الرئيسيةبحث

مجلة المقتبس/العدد 78/اللغة الانتقادية

مجلة المقتبس/العدد 78/اللغة الانتقادية

بتاريخ: 1 - 8 - 1912


رأينا في اللغة مجلد شاذ الطرفين قديم الخط والورق صغير الحجم والقطع غير أن أسلوبه وصحة عبارته ورصفها تقتضي قدم تأليفه كما أن ترسل المؤلف ووفور مادته وسعة اطلاعه حتى إنا لم نعثر فيما قرأنا منه عَلَى نقل أو تعويل إلا نادراً توجب أن يكون أحد أئمة اللسان ولعل أديباً من صرعى الكتب والآثار يطلع عَلَى ما ننشره منه فيطلعنا عَلَى مصنف الكتاب وعلى حقيقة الكتاب.

هذا وفي الموجود من أول المجلد كلام عَلَى المترادفات ثم أبواب في مباحث لغوية مفيدة مرتبة عَلَى زنات الأسماء والأفعال وفيه فصول مختلفة ممتعة والذي يهمنا مباحثه الانتقادية فقد جاء فيها ما نصه.

باب ما هو مكسور الأول مما فتحته العامة أو ضمته

مما فتحته الصنارة والجنازة والرطل للمكيال والجص والرخو والأثمد وضربت علاوته أي رأسه وأيضاً ما علق عَلَى البعير والجمع العلاوى وعلاوة الربح وسفالتها بالضم واستعمل فلان عَلَى الشام وما أخذ أخذه وأخذت بأخذنا أي بخلائفنا والجراب والإهليلجة واللثة وفلان ينزل العلو والسفل والطنفسة والدهليز وشاعرت المرأة نمت معها في شعار وشعار القوم في الحرب والترياق والدرياق والسواك والوشاح والديوان والديباج وجمام القدح وأما الجمام (بالضم) ففي الدقيق ونحوه وفصح النصارى إذا أفطروا وأكلوا اللحم والمرفق مرفق اليد وما يرتفق به وأنفخة الجدي وقيل منفخة وأنت عَلَى رياس أمرك ورياس السيف مقمضة والعامة تقول رأس أمرك.

ومما تقوله العامة بالضم صوان الثوب لما يصان به ودابة بها قماص وتمر شهرين وكسرى ومما الفتح فيه لغة الرطل للمكيال والمسترخي من الرجال والبزر ويوم الأربعاء وأما جرو الكلب والإصبع فبالكسر والضم والفتح.

باب ما يتكلم فيه بالصاد مما تتكلم العامة فيه بالسين وبالعكس

نبيذ أو لبن قارص يقرص اللسان ويوم قارس والبرد قارس وسمك قريس وليلة ذات قرس ولا تقل بالصاد.

بخصت عينه وبخست حقه وبصق بصاقة وبزق ولا تقل بسق وبسق النخل طال وبس فلان في علمه علا ويقال + + + يتألق (بصاقة القمر) فص الشاة والفس تتبع النمائم وقد أفرصك الأمر وأصل الفرصة أن يتفارص القوم الماء القليل فيكون لهذا نوبة فيقال جاءت فرصتك أي وقت استقائك قمرة قهره وقصره حبسه وامرأة قصيرة مقصورة أي محبوسة دابة شموس أي بينة الشماس عند الإسراج أو المشي والصندوق وصنجة الميزان ولا تقل سنجة والرساغ حبل يشد في رشغ البعير يمنعه من الانبعاث والصماخ ولا تقل السماخ وأصاخ إلى الشيء استمع وتقصصت أثره وتقسست صوته بالليل وأخذه حصر احتبس بطنه وأسر احتبس بوله.

باب ما يغلط فيه العامة فيتكلم بالياء وإنما هو بالواو

جفوت الرجل فهو مجفو ولا تقل جفيته وأما قول الشاعر

فليس بالجافي ولا المجافي.

فمبني عَلَى جفى جنوت عليه وحنيت امرأة حانية أقامت عَلَى وادها فلم تتزوج وحنيت العود والظهر وحنوتهما هجوته فهو مهجو ولا تقل هجيته فلوت المهر وافتليته فصلته عن أمه غذوته غذاء حسناً عروته أتيته فهو معرو وعزوته إلى أبيه نسبته وعزيته لغة واعتزيت إلى أبي وقروت الأرض قروا نبتعتها وقريت الضيف أقريه قرى وقرا غلوت في القول غلواً وغليت عليه من شدة الغيظ أغلى غلياً وغلياناً وخلوت به أخلو خلوة وخليت دابتي خلياً جزرت لها الخلى وهو الأخضر أو الرطب من النبات يقال أخلت الأرض أي كثر خلاها والواحدة خلاة.

