مجلة المقتبس/العدد 76/اللغة الانتقادية
→ ../ | مجلة المقتبس - العدد 76 اللغة الانتقادية [[مؤلف:|]] |
الروضة الفيحاء ← |
بتاريخ: 1 - 6 - 1912 |
هذه الرسالة الثانية في اللغة الانتقادية التي وعدت بها في رسالتي الأولى أسوقها محذوفاً منها ما لا حاجة إليه ومقفاة بعض حروفها بما يعين للناشر قال المؤلف:
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
هذا كتاب يشمل عَلَى ما صحفته العامة وغلطت فيه من كلام العرب الجاري في الألفاظ والكتب رتبت ذلك أبواباً عَلَى حروف المعجم ليسهل عَلَى متأمله وجود ما يريد وحفظ ما يستفيده وبالله القوة والحول والمنة والطول فمن ذلك.
حرف الألف
تقول العامة لك عليَّ إمرة مطاعة بالكسر والصواب أَمرة بالفتح ويقولون هذه ضبارة والصواب إضبارة بالألف ويقولون قفلت الباب وغيره بغير ألف والصواب أقفلته بالألف ويقولون وقية للتي يوزن بها والصواب أُوقية بالألف بالفل مضمومة ويقولون عقدت العسل بغير ألف والصواب أَعقدت العسل بالألف ويقولون وعيت المتاع بغير ألف والصواب أوعيت بالألف إذا جعلته في وعائه ويقولون غفوت من النوم بغير ألف والصواب أَغفيت بالألف.
قلت يعلق في الذكر أن بعض المحدثين استعمله كذلك.
ويقولون شليت الكلب يذهبون بذلك إلى إغرائه بالصيد والصواب أشليت والإشلاء أن تدعوه إليك وكذلك للناقة والشاة فأما إغراء الكلب فهو الإيساد تقول أوسدته وأسدته إذا أغريته ويقولون للفارسي عجمي والصواب أَعجمي باللف ويقولون عق الفرس بغير ألف والصواب أعقت الفرس بالألف ويقولون حسبت فرساً في سبيل الله والصواب أحسبت بالألف ويقولون أطعنا من قطايب الجزور والصواب أن يقول من أطايب الجزور ويقولون لية الشاة والصواب أن يقال لها أَلية الشاة مفتوحة الألف والجمع أَليات ويقولون الرجل أَبردة بفتح الألف والصواب إِبردة بالكسر.
قلت الأَبردة برد الخوف.
ويقولون خذ لذلك الأمر هبته والصواب أن يقال أُهبته بإثبات الألف وضمها وإسكان الهاء ويقولون في صدره عَلَى حنة والصواب أن يقال إِحنة بالألف ويقولون عود يسر الذ يوضع عَلَى بطن المأسور وهو الذي يحبس بوله والصواب أن يقال عود أُسر بإثبات الألف وضم السين ويقولون غلق الباب وهو مغلوق والصواب أن يقال أغلت الباب وهو مغلوق ويقولون غليت الماء فهو مغلىً والصواب أن يقال أغليت الماء فهو مغلىً بإثبات الألف قال أبو الأسود:
ولا أقول لقدر القوم قد غليت ... ولا أقول لقدر الدار مغلوق
ويقولون أوميت له والصواب أومأت إليه بألف مهموزة مكان الياء ويقولون في استزادة الحديث إيهاً وذلك غلط وإنما يقال في الاستزادة إيه فإن قلت إيهاً فقد كففته عن الحديث ويقولون طفيت المصباح بالياء والصواب أطفأت المصباح بالهمزة وإثبات الألف في أوله ويقولون هو الانجاص بنون قبل الجيم والصواب الأجاص بتشديد الجيم وإسقاط النون قلت تتولد هذه النون في المضاعفات كثيراً حتى صححه بعضهم وأثبته بالنون.
ويقولون قد ابريته من الدين والصواب أبرأته بالهمزة وإنما يقال إبريت الناقة إذا جعلت أنفها برة.
