الرئيسيةبحث

مجلة المقتبس/العدد 77/التعليم في مصر

مجلة المقتبس/العدد 77/التعليم في مصر

بتاريخ: 1 - 7 - 1912


انحصر الأمل في العهد الأخير بارتقاء المعارف في اللغة العربية بالقطر المصري لأنه من بلاد العرب في نقطة متوسطة ولأن الذين يتكلمون بالعربية من أبناء هذا اللسان في شمالي أفريقية وغربي آسيا هم تحت سلط حكومتين تريد كل منهما أن تنشر لسانها وتقضي عَلَى لسان البلاد الأصلي ففرنسا لا تعنى إلا بتعليم اللفة الإفرنسية في الجزائر وتونس وستكون كذلك في مراكش والدولة العثمانية لا تعلم غير التركية حتى في المدارس الأميرية الابتدائية في الشام والعراق والجزيرة والحجاز واليمن وطرابلس وبرقة ولذلك بات الرجاء معقوداً بمصر وحدها. وهذا الرجاء قد عظم خصوصاً بعد أن أصبح التعليم الابتدائي وأكثر التعليم الثانوي بالعربية وأصبح مدرسة الزراعة العليا تدرس منذ هذه السنة بالعربية. وإذا دام هذا الارتقاء الذي حدث بهمة ناظري معرف مصر سعد زغلول باشا وأحمد حشمت باشا فسيكون المصير تدريس الطب والحقوق والهندسة وغيرها أيضاً من التعليم العالي باللغة العربية فيعود للبلاد رونقها. نعم إن مصر تنفق عَلَى التعليم قليلاً بالنسبة لما تنفقه اصغر الحكومات الأوربية كسويسرا أو هولاندة أو البلجيك مثلاً وكلن الزيادة إذا أطردت في ميزانية المعارف توشك بعد مدة أن ترقى درجة عالية وإناطة التعليم المحلي بمجالس المديريات منذ سنة 1910 بزيادة مبلغ طفيف في المئة عَلَى أموال الأطيان سيكون من ورائه فائدة كبرى وبعض المدارس التي أنشئت ثانوية وبعضها مدارس للبنات وعند مجالس المديريات الآن 45173 صبياً و5500 بنت في الكتاتيب عدا 10000 صبي في المدارس التي هي أعلى منها وهذه المدارس ستقلل عدد الأُميين في مصر.

وبلغ عدد التلامذة في المدارس التي تحت إدارة نظارة المعارف في سنة 1911 15169 و2713 في مدارس تعليم معلمي الكتاتيب و7749 في المدارس الابتدائية و1644 في المدارس والفرق الصناعية و2160 في المدارس الثانوية و56 في الرسالات المصرية وتراقب نظارة المعارف 3590 كتاباً للذكور والإناث فيها من الجنسين 211485 و32 مدرسة ابتدائية ومنها 19 لمجالس المديريات فيها 5522 و14 مدرسة صناعية زراعية فيها 2093 ومدرسة ثانوية فيها 222 و3 مدارس لتعليم معلمي الكتاتيب وفيها 226 ومدرسة لتعليم الممرضات والقوابل وفيها 29 وإصلاحية الجيزة وفيها 598.

والتقدم في ترقية التعليم في الكتاتيب مطرد تحت مراقبة الحكومة وقد بلغت مساعداته أعطتها 22982 جنيهاً وعدد الكتاتيب الخصوصية التي تراقبهم الحكومة وتعطيها الإعانات 3455 وكان عند نظارة المعارف 146 كتاباً تحت إدارتها الخاصة فيها 361 معلماً و71 معلمة و9901 من الصبيان و5268 من البنات و13 من هذه الكتاتيب خاصة بالبنات.

ولا يزال عدد المدارس الابتدائية تحت إشراف نظارة المعارف رأساً 32 مدرسة منها 11 في القاهرة و31 في الأقاليم ونقص تلامذتها 888 عن العام السابق لتوسع مجالس المديريات في أمر التعليم إما بإنشاء مدارس ابتدائية جديدة أو بإسعاف بعض المدارس التي كانت موجودة من قبل ومجموع ما في مدارس الصبيان الابتدائية التي للمعارف وعددها ستون 12405 وأُعدت الموال اللازمة لإنشاء مدرسة ثانوية جديدة في أسيوط تحت مراقبة المعارف وتفكر الحكومة في مراقبة المدارس الثانوية الخصوصية ومساعدتها كما فعلت في الكتاتيب والمدارس الصناعية.

وزادت الغربة في الاثنتي عشرة سنة الأخيرة في تعليم البنات وأنشئت لهن مدارس جديدة أنشأتها المعارف أو الأفراد ثانوية وكتاتيب وأصبح عدد مدارس البنات التابعة لنظارة المعارف والتي تحت مراقبتها 2713 وعدد التلميذات فيها 25023 وكان نمو التعليم الزراعي والتجاري والصناعي سريعاً سنة 1911 فمدارس المعرف من هذا النوع 12 مدرسة وغيرها 14 وعدد التلامذة في الأولى 2097 وفي الأخرى 1968 وأنشئت بعض المدارس الزراعية وأصلحت دروسها وبرامجها ويبلغ عدد التلامذة في المدارس الصناعية 1617 فشمل التعليم العملي في مدرسة الهندسة علمي السائلات والميكانيكات واستخدم مكان توليد النور للتجارب في الصناعة الكهربائية وجعلت مدرسة الفنون التي أنشئها الأمير يوسف كمال في القاهرة سنة 1908 وفيها الآن 115 تلميذاً تحت مراقبة المعارف وأدخل فيها عملاً برغبة منشئها أسلوب جديد يزيد ميل التعليم فيها إلى الخطة العملية ويزيد ارتباطها بالفنون الوطنية ومنشئ هذه المدرسة يقوم بنفقاتها ووسعت مدرسة التدبير المنزلي وسيعلم البنات تدبير المنزل إلا قليلاً. وفتحت مدرسة للمحاسبة والتجارة فيها 150 تلميذاً ما عدا الدروس التجارية الليلية التي تعطى في القاهرة والإسكندرية ونال شهادة مدرسة الطب 27 والحقوق 79 وبلغ عدد مدارس المعلمين سبعاً للرجال واثنتين للنساء وعدد تلامذتها كلها 1182 وكان عدد الرسالة المصرية في أوربا 52 تلميذاً في إنكلترا و6 في فرنسا و1 في النمسا وأرسل مجلسا مديريتي الدقهلية والجيزة تلامذة إلى أوربا ليتعلموا علم التعليم فأرسل أربعة إلى بلجيكا و3 إلى إنكلترا و3 إلى فرنسا.

وبلغ عدد طلبة الأزهر والمعاهد الدينية الأخرى في الإسكندرية وطنطا ودسوق ودمياط 14000 و524 أستاذاً وفي مدرسة القضاء الشرعي الآن 391 طالباً 35 في القسم الأعلى وتخرج منها هذه السنة 12 طالباً وهو الصف الأول. هذا خلاصة ما تم وأهم شيءٍ أن الحكومة منحت مئة ألف جنيه لمجالس المديريات تستعين به عَلَى إنشاء المدارس الحديثة وتأثيثها وتجهيزها وأكثر هذه المدارس قد نجز كما زادت ميزانية المعارف ثلاثين ألف جنيه لإصلاحات وأعمال قامت بها لمعاهد التعليم.