الرئيسيةبحث

مجلة المقتبس/العدد 8/تدبير الصحة

مجلة المقتبس/العدد 8/تدبير الصحة

بتاريخ: 19 - 9 - 1906


طعام العامل

انتشر السل هذه الأيام انتشاراً غريباً وصرفت المبالغ لصد غاراته فلم تأت بنتيجة وإن خففت وطأته بعض التخفيف وأكثر الأسباب التي تدعو إليه الإدمان على تعاطي الكحول والعدوى والسكن في بيوت فسد هواؤها لعد وصول الشمس إليها. ومن جملتها الغذاء فإن الغذاء الناقص هو واسطة لانتشار السل وأكثر ما يقع ذلك لأرباب الفاقة والعملة. فإنك ترى الواحد منهم يصرف قسماً وافراً من أجرته في غذاءٍ ناقص وقد يتأتى له بالقيمة نفسها أو بأقل منها أن ينال غذاءً كاملاً فترى الرجل الذي يصف كمية وافرة من قوته العضلية يأكل كثيراً من اللحم ويشرب الأشربة الروحية فيخصص الشاب الذي دخله في النهار أربعة أو خمسة فرنكات نصفها للشراب وإذا دققنا نرى كثيراً من المآكل الباهظة الثمن ليس فيها كمية وافرة من الكالوري.

ففي لتر من اللبن 616 من الكالوري وفي 100 غرام خبز 235 وفي 100 غرام لحم 117 وفي 100 غرام بقول 315. فيتبين من هذا أن البقول مع كونها أرخص من اللحم تعطي حرارة أكثر منه بثلاث مرات. وأن كيلو غراماً واحداً من المعجنات (طحين وسكر) ليعطي 420 من الكالوري أربع مرات أكثر من اللحم. وفي عشر قطع من السكر قيمتها خمسة سنتيمات من الكالوري أكثر من نصف لتر من الخمر الذي تساوي قيمته من 25 إلى 30 سنتيماً. ويحتاج الرجل الذي يشتغل بقوة جسمه إذا كان وزنه 75 كيلو غراماً لصرف 3600 من الكالوري بمعدل 48 كالوري بالكيلو غرام فإذا أنفق العامل نفقة معتدلة وجرى على الجدول الآتي في كل منها - حفظ صحته وطال عمره:

غرام سنتيم

خبز 520 18

لبن 300 9

سكر 80 6

زبدة 40 12

جبن 40 10 لحم 200 50

بطاطس500 100

(أو غيرها من البقول اليابسة) 150 8

أرز 30 2

أثمار 200 10

قهوة قدح واحد 8

خمر لتر واحد 40

1. 73 فرنك

هذا ما قرأته في إحدى المجلات الأوربية وهو يختلف في كل قطر بحسبه

آثار الغبار

توصي المجلات العلمية بالتوقي من الغبار ما أمكن وتقول أن غبار الشوارع والسكك الحديدية والبيع والمساكن كلها ضارة تدخل الرئة فتلقيها في خطر مبين على دون انتباه منا وانه قلما ينجو من شرها أحد كل النجاة. وقد علم من تشريح الجثث أن تسعين في المائة من الرئات تكون مرتعاً للسل وإن لم يحدث عن ذلك الموت فإن نصف السكان في مدينة نيويورك مثلاً مصابون بمرض الأنسجة الرئوية يختلف شدة وخفة. وبذلك ثبت للباحثين أن جراثيم داء السل الوبيلة لا تنفذ إلى الرئة إلا بواسطة الغبار على الأغلب. وأن هذه الجراثيم يبتلعها أبناء السبيل عندما يجتازون بدار تهدم وبناية تهد وبمسكن ينفضون من نافذته أو أمام بابه البسط والطنافس بل يلتقطها الناس في كل مكان تنتشر فيه الجراثيم المعدية في الهواء المستنشق فينتج منها السعال والتهاب الشعب وذات الرئة ومرض الصدر. ولقد شوهد أن كثيرين ماتوا فجأة بينما كانوا مسافرين في الحوافل (الأومنيبوس) أو في القطارات إذ قضوا أمداً طويلاً في وسط طافح بحامض الكربون وبالجراثيم القتالة. وقد ألفت في إنكلترا عصابة تدعو إلى تطهير الهواء من الجراثيم وأخذت على نفسها مطالبة الحكومة بسن قوانين لحل مسالة الغبار وذلك بإكراه الناس والتشديد عليهم في الحرص على نظافة الشوارع وداخل البيوت ورمز هذه العصابة (حفظ الصحة سلامة الإنسان).

سم الطوابع

رأى بعض كبار الأطباء أن في تندية صمغ طوابع البريد باللسان ضرراً لا يقل عن التسمم بحال وأنه ثبت بتتبع حوادث كثيرة أن أناساً أصيبوا بأمراض وانحراف في صحتهم لأنهم يبلون الطوابع بريقهم ويقال أن أسباباً كيماوية حملت ذاك الطبيب على القطع بسم الطوابع ولاسيما الإنكليز منها لأنها معمولة بصفار (الكروم) (معدن يتكون منه اللون اللامع) أو كرومات الرصاص ومن رأي الطبيب أن لا تلقى الطوابع في أيدي الأطفال لأن وجهها أيضاً يحتوي على مادة سامة فإذا وضعوها على ألسنتهم تسمموا بها.