قلت البرة حلقة توضع في أنف الناقة لقول أبريتها وبروتها أيضاً والجمع براة وجمعه بعض المتأخرين من شعراء العراق عَلَى برىً قال:
لا تسمها جذب البرى أو تدري ... ربة الخدر ما البرى والنسوع
ويقولون هي خية والصواب هي آخية ممدودة مشددة وجمعها أواخي قلت وهي الطنب.
ويقولون مشيت حتى عييت بغير ألف والصواب أَعييت بالألف ويقولون واكلت فلاناً إذا أكلت معه والصواب آكلته ويقولون قد وازيت فلاناً بمعنى جاريته والصواب آزيته.
ويقولون رجل أدر بتشديد الراء والصواب آدر ممدود مخفف بين الأدرة قلت والأدرة انفتاق يصيب الرجل في إحدى الاثنيين.
ويقولون هي الوزة (الطائر) والصواب الإوزة بالألف. ويقولون جبر القاضي رجلاً عَلَى قول كذا بغير ألف ويريدون قصره (أي رده إليه) والصواب أَجبر بالألف. ويقولون شهدنا فلاس فلان بغير ألف والصواب أن يقول إفلاس فلان بالألف. ويقولون صار فلان حدوثه والصواب أُحدوثه ويقولون هو الرز والصواب الأَرز بتشديد الزاي. ويقولون قد انتقع لون فلان بالنون وذلك غلط والصواب امتقع بالميم. ويقولون تولعت والصواب أُولعت بالصيد بألف مضمومة. ويقولون شرعت باباً إلى الطريق بغير ألف والصواب أَشرعت بالألف. ويقولون هدرت دم الرجل بغير ألف والصواب أَهدرت بالألف. ويقولون إذا كبر الرجل قد سن بغير ألف والصواب أَسن بالألف. ويقولون قلت الرجل في البيع بغير ألف والصواب أَقلت بالألف.
قلت الإقالة في البيع الفسخ تقول أقلته البيع وقلته بالكسر ولا تقل قلت بالضم لأنه من القول.
ويقولون قد حصره المرض بغير ألف إذا منعه من السفر أو من حاجة يريدها والصواب اَحصره المرض بالألف. ويقولون القوم إذا صاحوا وجلبوا بغير ألف والصواب أَضجوا بالألف.
قلت ويقال للمغلوب الجازع ضج إذا صاح.
ويقولون قد وهمت في الصلوة بغير ألف والصواب أَوهمت بالألف ويقولون عتقت العبد بغير ألف والصواب أَعتقته بالألف.
قلت ويقال عتق العبد يجعله فاعلاً إذا ملك نفسه وخرج عن الرق.
ويقولون كريت الدار وهي مكرية بإسقاط الألف وتشديد الراء والصواب أكريتها فهي مكراة. ويقولون زرى فلان بفلان بغير ألف والصواب أزرى بالألف ويقولون عجلت الرجل إذا استعجلته بغير ألف والصواب أعجلته إذا استعمله بالألف. ويقولون أبطيت علينا والصواب أبطأت علينا وقد استبطأتك. ويقولون بيني وبين فلان إمارة بالكسر والصواب أَمارة بالفتح قلت الأمارة هنا هي الموعد.
الزائد من كلام ابن الجوزي
وتقول في اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر هذه أيام البيض أي أيام الليالي البيض وسميت الليالي بيضاً لطول القمر من أولها إلى آخرها والعامة تقول الأيام البيض حتى أن بعض الفقهاء جرى في كتبه المصنفة عَلَى عادات العوام في ذلك وهو خطأٌ لأن الأيام كلها بيض وقرأت عَلَى أبي المنصور اللغوي قال العرب تسمي كل ثلث من الليالي باسم. ويقولون قد راحت الجيفة ويقولون والصواب أروحت. ويقولون أعرني سمعك والصواب ارعني ويقولون اللهم صل عَلَى محمد وذويه وهذا غلط لأن العرب لم تنطق بذي إلا مضافاً إلى اسم جنس كقولهم ذو مال والصواب عَلَى محمد وآله أو أَهله وقال أبو هلال العسكري يقول العوام شيءٌ أزلي قديم ويصفون الله بالأزلية وكل ذلك خطأ لا أصل له في العربية وإنما قول الناس لم يزل موجوداً ولا يزال بنوا منه هذا البناء.