عنوت أي خضعت وعنوت من بني فلان صرت فيهم عانيا أي أسيراً وعنت الأرض بالنبات تعنو عنواً ظهر نبتها وأعناه المطر وعنيت فلاناً بكلامي حزا السراب الشخص يحزوه حزواً رفعه وحزى فلان الشيء يحزيه حزياً خرصه وتقول كم تحزى هذا النحل عتوت يا فلان تعتوا عتواً ولا تقل عتيت وجلوت الصفر وجلوت عن البلد أجلو جلاء وعفوت عنه عفواً وبينهما بون بعيد أي تفاوت وما أحوله إذا كان محتالاً وقد تحول أي احتال ورجل حول ما أحيله لغة وهي الحول والحيل.

أبوت الرجل أبوه صرت له أباً وماله أب يأبوه وأبيت الشيء أباه أباء وسروت الثوب عني أسروه سروا وسريت الليل وأسريت.

ما جاء عَلَى فعلت مما تكسره العامة أو تضمه

عسيت ودمعت عيني وعطس وشعل وسبح ولمح ونكل وكللت من الإعياء وكفل به وجهد ووجد وعتب وحرص ولعب سال لعابه ونحل جسمه ونحلت فلاناً أعطيته ونحلت القول نحلةً ولغب وغثث نفسه وغثا السيل وغلت القدر وولغ الكلب ولهث من الإعياء وذوى العول وذبل وجمد الماء وخمدت النار تخمد وعمد وقصد وعجر عن الأمر وعجزت المرأة كبرت عجيزتها وعجزت (مضعفاً) صارت عجوزاً وهدت النار وهمد الثوب بلى وغوى الرجل جهل وغوى الفصيل لم يرتو من لبان أمه ثم لا يروى من اللبن حتى يموت هزالاً وأما زعف وصلح وفسد فالضم في ثلثتها لغة.

باب من يتكلم فيه فعلت مما تغلط فيه فتقول أفعلت

نعشت الرجل رفعته ومنه نعش الميت ونجع في الرجل الدواء وفي الدابة العلف ونبذت النبيذ والشيء من يدي وشغلته وسعرهم شراً وجملت الشحم واجتملته أذبته وهزلت دابتي وفي المنطق هزلاً ووقفته عَلَى كذا وذابتي وبشيء عَلَى ولدي وجنبت الريح وشملت ودبرت وأجنبنا وأشملنا وأدبرنا ودخلنا وجنبنا وشملنا أصابتنا وبرق ورعد الشماء والرجل يتهدد وحكى أرعد وعدته خيراً وشراً فإن اسقطوا الخير والشر قيل في الشر أوعدته وكذلك إذا ذكروا الباء معه قالوا وعدته بشر وكبه الله لوجهه وعلف الدابة أو رسنتها وخششت البعير وعظت فلاناً وحميت المريض.

