينها ويتهيأ رد كل فرع إلى أصله وهو ما يشف عنه صنيع الواضعين الأولين فيما نقل إلينا من ألفاظهم إلا ما شذ من ذلك.
تأديب الأحداث
المشرق - نشر الوصية المعزوة إلى أفلاطون وهي مترجمة بقلم إسحاق بن حنين الناقل المشهور على عهد الخلفاء العباسيين جاء فيها: أيها الأخوة المحبون للعلم اسمعوا واحفظوا وصاتي فإني كأحدكم كنت لما أحببت العلم فإني كاتب لكم مقالة سهلة أبين لكم المدخل إلى العلم بكل صناعة نظيفة التي يتنعم بها ويلذها كل محب متعلم فأول ذلك أن تكونوا طاهرين لا عيب فيكم قبل أن تشرعوا في هذا العلم فإنه لا يجب أن تتقرب الأشياء الطاهرة إلى الأشياء الدنسة ولا الأشياء الدنسة إلى الأشياء الطاهرة ولا تعلموا الذين ليسوا طاهرين بل الذين هم أطهار أبرار طهارة حسنة ولا يقرب ذو العيب الدنس من المبرئ من الدنس وليعلم أنه لا يستطيع مكيال من ماءٍ عذب صاف لطيف يقاوم جب حمأة منتنة ولا تقوى العين الرمدة على خرق شعاع الشمس. لا يكون أدب النفس في بدن قد استجنَّ فيه الجهل والشره لأقبح أقبح بالعاقل من أن يوسم نفسه عند الناس بالعقل ويأمرهم به وهو خلو منه صفر الأدب مرتكب للمآثم. قال وينبغي للأحداث أن يأخذوا طرفاً من الأسباب التي يحتاج إليها في تدبير الحروب وترتيب الصفوف وتعلم المثاقفة والرمي والمصارعة والطلب والهرب من غير استهانة ولا إنهاك فيه وليتعودوا ركوب الخيل وجريها والعمل بالسلاح. وينبغي أن ينظروا في الموسيقى فإنه من التعاليم الأربعة (وهي التصوير ونحت التماثيل والموسيقى والرقص) حتى يقفوا على المناسبات وتأليف اللحون وأصناف ما ينسب إليها من العود والمعرفة بسائر آلات الموسيقى وأفضلها الأرغن التي عليها ثمانون وتراً مهيأة على الطبائع الأربع.