قلت هذا عجب من أبي هلال فإن العلم لا بد أن يؤثر في اللغات ولا مفر من أن يزحزحها عن دائرة الجمود الضيقة فإن هذا البناء هو بناء علمي وكذلك أمثاله وكل الاشتقاقات التي لا أصل لها في العربية الأولى ثم انقلاب أساليب البيان والإلقاء والخطاب أمور طبيعية لا مناص عنها في لغة يتكلم بها الفلاسفة وتسيل بها أقلام كتاب الأمة العربية يوم كانت أرقى أمم العالم.
عَلَى أن لهذه الكلمة مخرجاً عربياً فإنها جاءت في الأدعية الفصيحة وقال اللغويون إن أزلي منسوب إلى لم يزل مثل نسبتهم الرمح الأزني واليزني إلى ذي يزن فكأنهم أبدلوا الياء ألفاً.
حرف الباء
ويقولون قد بنى فلان بأهله والصواب قد بنى فلان عَلَى أهله ويقولون هذا غلام حين بقل وجهه بتشديد القاف والصواب بقل بتخفيفها ويقولون أنة بكر بفتح الباء والصواب بكسر الباء وإنما البكر الفتي من الإبل ويقولون بديت بالشيء والصواب بدأت بالهمز ويقولون قد بسق الرجل بالسين لا يكادون يفرقون بين السين والصاد والصواب قد بصق بالصاد من البصاق وأما البساق بالسين فهو من قولهم بسق الرجل إذا طال وكذا قولهم بسقت النخلة إذا طالت قال تعالى (والنخل باسقات لها طلع نضيد) ويقولون بهت إليه والصواب بهت إليه بضم الهاء.
قلت معنى بهت إليه تنبهت وتفطنت وقد رويت بالكسر أيضاً ولعل الأصوب ما في الرسالة.
ويقولون بطيخ بفتح الباء والصواب بطيخ بكسرها.
الزائد من كلام ابن الجوزي
ويقولون بزر وبزور لما يزرع ويؤكل وهو خطأ والصواب بذر وبذور قلت وقد دون اللغويون الاثنين بهذا المعنى ويقولون لما يعجل من الزرع والثمار هرَّفَ والصواب قد بكر وهو الباكورة.
قلت ويقول فلاح العراق اليوم للمبكر من الزرع (هرفي) وهرف موجود في معاجم اللغة وكذلك أَهرف.
ويقولون هو البورق لهذا الذي يلقى في العجين بضم الباء والصواب البورق بفتحها لأنه ليس في الكلام فوعل بضم الفاء وكل ما جاء عَلَى (فوعل) فهو مفتوح الفاء نحو جورب وروشن ويقولون هذا البخور بضم الباء والصواب فتحها ويقولون البهار بفتح الباء والصواب بضمها والبالوعة والعامة تقول بلوعة بغير ألف وتشددها ويقولون بلعت اللقمة بفتح اللام والصواب بكسر اللام ويقولون بعلاً للزوج وإن لم يدخل بها والصواب أن يقال إن دخل بها بعل وقيل ذلك يسمى زوجاً وهو زوج عَلَى كل حال (قبل الدخول وبعده) ويقول خرج فلان إلى برّا (بتشديد الباء وبألف وهكذا يقولها العراقيون) والصواب برٍ ويقول بررت والديَّ بفتح الراء والصواب بررت بكسر الراء قلت وكلاهما مدون.
ويقولون بخست عينه بالسين والصواب بخصت بالصاد ويقولون بينهما بين والصواب بون بالواو ويقولون امتلأت بطن فلان يؤنثون والصواب امتلأ بن فلان مذكراً لأن العرب تذكر البطن قال الشاعر:
وإنك أن أعطيت بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الدم أجمعا
ويقولون للأسود خاصة بهيم والصواب أن يقال لكل لون خالص لا يخالطه لون آخر بهيم سواء أسود أو غيره.