باب ما يتكلم فيه بأفعلت مما تتكلم العامة فيه بفعلت

أديته أعنته واستأديت الأمير عليه أنبته أعطيته وأنبته قصدته أبدرنا طلع علينا البدر وبدرنا إلى كذا أبريت الناقة جعلت لها براً وبريتها حسرتها وأبسست للغنم بالماء وبالإبل للحلب صوت بها وناقة بسوس تدر بالإبساس وبس السويق لته بالسمن بشرت الأرض عند نبتها وما أحسن بشرتها وبشرت الأديم قشرت باطنه أبعته أعرضته للبيع وبعته من فلان أبغيته أعنته عَلَى الطلب وبغيته طلبته أبقل الرمث فهو باقل وبقل وجهه خرج شعره وناب البعير طلع أترب استغنى وترب افتقر أتلد في أرض كذا أقام وتلد قدم اتبعت القوم إذا سبقوك فلحقتهم واتبعتهم وتبعتهم مروا بك فمضيت معهم أثرى بنوا فلان كثر مالهم والأرض كثر ثراها وثرى بثرى فرح وثروناهم كثرناهم أثللت كذا أصلحته وثللت البيت أهدمته ومنه ثل عرشه أي ذهب عزه أجبرته عَلَى الأمر أكرهته وجبرت الفقير أعطيته والعظ فجبر أي انجبر أحد قل خيره وجحد أنكر أجرب فلان جربت إبله جرباً أجررت الفصيل شققت لسانه بخلال يمنعه عن الرضاع وفلاناً الرمح طعنته فتركته فيه يجره والفرس رسنه وجر الحبل وجريره جناية أجز النخل حان أن يجز وجززت النعجة والكبش وحلقت التيس والعنز ولا يقال فيها جززت أجم الأمر وجم الماء جموماً اجتمع في البئر والفرس جماماً ترك أياماً من الركوب وأجرم جريمةً جنى جناية وجرم الصوف جزه والنخل صرمه ونخل جريم أجززت القوم أعطيتهم وجزرة يذبحونها أي شاة سمينة والجمع جزر وجزرت الجزور نحرتها وجزر الماء قل أجلب قتبه جعل عليه جلدة رطبة ثم تركها حتى يبس وجلب عَلَى فرسه جلباً صاح أجمع أمره عزم عليه وجمعت الشيء جمعاً وجمعت المرأة لبست الخمار والدرع والملحفة ما أجمل الحساب وفي صنيعه إجمالاً وجمل الشحم واجتمله أذابه والجميل المذاب منه أجنى الثمر أدرك وجنيته جناً أجبته بكذا إجابةً وجابة وجبت الصخرة خرقتها أحددت السكين وحددت حده عضبّت وحدت المرأة وأحدت تركت الزينة أحبر جلده ترك حباراً وحبراً ترك أثراً وحبره سره والحبرة والحبر السرور احتبست فرسي في سبيل الله وأحبسته فهو محتبس وحبست فلاناً في الحبس أحجل بعيره أطلق يده اليمنى وقيد اليسرى وحجل الغراب أحجم عن الأمر كف وحجم الحاجم فلاناً والصبي ثدى أمه وفلان جمله جعل له حجاماً لئلا يعض وبعير محجوم أحذيته أعطيته وحذوته جلست بحذائه وحذوت النعل بالنعل وحذت الشفرة يد قطعتها والنبيذ يحذي اللسان أحسبته أكثرت له حتى قال حسب وحسبت الحساب حساباً وحسباناً وحسبة أحمدته وجدته محموداً أحصره منعه من سير أو حاجة وحصره العدو ضيق عليه والحصير المحتبس ورجل حصير وحصور لا يخرج من ثمن الشراب ما يخرجه أصحابه. أحميت المسمار وحميت المكان أحمات البئر ألقيت فيها الحماة وحماتها نزعت منها الحماة وأحال حالت إبله فهي حيال والماء صبه وبالدين عَلَى فلان وحال انقلب عَلَى العهد والقوس انقلبت عن العطف والحول يقال فيه حال وأحال أخطبك الصيد أي أمكنك أخطب الحنظل صار خطباناً وذلك إذا صار فيه خطوط خضر وخطب في النكاح خطبة وعلى المنابر خطبة أخنق فلان لم يغنم والنجم تولى للمغيب وخفق الطائر بجناحه خفقاً والريح خفقاناً وخفقه بالسيف وأخفقه ضربه أخلفت النجوم إذا لم يكن فيها مطر والرجل في ميعاده واخلف الله عليك يقال لمن ذهب ماله وخلف الله عليك فيمن مات له ميت وخلف فلان فلاناً صار له خليفة وجاء بعده وفوه خلوفاً تغير والشيء فسد أخليت المكان أصبته خالياً خالياً اخلد بالمكان أقام به ورجل مخلد أسن ولم يشب وخلد خلوداً بقى أدلجت سرت ليلاً وهي الدلج وأدلجت سرت من آخره أذممته صادفته مذموماً وذممته عبته أذال فرسه أو غلامه استهان بها وذال يذيل تبخر أرم القوم سكتوا والعظام صار فيها رم أي مخ وقد رمت عظامه أي بليت وفلان شاته والغنم نباته أكلته أربع ولد له في شبابه وأربع وربع حم ربعاً وربع الحبل فتلته عَلَى أربع قوى أرجع أهوى بيده إلى خلفه ليتناول شيئاً أرمل فلان نفذ زاده وأرمل الحصير ورمله نسجه ورمل بين الصفا والمروة رملاناً أرمى عَلَى السبعين وأربى وأرماه عَلَى ظهر دابته وأذراه ورمى الرقبة ارهن في كذا أسلف ورهن الرهن ولا يقال أرهن الرهن وأما قول الشاعر:

فلما حسبت أظافيره ... نجوت أرهنهم مالكاً

فمن روى وأرهنهم مخطئ أزبد الماء وزبده أعطاه وأطعمه الزيد أزهر النبت ظهر زهره وأزريت به قصرت وزريت ليه عبته أسفر أشرق وسفر بيته كنسه والريح السحاب وفلان بين القوم سفارة صار رسولاً فيهم والمرأة نقابها كشفته والسفير ما نحات من ورق الشجر فتكنسه الريح وأسررت الشيء كتمته وأعلنته وسررت الصبي قطعت سره والسرة التي تبقى أساف الرجل هلك ماله وهاف المال يسوف هلك ورماه بالسواف قال الأصمعي هو السواف بالضم كالقلاب والبخار وسافه سوفاً شمه اسمك الثوب خلق وسمك عينه فقاها أسد قال السداد.

النجف (العراق)

محمد رضا الشبيبي (الباقي للآتي).