حرف التاء
ويقولون تثاوبت والصواب تثاءبت بالهمز والمد ويقولون توضيت للصلوة والصواب توضأت بالهمزة ويقولون تعتيت والصواب بالدال ويقولون تجشيت بالياء والصواب تجشأت بالهمزة والجيم والاسم الجشأة ويقولون تخوم الأرض بضم التاء والصواب تخوم بفتح الخاء (كذا) ويقولون ذيك المرأة والصواب تيك المرأة ويقولون أَترسة جمع ترس والصواب ترسة ويقولون تغليت بالغالية (عطر) والصواب تغللت بالغالية.
الزائد من كلام ابن الجوزي
ويقولون ما هذا التباطي بالياء والصواب التباطؤ بالهمزة والواو ويقولون دابة لا تردف والصواب لا ترادف ويقولون هذه الشاة تشتر بالشين والصواب بالجيم ويقولون جاءت المرأة بتوأم والصواب بتوأمين وإنما التوأم أحدهما ويقول تكريت للبلدة بكسر التاء والصواب بفتحها ويقولون ششتر ودوستر للبلدة المعروفة (من بلدان إيران الجنوبية) بالدال والشين والصواب تستر بالتاء (والسين أيضاً) ويقولون التغار والصواب تيغار بياء بعد التاء عَلَى وزن تفعال.
قلت والتيغار الأَجانة وفي العراق اليوم يستعملونه في الموزونات ويقولون ثفل فلان بالثاء والصواب بالتاء ويقولون التذكار للمعاهد يهيج الحزن بكسر التاء والصواب بفتحها ويقولون تواترت رسل فلان بجعل التواتر بمعنى الاتصال الذي ليس فيه انقطاع وهذا غلط منهم والصواب تواترت رسل فلان إذا جاءت منقطعاً بعضها عن بعض بين كل اثنين هنيهة قال الله تعالى (ثم أرسلنا رسلنا تترى) واصلها وترى من المواترة ومعناها منقطعة بين كل نبيين دهر قال أو هريرة (لا بأس بقضاء رمضان تترى) أي منقطعاً.
ويقولون تنهس النصارى بالهاء إذا أكلوا اللحم قبل صومهم وهو خطأ والصواب تنحس بالحاء إذا تركوا أكل اللحم وقرأت عَلَى أبي منصور اللغوي قال هذا غلط في اللفظ وقلب المعنى إلى ضده فأما اللفظ فإنما يقال بالحاء وأما المعنى فإنما يقال لهم ذلك إذا تركوا أكل اللحم ولا يقال لهم ذلك إذا أكلوه وقال ابن دريد وهو عربي معروف لتركهم أكل الحيوان ويقال تنحس إذا تجوع كما يقال توحش.
حرف الثاء
ويقولون ثدي المرأة بكسر الثاء والصواب بفتحها ويقولون هو الثوم بفتح الثاء والصواب بضمها ويقولون هو الثاءلول بفتح الثاء وألف والصواب بضم الثاء وواوٍ مهموزة مكان الألف والجمع ثآليل ممدود مهموز قلت والثآليل والبثور.
الزائد من كلام ابن الجوزي
ويقولون رجل أثط بألف زائدة والصواب ثط بغير ألف (وهو الكوسج من الرجال) وربما قالوا ثدي الرجل وإنما هو ثدوة الرجل قلت قيل إن الثدي عام وروي فيه الكسر أيضاً وقد تقدم أن الصواب الفتح.
ويقولون لما يكثر ثمنه هذا مثمن بكسر الميم الثانية وإنما المثمن الذي صار له ثمن والصواب ثمين كما يقال رجل لحيم لما كثر لحمه وشحيم لما كثر شحمه.
حرف الجيم
ويقولون جفن السيف بكسر الجيم صوابها بفتحها قلت والكسر مروى ويقولون جفيت الرجل بالياء صوابها جفوت بالواو ويقولون عندي في جمام القدح ماء بفتح الجيم والصواب بكسر الجيم خاصة ويقولون جمام في الدقيق وغيره قلت الجمام أن يمتلئ المكيال وروي مثلث الجيم ويقولون جنازة بفتح الجيم وهي لغة والصواب جنازة بالكسر ويقولون الجدي بكسر الجيم والصواب الجدي بفتح الجيم وسكون الدال ويقولون في الجد الأب أبي والأم هو جد فلان بكسر الجيم وذلك غلط وإنما الجد الحزم في الأمر تقول له جد في الأمر أي حزم والصواب فتح الجيم ويقولون جليت السيف والعروس بالياء وليس كذلك وإنما الصواب جلوت بالواو ويقولون لضرب من الحرز الجزع والجزع صوابها فتح الجيم وإسكان الزاي فأما الجزع بكسر الجيم فجزع الوادي وهو منقطعه وقيل منحاه وأما الجزع بتحريك الزاي فهو الخوف ويقولون هو الجد ضل الهزل بفتح الجيم صوابها بكسرها ويقولون للتي يغتسل بها جفنة بالكسر وصوابها بالفتح قلت وهي هنا البئر ويقولون الحراب بالفتح وهي لغة صوابها بالكسر.
الزائد من كلام ابن الجوزي
ويقولون ثياب جدد بفتح الدال والصواب بضمها ويقولون هذا الجورب والجوذاب والريح الجنوب بالضم والصواب بالفتح قلت الجوذاب عَلَى مثال فوعال في الرسالة وفي القاموس الجوذاب بتقديم الألف عَلَى الذال وبضم الجيم أيضاً وهو طعام.
ويقولون في الجمع والواحد جوالق ولا تفرق بين الجمع والواحد صوابها إذا ضمت فهو للواحد وإذا فتحت فهو للجمع قرأت عَلَى شيخنا أبي المنصور اللغوي قال الجوالق أعجمي معرب واصله بالفارسية (كواله) وجمعه جوالق بفتح الجيم وهو من نوادر الجمع ويقولون جهدت جهدي بكسر الهاء صوابها بفتحها ويقولون جرعت الماء والصواب الكسر ويقولون لبثرة تخرج في العين الكدكد والصواب الجدجد بجيمين مكان الكافين وهي لغة تميم وربيعة تسميها القمع ويقول الجرد بالدال المهملة والصواب بالذال المعجمة ويقولون لجمع جواب الكتب الجوابات والأجوبة وهو خطأ والصواب ألا يجمع لأنه كالذهاب قال سيبويه الجواب لا يجمع وقولهم جوابات كتبي وأجوبة كتبي مؤلف (مخترع) وإنما يقال جواب كتبي.
حرف الحاء
وقع عَلَى حلاوة القضا بفتح الحاء صوابها ضمها ويقولون دقيق حواري بفتح الحاء والتخفيف من صوابها حواري بضم الحاء وتشديد الواو قلت وهو الأبيض من الدقيق والمحور منه المبيض ويقولون في أسنانه حفر بفتح الحاء والفاء وصوابها بإسكان الفاء ويقولون حنيت عَلَى الرجل إذا عطفت عليه بالياء صوابها بالواو ويقولون امرأة حصان بكسر الحاء صوابها بفتحها ويقولون حمة العقرب بالتشديد صوابها بالتخفيف ويقولون للطيرة حدة وحدي بالتاء والياء غير مهموزة صوابها حدأة بكسر الحاء وفتح الدال وألف مهموزة والجمع حدآءٌ ويقولون رجل حدث السن والصواب حديث السن فإن قلت حدث لم تذكر السن فتقول فلان حدث لا غير ويقولون لما يحسى من الطعام الحسو بضم السين وإسكان الواو والصواب الحسو بضم السين وتشديد الواو ويقولون حسبت في الحساب بكسر السين والثواب بفتح السين وإنما يقال بكسر السين في معنى ظننت ويقولون حشيت الوسادة والوعاء بالياء والصواب حشوت بالواو.
الزائد من كلام ابن الجوزي
ويقولون الحمام للدواجن التي تستفرخ في البيوت خاصة والصواب أن يقال لجميع ماله طوق الحمام مثل الفواخت والقماري والقطا ويقولون أحدرت السفينة أحدرها بكسر الدال من المضارع والصواب أحدرها بضم الدال ويقولون قد آن أحدار السفينة والصواب قد آن حدرها ويقولون حلفت الشيء إذا ألقيته من فوق إلى تحت وهو خطأ والصواب حلقت إذا رميته إلى فوق بقال حلق الطائر في كبد السماء إذا ارتفع ويقولون كان ذلك في حسابي والصواب في حسباني وليس للحساب ههنا وجه.
قلت قالوا أن الصحيح كان في حسباني وأما قولهم في حسابي فله وجه أيضاً ويقولون حلا الشيء في عيني بفتح اللام ص حلي بكسر اللام وإنما حلا في فمي (لا في عيني) فهذا من الحلاوة والأول من الحلية. ويقولون في عيني حور بكسر الحاء وصوابها بفتحها قلت ويظهر من بعض المعاجم الضم فقط ويقولون قد حسن الشيء وحمض بكسر السين والميم والصواب بضمها ويقولون في كنية الثعلب أبو الحسين والصواب أبو الحصين ويقولون للخارج من الحمام طاب حمامك خطأ صوابها طاب حميمك أو حمتك أي طاب عرقك لأن عرق الصحيح وعرق السقيم خبيث ويقولون قد حدث أمر عظيم بضم الدال قياساً عَلَى قولهم أخذني ما قدم وما حدث ويقولون فلان يحث في السير وفي الخير أيضاً صوابها أن يقال يحث في السير ويحض عَلَى الخير وقد فرق الخليل بن أحمد فقال الحث في السير والسوق والحض فيما عداهما ويقولون أحميت المريض صوابها حميته بغير ألف ويقولون إذا وجدوا في أبدانهم سخونة أجد حمى وصوابها أجد حمياً وقد بلغنا عن الصاحب بن عباد أنه رأى أحد ندمائه متغير السحنة فقال ما الذي بك فقال حمى فقال الصاحب (قه) فقال النديم (وه) فاستحسن عليه الصاحب ذلك وخلع عليه.
حرف الخاء
يقولون خمرت العجين إذا جعلت فيه الخمير وصوابه خمرت العجين بالتخفيف ويقولون أخصيت الفحل بالألف والصواب بغير ألف فهو مخصي ولا يقال مخصيً ويقولون فعلت ذلك خصوصية بضم الخاء والصواب بفتح الخاء قلت والضم معروف أيضاً.
ويقولون خليت به بالياء والصواب بالواو.
الزائد من كلام ابن الجوزي
ويقولون مائدة للخوان الذي يترك عليه الطعام سواء عليه طعام أو لم يكن ص خوان بكسر الخاء إذا لم يكن عليه طعام فإذا كان عليه طعام فهو مائدة ويقولون خاتمة للحلقة إن كان فيها فص أو لم يكن ص إن كان فيها فص فهو خاتم وإن لم يكن فهي حلقة ويقولون للذهب المصوغ هذا خلاص بفتح الخاء ص بكسرها قلت هو ما أخلصته النار من الذهب وهو الخلخال والخشخاش بفتح الخاء والعامة تكسرها وهي الخصية والعامة تقول الخصوة بالواو ويقولون أخطأ الرجل إذا تعمد الذنب ص خطئ فهو خاطئٌ ومنه الخطية وإنما أخطأ يخطئُ إذا أراد شيئاً فأصاب غيره وقال بعض المتأخرين:
لا تخطون إلى حط ولا خطأ ... من بعد ما الشيب في فوديك قد وخطا
فأي عذر لمن شابت مفارقه ... إذا جرى في ميادين الصبا وخطا
ويقولون لمن هلك له والد أو ولد أخلف الله عليك وهو خطأ ص أن يقال لمن هلك له من يتعوض عنه كالولد أخلف الله عليك ولمن لا يتعوض عنه كالوالد خلف الله عليك أي كان خليفة.
حرف الدال
ويقولون الدهليز بفتح الدال ص بكسر الدال ويقولون دحية الكلبي بفتح الدال ص بكسر الدال ويقولون هو الدخان بتشديد الدال والخاء ص بالتخفيف وجمعه دواخن والعامة تقول دخاخين ويقولون دم بتشديد الميم ص بالتخفيف ويقولون دنيت من الرجل إذا قربت منه ص دنوت منه بالواو ويقولون دوخلة بتخفيف اللام ص دوخلة بالتشديد قلت والتخفيف منقول فيها وهي ما تصنعه من أخواص النخل ظرفاً لتموره.
الزائد من كلام ابن الجوزي
ويقولون دجاجة ودجاج بكسر الدال وهي لغة رديئة ص بفتح الدال ويقولون دمشق بكسر الدال والميم ص فتح الميم ويقولون دستور بفتح الدال ص ضمها وهو قياس كلام العرب كأسلوب وعرقوب وخرطوم ويقولون وري فلان بكسر الراء ص بفتحها ويقولون الرية وموضع دفي بتشديدهما ص التخفيف فيهما ويقولون دنياً بالتنوين وهو غلط ص من غير تنوين لأنها لا تنصرف بحال وسمعت بعض المتعبدين يقول اللهم أصلحنا في ديننا ودنيانا وهذا قبيح قلت وقال الفيروز آبادي إنها قد تنون.
ويقولون في النسبة إلى الدنيا رجل دنيائي بهمزة قبل ياء النسبة ولا وجه لذلك لأنه اسم مقصور لا ينصرف ص دنياوي أو دنيوي ويقولون أيضاً للذي يحمل الدواة دواتي وهو غلط ص دووي لأن تاء التأنيث تحذف في النسب كما تقول في النسبة إلى مكة مكي وإلى فاطمة فاطمي ويقولون للشيء الحقير ذميم بالذال المعجمة ص بالدال المهملة وإنما الذميم بالذال المعجمة السيئ الخلق وقرأت عَلَى شيخنا أبي منصور قال الدمامة بالدال المهملة في الخلق وبالذال المعجمة في الخلق ويقولون للدودة التي هي كثيرة الأرجل التي تدخل في الأذن دخان الأذن بالنون يشبهوه بالدخان ولا معنى لذلك ص دُخَّال الأذن من الدخول
حرف الذال لابن الجوزي
وتقول للجماعة القليلة من إناث الإبل ذود ولا يقال للذكور ذود والعامة لا تفرق دقن بالدال المهملة وإسكان القاف وصوابها بالذال المعجمة المفتوحة وفتح القاف ويقولون ذبل الريحان بضم الباء ص فتحها ويقولون فعلت كيت وكيت وقلت كيت وكيت ولا يفرقون بين المقال والأفعال ص أن يقال ذيت وذيت كناية عن المقال وكيت وكيت كناية عن الأفعال.
حرف الراء
ويقولون أرهنت الرهن بالألف ص بغير ألف ويقولون رميت بالقوس ص عن القوس ويقولون الرصاص بكسر الراء صوابها فتحها ويقولون رصغ الدابة صوابها بالسين ويقولون رباعية بالتشديد صوابها بالتخفيف وكذلك رفاهية بالتخفيف ويقولون رقيت في السلم بفتح القاف صوابها بكسرها ويقولون الرق للذي يكتب به بكسر الراء صوابها أن يقال بفتح الراء وإنما الرق بكسر الراء الملك ويقولون للمتكلم عَلَى رسلك بفتح الراء صوابها بكسرها ويقولون شيءٌ ردي بتشديد غير مهموز صوابها رديءٌ مخفف مهموز.
الزائد من كلام ابن الجوزي
والرئة مهموزة والعامة تشددها ورضى الله مقصورة والعامة تمده ويقولون قد هبت الأرياح صوابها الرياح ولو قالوا الأرواح كان صحيحاً ويقولون هذا خبز الرقاق بكسر الراء وصوابها ضمها ويقولون رمح عَلَى أية حالة كان صوابها أن يقال له رمح إذا كان له زج وسنان وإلا فهو قناة ويقولون للمزادة التي هي وعاءُ الماء رواية ص أن يقال للبعير أو الحمار الذي يستقى عليه رواية فأما التي فيها ماء فهي مزاده ويقولون لكل راكب ركب وهو غلط وإنما الركب لراكب الإبل دون غيرها ويقولون أردمت الباب فهو مردوم وصوابها ردمته فهو مردوم ويقولون فلان أحمق من رجله يضيفون إلى قدمه وصوابها من رجلة وهي البقلة الحمقاء لأنها تنبت في مجاري السيول وليس لها أصل ثابت فتخطفها ويقولون رب مال كثير أنفقته وهذا كلام يناقض كلام العرب لأن العرب تقول رب مال أنفقته تشير إلى القليل فلا يخبر بها عن الكثير.
حرف الزاءِ
ويقولون في خلق فلان زعارة بالتخفيف ص زعارة بالتشديد وهي الشراسة ويستعملونها مخففة ويقولون عندي زوج من الحمام ص زوجان يعني بذلك الذكر والأنثى ويقولون الزيبق بفتح الباء من غير همز ص بكسر الباء والهمز ويقولون زهوت علينا بأرجل بفتح الزاي وبالواو ص زهيت علينا بضم الزاي وكسر الهاء ويقولون هي: أَزحة جمع زج ص زججة بغير ألف قلت وزجاج أيضاً
الزائد من كلام ابن الجوزي ويقولون هذا الزعرور والزنبور بالفتح ص الضم والزبيل بفتح الزاي فإن كسرتها رددتها نوناً فقلت زنبيل والعامة تقول زنبيل بفتح الزاي ويقولون زرنيخ بفتح الزاي ص كسرها ويقولون زهقت نفسه بفتح الزاء وكسر الهاءِ ص فتح الهاء ويقولون زيت الطعام إذا جعلت فيه الزيت ص زِته والزهم من الطير والدجاج والبط والدسم من دهن السمسم والجوز واللوز والزيتون والودك من الإبل والبقر والغنم والعامة لا تفرق بين ذلك.
(حرف السين)
ويقولون للطائر سماني بتشديد الميم ص سماني بالتخفيف ويقولون سفود بضم السين ص بفتحها والتشديد ويقولون كم سقي أرضك بالسين يريدون كم حظها من الماء وذلك غلط ص بكسر السين وإنما السقي بفتح السين مصدر سقيت ويقولون سخرت به ص سخرت منه.
الزائد من كلام ابن الجوزي
ويقولون انساغ الشراب فهو منساغ ص ساغ فهو سائغ وهو السميدع والسفرجل والسفود والسمور والسعوط والسفوف والسوسن لنبوع من المشموم والعامة تضم الجميع وهو السرداب والسقاء وسلخ الحية والسرقين واصله السرجين معرب بكسر السين والعامة تفتحها ويقولون هذا سداد من عوز بالفتح ص بالكسر ويقولون سيلان السكين بفتح السين والياء ص بكسر السين وسكون الياء وأنشدوا.
ولن أصالحكم ما دام لي مرس ... واشتد قبضاً عَلَى السيلان إبهامي
ويقولون الريح السموم بضم السين ص بفتحها ويقولون للعوام السوقة ص أن يقال لمن دون الملك سوقة لأن الملك يسوقهم فينساقون له عَلَى مراده!!!
والواحد من أهل السوق سوقي والجمع سوقيون ويقولون جذ في السرى وقت كان سرى ص جدَّ في السرى إذا سار ليلاً ويقولون لا أكلمك سائر اليوم أي ما بقي منه مأخوذ من سؤر الإناء وهو بقية ما فيه والعامة تشير بسائره إلى جميعه ويقولون للمرأة سني قال ابن الإعرابي إن كان من السودد فسيدتي وإن كان من العدد فستتي ولا أعرف في اللغة لستي معنى قال شيخنا أو منصور قد تأوله ابن الأنباري قال يريدون يا ست جهاتي وهو تأول بعيد مخالف للمراد ص سيدتي.
يتبع النجف:
محمد رضا الشبيبي